المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢١

الكنيسة كواسطة للنعمة

إحدى نقاط الضعف الخطيرة في البروتستانتية الشرقية المعاصرة هو عدم وجود عقيدة إنجيلية صلبة عن الكنيسة (إكليزيولوجي مُصْلَح)، الأمر الذي يؤثر بصورة حرجة على أهمية الكنيسة لدى الفرد البروتستانتي المعاصر. في المقابلة مع ذلك، علّم المصلحون بحيوية الدور الذي تقوم به الكنيسة في الخلاص (الكرازة) والتقديس. وبينما اختلف المصلحون فيما بينهم حول طريقة إدارة الكنيسة، وحول ما ينبغي أن تتضمنه العبادة (المبدأ التنظيمي في مقابل المبدأ المعياري)، إلا أنهم اتفقوا فيما بينهم على مركزية الكنيسة كواسطة للنعمة في حياة الفرد المسيحي. لطالما علّمت الكنيسة التاريخية بأنه "لا خلاص خارج الكنيسة". الآباء علّموا بذلك، والمصلحون من بعدهم وعلى منهجهم. طبعًا ما يُقْصد بذلك ليس ما تقصده الكنيسة الكاثوليكية (والكنائس التقليدية بصفة عامة) أنه لا خلاص خارج الكنيسة لكون الكنيسة هي مانحة النعمة الخلاصية من خلال الأسرار، فالمصلحين هم أول من رفض هذا المعنى. ولا أن الكنيسة تمنح صكوك معينة يحصل الإنسان بموجبها على الخلاص، فهذا الادعاء غير الكتابي كان الشرارة الأولى للإصلاح البروتستانتي وتسمير لوثر لأطروحاته الخمس والتس

العلاقة بين فريضتا المعمودية وعشاء الرب وبين الخلاص

فإني لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم اجتازوا في البحر، وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر، وجميعهم أكلوا طعامًا واحدًا روحيًا، وجميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح. لكن بأكثرهم لم يسر الله، لأنهم طرحوا في القفر. وهذه الأمور حدثت مثالاً لنا، حتى لا نكون نحن مشتهين شرورًا كما اشتهى أولئك. فلا تكونوا عبدة أوثان كما كان أناس منهم، كما هو مكتوب: "جلس الشعب للأكل والشرب، ثم قاموا للعب". ولا نزن كما زنى أناس منهم، فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون ألفًا. ولا نجرب المسيح كما جرب أيضًا أناس منهم، فأهلكتهم الحيات. ولا تتذمروا كما تذمر أيضًا أناس منهم، فأهلكهم المهلك. فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالاً، وكتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. إذًا من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط. (١ كو١٠ : ١ – ١٢) تعلّم الكنائس الطقسية أن فريضتا، أو سري المعمودية وعشاء الرب طبقًا لهم، يخلصان أو يسهمان في خلاص المسيحي. المعمودية تجدد، أو تزيل الخطية الأصلية. ومائدة الرب، أو الإفخارستيا

الصليب والكأس

وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ ٱلْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى ٱلتَّلاَمِيذَ وَقَالَ: "خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي". وَأَخَذَ ٱلْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: "ٱشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ ٱلآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي". حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ "ٱجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ". ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَٱبْنَيْ زَبْدِي، وَٱبْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ: "نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى ٱلْمَوْتِ. اُمْكُثُوا هَهُنَا وَٱسْهَرُوا مَعِي". ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: "يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أ

لماذا مركزية البدلية العقابية؟

لِإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْحَاضِرِ، لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ ٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ. (رومية ٣ : ٢٦) ما نقصده بالبدلية العقابية، هو أن المسيح تحمل ذات العقوبة التي كنا نستحقها نحن، وهي الجحيم الأبدية. العقوبة ذاتها، وليس أن الله تنازل وحسب ساعات الصلب كعقوبة أبدية. العقوبة ذاتها، وليس مثيلتها أو ما يوازيها (كما يدعي البعض). كما أن العبارة "مركزية البدلية العقابية" تفترض أن البدلية العقابية ليست الجانب الوحيد في كفارة المسيح. وهذا صحيح، فكفارة المسيح لها أكثر من بُعد أو فائدة. إنها مثل اللؤلؤة متعددة الجوانب. لكن الواجهة الرئيسية أو المركزية لهذه اللؤلؤة هي البدلية العقابية. كل شيء آخر في كفارة المسيح متوقف على البدلية العقابية. لكن لماذا مركزية البدلية العقابية؟ ١ – لأن البدلية العقابية مؤسسة على لاهوت متمركز حول الله God-centered القول أن كفارة المسيح هي في الأساس، وبصورة مركزية، لإسترضاء عدل الله هو أن نقدم فكر لاهوتي متمركز حول شخص الله. أي أن الله هنا هو محور المعادلة اللاهوتية، إن جاز التعبير. يقولون أن الأشياء بأضدادها تتضح. إذًا، أن تقول

من هو كارل يونج الذي يمدحه الدكتور ماهر صموئيل؟

يحتفي الكثير من المسيحيين بعالم النفس كارل يونج. ونحن لا نشكك في قدراته أو ذكاءه، لكن فقط نسلط الضوء على معتقداته الدينية التي دفعت وشكلت علمه. والدكتور ماهر صموئيل أحد هؤلاء الذين يقرأون ويحتفون ويروجون لكارل يونج. يقول ماهر صموئيل في حلقته "سرانية الصليب" أن كارل يونج: "واحد من أعظم علماء الطب النفسي في التاريخ. راجل عظيم فعلاً، وتقيل. وليه، يعني، إسهاماته في الطب النفسي، وفي علم النفس، الغير مسبوقة، يعني كان مدرسة جديدة كده". لنرى ما إذا كان حقًا كارل يونج مثلما يصفه الدكتور ماهر صموئيل. طبقًا للاهوتي بيتر جونز، وهو معلّم كتابي وناقد لاهوتي كبير لديانة العصر الحديث، وبالاستعانة بما كتبه نقاد أكاديميون آخرون أيضًا نقل عنهم جونز، فإنه ينبغي التحذير من خطورة كارل يونج وليس الاحتفاء به هكذا. سأتركك مع ملخص لما جاء في كتاب الدكتور بيتر جونز "المنظور الكوني الآخر: كشف أكبر التهديدات للمسيحية" والجزء الخاص بـ كارل يونج، وسيكون لي تعليق في النهاية. لُقِّبَ كارل يونج بـ "أبو ديانة العصر الحديث". لدرجة أن علم النفس اليونجي (نسبة إلى يونج) فتح الثقافة ال

الطبيعة المُنْعِمَة للوحي

يمكن إنكار الإعلان الخاص، أو الوحي، بأكثر من صورة. فبالإضافة إلى إنكاره كليًا، أو بجعله يقتصر على المفاهيم أو المعاني فقط دون الألفاظ، هناك أيضًا محاولات بإعادة تعريفه بحيث يتم توسيع مفهوم الوحي ليشمل الكثير مما كتبه الآباء الأقدمون. والسبب في ذلك هو أن الكثير من كتابات الآباء متضاربة، بل ومنها ما خرج عن قويم الإيمان. أن تقوم بتوسيع مفهوم الوحي ليشمل كل هذه الكتابات، هو أن تقول ضمنًا أنه لا شكل معين للمسيحية، وأنه لا يوجد عقيدة قويمة. ويبدو أن هذا هو ما يسعى إليه من يدعون بذلك. السؤال هنا: ما الفرق بين الادعاء بأن الوحي يشمل كتابات الآباء، وبين ادعاء الناقد التاريخي للكتاب المقدس والتر باور، بأنه كان هناك أكثر من مسيحية واحدة، أو أكثر من نسخة للمسيحية. أي أن المسيحية لم تكن مقصورة على الكتابات القويمة (الأسفار القانونية للعهد الجديد)، بل شملت الكتابات الغنوصية بدورها أيضًا. طالما أن الوحي ليس مقصورًا على الستة والستين سفرًا، بل يشمل ما كتبه الآباء، فلماذا لا يشمل أيضًا الكتابات الغنوصية، في القرون الأولى، إن كان معيارنا هو القرب التاريخي من الحدث؟ لكن في صميم هذه الادعاءات إنكارًا لطبي

تَعَنُّتْ المتشكك ضد الإعلانات الإلهية

ما هو الدليل على كون الكتاب المقدس كتابًا موحى به من الله؟ الدليل ليس السجل الأحفوري، وليس في الإكتشافات الأثرية، ولو أن هذه الأشياء، مع أهميتها، فعلاً تشهد على صدق كلمة الله. لكن الدليل في الكتاب المقدس نفسه. الكتاب المقدس هو الذي يشهد لنفسه self-authenticating . نحن لا نستطيع أن نجعل مصداقية الكتاب المقدس مرهونة بأشياء أخرى. وليس بإمكاننا أن نجعل الدليل على كون الكتاب إلهيًا هو أمر خارج عنه. إذ بذلك نُخْضِع كلمة الله لشيء آخر. وكأن الله يحتاج إلى مصادقة على حقه من كائن آخر. إن النور والجمال والحق والصدق والاتساق والقوة والفعالية والحياة الذين في الكتاب المقدس يشهدون له. ونستطيع أن نجد قياس على هذا الأمر في الكلمة المتجسد. نحن لم نؤمن بالرب يسوع، الكلمة المتجسد، بسبب أية أدلة تاريخية، بل لأننا بالإيمان رأينا النور والجمال والحق والقوة والخلاص والحياة الذين فيه. إن صفات الرب يسوع هي التي تشهد لنفسها. والمسيح هو الشاهد لنفسه. نحن لم نجعل المسيح الله، بل هو الله لذلك انحنينا خضوعًا لألوهيته. بالمثل، نحن لم نجعل الكتاب المقدس كتابًا إلهيًا معصومًا، بل وجدناه كذلك، فخضعنا لرسالته الإلهية.

الإيمان المُخَلِّص ‏طبقًا للاهوت المصلح

العقيدة الإنجيلية المصلحة تُلَخَّصُ من خلال مبدأين هامين: الكتاب وحده هو السلطة الوحيدة المعصومة، والإيمان وحده هو الذي يبررنا أمام الله. في هذه السطور سنركز على المبدأ الثاني (الإيمان وحده) والذي يُعْرَف بالمبدأ الجوهري للإصلاح البروتستانتي. إن مبدأ التبرير بالإيمان وحده قال عنه لوثر أنه التعليم الذي تقوم أو تسقط عليه الكنيسة. ووصفه كالفن بأنه المحور الذي تدور عليه المسيحية. من الهام إذًا أن نقضي بعض الوقت في تعريف، ووضع الحدود، حول هذا التعليم الخطير الذي تتوقف عليه مصائرنا الأبدية وعلاقتنا بالله. الإيمان وحده مبدأ سولا فيديه أو "الإيمان وحده" يعني أن الإنسان يتبرر أمام الله، لا بأعماله، طقسية كانت أو أخلاقية، ولا بإضافة الإيمان إلى الأعمال، وكأننا نساهم بجزء والله يساهم بالباقي، ولا بمزج النعمة مع الاستحقاق، بل بالإيمان والإيمان وحده. وهذا المبدأ يفترض الفساد الجذري للإنسان. الإنسان، بسبب فساده الموروث، غير قادر على طاعة الناموس كله. لهذا يهب الله بره للخاطيء مجانًا، بدون أعمال، وبدون أي استحقاق، بمجرد الإيمان بعمل المسيح من أجله. في التبرير لا تُغفر فقط خطايانا التي ارتك

أسبقية التوحيد على تعدد الآلهة

  ينادي التطوريون بأن الإنسان تطور في تدينه، فبدأ بالأرواحية أو حيوية المادة (عبادة الجماد ونسبة الروح له)، مرورًا بكل من تعدد الآلهة، والهينوثية (إله واحد لكل أمة أو قبيلة يختص بكل شيء)، ثم وصولاً إلى التوحيد. أن تقول أن الإنسان تطور في تدينه هو بمثابة القول أن الدين (الحقيقي) لم يأتي بإعلان من الله، وأن الإيمان بفكرة الإله الواحد هو نتيجة تطورات حضارية وثقافية معينة، والتطبيق المنطقي لذلك هو أنه آن الأوان للتطور والتخلص من فكرة الإله والتوحيد كلية. ولكن طبقًا للكتاب المقدس، فإننا نؤمن أن العكس حدث. أي أن الإنسان بدأ بالتوحيد، وقد ظل هذا التوحيد موجودًا لدى الآباء إلى ما بعد نوح ثم شتات الأمم في برج بابل. وبينما تشتت البشر في أنحاء الأرض، بعد ثورتهم وعصيانهم على الرب في برج بابل، أخذوا في تعديد الآلهة وعبادة الطبيعة. وهذا ما يؤكده المؤرخون وعلماء الأنثروبولوجي . وقبل أن نستعرض هذه الأقوال ثمة ملاحظة واجبة هنا، وهي أنه ليس من الضروري أن التوحيد لدى القدماء، في كل صوره، وأوقاته، كان توحيدًا بالمعنى الكتابي. إذ بعيدًا عن الأتقياء الذين عبدوا الرب مثل شيث وأخنوخ ونوح وعائلته، لربما كا

هل ينبغي أن ننزعج من بعض التشابهات بين الكتاب المقدس والأساطير القديمة؟

يخرج علينا أحد دعاة الليبرالية اللاهوتية في مصر بين الحين والآخر ليبرز التشابهات بين بعض ما ورد في العهد القديم من ناحية، وبين ثقافة وأساطير شرق أدنى (ولا سيما العراق ومصر) من ناحية أخرى، على أنها "اقتباسات العهد القديم من الأساطير". همه الأول والأخير هو القول أن هناك أشياء مشتركة بين العهد القديم والأساطير. لكن أن تقول أنها اقتباسات لكي تثبت بذلك أن الديانات كلها في جوهرها شيء واحد ولكن تم التعبير عنه بصور مختلفة تبعًا لكل ثقافة وزمان هو أن تقترف خطئًا جوهريًا في حق الكتاب المقدس والمسيحية. هي محاولة مستترة للطعن في تميز الكتاب المقدس ومصداقيته. وللرد على هذا اللغط حول العلاقة بين العهد القديم وأساطير شرق أدنى، والذي يتم استغلاله للطعن في تميز وأصالة الكتاب المقدس، علينا أن نميز بين نوعين من التشابهات. تلك التي اِقْتَبَسَت فيها الأساطير من أحداث الكتاب المقدس، كالخلق والطوفان، وقامت بالإضافة إليها وزخرفتها. ونوع آخر من التشابهات استخدم فيه كتبة العهد القديم لبعض المصطلحات وأنماط التفكير من ثقافة شرق أدنى بغرض تحدي الآلهة الوثنية وفضحها وفي نفس الوقت إظهار تميز وسلطان الرب ال

ماذا علينا أن نفعل في حالة وجود تناقض ظاهري بين نصين كتابيين؟

التوجه القلبي لنا في التعامل مع الكتاب المقدس يصنع كل الفرق. فبينما يقترب الناقد المتشكك منه بالإفتراض المسبق بأنه ليس من الله ‏‏(لأي سبب يراه ربما لأنه لا يوجد إله أو لأن كاتبوه بشرًا)، وهو بذلك ليس معصومًا، يقترب المسيحي الكتابي من كتابه المقدس ‏بإيمانه أنه لا يوجد به أية تناقضات أو أخطاء. وأن تلك التناقضات البادية على السطح هي مجرد تناقضات ظاهرية فقط تزول عند الفحص والدراسة. ‏ هذا التوجه القلبي، بأن الكتاب المقدس معصومًا، هو أساس الميثودولجي (المنهجية) في التعامل مع تلك التناقضات الظاهرية. وهذا ‏يحل جزء من المشكلة فقط ويثير سؤال كيف يمكن مصالحة هذه التناقضات الظاهرية مع بعضها إذًا؟ ‏ يقدم اللاهوتي جويل بيكي أربعة اقتراحات كإجابة على هذا السؤال:‏ "عندما نواجه تناقضًا ظاهريًا في التفاصيل التاريخية (للنص الكتابي)، يجب أن نتعامل معها بافتراض مسبق لشهادة الكتاب المقدس ‏الشاملة بأنها كلمة الله. بشكل عام، فإن الحل لمثل هذه المشكلة يأخذ واحدًا من أربعة أشكال. أولاً، من الممكن أن يكون قد تم إقحام خطأ ‏على النص الأصلي الموحى به من قبل أولئك الذين نسخوا المخطوطات القديمة. الحل هو استخدام

علاقة القيامة بالتبرير

‏"أُسْلِمَ من أجل خطايانا، وأُقِيمَ لأجل تبريرنا" (رو ٤ : ٢٥)‏ يقول الشراح أن هذا العدد يرجع إلى إعتراف أو إقرار من إقرارات الكنيسة الأولى. لكن ما يهمنا طبعًا هنا هو أنه صار جزء من ‏الوحي الكتابي. في هذا العدد توازي بين "أُسْلِمَ من أجل خطاينا" وبين "أُقِيمَ لأجل تبريرنا". إلى ما يشير هذا التوازي؟ بينما من المؤكد أن خطايانا سبب موت المسيح (أُسْلِمَ للموت من أجل خطايانا)، فإن السؤال يثور حول النصف الثاني من الآية عما إذا ‏كان التبرير سببًا للقيامة. أي هل قام المسيح بصفة جوهرية ليبررنا، أم أننا تبررنا لأنه قام؟ السؤال بكلمات أخرى، هل القيامة هي ‏السبب والتبرير هو النتيجة؟ أم أن التبرير هو السبب والقيامة هي النتيجة؟ ‏ أعتقد أن الأصح هو أن ننظر إلى القيامة نظرة متمركزة حول الله ‏theocentric‏ ، مثلها في ذلك مثل الصليب. هل مات المسيح ‏لإحداث تغيير في موقف الله من نحونا، أم لكي يجري تغييرًا داخلنا؟ الإجابة هي الإثنان معًا ولكن الأول بصفة جوهرية (رو ٣ : ٢٦). ‏وطالما أن المسيح مات بصفة جوهرية لاسترضاء عدل الله، الأمر الذي يتأسس عليه خلاصنا، المسيح أيضًا قام بصفة ج

ما هو العامل المشترك بين المسيحية الليبرالية وما يقال له بالإلحاد الجديد neo-atheism ؟

كلاهما يأخذ العقل كسلطة عليا فوق الإعلان الكتابي. كلاهما يرفض العقيدة الكتابية القويمة. كلاهما يروج لروحانية عابرة للأديان، أو تسمو فوقها. كلاهما يدعو للنسبية الأخلاقية. يقول شلايرماخر الملقب بـ أبو اللاهوت الليبرالي: "إن جوهر الدين هو الحدس أو الشعور". يقول الملحد الأمريكي الشهير سام هاريس: "ينبغي الفصل بين الروحانية والدين، لأن هناك أناس من كل عقيدة، ومن لا عقيدة لهم، لديهم نفس جذور الإختبارات الروحية". يقول الملحد الأشهر ريتشارد دوكينز مخاطبًا رفيقه في الإلحاد جوناثان ميلر: "أنا وأنت ربما يكون لدينا ... مشاعر من المحتمل جدًا أن تكون قريبة من نوع من العُجب الصوفي، (وذلك) عندما نتأمل النجوم والمجرات، عندما نتأمل الحياة والإمتداد الجيولوجي للزمن. فأنا أختبر وأتوقع أنك تختبر مشاعر داخلية تجعلنا نقول ما يشبه ... امممم ... وهو ما يشعر به المتصوفين ويسمونه الله. إذا دُعِيت لهذا السبب متدينًا جدًا – وقد حدث ذلك بالفعل معي – فإن ردي علي ذلك سيكون: حسنًا فأنت تلعب بالكلمات. لأن ما يقصده السواد الأعظم من الناس بكلمة متدين مختلف تمامًا عن هذا الحس التصوفي الفائق ... ،

خمسة مشاكل في اعتراض المتشكك على الجحيم

ما من شك أن عقيدة الجحيم صعبة القبول. إلا أن عدم قبولها كحق أصعب بكثير. ليس فقط لأن هذا يعني أنه لن يكون هناك عدل في الحياة الأخرى، كما اعتقد عمانوئيل كانط، بل تصبح كفارة المسيح لنا نحن المسيحيين غير ذات معنى. فلو كان التغيير الذي أراد الله إحداثه من خلال الصليب فينا نحن فقط، وليس في موقف الله من نحونا بصفة جوهرية، لكان الأمر يُحْسم بكلمة شفاء منه. لكن العمل الذي أُنْجِزَ على الصليب كان عملاً موضوعيًا بصفة أساسية، أي لإحداث تأثير في موقف الله تجاه الخطاة بإسترضاء عدله. وهنا تكمن خطورة الدفاع عن عقيدة الجحيم. إذ أن الإقلال منها يؤدي إلى الأقلال من عمل المسيح نفسه، ومن خطورة الخطية، ومن صفات الله القدوس، العادل، والمحب. البعض يتوهمون أنهم بإنكار الجحيم، أو بالتقليل منه من خلال إعادة تعريفه، يبرزون محبة الله. إلا أن العكس صحيح. فمحبة الله لا تبرز ولا تتعظم إلا بإعطاء عدل الله المكانة التي تليق به. كلما كان ما تحمله الرب يسوع المسيح على الصليب خطيرًا ورهيبًا، بواسطة دينونة عدل الله، كلما ازدادت محبته بريقًا ومجدًا. كما سبق وأشرت، فإن إنكار الجحيم، يكون إما بإعادة تعريفه، أو بإنكاره كلية. س