المشاركات

عرض المشاركات من 2013

شفعاء .. وتخصصات .. وعجبي!

هل حقا لكل شفيع تخصص؟ تكتظ الساحة الدينية القبطية بالوسطاء والشفعاء ، وعجبي فلكل واحد منهم تخصص. فهناك شفيع الطلبة ،وآخر للمتعبين ، وثالث للمرضي ، وتحت شفاعة المرضي هناك أيضا تخصصات فرعية ، فشفيع مرضي الكلي غير ذلك المتخصص بالعيون ، وشفيع السيدات العاقرات لا ينظر مثلا في حالات العظام أو الأسنان ، إلي آخره. أما أكثر هؤلاء الشفعاء غرابة فهو "شفيع المستحيلات" ، فيبدو أن مؤهلات هذا الأخير فاقت سابقيه. ولعل أول سؤال يتبادر إلي الذهن هو: كيف ومتي تخصص هؤلاء؟ ثم من منح لهم شهادات التخصص تلك؟ وكيف أعلنوا عن تلك التخصصات؟ وإن فرضنا صحة المبدأ لماذا لا يوجد بين هؤلاء الشفعاء أيٌ من أبطال الكتاب المقدس ممن شفوا الأمراض في العهد القديم مثل أليشع والجديد مثل بولس وبطرس؟ والأدهي من كل ما سبق هو أن الرب يسوع المسيح لم يصبه الحظ في ادراج اسمه تحت أي من هذه التخصصات ، مع أن الكتاب المقدس يقول "وجميع المرضي شفاهم" (مت 8 : 16). يبدو أن من قاموا بمنح تلك التخصصات اكتفوا بجعل المسيح "شفيعا كفاريا" فقط. مع أنهم حتي في ذلك يناقضون أنفسهم بقولهم "بشفاعة

الكتاب المقدس بين الكثلكة وما بعد الحداثة

صدق الرسول بولس حينما قال أننا لا نجهل أفكار الشيطان ، فقد يختلف الأسلوب الشيطاني بإختلاف الزمان والثقافة ولكن يظل هدفه النهائي واحد وهو أن يحرمنا من التمتع بالحق المعلن في كلمة الله. ولعل أبرز الأمثلة علي ذلك هو أن ما حدث لكلمة الله في العصور المظلمة لأوروبا في ظل هيمنة كنيسة روما علي العالم الديني هو عينه ما يحدث الآن في معقل البروتستانتية في أميريكا وب عض الدول الأخري. إذ يفسر البعض تسمية تلك الحقبة بالعصور المظلمة إلي كون الكتاب المقدس الذي هو السراج المضئ حبيسا في سجن السلطان البابوي الروماني. وقد كانت حجة هؤلاء البابوات والكرادلة في حجب الكتاب المقدس عن العامة هي أن الكتاب المقدس غامض ولا يستطيعوا تفسيره بأنفسهم ، وأن اعطاء الكتاب المقدس للعامة للقراءة والفهم كان بمثابة طرح الدرر قدام الخنازير ، لهذا فقد كانت قراءته وحيازته وترجمته إلي لغة العامة جرائم تعاقب عليها محاكم التفتيش الرومانية تستوجب الحرمان واللعن والقتل. وهذا ما حدث فعلا إذ يقدر عدد القتلي البروتستانت في خلال تلك الحقبة المظلمة بحوالي خمسين مليون جنبا إلي جنب مع كتبهم المقدسة. فكانت النتيجة هي حا

حقيقة الرموز العذراوية

  هل حقا يشير كل من سلم يعقوب والعليقة وعصا هارون إلي العذراء مريم؟ لا شك أن الكثيرين منا تشبعت مسامعهم هذه الأيام بهذه الرموز العذراوية بمناسبة ذكري ميلاد المسيح. وإنه لشئ يدع للدهشة أن تعلم الكنيسة الطقسية أن هذه الرموز – وغيرها الكثير – تشير إلي العذراء مريم ولا تشير إلي الرب يسوع المسيح! فبدلا من أن يكون الرب يسوع المسيح هو محور هذه الرموز وأن تكون هذه الأخيرة انعكاسا لجماله ومجده وتفرده نجده طبقا لتلك التفاسير لا يحتل سوي مكانة ثانوية جدا. وليس غرضنا هنا الدفاع عن الرمز بقدر ما هو الدفاع عن المرموز إليه. ولا يهمنا الرمز بشئ إلا لكونه ظلا ومرآة للحبيب الذي ليس لنا سواه ولا نريد أي شخص آخر إلي جواره: رب المجد يسوع المسيح. وإن لم يكن الرب يسوع المسيح هو محور أي دراسة رمزية في كلمة الله فلنتيقن تمام اليقين أننا أخطئنا في تطبيق الرمز ، فهو الألف والياء ، الأول والآخر ، البداية والنهاية كما نقرأ "ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ" (لو 24). ومن بين هذه الرموز التي ي

لماذا أؤمن (4)

هل أمات العلم الله؟ يعتقد الكثيريون أن العلم والإيمان خصمان يتباريان في حلبة مصارعة .. جولاتها مستمرة وساخنة.. وجمهورها متعطشا للإثارة .. ويتناوب كل منهما فيها المكسب والخسارة .. وأن كل منهما ينتظر اللحظة التي يحظي فيها بلمس أكتاف للآخر ليقضي عليه ويشهر به أمام جمهور المشجعين. أو كما صور لنا نجيب محفوظ هذا الصراع في روايته أولاد حارتنا بالسيد "عرفة" الذي يرمز إلي العلم عندما يقتل "جبلاوي" الذي هو رمزا لله. علي أن هذا الإنتصار البادي أمامنا لم يكن كذلك في بداية الأمر. فعندما كانت أوروبا في قبضة الكنيسة لم يكن للعلم أي صوت يُذكر ، ولكن بعد أن تحررت أوروبا من سطوة البابوية وفسادها بفضل الإصلاح البروتستانتي العظيم وانطلقت النهضة العلمية كالصاروخ من قاعدته أضحت أوروبا أكثر علمية وعلمانية للدرجة التي فقدت معها تقريبا هويتها الدينية تماما ، وصار صوت العلم فيها مسموعا أكثر من الكنيسة التي بات صوتها كالضجيج الذي لا معني له بسبب  فضائحها القديمة وماضيها الغير مشرف. ومع أنه قد يُصوَّر للعامة أن العلم وجه ضربته القاضية للإيمان بالله حينما خرج علينا داروين بنظريته الش

أين هو الرب إله إيليا؟

وَلَمَّا عَبَرَا قَالَ إِيلِيَّا لأَلِيشَعَ: «اطْلُبْ: مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ قَبْلَ أَنْ أُوخَذَ مِنْكَ؟». فَقَالَ أَلِيشَعُ: «لِيَكُنْ نَصِيبُ اثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ عَلَيَّ».  فَقَالَ: «صَعَّبْتَ السُّؤَالَ. فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذلِكَ، وَإِلاَّ فَلاَ يَكُونُ».  وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ. وَكَانَ أَلِيشَعُ يَرَى وَهُوَ يَصْرُخُ: «يَا أَبِي، يَا أَبِي، مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا». وَلَمْ يَرَهُ بَعْدُ، فَأَمْسَكَ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا قِطْعَتَيْنِ، وَرَفَعَ رِدَاءَ إِيلِيَّا الَّذِي سَقَطَ عَنْهُ، وَرَجَعَ وَوَقَفَ عَلَى شَاطِئِ الأُرْدُنِّ. فَأَخَذَ رِدَاءَ إِيلِيَّا الَّذِي سَقَطَ عَنْهُ وَضَرَبَ الْمَاءَ وَقَالَ: « أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِيلِيَّا ؟» ثُمَّ ضَرَبَ الْمَاءَ أَيْضًا فَانْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَ أَلِيشَعُ. وَلَمَّا رَآهُ بَنُو الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ فِي أَرِيحَا قُبَ

فَأَمْسَكَهُ وَأَبْرَأَهُ وَأَطْلَقَهُ

وَإِذْ جَاءَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ الْفَرِّيسِيِّينَ فِي السَّبْتِ لِيَأْكُلَ خُبْزاً كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ. وَإِذَا إِنْسَانٌ مُسْتَسْقٍ كَانَ قُدَّامَهُ. فَسَأَلَ يَسُوعُ النَّامُوسِيِّينَ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السَّبْتِ؟» فَسَكَتُوا. فَأَمْسَكَهُ وَأَبْرَأَهُ وَأَطْلَقَهُ. ثُمَّ سَأَلَ: «مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلاَ يَنْشِلُهُ حَالاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذَلِكَ. (لو 14 : 1 -  6)     هذه واحدة من سبعة معجزات شفاء أجراها الرب يسوع في يوم السبت كما تسجل لنا الأناجيل الأربعة (مر 1 : 21 ، لو 4 : 38 ، 6 : 6 ، 13 : 14 ، يو 5 : 9 ، 9 : 14). وقد أجريت في بيت أحد رؤساء الفريسيين الذي قد دعا الرب ليأكل خبزا عنده يوم السبت. وبينما نجد الإصحاح الثالث عشر يختم بمشهد رفض أورشليم للمخلص المرسل إليها لكي يجمعها كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولكنهم صلبوا رقابهم ، نجد هذه الحادثة في بداية الأصحاح الرابع لتؤكد ليس فقط علي غلاظة قلوبهم وصلابة رقابهم بل أيضا عل

الإنسان بين نسمة الخلق ونسمة القيامة

وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً (تك 2 : 7) وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ:«اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ" (يو 20 : 22) ربما كان من اللائق أن نضع تحفظا بسيطا في صدارة هذا المقال نصب عيني القارئ العزيز حتي لا يساء فهم النص الكتابي فتختلط الأمور لدي البعض ، وذلك فيما يتعلق بهذه النفخة المباركة من الرب للتلاميذ ، إذ قد يُظن أنها تعني ملء الروح القدس لهم ، ولكنها في الحقيقة لم تكن كذلك. لأنه من المعروف أن ملء الروح القدس لم يمكن ممكنا أن يعطي إلا بعد تمجيد الرب يسوع المسيح بصعوده إلي السماء وذلك حسب قول يوحنا الرسول "لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد" (يو 7 : 39). فقد كان لابد من إكتمال مخطط الفداء إلي آخره وذلك بصعود الرب وجلوسه عن يمين العظمة. وهذا بدوره يقودنا إلي أن نفرق بين ملء الروح القدس وبين حلوله ، فالأول لم يكن ليحدث بأي حال من الأحوال قبل صعود الرب يسوع وتمجيده ، أما الثاني فقد حدث في العهد القديم. إذا فهذا الملأ أو السكيب