المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

هادمين ظنونا (13)

الداروينية .. ديانة العصر الحديث تحدثنا في الموضوع عن السابق عن مغالطة الدراونة في قولهم أن المعجزات الكتابية خرقا لقوانين الطبيعة، ورأينا كيف أنها ليست كذلك، بل هي إضافة قوي جديدة إلي قوي الطبيعة. ثم أظهرنا أيضا تناقض الدراونة مع أنفسهم في أنهم يرفضون المعجزات الكتابية بحجة أنها خرقا لقوانين الطبيعة وهم أنفسهم يؤمنون بالكثير من المعجزات بإعتراف علماءهم أيضا. وفي بحثنا هنا سنتعرض لتناقض آخر وهو إدعاء الدراونة بأن نظريتهم علما بحتا وأنهم لا يمارسون أي نوع من التدين أو الإيمان. الإلحاد والداروينية وثيقان الصلة، والملحد المسلح للدفاع عن إلحاده (بالمقارنة مع الملحد اللاأدري) لا غني له عن الداروينية، لأن هذه الأخيرة تمده بعقائد وجودية – يدعون أن لها أساسا علميا – تجعله في غني عن الأديان بما تقدمه من معتقدات وجودية. لهذا صرح ريتشارد داكينز في كتابه "صانع الساعات الأعمي" قائلا أن "داروين مَكَن الملحد أن يكون مُشْبَع فكريا". (1) والسبب في ذلك هو أن الإلحاد الدارويني يقوم علي فكرة أساسية وهي انكار الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة) ويعظمون الطبيعة وينسبون لها ا

هادمين ظنونا (12)

إجابة 12: أسطورة الخلق إنوما إليش .. دماء وعنف وصراع وجنس بين الآلهة نصل هنا إلى نهاية الفصل الأول من كتاب "أسئلة في العهد القديم"، وتحت العنوان الفرعي "أساطير الخلق البابلية" (ص 51) يذكر د. أ. الآتي: "كما سبق وأشرت لم تكن قضية نشأة الأرض ونظرية التطور هما فقط التحديان الوحيدان اللذان يقابلا القارئ المعاصر لسفر التكوين، لكن أيضا التشابه بين قصة الخلق في سفر التكوين وأسطورة الخلق البابلية إنوما إليش .. هذه الأسطورة تحكي إنتصار الإله مردوخ على باقي الآلهة وحيازته المكانة الأولى في مجمع الآلهة البابلية وهذا نحو القرن الثامن عشر قبل الميلاد (وهذا بالتأكيد قبل إكتمال ظهور قصة الخلق العبرانية بوقت طويل)". هذا بالنص ما قاله د. أ. في كتابه، والملاحظة السابقة التي ذكرت بين القوسين اقتبسناها كما أوردها هو حرفيا. وتلخيصا لما ذكره د. أ. هنا، فهو أنه يرى أن قصة الخلق المدونة في الأصحاحات الأولى من التكوين هي في الأساس أسطورة بابلية أعيد صياغتها، والدليل على ذلك هو أنها ترجع إلى القرن الثامن عشر، أي قبل اكتمال ظهور قصة الخلق العبرانية بوقت طويل.

هادمين ظنونا (11)

هل يحتاج الطب أو التكنولوجيا في وجودهما أو تقدمهما إلي داروين؟؟ رأينا فيما سبق كيف أن الإيمان بإله خالق كلي الحكمة والمعرفة كان محفزا ودافعا للبحث والتطوير العلميين، وأن العلم التجريبي الحديث مدين بجذوره إلي ثقافة التزمت (علي الأقل اسميا) بالإيمان بالله. وأن الكثير من العماء المسيحييون أسسوا وطوروا العلمي التجريبي الحديث في عصر التنوير العلماني. هذا التطوير العلمي والتكنولوجي أثمر عن تطبيقات عملية واختراعات كثيرة. وكل تلك الإختراعات والتطبيقات العلمية والتكنولوجية إنطلقت جميعها بمعزل عن فرضية التطور، فلا واحدة منها احتاجت ولو بنسبة ضئيلة إلي العمل من خلال تلك الفرضية. وهذا سيكون موضوع بحثنا هنا. وأول سؤال يتبادر إلي الذهن هو: هل هناك أمثلة عملية علي مخترعين مؤمنين بالله إنطلقوا في اختراعاتهم من إيمانهم بإله خالق ومبدع؟ طبعا لدينا بعض الأمثلة علي ذلك: التليفون المحمول يعتمد في إختراعه علي نظرية الإشعاع الكهرومغناطسيسي والتي هي ثمار عمل العالم المسيحي جيمز كلارك ماكسويل. وبالمناسبة فماكسويل من بين من هاجموا الداروينية صراحة، ومعروف عنه أنه كان محافظا جدا في معتقده الم

هادمين ظنونا (10)

العلماء المسيحيون .. أعمدة العلم التجريبي الحديث رأينا في المقال السابق كيف أن العلم نشأ في بيئة مسيحية، وأن القفزة التي حققها العلم التجريبي مؤخرا في الثلاثة قرون الأخيرة هي ثمرة من ثمار الإصلاحي البروتستانتي العظيم بترجمته للكتاب المقدس وصعود التفسيرالحرفي له، ورأينا أيضا أن الآباء المؤسسين للعلم التجريبي الحديث كانوا مؤمنين بالله ومسيحيين. ولكن سرعان ما قفزت العلمانية علي النهضة العلمية الحادثة ونسبتها إلي نفسها. فحدث إنشقاق بين الدين والعلم وصار معظم العلماء متشككين في وقت قصير. ولنعزز ما نقول بالأمثلة فقد اخترنا بعض النماذج لعلماء مسيحيين من مختلف أفرع العلم التجريبي، كانوا بمثابة الأعمدة للعلم التجريبي الحديث. لم يكونوا مجرد مؤمنين بالله، لكنهم كانوا مسيحيين أتقياء، وكان بعضهم رجال دين كما سنري. وقبل أن نشرع في تقديم المثال الأول نود التنويه علي أن  هذه الأمثلة تم إختيارها من كتاب "رجال العلم رجال الله" (1) للبروفيسير  هنري م. موريس. فقد قدم العالم الدكتور هنري م. موريس في كتابه عشرات الأمثلة لعلماء من عصري النهضة والتنوير، ما قبل نيوتن وما بعده ، وأنهم صدقوا