المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٢

الدكتور ماهر صموئيل كاثوليكي في ثياب بروتستانتية

مناداة ماهر صموئيل بذات التعليم الكاثوليكي "البر المغروس" الذي قاومه المصلحون ملخص المقال المنهج الذي يستخدمه الدكتور ماهر صموئيل في الطعن في التبرير الكتابي يمكن تلخيصه في هذه الأمور الثلاثة ‎ : ‎ ‏ بِجَعْله واحدة من البركات (التهميش)‏ ‎ . بِجَعْلَه وسيلة إلى غاية (تهميشه وكثلكته)‏ ‎ . بوصفه على أنه بر مغروس مما يجرده من الطابع القضائي (المفهوم الكاثوليكي للتبرير)‏ ‎ . ‎ ‏ العدالة العقابية لديه هي أن المسيح اختبر الموت ليظهر بشاعة الخطية وليس أنه تحمل عنا الدينونة الأبدية . التبرير لديه ليس إعلان الله القضائي بأن الخاطيء بار في المسيح، بل هو غرس نعمة أولية داخل الإنسان تؤدي إلى طاعة. وهذا ‏هو البر بالناموس الذي قاومه المصلحون. لأنه يخلط التبرير بالتقديس مما يجعل تبرير المسيح غير كامل ويحتاج إلى أعمال الإنسان ‏لتكميله وتفعيله . تكلم الدكتور ماهر صموئيل عن التبرير دون أن يعلّم بأنه بالإيمان وحده. ودون أن يشير إلى طاعة المسيح النشطة للناموس نيابة عنا ‏والتي حُسِبَت لنا . إن تعليم الدكتور ماهر صموئيل بالبر المغروس، وليس بالتبرير القضائي أمام الله، هو ذات التعليم الكاثول

جيمز فيشر عن عقيدة بساطة الله كمظور تفسيري لما يُنسب لله من أجزاء جسمانية وصفات روحية

إن عقيدة بساطة الله لها أهمية بالغة بالنسبة للمسيحي الكتابي. وما نقصده بقولنا أن الله بسيط هو أنه روح محض غير مُركب من أجزاء مثلنا. فالإنسان مركب من جانب مادي (الجسد) وجانب غير مادي (الروح أو النفس). كما أنه جسده مركب من أجزاء أو أعضاء. لكن ليس هكذا الحال مع الله. فهو روح ليس به تركيب. وهذا بدوره يثير سؤال حول معنى ما يُنسب إلى الله من أعضاء جسمانية في الكتاب المقدس. يستخدم فيشر بساطة الله كمظور تفسيري للإجابة عن هذا الأمر. ففي شرحه لدليل أجوبة وأسئلة ويستمينستر المختصر يقول: س ١٤: بما أن الله أبسط وأنقى روح، فلماذا تُنسب إليه أجزاء من الجسم، مثل العينين والأذنين واليدين والوجه وما شابه ذلك في الكتاب المقدس؟ ج: يجب ألا تُفهم مثل هذه التعبيرات التصويرية بمعناها الحرفي، ولكن وفقًا لنطاقها وغرضها الحقيقيين؛ وهو تحديد بعض أعمال وكمالات الطبيعة الإلهية، التي تمثلها أعضاء الجسد هذه تمثيلاً باهتًا من بعض النواحي. وهكذا، عندما تُنسب العيون والآذان إلى الله، فإنها تدل على علمه المطلق؛ ويُشار بالأيدي للدلالة على قوته؛ ووجهه يشير إلى إظهار رضاه. وفي ضوء ذلك، يجب شرح الاستعارات الأخرى ذات الطبيعة

إنجيل النعمة وإنجيل الملكوت ومحاولة تهميش الأول بإعلاء الثاني

صورة
مقدمة: التعريف بالمشكلة إنجيل الملكوت هو ذلك المفهوم العام لعمل الله منذ الخلق إلى وقت إستعلان المسيح لِلْمُلْك وَرَدُّ كل شيء. لكنه للأسف أصبح الكارت الذي يستعمله ذوي الأجندات غير الكتابية للطعن في مركزية الكفارة العقابية والتبرير القضائي في الخلاص. هو مصطلح ومفهوم كتابيين تمامًا. لكن غير الكتابيين يستعملون علاقة معقدة بعض الشيء بين "إنجيل الخلاص" (أو إنجيل النعمة) وبين "إنجيل الملكوت" ليحيلوا غفران الخطية والتبرير والكفارة العقابية إلى الهامش بل ولتمرير التبرير بالناموس من خلف هذا التشويش. سَأُقدم مثالان على هذه المحاولة من داخل الوسط البروتستانتي الشرقي. وسأتبع ذلك بتعريف كل من إنجيل النعمة وإنجيل الملكوت ثم تحديد طبيعة العلاقة بين الإثنين. على سبيل المثال، صَرَّحَ الدكتور ماهر صموئيل على تويتر منذ حوالي ثلاث سنوات بهذه العبارة: "أكثر كلمة نطق بها الرب يسوع في الأناجيل، ليست المحبة، ولا الخلاص، لكن: ملكوت الله". إن الدكتور ماهر صموئيل هنا يحاول أن يعطي المركزية للملكوت ويحيل رسالة الخلاص إلى الهامش من خلال الاستشهاد بأكثر كلمة نطقها المسيح. إنه يريد أن

(٣) الفكر الأرثوذكسي الشرقي للدكتور ماهر صموئيل

بغض النظر عن النسوية الصارخة في عظة الدكتور ماهر صموئيل المعنونة "ستة رجال وسبعة شياطين"، إلا أن تعريفه للإنسان على أنه أيقونة الله والحامل لحضوره هو تعريف غير قويم مأخوذ عن الأرثوذكسية الشرقية التي تأثر بها الدكتور ماهر صموئيل بشدة. يعرف الدكتور ماهر صموئيل الإنسان كالآتي: "من هو الإنسان طبقًا للمشروع الإلهي؟ ده تعريف لاهوتي عملته بعد دراسة صعبة. يعني قعدت عشرات الساعات، عشرات الأيام، علشان أصيغ ورقة علمية عن ماذا يعني أن تكون إنسان. لما يقول نعمل الإنسان على صورتنا، الكلمة اليونانية ‘آيكون’ Icon. الإنسان هو أيقونة ... الإنسان هو أيقونة الله الحية، والحاملة لحضوره، والفاعلة لمشيئته في الأرض". لنرى إذًا حقيقة هذا التعريف الذي استغرق من الدكتور ماهر صموئيل عشرات الأيام لصياغته. إن أول ما علينا أن نلحظه هنا هو أن الدكتور ماهر صموئيل لا يعرِّف من هو "المسيحي"، بل "الإنسان". صحيح أن الإنسان هو أيقونة الله الحية، ونحن نتفق جزئيًا مع ذلك، لأن الإنسان غير المؤمن هو ميت بالذنوب والخطايا وإن كانت له الحياة البيولوجية. إلا أننا نختلف كليًا مع قول الدكتور م

هل حقًا كانت توبة نينوى مجرد إصلاحًا اجتماعيًا كما يدعي تيم كيلر؟

نشرت مؤخرًا هيئة ائتلاف الإنجيل باللغة العربية مقالاً بعنوان " يونان النبي الضال: حوار مع تيموثي كَلِر ". والمقال به أخطاء لاهوتية وتفسيرية جسيمة بسبب إقحام كيلر لأيديولوجية الانجيل الاجتماعي. بداية لم أستسغ المشابهة بين يونان والابن الضال. صحيح أن يونان ضل طريقه إلى نينوى في البداية، لكنه حتمًا لم يضل طريقه إلى الله. فهو نبي حقيقي، يعرف يهوه معرفة حقيقية ومخلِّصة. ويرمز إلى الرب يسوع المسيح. كان يونان عاصيًا من حيث الإرسالية، وربما لم يكن يحب الخير للأمم، لكن حياته بصفة عامة لم تكن مثل الأمم الأشرار الذين ذهب لكي ينذرهم عن الدينونة. إن المقارنة ستكون أكثر إنصافًا بين الابن الضال وأهل نينوى، بما أن كلاهما كانا بعدين ويعيشان في الخطية. بل إن كيلر يذهب لأبعد من ذلك بجعل أهل نينوى أفضل أخلاقيًا من يونان. فغرض السفر، طبقًا له، هو أن كاتبه أراد أن يبين كيف أن ‘الأمم الأشرار’ يمكنهم أن يُظهروا سمو وتقوى أخلاقية أكثر من نبي مدعو من الإله الحي وحامل الإعلان الإلهي". لدرجة أننا جميعًا، بما في ذلك المؤمنين والكنيسة، متدينون ولا دينيون في نفس الوقت. إن هذا يأتي بالاتساق مع اعتقاد ك

هل يُعلّم المسيح بخلاص بالأعمال الصالحة؟

وصلني السؤال التالي على الخاص، بخصوص مقالي "إن كان التبرير بالايمان وحده، فلماذا الدينونة بحسب الاعمال؟": "لو أمكن بس أسال حضرتك بخصوص مقال حضرتك نزلته. أعرف بس حضرتك شايف النص ده إزاى: ‘فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة’ (يو ٥ : ٢٩). المقال اللى عن الدينونه حضرتك ذكرت ان مفيش أعمال صالحه لكن الدينونه هى تقدير لكم الشر بمقياس الله الدقيق. إيه المقصود بعملوا الصالحات هنا؟" لا يعلّم الرب يسوع المسيح، في النص المشار إليه، بالخلاص على أساس الأعمال. ونؤسس ذلك أولاً على ما جاء في السياق المباشر وغير المباشر لهذا النص. وثانيًا على أساس اللاهوت الكتابي العام. فيما يعتلق بالسياق المباشر لهذا النص، فإنه يحدثنا عن العمل الواحد للآب والابن: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (١٧)، و"الأعمال التي أنا أعملها" (٣٦). ثم يقدم الإيمان بإعتباره الواسطة الوحيدة للتمتع بهذا العمل الخلاصي الواحد للآب والابن. لهذا يقول المسيح في ذات القرينة النصية أن نوال الحياة الأبدية يكون من خلال الإيمان بالعمل الواحد للآب والابن: "

لأجل مجد الله وحده

جوهر الخلاف بين العقيدة الإنجيلية المصلحة وبين العقيدة القبطية الأرثوذكسية مقدمة يقول القس سامح موريس أن علينا كإنجيلين ألا نتحدث عن إختلافات الطوائف لأجل مجد المسيح. وإن كان يقصد بذلك الطوائف التقليدية بصفة عامة، أرثوذكسية وكاثوليكية، إلا أنه يعني بصفة خاصة الأرثوذكسية القبطية، لأنه دائم الحديث عنها ومحاولة التوفيق بينها وبين الإيمان الإنجيلي. ومع أن هناك تشابه جوهري بين كل من الكاثوليكية والأرثوذكسية القبطية، وأن الإختلافات العقيدية بينهما ثانوية فقط، لكن سأركز بصفة خاصة على العقيدة القبطية الأرثوذكسية. إن مجد المسيح لا يمنعنا من الحديث عن الإختلاف بين العقيدة القبطية الأرثوذكسية حول الخلاص ونظيرتها الإنجيلية المصلحة، بل بالحري هو ذات السبب الذي يجعلنا نتكلم عن ذلك. ألم يكن أحد أهم مباديء ‏الإصلاح البروتستانتي هو "المجد لله وحده" (سولي ديو جلوريا)؟ ألم يكن الدافع الذي حرك المصلحون للمنادة بتعاليمهم هو أن يتمجد الله في المسيح من خلال الوضوح التعليمي الذي أكد عليه المصلحون؟ ‏بينما نادت كنيسة القرون الوسطى بأن الخلاص بالإيمان والأعمال معًا، الأمر الذي يتيح للإنسان الإفتخار، عل