الموقف الكتابي السليم من الفلسفة

"يسعى الفلاسفة غير المسيحيين إلى إيجاد بدائل لله، جاعلين الفلسفة كمذهب ممارسة لعبادة الأوثان".
"تاريخ الفلسفة واللاهوت ليس أقل من كونه حربًا روحية في حياة العقل"
.
(جون فريم)

منذ القرون الأولى وتختلف مواقفنا كمسيحيين من الفلسفة بين مؤيد ومعارض. فبينما يرى إكليمندس السكندري أن الفلسفة اليونانية "عَلَّمَت العالم اليوناني كما عَلَّم الناموس اليهود لكي يحضرهم إلى المسيح"، يتسائل ترتليانوس "أية علاقة (يمكن أن تقوم) بين أثينا وأورشليم". وأنا لا أسعى هنا إلى اتخاذ موقفًا وسطًا بين الإثنين. ولكن وضع الأمور في نصابها الصحيح من خلال فك الإشتباك الموجود بين الفلسفة كعقلنة أو إعمال للمنطق، وبين الفلسفة كمحتوى عقيدي أو ديني. بكلمات أخرى سأعالج المسألة من منظور أنثروبولجي مصلح يفترض الفساد الجذري في الإنسان.

تعريف الفلسفة

يعرفها أحد القواميس كالآتي:

"الفلسفة (كلمة من أصل يوناني مكونة من: فيليا، أي ‘الحب’، وصوفيا، أي ‘الحكمة’) هي محبة الحكمة. هي دراسة الحقيقة المطلقة باستخدام العقل البشري، والمنطق، والأخلاق، وما إلى ذلك، بغرض الإجابة على أسئلة مثل: ما هي الحقيقة؟ كيف نعرفها؟ كيف نتصرف؟".

أعتقد أن تعريف الفلسفة كمحبة للحكمة منتشر بشكل كبير. وتعريفها هكذا يضفي عليها الكثير من المصداقية التي لا تستحقها من منظور ما. بكلمات أخرى، إن الفلسفة فعلاً محبة للحكمة، إلا أننا يمكن أن نختلف حول طبيعة هذه الحكمة. ويمكننا أن ندرك طبيعة الفلسفة من خلال إلتفاتنا إلى حقيقة أن قدماء فلاسفة اليونان أرادوا ربط العالم المنظور بالعالم غير المنظور من خلال حقيقة مطلقة واحدة. لقد شغل الفلاسفة قديمًا فكرة الوحدة والتنوع الموجودان في الكون. كيف يكون هناك تنوع وتعدد ولكنه في نفس الوقت مترابط بصورة مذهلة؟ لهذا قال بعضهم أن الماء هو الحقيقة المطلقة، وآخرون قالوا لا بل الهواء، وغيرهم اعترضوا قائلين إنها النار، وفئة أخرى ادعت أنها الأرض، إلخ. الفلسفة، إذًأ، كانت ولا تزال منظورًا للطبيعة وما وراءها Worldview.

تمييز هام

لكن علينا أن نميز تمييزًا خطيرًا بين محتوى الفلسفة، أي المنظور الكوني أو المنظومة الفكرية والعقيدية لفكر ما، وبين قوانين المنطق. فالإثنان مختلفان بقدر إختلاف قوانين الفيزياء عن المادة. بكلمات أخرى، فكما يمكننا التمييز بين المادة المنظورة، وبين القوانين الطبيعية التي تحكمها من حركة وجاذبية إلخ، يمكننا أيضًا أن نميز بين المحتوى الفكري للفلسفة وقوانين المنطق التي نستعملها للتفكير في هذا المحتوى أو في أي محتوى آخر. وكمثال على قوانين المنطق هو قانون عدم التناقض الذي يقول أن الشيء وعكسه لا يمكن أن يكونا صحيحين بنفس المعنى وفي نفس الوقت. فأنا لا يمكن أن أكون أعزب ومتزوج في نفس الوقت. لكن يمكن أن أكون أب وابن في ذات الوقت ولكن بمعنى مختلف. فأنا أب لابنتي، وابن لأبي. إن قوانين المنطق هي جانب من جوانب دراسة الفلسفة.

الفلسفة كقوانين المنطق تخضع للكتاب المقدس

عندما نناقش علاقة الفلسفة بالمسيحية، وكيف يكون الموقف السليم منها، علينا أن نسأل أنفسنا بالضبط ما هو المقصود من كلمة فلسفة. إن كان المقصود بالفلسفة هنا هو عملية العقلنة Reasoning ، أي إعمال قوانين المنطق، فالمسيحي الكتابي ليس لديه أية مشكلة مع الفلسفة بهذا المعنى. على العكس من ذلك، فإننا نؤكد على إعمال العقل في كل الأمور إن كنا نؤمن أن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، بما أن جزء رئيسي من هذه الصورة هو التفكير المنطقي.

لكن ثمة شيء خطير حدث في الإنسان منذ السقوط جعل قدرته على إعمال عقله خاضعة للفساد الذي أصاب طبيعته جذريًا. وهو ما أسماه رجال الإصلاح بـ "التأثيرات الفكرية للخطية الأصلية" Noetic Effects . يعدد اللاهوتي الكبير ألبرت مولر أربعة عشر تأثيرًا فكريًا للخطية الأصلية على عقل الإنسان. كالجهل، والتشتت، والنسيان، والتحيز، والمنظور المعيب للواقع، والاستنفاذ الفكري، وتناقضاتنا الذاتية وعدم قدرتنا على رؤيتها، والفشل في استخلاص النتائج السليمة، واللامبالاة الفكرية لأمور الحياة الهامة، والتحجر الفكري والتمسك بأمور لا ينبغي التمسك بها إطلاقًا، والعجرفة الفكرية، والخيال الباطل المتمثل في صنع صور لله على أشكال المخلوقات، وسوء التواصل والتفاهم بسبب الحواجز اللغوية والثقافية، والمعرفة المجتزئة وعدم قدرتنا على رؤية هذا الاجتزاء. لكن على الرغم من هذا التشوه والفساد الذي حدث للإنسان في صورة الله التي فيه، إلا أن الكتاب المقدس يؤكد أن صورة الله لم تزل في الإنسان (تك ٩ : ٦، يع ٣ : ٩)، مما يعني أنه لم يزل قادرًا على ممارسة المنطق.

ولكن، إن كان الإنسان قادرًا على التفكير المنطقي من ناحية، وإن كان هذا العقل قد خضع للفساد الموروث من ناحية أخرى، فإن هذا يدفعنا للتساؤل عن طبيعة العلاقة التي ينبغي أن تكون بين المنطق والإيمان. إن المنطق يلعب دورًا في معرفة الله، ولكنه دورًا خدميًا وليس ماجسيتيريًا. بمعنى أن المكانة التي تليق بالمنطق هو أن يكون خادمًا لكلمة الله وليس قاضيًا فوقها. وهذا ما أسماه المفكرون المسيحيون بالإنتفاع الخدمي للعقل Ministerial Use of Logic ، في مقابل استخدام العقل كقاضٍ للحكم على الكتاب المقدس Magisterial Use . 
أو طبقًا لصياغة الآباء للعلاقة بين العقل والعقيدة فإننا نبدأ بالإيمان لنسعى من خلاله إلى الفهم "أؤمن لكي أفهم". على الرغم أن الرب يسوع المسيح لم يرث الفساد مثلنا، إلا أنه عامل العقل كأداة لإستخراج الثراء التعليمي في النص المقدس في مرات كثيرة (مت ٢٢ : ٣٣، ٤٢). إن المنطق أداة عظيمة لمعرفة الحق طالما كان خاضعًا للكتاب المقدس وحده. وليس هناك بديل من إخضاع المنطق للكتاب المقدس لأن الإنسان يستخدم المنطق لإثبات معتقده الوثني وإلحاده وهجومه على الكتاب المقدس والمسيحية.

الفلسفة كمحتوى معرفي هي ظلمة تتخللها ومضات من النور

على أنه كثيرًا ما يتم الخلط بين الفلسفة كقوانين للمنطق وبين الفلسفة كمحتوى معرفي يشمل عقائد وأيديولوجيات وافتراضات مسبقة عن طبيعة الوجود. رأينا أنه لا مشكلة إطلاقًا لدينا في قوانين المنطق التي حبانا بها الله طالما هي خاضعة للحق الكتابي الذي يخلصها من فسادها الموروث التي هي خاضعة له بالطبيعة. إلا أننا لا نستطيع أن نكون في صداقة مع الفلسفة كمحتوى عقيدي مؤسس على دين علماني يفترض أشياء بعينها عن طبيعة الله والإنسان. إن الفلسفة بهذا المعنى هي ما تم تسميته بـ "الديانة الطبيعية"، أو "ديانة العقل"، ذلك لأنها مؤسسة على الإعلان الطبيعي بمعزل عن الكتاب المقدس.

وهذه الديانة الطبيعية التي تحاول أن تفهم الحقيقة المطلقة للوجود، بناء على العقل المحض، وليس الكتاب المقدس، أو ليس بناء على الإعلان الطبيعي الخاضع للكتاب المقدس، عَبَّرَتْ عن نفسها بأشكال كثيرة. فنجدها بصورة واضحة جدًا لدى الفلسفة الإغريقية الكلاسيكية كما رأينا. ونضيف إلى ما ذكرناه أعلاه عقيدة أرسطو عن المحرك غير المتحرك الذي افترض أن هذا الإله الذي يحرك الكون لا يستطيع سوى أن يفكر في أفكاره حتى يظل غير متحرك بأي شيء آخر. كما أنه يحرك الكون لا من خلال فعله هو، بل من خلال كونه مركز جذب للموجودات في حين أنه لا يعلم حتى عن وجودها، ومن ثم فهو لا يديرها ولا يشعر بها ولا يتفاعل معها. ونرصد هذه الديانة الطبيعية للعقل أيضًا في ربوبية التنوير العلماين Deism عندما تم الإطاحة بالتراث المسيحي الغربي واستبداله بعقلانية ديكارت
(إذ بدأ بالعقل وليس بالإيمان: أنا أشك إذًا أنا موجود). هذه الربوبية رأت أن الله هو ذلك الخالق الغائب absentee landlord الذي خلق الكون وتركه يعمل بصورة ميكانيكية دون أدنى تدخل فيه. لكن ليس هكذا إله الكتاب المقدس. فهو مختلف جذريًا عن إله أرسطو وإله التنوير العلماني، رغم كونهما (ربما) أفضل ما توصل له العقل البشري عن الله. فالله متداخل في الكون وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته. بل إن هذه الحرية التي يتمتع بها الكون والإنسان، طبقًا لـ تورانس، هي في حد ذاتها حرية اعتمادية. أي أنها تعتمد في ذات وجودها على كلمة الله التي منحتها ذلك، ولا تزال تلك الحرية قائمة بكلمة الله.

لهذا يقول بولس أن الفلسفة كديانة طبيعية، توصل إليها الإنسان بمجهوده وليس بما أُعْلِنَ له، هي خداع يسبي العقل كما يُسبْى الإنسان في الحرب: "أنظروا ألا يكون أحد يسبيكم (يأسركم) بالفلسفة وبغرور باطل (بالفلسفة الخادعة الباطلة)، حسب تقليد الناس، حسب أركان العالم، وليس حسب المسيح" (كو ٢ : ٨). وربما يُعْتَرَض على ذلك بالقول أن بولس اقتبس شعراء اليونان أكثر من مرة. هذا صحيح، لكن شتان الفرق بين أن يعتبر بولس الفلسفة كديانة علمانية أو طبيعية فاسدة، وبين أن يقتبس بعض الجمل التي قالها الفلاسفة. بكلمات أخرى، إن اقتباس بولس لبعض تصريحات الفلاسفة ليس ضد اعتباره الفلسفة كديانة طبيعية هي نظامًا عقيديًا فاسدًا ومظلمًا. إن تلك العبارات التي اقتبسها بولس هي ومضات من النور وسط ظلمات الفلسفة الحالكة. وهي ظلمات لأنها استبدال لمعرفة الله، التي أظهرها الله لهم، بمعرفة (أو بالحري بشبه معرفة) أخرى من اختراع ذهنهم المظلم. إنها عداوة لله ولمعرفته ولكن بصورة خفية بعض الشيء. إن الأمر أشبه بالقول أن كل مسيح مغلوط هو ضد للمسيح لأنه يستبدله. أن تستبدل المسيح الحقيقي هو أن تعاديه وتكون ضدًا له "من ليس معي فهو عليّ" (كو ٢ : ٨). من هذا المنظور، إذًا، فإن الفلسفة هي محبة الحماقة وليست محبة الحكمة.

إنه من مراحم الله أنه أبقى على صورته في الإنسان رغم تشوهها (١ كو ١ : ١٧ - ٣٠)، وأبقى على بعض الحق عنه وعن الإنسان والطبيعة، رغم أن الإنسان يطمسه. وهذا ما أسماه رجال الإصلاح بـ "النعمة العامة" Common Grace .يقول قانون إيمان دورت:

"ومع ذلك، ظلت بداخل الإنسان منذ السقوط ومضات من النور الطبيعي، بها يحتفظ ببعض المعرفة عن الله، وعن الأمور الطبيعيّة، وعن الاختلافات بين الخير والشر؛ وبها يُظهِر بعض الاكتراث بالفضيلة، وبالنظام الجيّد في المجتمع، وبالحفاظ على سلوك خارجي منضبط".

الإنجيل هو الحكمة (الفلسفة) المضادة لحكمة العالم

إن نظرة بولس السلبية للفلسفة كديانة علمانية أو طبيعية تتأكد لنا من تعليمه عن الإنجيل كحكمة الله التي لم يفهمها العالم. رأينا في التعريف أعلاه أن الفلسفة هي محبة الحكمة. وهذه الحكمة المؤسسة على العقل بمعزل عن كلمة الله، هي حماقة لدى الله وعداوة له. في الصليب ظهرت العداوة المتبادلة من نحو حكمة الله لحكمة الإنسان والعكس. فالله يرى حكمة العالم المؤسسة على العقل الخاضع للفساد حماقة. والعالم يرى حكمة الله المعلنة في الصليب جهل. وجدير بنا أن نقتبس كلمات بولس هنا بأكملها لنذكر أنفسنا بمدى التعارض بين الفلسفة كحكمة دينية وبين مشورة الله في الإنجيل:

"لأن المسيح لم يرسلني لأعمد، بل لأبشر، لا بحكمة (صوفيا) كلام لئلا يتعطل صليب المسيح. فإن كلمة صليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. لأنه مكتوب: سأبيد حكمة الحكماء، وأرفض فهم الفهماء. أين الحكيم؟ أين الكاتب؟ أين مباحث هذا الدهر؟ ألم يُجَهِّل الله حكمة هذا العالم؟ لأنه إن كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة، استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة. لأن اليهود يسألون آية، واليونانيون يطلبون حكمة. ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة. وأما للمدعووين، يهودًا ويونانيين، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس. وضعف الله أقوى من الناس. فانظروا دعوتكم أيها الإخوة، أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ... بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء ... ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبر وقداسة وفداء" (١ كو ١ : ١٧ – ٣٠).

لسنا في حاجة للتعليق على كلمات بولس الواضحة جدًا في النص السابق والتي يرى فيها تضاد بين الإنجيل، أو الديانة الحقيقية المُعْلَنَة في الصليب، وبين الفلسفة أو الحكمة البشرية الطبيعية والباطلة التي اجتهد البشر في اختراعها. الديانة الحقيقية، إذًا، بالإعلان وليست بالاجتهاد. يقول جيمز فيشر في شرحه لدليل أسئلة وأجوبة ويستمينستر المختصر:

س ١٥: ألا يكفي، نور الطبيعة وأعمال الخلق والعناية الإلهية، لتوجيهنا إلى كيفية تمجيد الله والتمتع به؟
ج: هذه ‘بقدر ما تفعل تُظهر (فقط) صلاح الله وحكمته وقدرته، بحيث تترك الناس بلا عذر (رو ٢ : ١٤،١٥، ١ : ١٩، ٢٠). ومع ذلك فهي غير كافية لإعطاء معرفة الله ومشيئته الضرورية للخلاص (١ كو ٢ : ١٣ – ١٤)’.
س ١٦: ما الذي يجعل إعلانًا آخر، بخلاف نور الطبيعة، ضروريًا؟
ج: (الإعلان الآخر ضروري لأجل إعلان) مجد الكمالات الإلهية، ولا سيما رحمته ونعمته ومحبته وأمانته (مز ٨٥ : ٨، ١٠، ١١). وضروري بسبب الجهل الجسيم وفساد البشرية (١ كو ١ : ٢٠، ٢١)، وبسبب سمو الأشياء التي أُعلن عنها والتي لم يعرفها الناس أو الملائكة من قبل (يو ١٨ : ١)، وضروري أيضًا لامتحان الأرواح وتعاليم الناس، ولنزع أقنعة خدع الشيطان (١ يو ٤: ١ – ٣).

بناء على ذلك، فليس فقط أن الحكمة الطبيعية للإنسان، والمؤسسة فقط على نور الطبيعة، غير كافية لخلاص الإنسان، بل إنها تدينه أيضًا. لأنها صورة أخرى من صور الظلمة التي يستخدمها الإنسان لإسكات ضميره واستبدال الصورة الحقيقية لله بصورة مغلوطة عنه "الذين استبدلو حق الله بالكذب" (رو ١ : ٢٥). إن ما ينطبق على الفلسفة باعتبارها دينًا علمانيًا أو طبيعيًا ينطبق أيضًا على كافة الأديان. فهي كلها عقائد وأيديولوجيات تفتق عنها العقل البشري الفاسد. فبالرغم من إشتراك كل من الفلسفة والدين في كونهما منظومتان عقيديتان عن الله والإنسان والكون، إلا أن الأولى تلجأ إلى العقل، والثانية تدعي الإعلان.

الخلاصة

إذًا فالفلسفة كإعمال لقوانين المنطق هي نعمة من الله، ولكنها فسدت، ولهذا ينبغي إخضاعها وجعلها في خدمة الحق الكتابي. والفلسفة كديانة للعقل، أيًا كانت تفاصيلها، هي عقيدة مضادة للإنجيل. لهذا فإن الإنجيل هو حكمة الله التي يجهلها العالم. والإنسان في حاجة إلى نور الإعلان الخاص، ليس فقط بسبب فساده الجذري، بل أيضًا بسبب سمو الأمور الخاصة بالله.

علينا، إذًا، أن نكف عن محاولات دمج المسيحية بالفلسفة. وأن نحفظ الإنجيل نقيًا. وندرك جيدًا أنه وإن تشابهت آلهة الفلاسفة مع إله الكتاب المقدس فهو تشابه سطحي يزول عند القليل من التعمق في المقارنة.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس