الذين ذهبوا إلى السماء وعادوا




الأمر المشترك في تلك الادعاءات بزيارة السماء هو أنها تخلو من الإنجيل. فلا تسمع عن الإنجيل فيها إطلاقًا. بل تسمع عن شعور المدعي بزيارة السماء (الراحة والسكينة) وعن أوصاف يسوع الشكلية وأوصاف السماء إلخ. الأكثر من ذلك هو الادعاء بالذهاب إلى السماء والحديث عن ذلك على إنه إعلان من الله هو بمثابة إضافة إلى الكتاب المقدس الذي لا ينبغي الإضافة إليه.

إلا أن أحد الذين ادعوا أنهم ذهبوا إلى السماء وعادوا اعترف أن ما قاله كان أكاذيبًا.

وهي القصة الشهيرة للولد ذو الستة سنوات (حينها) والذي يدعى أليكس مالاراكي Alex Malarkey الذي ادعى أنه ذهب إلى السماء عند إغماءه إثر تعرضه لحادث سيارة هو ووالده. فكتب أليكس بالاشتراك مع أبيه كتابًا يحكي فيه عن ذهابه وعودته إلى السماء. أُصدر الكتاب بواسطة أكبر دور النشر الإنجيلية في أميريكا Lifeway وكان من بين أكثر الكتب مبيعًا. إلا أن الصبي أليكس تاب عن ادعاءاته وكتب خطابًا لدار النشر تلك يعترف بكذبه ويحث الناس على قراءة الكتاب المقدس الذي فيه وحده الكفاية.

وهذا جزء من نص خطابه إلى دار الناشر:

"لم أمت. لم أذهب إلى السماء. أنا قلت أني ذهبت إلى السماء لأني رأيت أن هذا سيجلب لي الإهتمام. عندما ادعيت بتلك الادعاءات، لم أكن سبق لي وقرأت الكتاب المقدس حينها. لقد استفاد الناس من (هذه) الأكاذيب، ويستمرون في ذلك. يجب أن يقرأوا الكتاب المقدس، وهو فيه الكفاية. الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للحق. أي شيء يكتبه الإنسان لا يمكن أن يكون معصومًا من الخطأ".

ختامًا، إن بولس شخصيًا بعدما ذهب إلى السماء، لم يجرؤ أن يقول كلمة عن زيارته تلك. وكان يتحدث بصيغة الغائب وليس بصيغة المتكلم:

أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. وَأَعْرِفُ هذَا الإِنْسَانَ: أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس