المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠

الإيمان بيسوع أم أمانته - توم شراينر

صورة
بقلم الدكتور توم شراينر أستاذ العهد الجديد والتفسير واللاهوت الكتابي بالكلية المعمدانية الجنوبية بالولايات المتحدة مترجم عن الإنجليزية بإذن من المؤلف مقدمة المترجم في هذا المقال قمت بترجمة الحجج الدامغة التي قدمها الدكتور توم شراينر في كتابه "لاهوت بولس: بولس رسول مجد الله في المسيح "، والخاصة بترجمة تعبير pistis Iēsou Christou إلى "الإيمان بيسوع المسيح" (غل 2 : 16) وليس "أمانة يسوع المسيح" كما يدعو أنصار مذهب المنظور المحدث لبولس. إن ترجمة ذلك التعبير إلى "أمانة يسوع المسيح" تأتي كمخالفة صريحة للتعليم المصلح بالتبرير بالنعمة من خلال الإيمان. لو لم يوجد نص لدينا يقول أن التبرير بالنعمة من خلال الإيمان، وأن هذا النص بدلاً من ذلك يدعو إلى أمانة يسوع نفسه وليس إلى إيماننا به، إذاً فلا نستطيع كبروتستانت مصلحون أن نتمسك بالتعليم الكتابي والمنهج المصلح بالبر الذي بالإيمان بالمسيح. هنا تكمن خطورة ما قدمه شراينر من حجج قاطعة على صحة الترجمة التقليدية "الإيمان بيسوع المسيح". ونظرًا لصعوبة ما يقوله شراينر، لتقنيته، وجدت أنه من اللائق أن أتبع ك

الإيمان عطية الله

صورة
يعلمنا الكتاب المقدس بأن الإنسان يخلص على أساس النعمة من خلال الإيمان. النعمة هي المنطق والعمل والقوة التي يتبرر على أساسها الفاجر. والإيمان هو الواسطة التي تحضر عمل النعمة المجيد إلى الفاجر. الجميل في الموضوع، أن النعمة لم تغفل أن الإنسان في حاجة إلى الإيمان أيضًا (أف 2 : 8). إنه لمن السخافة أن توفر النعمة للإنسان كل شئ وتنسى أمر الإيمان. هل الفاجر الميت بالذنوب والخطايا المقاوم لله يستطيع أو يريد أن يؤمن بالله حتى وإن أتته نعمة الله المُبَرِّرَة؟ الإجابة هي بالنفي. إن من ينقصه البر ينقصه الإيمان أيضًا. المعدم يكون معدمًا من كل شئ، البر والإيمان معًا. لهذا فالنعمة تأتي لنا بالغفران والبر، بل وبالإيمان نفسه. الإيمان هو عمل النعمة نفسها. إن هذه هي البروتستانتية كما علّم بها المصلحين. نحن نحصل على النعمة من خلال الإيمان، بينما الإيمان نفسه هو عمل النعمة. كلاهما يغذيان ويصبان في أحدهما الآخر. يشرح المؤرخ الكنسي جلين صنشاين العلاقة بين مبدأي سولا جراتسيا (بالنعمة وحدها) وسولا فيديه (بالإيمان وحده)، والتي تعبر عن الوحدة العضوية للنعمة والإيمان: وهكذا نما لاهوت لوثر جزئيًا بفضل دراساته الكت

الجانب القضائي للخطية

صورة
  هناك الكثير من المحاولات لنفي الطبيعة القضائية عن الخطية. وهذه المحاولات تأخذ أشكالاً مختلفة. قد تكون متضمنة في ادعاء ما، مثل ادعاء أنصار الكفارية العلاجية بأن الخلاص شفاء، الأمر الذي يعني أن الخطية مرض (بصورة رئيسية). أو أن الغرض من تجسد وموت المسيح هو التأله "تأنس هو لكي نتأله نحن"، مما يعني أن الخطية عدم اكتمال في الإنسان، أو عدم اكتمال مسار ما إلى التأله قد انحرف عنه الإنسان. وهناك محاولات لنفي الطبيعة القضائية للخطية من خلال اعادة تعريفها بأنه مثلاً: "فقدان النصيب مع الله"، أو "التمركز حول الذات". كل التعريفات السابقة بها شئ من الحقيقة (فيما عدا اعتقاد الأرثوذكسية الشرقية بأن الإنسان خُلِقَ غير مكتمل الإنسانية وأن الخلاص هو تكميل الإنسانية والتأله). وكل تعريف منها يبرز جانب من الجوانب المعقدة للخطية. إلا أن جميعها تقصي الجانب القضائي للخطية من المركز من خلال اختزال الخطية في جانب معين. نحن لا ننفي أي جانب من الجوانب السابقة للخطية بل نؤكدها. فالخطية مرض في كل الكيان الإنساني. وهي نقص أو خلل. وهي فقدان النصيب مع الله، وإن كان هذا يعد نتيجة للخطية أكث

ملخص تعاليم القسيسة الليبرالية فليمنج روتلدج والتي يمتدح الدكتور ماهر صموئيل كتابها

صورة
في حديث الدكتور ماهر صموئيل عن الصليب، طرح علينا اسم القسيسة الليبرالية فلينمج روتلدج وكتابها "الصَّلْب". ماذا تقول القسيسة فلينمج بالضبط في كتابها؟ أقدم لك في هذه السطور باختصار شديد أهم الأفكار غير الكتابية التي وردت في تحليل ونقد الدكتور ستيفين وِيلُّوم، أستاذ اللاهوت المسيحي، لهذا الكتاب. أقترح قراءة المقال بأكمله للاستزادة. بداية، رغم أن الدكتور ستيفين وِيلُّوم يمدح البحث الدؤوب للكاتبة، وأسلوبها الجميل، ومعالجتها للموضوع كتابيًا وتاريخيًا، ومحاولتها للاشتباك مع الفكر المعاصر، إلا أنه يعبر عن استياءه من احتفاء الإنجيليين بمثل هذا العمل الذي ينكر البدلية العقابية والتي هي جوهر الحق الكتابي المتعلق بالخلاص. بل ويشوه صورة الله بإنكار أن البر أو العدل، ليس صفة أصيلة في الله بل مجرد "فعل" له في الصليب. صرّح وِيلُّوم أن روتلدج تستهدف بكتابها ليس طائفة بعينها، بل الكاثوليك والبروتستانت، وباقي الطوائف جميعًا. ولعل هذا يأتي بالاتساق مع اعتقادها بعالمية الخلاص، أي أن الجميع سيخلصون، كما سنرى.  إنكار الخطية كذنب فردي موجه إلى الله  فكر روتلدج عن الخطية يميل إلى تغلي