المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٦

هادمين ظنونا (14)

الداروينية وأخلاقيات البقاء للأقوي رأينا في الموضوع السابق كيف أن الداروينية بأركانها الأربعة (الأصل، المعني، الأخلاقيات، المصير) تقدم منظورا فلسفيا ودينيا للحياة. وأن الإلحاد الدارويني لا يعلق الإيمان بالله أو يوقفه وإنما يتخذ موقفا إيمانيا دوجماتيا تجاه الوجود، وبهذا فهو لا يختلف عن باقي الأديان بما له من تلك الأركان الأربعة. واليوم نتناول واحدا من تلك الأركان الأربعة بشئ من التفصيل، ألا وهو الأخلاقيات. قبول الداروينية كفلسفة لابد أن يكون له تضمينات اجتماعية ومجمتمعية، وذلك لأن أي فلسفة لابد أن تنعكس علي السلوك الفردي أو المجتمعي. والداروينية ليست نظرية بيولوجية بحتة، بل تم (ويتم) تطبيقها إجتماعيا أيضا فيما يعرف بالداروينية الإجتماعية. أي أن الفرد داخل المجتمع بل والدول فيما بينها في حالة من التنافس والصراع من أجل البقاء. ومثل هذا الفكر خطير جدا وبسببه أبيد ملايين الأشخاص في أماكن كثيرة من العالم علي أيدي طغاة سياسيون كما سنري. أخرج الله من معادلتك الأخلاقية وتنهار منظومتها بالكامل، وهذا ما قاله تماما الأديب الروسي دوستيوفسكي "إن لم يكن الله موجود فكل شئ مستباح"

إرجعي يا نفسي إلي راحتك

اَلْمَزْمُورُُ الْمِئَةُ وَالسَّادِسُ عَشَرَ 1  أَحْبَبْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَسْمَعُ صَوْتِي، تَضَرُّعَاتِي. 2  لأَنَّهُ أَمَالَ أُذْنَهُ إِلَيَّ فَأَدْعُوهُ مُدَّةَ حَيَاتِي. 3  اكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ. أَصَابَتْنِي شَدَائِدُ الْهَاوِيَةِ. كَابَدْتُ ضِيقًا وَحُزْنًا. 4  وَبِاسْمِ الرَّبِّ دَعَوْتُ: «آهِ يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي!». 5  الرَّبُّ حَنَّانٌ وَصِدِّيقٌ، وَإِلهُنَا رَحِيمٌ. 6  الرَّبُّ حَافِظُ الْبُسَطَاءِ. تَذَلَّلْتُ فَخَلَّصَنِي. 7  ارْجِعِي يَا نَفْسِي إِلَى رَاحَتِكِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْكِ. 8  لأَنَّكَ أَنْقَذْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ، وَعَيْنِي مِنَ الدَّمْعَةِ، وَرِجْلَيَّ مِنَ الزَّلَقِ. 9  أَسْلُكُ قُدَّامَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. 10  آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ: «أَنَا تَذَلَّلْتُ جِدًّا». 11  أَنَا قُلْتُ فِي حَيْرَتِي: «كُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبٌ». 12  مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ 13  كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو. 14  أُوفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ مُقَابِلَ كُلِّ شَعْب

لقب "إبن االإنسان" والسر المسياني

أكثر الألقاب التي يستخدمها العهد الجديد في الحديث عن المسيح هي "رب" و"مسيح". ولكن لقب "إبن الإنسان" هو المفضل لدي الرب يسوع في الحديث عن نفسه. واستخدام هذا اللقب عن الرب يسوع قليل جدا خارج الأناجيل. وقد خاطب الرب حزقيال النبي بهذا اللقب في سفره 93 مرة، كما أن داود استخدمه أيضا في مزاميره. إلا أن نسبة الرب هذا اللقب لنفسه يرجع في الأصل إلي سفر دانيال، حيث نقرأ "كنت أري في رؤيا الليل وإذا مع سحب السماء مثل إبن إنسان أتي وجاء إلي القديم الأيام، فقربوه قدامه. فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لن ينقرض" (دا 7 : 13 – 14). ومع أن البعض حاولوا تفسير ذلك رمزيا بالقول أن لقب "إبن الإنسان" يشير إلي اليهود، إلا أن القرينة لا تخدم مثل هذا التفسير، خاصة وأن النص يشير إلي مجئ "إبن الإنسان" مع سحب السماء في الوقت الذي يكونون فيه اليهود علي الأرض معذبون بواسطة القرن حتي غلبهم هذا الأخير. وإن كان لقب "إبن الإنسان" يشير في الأساس إلي الطبيعة الإنسانية للرب