المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٣

ما المشكلة في تعريف الخطية على أنها التعلق بغير الله؟

لفت نظري تشابه في المنهج في تعريف الخطية لدى كل من جون بايبر وتيم كلر. يقول بايبر أن الخطية، في جوهرها، هي كل ما نفعله ونحن غير مُشْبَعُون بالله. ويعلِّم كلر بأن الخطية، في الأساس، هي عبادة الوثن. والوثن هو كل شئ نضعه في مكان الله حتى وإن كانت أشياء جيدة في حد ذاتها. هذا المنهج أيضًا نجده لدى بعض الوعاظ الناطون بالعربية. في نهاية المطاف فإن بايبر وكلر يتفقان على أن الخطية ليست بالضرورة خرق للناموس بعمل أشياء سلبية كالقتل أو الزنا او السرقة. بل قد تكون أشياء جيدة في حد ذاتها كالعمل والعلاقات الأسرية والنجاح إن أخذت مكان الله في حياتنا. الخطية هي كل شئ نتعلق به أو نعبده أو نحبه أكثر من الله. ومما لا شك فيه فإن هذا حق كتابي. ويلفت النظر إلى أمر قد نغفله بسهولة في كون الخطية أشياء إيجابية قد تأخذ مكان الله في قلوبنا. إلا أن هذا التعريف للخطية يظل تعريفًا غير متوازنًا. ويفشل في فهم جوهر الخطية كما يعلِّم بها الكتاب المقدس. الخطية في جوهرها هي خرقًا للناموس. وهذا الخرق يمكن أن يكون بصورة إيجابية أو بصورة سلبية. أو كما يُعَبَّر عنه في الفكر المصلح: الخطية قد تكون تعدٍ أو تقصير. إلا أنها في ال

كيف تقرأ إنجيل مرقس

الجمهور والغرض من السفر كتب مرقس إنجيله إلى مؤمني روما المضطهدين. وهناك إشارات معينة في إنجيل مرقس يستدل من خلالها الباحثون على أن مرقس كتب إنجيله إلى مؤمني روما مثل: شرحه للتقاليد اليهودية (٧ : ٣ – ٤)، شرحه للمصطلحات الآرامية (٣ : ١٧، ٥ : ٤١، ٧ : ٣٤، ١٥ : ٢٢، ٣٤)، واستعماله مصطلحات لاتينية (١٢ : ٤٢)، وذكره لبعض الشخصيات المعروفة لدى كنيسة روما (١٥ : ٢١ مع رومية ١٦ : ١٣) . وقد وجه مرقس إنجيله إلى الكنيسة المضطهدة في روما. ليس فقط ليقدم لهم نموذج المسيح الخادم المتألم ومن ثم المنتصر. بل ليقدم لهم، بصورة أساسية، المسيح الفادي الذي مات وقام ليصنع كفارة عن الخطايا، ولكي تكون قيامته قوة الغلبة على آلام الاضطهاد بل والموت نفسه "لأن ابن الإنسان لم يأت ليُخْدَم بل لِيَخْدِمَ وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (١٠ : ٤٥) . إن كون مرقس يكتب إلى مؤمني روما ينعكس على ما يركز عليه وعلى ما يغفله أيضًا. فمرقس مثلاً لا يورد أحداث الميلاد ولا سلسلة نسب المسيح. كما أنه، مقارنة بباقي الأناجيل، يخصص مساحة أقل لتعاليم المسيح. الحديث الوحيد المطول للمسيح لدى مرقس هو حديث جبل الزيتون (١٣). لم يكن الر

مشروع الكتاب المقدس ولاهوت مجمع الآلهة

صورة
يروج تيم ماكي صاحب خدمة مشروع الكتاب المقدس الشهير Bible Project لما يسمى بـ "لاهوت مجمع الآلهة" Divine Council Theology. في سلسلة فيديوهات منشورة على قناة مشروع الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية بعنوان "الكائنات الروحية" وأبرزها فيديو بعنوان The Divine Council يطرح تيم ماكي هذا الفكر. له أيضًا لقاء يعلن فيه صراحة عن تأثره بهذا المنهج اللاهوتي. فضلاً عن ذلك فإن هذه التعاليم غير القويمة قد أخذت في الانتشار في الأوساط الإنجيلية الغربية والفضل يرجع لصياغة وترويج اللاهوتي مايكل هايزر لهذا الفكر من خلال كتابه وفيلمه الوثائقي The Unseen Realm . وعلى حد معرفتي (وبدون ذكر أسماء) هذا الكتاب موجود باللغة العربية ولكن تحت إسم مؤلف آخر غير مؤلفه الأصلي. سأقوم أولاً بتقديم مخلص لهذا الفكر ثم تفنيد عام له. قرأت كتاب هايزر السابق الإشارة إليه وشاهدت الوثائقي ثلاث مرات. سأستعين بالوثائقي لأنه أكثر إيجازًا في عرض أفكار هايزر. يبدأ الوثائقي بهذه العبارة الرنانة: "يومًا ما سنحل نحن المؤمنون محل بنو الله المتمردون في المجمع الإلهي". وهي ملخص لفكر هايزر حول الخلق والسقوط والفداء