المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢١

ما المشكلة في ترانيم العشق الإلهي؟

الترانيم أداة لاهوتية خطيرة سواء فيما تطرحه أو حتى فيما تغفله. بكلمات أخرى، ليست فقط المشكلة يمكن أن تكون في الترانيم التي تحتوي على عقائد خاطئة، بل أيضًا في الترانيم التي لا تحتوي على أية عقائد من الأساس. وهذه المشكلة الأخيرة لا تقل خطورة عن الأولى. إن هذه النوعية الأخيرة من الترانيم نجدها في كل من الدوائر الكاريزماتية والصوفية معًا. مع الفارق في أن ترانيم العشق تلك قد تحوي على إسم يسوع في الأوساط الكاريزماتية، بينما لا نجد أي مصطلح مسيحي في الترانيم الصوفية مثل بعض ترانيم المنشد الصوفي ("أنا حي بيك يا شمس الحياة"). لكن كلاهما يمكن أن يندرجا تحت مسمى "ترانيم العشق الإلهي". إن عدم احتواء بعض الترانيم على أية تعاليم كتابية (الأمر الذي يمكن أن يدل على توجه مسكوني أيضًا)، وفي نفس الوقت الاستعاضة عن ذلك بتصريحات بها مشاعر فائرة نحو الله، دون مراعاة لسموه أو سلطانه أمر يجد جذوره في الغنوصية. يشرح اللاهوتي الكبير مايك هورتون كيف أن الغنوصية تشدد على قرب الله وتغفل سموه: "فيما يتعلق بعلاقة الفرد بالله، يشدد الغنوصي على قرب الله أكثر من قداسته وسلطانه الساميان. في الوا

علاقة مع المقدسات دون القدوس

"هناك من لهم علاقة بالمقدسات دون القدوس" تصريح لا يكف ماهر صموئيل عن طرحه على مسامعنا في الكثير المناسبات. ونحن لا ننكر ذلك، فالطقسية هي أحد أبرز الأمثلة على وجود علاقة بالمقدسات دون القدوس. وقد يبدو للوهلة الأولى من كلامه أنه لا يستبعد المقدسات من الصورة، بل يحاول فقط إبراز ضرورة أن يكون هناك علاقة مع القدوس. إلا أن تصريحاته في مناسبات أخرى تشير إلى أنه يطعن في المقدسات كليًا. تأمل مثلاً قوله على تويتر "الخيال والدقة والمهارة والأمانة في العمل تمجد الله أكثر جدًا من تسبيحه في مكان العبادة". نستطيع أن نفهم كيف يمكن أن يعمل المسيحي أي شيء في روح الخضوع والسجود لربه يسوع المسيح، حتى وهو يمارس عمله اليومي. لكن ما لا نستطيع استساغته هو القول أن الخيال والدقة والمهارة والأمانة، وهي أشياء يستطيع غير المسيحي القيام بها، تمجد الله أكثر من تسبيحه في مكان العبادة الذي يتضمن حضور المسيح بصفة خاصة وقيادة الروح القدس فضلاً عن عبادة مقدمة من أفواه القديسين المختارين. تأمل قوله الآخر: "في كل العهد الجديد مفيش ولا مرة كلمة ‘اجتماع للعبادة’ فالله لم يشرع اجتماعا للعبادة لكنه شر

المعتقدات الخاطئة ناتجة عن دوافع نفسية غير سوية؟

الادعاء بأن الكثير من معتقدات الإنسان سببها دوافع نفسية غير سوية، وتطبيق ذلك على الأمور اللاهوتية، يجعل الهرطقات وكل الديانات سببها دوافع نفسية ويجردها من طبيعتها اللاهوتية. إن كانت العقائد الخاطئة سببها دوافع نفسية غير سليمة، إذًا، نحن في حاجة إلى طبيب نفسي وليس الكتاب المقدس لكي نعرف أخطائنا التعليمية. وتصبح الأخطاء التعليمية، والتي هي أيضًا خطايا أدبية، مجرد احتياجات نفسية غير مشبعة. في حين أن الكتاب المقدس يقدم سبب آخر للأخطاء التعليمية، وهو محبة الظلمة. كل عقيدة رئيسية خاطئة عن الله وأنفسنا سببها الأول هو أن الإنسان يحب الظلمة. فيوحنا يقول في الأصحاح الأول من إنجيله بأن البشر صلبوا المسيح لأنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور. وعند نهاية الأزمنة سيزداد الأمر سوءا ولن يقبل البشر محبة الحق حتى يخلصوا. وبولس يقول في رومية ١ أن البشر يتعنتون رفض الله رغم وضوح إعلانه في الطبيعة فيحجزون الحق بالإثم، واستبدلوا حق الله بالكذب. لاحظ كيف يصف كل من يوحنا وبولس المعتقدات الخاطئة بأوصاف أدبية. فهي "محبة للظلمة"، و"إثم"، و"كذب". وليست مجرد أخطاء غير مقصودة أو عن حسن نية

ماهر صموئيل يقول أنه يقرأ أغاني شاكوش ويسوع كان عارف أغاني السوق

فيديو منتشر لماهر صموئيل، ويهلل له الكثيرون، لأنه يقول فيه أن يسوع كان عارف الأغاني وأنه، أي ماهر صموئيل نفسه، يقرأ أغاني شاكوش! يتحفنا الدكتور ماهر صموئيل بسؤاله وكأنه سيصدمنا بحقيقة غابت عنا: "يسوع يعرف أسعار العصافير؟". ثم يتابع قوله مجيبًا عن هذا السؤال: "يظهر كان بيروح السوق!". ولكن، مَن مِن البشر، مسيحيين أو غير مسيحيين، استنكر على يسوع ذهابه إلى السوق؟ ماذا تتوقع من معلم متجول كيسوع؟ أن يتجنب السوق؟ هل الذي كان يأكل مع الخطاة والعشارين ويدخل إلى بيوتهم سيتجنب الذهاب إلى السوق؟ وهل هناك شيء يقول أن رجال الدين تجنبوا الذهاب إلى السوق؟ ثم يواصل ماهر صموئيل اتحافنا بقول يتوقع أنه سيغشى علينا عندما نسمعه: "لأ، أقولك على حاجة، (يسوع) يعرف الأغاني اللي بتتغنى في السوق". يتوقع ماهر صموئيل اعتراض البعض على ذلك فيتبعه بقوله ساخرًا: "عيب يا ماهر ماتقولش الكلام ده يسوع مايعرفش أغاني". لكن الأمر الآخر الذي كان ينبغي أن يكون بديهيًا لماهر صموئيل هو أن يسوع كلي العلم ويعلم كل شيء! ويظل على المستوى الإنساني، ما الغريب أن يكون يسوع عارفًا للأغاني؟ ألسنا جم

هل يؤمن أوسم وصفي بنفس المسيحية التي نؤمن بها؟

صورة
فيديو جديد (أنقر هنا) يتحدث فيه أوسم وصفي عن القيامة، وكأنه يؤمن بالقيامة الكتابية التي نؤمن بها نحن. في حين أنه يؤمن بنسخة وثنية من القيامة من ابتداعه. يقول أن المسيح قام من الموت متطورًا روحيًا وجسديًا. وهذه ليست القيامة التي يعلم بها الكتاب المقدس، ولا القيامة التي آمنت بها الكنيسة على مر القرون. القيامة التي قامها المسيح من أجل تبريرنا "الذي أُسْلِمَ من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا". لكن أوسم وصفي يقحم التطور الدارويني على قيامة المسيح (في كتابه أسئلة في العهد القديم). بل والأكثر من ذلك، إن أوسم وصفي لا يؤمن بنفس المسيح الذي نؤمن به نحن (كما قال في فيديو سابق له). بل يؤمن بالمسيح الكوني لـ ريتشارد رور (أنقر هنا للذهاب لهذا المقال) . المسيح الذي تجسد في الإنفجار الكبير منذ ١٤ مليار عام. ويقول أن يسوع غير المسيح. يسوع ليس هو الله. نسخة وثنية أخرى من المسيح! فضلاً عن إنكاره للخطية الأصلية والبدلية العقاببية، مما يعني أنه لا يؤمن بنفس الصليب الذي يؤمن به الإنجيليين الكتابيين! فلا تنخدع وتظن أن أوسم وصفي يؤمن بالقيامة الكتابية القويمة التي نؤمن بها نحن. أو يؤمن بنفس المسيح

بتاع تنمية بشرية؟

صورة
تقدم كلية اللاهوت الرسولية بالإسكندرية كورس تنمية بشرية عن فن اتخاذ القرارات في الحياة، الوصايا العشر للنجاح، والوعي بالذات. ولكن، مثل هذه الدعوة، وما يصاحبها من وعود بالرخاء، بها الكثير من المشاكل اللاهوتية. سأكتفي بالإشارة إلى ثلاثة منها تتعارض وصميم الإيمان المسيحي. أولاً التنمية البشرية أيديولوجية علمانية ذات طبيعة تفاؤلية حول الإنسان. إن رهبان التنمية البشرية، كما يسمون بالإنجيلزية gurus، يفترضون القدرة في الإنسان على مساعدة ذاته. فغير المسيحي قادر على اتخاذ القرارت المصيرية ومعرفة ذاته وتحقيقها. وهذا عكس التعليم الكتابي بالخطية الأصلية. تنادي عقيدة الخطية الأصلية، كما صاغها المصلحون، بأن كل شيء في الإنسان تأثر بالسقوط، ولا سيما الإرادة والعقل. وتأثير الخطية الأصلية على العقل يسمى بـ "التأثيرات الفكرية للخطية الأصلية". الأيديولوجيات العلمانية، مثل التطور والتنمية البشرية، إلخ، تفترض صعود الإنسان من حالة سفلى إلى حالة عليا. بينما يعلم الكتاب المقدس بسقوط الإنسان من حالة الكمال إلى حالة الفساد الجذري. ثانيًا، التركيز على الذات. إن التنمية البشرية أيديولوجية علمانية تدعو ل

هل يمكن أن نختلف حول تفسير النصوص الكتابية ونظل جميعًا مسيحيين؟

كثيرًا ما سمعنا الادعاء بأنه لا يوجد تفسير واحد فقط صحيح للكتاب المقدس. وطبقًا لكلمات أحدهم: "لا يوجد تفسير واحد للكتاب المقدس ... فالتفسيرات المختلفة والمتنوعة لنصوص الكتاب المقدس هي اجتهادات بشر قد تصيب وقد تخطئ، لذا فليس من حق أحد أن يزعم أن فهمه أو تفسيره للنص الكتابي، هو التفسير الوحيد الصحيح أما باقي التفسيرات فهي خاطئة وضالة". إلا أنه لدينا الكثير من الأسباب التي تثبت خطأ هذا الادعاء. – إن كان من الصعب الوقوف على تفسير النص الكتابي، أو لو كانت كل التفاسير صالحة بدون تمييز، فإن هذا يعني أنه لا يمكن الاتفاق حول معنى أن تكون مسيحي من الأساس. إن طبيعة شخص المسيح وعمله مؤسسان على تفسيرًا صحيحًا للنصوص الكتابية. وبالتالي، إن كانت كل التفاسير متساوية، لتساوى من يرى في المسيح معلمًا فقط أو حتى ثوريًا مع من يراه الله المتجسد. ولأصبحت عقائد خطيرة مثل الثالوث بل والإنجيل نفسه على المحك. لأن هذه العقائد مرهونة بتفسيرًا صحيحًا للنصوص الكتابية. وهذا كله يجعل الإيمان القويم متساوٍ مع الهرطقات. الأمر الذي ينحدر بنا في النهاية إلى التعددية وعالمية الخلاص. – غالبًا ما يهدف أصحاب هذا الإ