المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٢

هل شرب الخمر والتدخين خطية؟

وصلني هذا السؤال على الخاص، واستئذنت صاحبه مشاركة السؤال والإجابة عليه على العام مع الإحتفاظ بخصوصية السائل. "أنا مصري عايش فى العراق، وهنا يعتبرون شرب السجاير والكحوليات ضمن الثقافة وليست خطية وأشخاص شيوخ بالكنائس وخدام يشربون. أنا مش متقبل دة بصراحة بس هل تقدر تساعدني برأى كتابي قوي؟" بالنسبة لشرب الخمر، الإجابة على هذا السؤال تتطلب الإجابة على عدة أسئلة أخرى مرتبطة بالموضوع: هل الخمر في زمن الكتاب المقدس هي نفسها الخمر الحالية؟ هل الكتاب المقدس يمنع شرب الخمر أم السُّكْر؟ هل المشكلة الوحيدة في شرب الخمر هي السُّكْر فقط؟ بالنسبة للسؤال الأول المتعلق بمدى تشابه الخمر في زمن الكتاب المقدس مع الخمر التي تصنع حاليًا. لا أعتقد بصحة القول أن الخمر في زمن الكتاب المقدس كانت غير مُسْكِرَة بنفس القدر لأنه كان يتم تخميرها طبيعيًا وليس بإضافة الخميرة لها طبقًا لعملية التصنيع المعاصرة. ذلك لأن الكتاب المقدس مليء بالتحذيرات ضد السُّكْر، مما يعني أنها كانت مُسْكِرَة. إلا أنه كان يضاف إليها الماء لتخفيفها. لأنه كان يتم الإستعاضة عن شرب الماء بشرب الخمر، نظرًا لعدم نقاوة الماء في العالم

اتحاد الطبيعتين في المسيح واتحاد المؤمنين بالمسيح ... هل من علاقة؟

يربط دليل أسئلة وأجوبة ويستمينستر المختصر بطريقة مميزة بين عقيدة الخلاص (السوتيريولوجي)، وعقيدة الأخرويات (الإسخاطولوجي الفردي)، وعقيدة المسيح (الكريستولوجي)، من خلال التعليم بأن أجساد المؤمنين في القبور تظل متحدة بالمسيح بطريقة سرية: السؤال ٣٧: ما هي الفوائد التي ينالها المؤمنون من المسيح عند الموت؟ الجواب: تصير أرواح المؤمنين عند موتهم كاملة في القداسة، وعلى الفور تنتقل إلى المجد؛ وأجسادهم، التي لا تزال متحدة بالمسيح، تستريح في قبورها، حتى القيامة. عندما يتحد المؤمن بالمسيح عند الإيمان به، فإنه يتحد بالمسيح بكل كيانه، بالروح والجسد كلاهما. فبينما تصعد النفس إلى خالقها ومخلصها، يظل الجسد مستريحًا في القبر. إلا أن كلاهما، أي النفس والجسد، يظلان متحدان اتحادًا سريًا بالمسيح. واللاهوتي المصلح جيمز فيشر يجد أساس لاتحاد كل من النفس والجسد على حدة، في اتحاد أقنوم الابن أو لاهوته بكل من جسده ونفسه على حدة عند موته. يقول فيشر: س ٢٨: كيف يظهر أن أجساد المؤمنين في قبورهم لا تزال متحدة بالمسيح؟ ج: الاتحاد تم بأشخاص المؤمنين، والتي تكون أجسادهم جزء منها. وبما أن هذا الاتحاد (بين شخص المسيح وأشخ

هل الإنسان ثنائي أم ثلاثي التكوين؟ وما هي التطبيقات اللاهوتية لذلك؟

الاعتقاد بأن الإنسان مكون من جسد ونفس وروح اعتقاد شائع لدى الكثيرون. ويُستخدم لتبسيط أو شرح عقيدة الثالوث ولا سيما في الدفاعيات الموجهة للمسلمين. واسْتُخْدِمَ قديمًا لدعم هرطقات متعلقة بشخص المسيح والخلاص. وهو خلفية الاعتقاد بأن علم النفس له ما يضيفه إلى المسيحية. إلا أن الاعتقاد بالتكوين الثلاثي للإنسان غير صحيح، ومن ثم كل شيء آخر تأسس عليه. إن الكتاب المقدس في أولى صفحاته يعلمنا بأن الإنسان ثنائي التكوين. فعندما خلق الله الإنسان "جبل الرب الإله آدم من الأرض ترابًا". هذا ما يخص الجانب المادي أو الجسدي فيه. ثم "نفخ في أنفه نسمة حياة". وهذا هو الشق غير المادي له، أو الروحي. "فصار آدم نفسًا حية"، أي صار كائن ثنائي التكوين يتحد فيه الشقين المادي وغير المادي (الروحي). هذا الخلق على مرحلتين يخبرنا عن الطبيعة الثنائية للإنسان. ومن ثم فلا يوجد، إذًا، في أحداث الخلق، أي مسوغ للاعتقاد بأن الإنسان كائن ثلاثي التكوين بحيث أن الروح شيء والنفس شيء آخر. استخدام الكتاب المقدس أيضًا لكل من لفظتي "نفس" و"روح" بالتبادل يؤكد هذه الثنائية. فالعهد القديم مث

خطأ قياس نيابية آدم على علاقة الأب البشري بأبناءه

البعض يشبّه علاقة الجنس البشري بآدم، بعلاقة أب غير مسؤول، مدمن مثلاً. جلبت تصرفاته على أسرته عواقب وخيمة. المدمن وحده هو الذي عُوقب لكن أسرته تحملت العواقب. وهذا التشبيه غالبًا ما يُقال بغرض استبعاد الجانب القضائي من السقوط. وحصر الموت واللعنة في كونهما عاقبتان وليسا عقابًا. ونحن هنا لا نحاول نفي أنها عواقب. لكن في نفس الوقت تأكيد على أن ما حل على آدم نتيجة السقوط هو عقاب قبل أن يكون عاقبة. هو دينونة من الله على عصيانه قبل أن يكون شيء جلبه آدم على نفسه نتيجة إختياره الحر. لكن، افتراض أن علاقتنا بآدم تساوي علاقة المدمن بعائلته هو خطأ فادح. فالأب البشري، والذي هو المدمن في هذه الحالة، ليس رأسًا عهديًا وقانونيًا لأسرته، على الأقل ليس كما ‏عَيَّنَ الله أن يكون آدم بالنسبة للخليقة. فبنيما نجد أن اللعنة التي حلّت على الحية كانت شخصية، فالحية وحدها هي التي تأثرت بدينونة الله عليها. وبينما نجد أن اللعنة التي حلت على حواء تخص الحمل وآلام الولادة. إلا أن آدم، لكونه رأسًا عهديًا، للجنس البشري والخليقة، تسبب في حلول اللعنة، ليس فقط عليه بالتعب والكد، بل على الأرض بأكملها "ملعونة الأرض بسببك&q

(٢) الفكر الأرثوذكسي الشرقي للدكتور ماهر صموئيل

لماذا ينكر الدكتور ماهر صموئيل الجانب القضائي لنيابية آدم ويعلّم بدلاً منه بالعلاقة العضوية؟ في المقال السابق أبرزت أن الفكر الذي ينادي به الدكتور ماهر صموئيل، في عظاته، حول عقيدة الإنسان، والمتمثل في خلق إنسان غير مكتمل الخلق أو التطور، ثم إنحرافه عن مسار اكتماله، إلى أن جاء المسيح لكي يرد له إنسانيته، هو فكر أرثوذكسي شرقي ( أنظر مقال: لماذا يتحدث الدكتور ماهر صموئيل دائمًا عن الخلاص باعتباره استرداد الإنسان لإنسانيته؟ ). في هذا المقال الحالي، وبالارتباط مع ما سبق، سنوضح هنا كيف يرى الدكتور ماهر صوئيل السقوط فيما يخص علاقتنا بآدم. وقبل أن نبين كيف يرى الدكتور ماهر صموئيل سقوط الإنسان، وطبيعة ارتباطنا بآدم، وكيف أن هذا مأخوذ من الفكر الأرثوذكسي الشرقي، سنستعرض أولاً التعليم الإنجيلي المصلح حول هذا الأمر. وذلك لكي نرى مدى إختلاف ما يعلمه الدكتور ماهر صموئيل عن المنهج الإنجيلي الكتابي. وتجنبًا للإطالة والتكرار، وبدلاً من اقتباس أكثر من إقرار إيمان مصلح، اخترت إقرار الإيمان المعمداني ١٦٨٩ كنموذج للتعليم البروتستانتني الموجود في الكثير من إقرارات الإيمان المصلحة. يؤكد إقرار الإيمان المعمدا

اِقْرَأ جرودم ولكن ...

واين جرودم لاهوتي محافظ وقامة كبيرة في اللاهوت النظامي. إلا أن عقيدته عن الله والثالوث تشوبها بعض الشوائب. وأحد أخطر ما يطرحه جرودم في لاهوته النظامي الشهير هو خضوع الابن للآب أزليًا Eternal Subordination of the Son ، وخضوع الروح القدس أزليًا للآب والابن. أي أن هناك سلطة وهرمية في الثالوث الأزلي (الثالوث في ذاته). يقول جرودم: "على سبيل المثال، إذا لم يكن الابن خاضعًا للآب أزليًا من حيث الدور، فإن الآب ليس ‘آبًا’ أزليًا، والابن ليس ‘ابنًا’ أزليًا. وهذا يعني أن الثالوث لم يوجد منذ الأزل". لاحظ أن جرودم هنا لا يتكلم عن العلاقات الثالوثية في ظل الخلق والفداء Economic Trinity ، والتي اختار الابن فيها، طواعية، أن يُخضع نفسه للآب. لكنه يتكلم عن الأقانيم "أزليًا"، أي العلاقات الثالوثية الأزلية الداخلية ad intra . في مقال مستقل، يقول جرودم أن الإسمين أو اللقبين "آب" و"ابن" تفسيرهما، ليس أن هناك ولادة أزلية للابن من الآب وانبثاق أزلي للروح القدس من الآب والابن، كما علّمت الكنيسة على مر التاريخ (وهذا يدل على أن جرودم أساء فهم نيقية والمصلحون)، بل خضوع أزلي

الثالوث الاجتماعي

صورة
عزيزي البروتستانتي الشرقي المعاصر، لقد صدروا لك مفهومًا اجتماعيًا عن الثالوث. فكثيرًا ما يتم تعريف الثالوث على أنه كائن علاقاتي. وأن الآب والابن والروح القدس في علاقة محبة أزلية. وأنه لابد من وجود علاقة محبة أزلية بين الأقانيم قبل الخلق، وإلا لكان الله بلا محبة. إلا أن هذا مفهومًا اجتماعيًا للثالوث يؤدي إلى كافة الهرطقات! الثالوث الاجتماعي طبقًا لأحد التعريفات: "هو تفسير مسيحي للثالوث على أنه يتكون من ثلاثة أقانيم في علاقة حب، مما يعكس نموذجًا للعلاقات البشرية. يؤكد (هذا) التعليم أن الله كائن اجتماعي بطبيعته. تقترب الوحدة البشرية من التوافق مع صورة وحدة الله من خلال العطاء الذاتي، والتعاطف، والعشق لبعضنا البعض، وما إلى ذلك. هذا الحب هو تشابه أخلاقي ملائم مع الله، ولكنه يتناقض بشكل صارخ مع وحدة الله في الكينونة". طبقًا لهذا التعريف، إذًا، يتم النظر إلى الثالوث نظرة اجتماعية، وليس طبقًا لما هو الله في ذاته (لهذا يرى التعريف تناقض بين المفهوم الاجتماعي للثالوث والمفهوم الأنطولوجي؛ الكينونة). أي تعريفه بناء على العلاقات وليس بناء على الكينونة. وبما أن ما نعتقده عن الله يؤسس لما ن

موجود بذاته ناطق بكلمته حي بروحه ... ؟

شرح الثالوث على أن "الله واحد، موجود بذاته كالآب، ناطق بكلمته كالابن، حي بروحه كالروح القدس" منتشر لدى الكثيرون. وإن كنا نمدح هذه المحاولة لتبسيط مثل هذه العقيدة الجوهرية لغير المسيحيين، إلا إنه للأسف شرح غير صحيح. لأنه أولاً غير متجذر في الفهم التاريخي لعقيدة الثالوث والمتمثل في الإيمان النيقاوي القسطنطيني. وثانيًا لكونه تمييز أقرب إلى السابيليانية (الوحدانية المطلقة اللاأقنومية) منه إلى الإيمان الثالوثي القويم الذي يحفظ التمايز الأقنومي. وثالثًا لأنه يخلط بين الصفات الإلهية وبين العلاقات التي تميز الأقانيم عن بعضهم. أولاً هذا الفهم للثالوث غير متجذر في المسيحية التاريخية ممثلة في نيقية هذا التمييز بين الأقانيم، بأن الله موجود بذاته في الآب، وناطق بكلمته في الابن، وحي بروحه في الروح القدس، لا يجد جذوره في نيقية. إن نيقية يميز بين الأقانيم، في كون الآب يلد الابن منذ الأزل، والابن مولود من الآب منذ الأزل، والروح القدس منبثق من الآب والابن معًا منذ الأزل. الآب، في كونه آبًا، لم يبدأ بأن يكون كذلك عند نقطة ما، بل هو آب منذ الأزل. ولا الابن، في كونه مولودًا منذ الأزل من الآب، مبد

الأرثوذكسية الشرقية خطر يواجه البروتستانتية المعاصرة

لعلك سمعت عن بعض مشاهير البروتستانت في الغرب الذين تحولوا إلى الأرثوذكسية الشرقية (اليونانية). مثل هانك هانيجراف وهو مؤلف وله برنامج إذاعي معروف. ومثل فرانك شيفر ابن اللاهوتي والفيلسوف الكالفيني فرانسيس شيفر. إلى جوار هذين، فإن بيتر جيلكويست أحد أبرز كبار قادة هيئة الخدمة الروحية، وخريج أحد أكبر كليات اللاهوت الإنجيلية في أمريكا والعالم DTS ، تحول إلى الأرثوذكسية الشرقية ومعه حوالي ٢٠٠٠ بروتستانتي آخر ١٩٨٧. والأكثر من ذلك، يصف البروفيسور برادلي نصيف، أستاذ اللاهوت بجامعة نورث بارك بشيكاغو، بأن القرن الواحد والعشرون هو القرن الأرثوذكسي الشرقي بينما يتحول الكثير من الإنجيليين، غير الراضون، عن بروتستانتيتهم إلى الأرثوذكسية الشرقية. وأبرز الأسباب لتحول هؤلاء الإنجيليون إلى الأرثوذكسية الشرقية: هو عدم تركيز الأرثوذكسية الشرقية على الجانب القضائي للكفارة، التعليم الذي على ما يبدو يعثر الكثيرون من المنهج البروتسانتي. بالإضافة إلى التوجه الصوفي في الثيوسيس (التأله) المدعوم بالحس الجمالي في العبادة مثل الأيقونات والألحان إلخ. يُروج أيضًا إلى الأرثوذكسية الشرقية باعتبارها الكنيسة التاريخية الأم

(١) الفكر الأرثوذكسي الشرقي للدكتور ماهر صموئيل

لماذا يتحدث الدكتور ماهر صموئيل دائمًا عن الخلاص باعتباره استرداد الإنسان لإنسانيته؟ من منا لم يسمع عبارة الدكتور ماهر صموئيل التي لا يفوت مناسبة إلا ويقولها (بصيغ مختلفة) أن: "المسيح جاء ليسترد لنا إنسانيتنا التي فقدناها"؟ على سبيل المثال، العبارة الآتية قيلت مؤخرًا (يناير ٢٠٢٢) بواسطته في سياق حديثه عن مائدة الرب (الليتورجيا الكنسية): "الفلاسفة بيقولوا: نحن كائنات متجهة ... مش ساكنة، متجهة، ماشية ... في اتجاه. وعمرها ما هتقف. واحتاروا هي متجهة ناحية إيه. البعض قال للتسهيل هي متجهة نحو الامتلاء. البعض قالوا متجهة نحو، حاجة أخطر: الاكتمال. فهذه الكائنات تشعر بالفراغ، وفي حاجة شداها كإنه مغناطيس، وهي مش عارفة هي رايحة لفين. لكنها في اتجاهها تبحث عن؟ اشباع! آخرون بيقولوا: لأ! يا حرام ضايعين وبيدور على نصه التاني ... أنا ناقص، بدور على الاكتمال. أفتكر لما قلت ‘تأديب سلامنا عليه’، ‘سلامنا’: (أي) الاكتمال، إنك تبقى مكتمل، تبقى حاجة واحدة، مكتمل. فنحن كائنات، ليست صامتة ليست ساكنة، لكنها متجهة. ومتجهة ناحية امتلاء أو اكتمال أو اشباع. اسمع العبارة التانية دي: ونحن كائنات يحركها

ميول غنوصية في وعظ الدكتور ماهر صموئيل

طبقًا للاهوتي الكبير مايكل هورتون، فإن الغنوصية تتميز ببعض الأفكار أو السمات. استطعت رصد بعض هذه السمات في تعاليم الدكتور ماهر صموئيل. التصريحات الآتية ليست عفوية، بل متكررة، وقيلت بأكثر من زاوية، وفي مناسبات مختلفة. لن أقوم بالتعليق عليها، لكن سأضع بعض التعريفات وسأترك التقييم للقاريء. أولاً النزعة الفردية يقول اللاهوتي مايكل هورتون أن الغنوصية تتسم بـ "الفردية والذاتية. في حين أن الكتابات الغنوصية سرية وصوفية للغاية، إلا أن هناك خيطًا واضحًا من الفردية والتركيز على الداخل كأمر مميز للتصوف. كما هو الحال في الأفلاطونية اليونانية، يكون للذات (العارف) الأولوية على الموضوع (المعروف)، والطريق إلى الروحانية يكون من خلال التوجه إلى الدخل والتأمل وتحقيق الذات". قال الدكتور ماهر صموئيل في مناسبات متفرقة: "في النهاية سنقف فرادى أمام الله وسيعطي كل واحد منا حسابًا عن نفسه أمام الله، مش هنقف طوايف قدام الله، مش هنقف قائد وكل واحد وراه مجموعته، كل واحد فينا هيقف بطوله قدام الله، وسأحاسب عن قناعاتي وكلماتي وكل كلمة بطالة سأعطي عنها حساب". "سيظل الانسان قادر بمفرده على الوص

سؤالان يسعادانا على كشف الكثير من التعاليم الكاذبة

هناك مغالطتان منطقيتان (ولاهوتيتان) تُستخدمان كثيرًا في سياق إثبات التعاليم غير الكتابية. لكن، إن انتبهنا إليهما ربما استطعنا كشف الكثير من التعاليم الكاذبة. وأبسط طريقة لتطبيق ذلك هو أن نسأل أنفسنا السؤالين الآتيين: (١) سؤال الإختزال أو المأزق المفتعل: هل أنا مضطر للاختيار بين الاختيارين اللاهوتيين اللذان تضعها أمامي فرضية بعينها؟ هل حقًا إما هذا أو ذاك؟ أم أن الصواب هو أن يكون هذا بالإضافة إلى ذاك؟ على سبيل المثال، الادعاء بأن كفارة المسيح علاجية، وليست عقابية، هو ادعاء إختزالي، وفي نفس الوقت مأزق مفتعل. هو إختزال لأنه يحصر الكفارة في الجانب الشفائي فقط. في حين أن كفارة المسيح أعظم من أن تُختزل في جانب واحد. كفارة المسيح عقابية وعلاجية وإنتصارية ونموذجية إلخ. إن من يختزل كفارة المسيح في جانب واحد ويرفض جانب آخر يضعك في مأزق مفتعل وكأنك مضطر للاختيار بينهما. لكن علينا أن نتمسك بالحق بأكمله. المثال الآخر هو القول بأن الإيمان يكون بشخص المسيح وليس بحقائق عنه. مثلما ادعى أحدهم، وسط تصفيق حار، أنه لا يؤمن بموت وقيامة المسيح، ولكنه يؤمن بالمسيح الذي مات وقام. طبعًا هذا مأزق مفتعل، يراد به

الميول المرقيونية لدى بعض البروتستانت

صورة
ما من شك أن هناك صعوبة في فهم العلاقة بين العهدين القديم والجديد، والصورة التي يرسمها كل منهما عن الله. أيًا كانت الاختلافات بين الصورتين، فإن أي مسيحي كتابي لا يستطيع إلا وأن يؤكد على أنهما صورتان لنفس الإله، ذو نفس الجوهر والصفات، ولكن في ظل تدبيرين أو عهدين مختلفين. على أنه يوجد فيما بيننا من يقولون بغير ذلك. وهذا نوع من المرقيونية. وقبل أن نقدم أمثلة على من يضعون الله (وغضبه) في العهد القديم في مواجهة مع يسوع (ومحبته) في العهد الجديد، سنقوم أولاً بتعريف ما هي المرقيونية. المرقيونية، طبقًا لتعريف أحد القواميس اللاهوتية هي: "تعاليم مرقيون (المتوفى ١٦٠ م.)، والتي تميزت بالفصل الحاد بين ‘إله الغضب’ للعهد القديم و ‘إله المحبة’ في العهد الجديد، وهي الرأي القائل بأن المسيح لم يتجسد أبدًا. في المرقيونية، تحل المسيحية محل اليهودية. والأسفار القانونية التي تعترف بها (هذه الهرطقة) هي: إنجيل لوقا وعشر رسائل بولس (فقط)". [1] يُعَرِّفها قاموس لاهوتي آخر على أنها: "حركة بدأت مع مرقيون في القرن الثاني، والتي رفضت صلاحية شهادة العهد القديم للمسيحيين لأن إله العهد القديم كان يُعتقد أن

تعليق على بعض تصريحات الدكتور ماهر صموئيل في حواره مع الأستاذة دينا عبد الكريم

صورة
صَادَق الدكتور ماهر صموئيل على قول الأستاذة دينا بأن المسيح ثوري، مستخدما النص "الذين فتنوا المسكونة" (أع ١٧ : ٦) ليؤكد من خلال ذلك أن المسيحية ثورية. لكن هذه قراءة غير دقيقة للنص بواسطة الدكتور ماهر صوئيل سببها أنه يقحم أيديولوجيته الإنسانوية Humanism على الحق الكتابي. إذ يبدو أن الدكتور ماهر صموئيل يخلط بين ما يسرده النص وبين ما يستحسنه أو يصادق عليه النص. فليس كل شيء يسرده النص يصادق عليه. إن التهمة "فتنوا المسكونة" وردت على لسان التسالونيكيين ضد بولس وسيلا. إنها تهمة سياسية بالإنقلاب على الحكم. والدليل على ذلك هو ما يقوله النص لاحقًا: "وهؤلاء كلهم يعملون ضد أحكام قيصر قائلين: إنه يوجد ملك آخر: يسوع. فأزعجوا الجمع وحكام المدينة إذ سمعوا هذا" (أع ١٧ : ٧ - ٨). إن الذين أزعجوا حكام المدينة هم التسالونيكيين بقولهم أن الرسولان فتنا المسكونة. الكلمة اليونانية "فتنوا" (أناستاتو) جاءت في مناسبتين آخرتين في العهد الجديد. والمناسبتان كلاهما سلبيتان. الأولى هي ذلك الاتهام الباطل الذي وُجِّه إلى بولس: "أفلست أنت المصري الذي صنع قبل هذه الأيام فتنة و