اتحاد الطبيعتين في المسيح واتحاد المؤمنين بالمسيح ... هل من علاقة؟


يربط دليل أسئلة وأجوبة ويستمينستر المختصر بطريقة مميزة بين عقيدة الخلاص (السوتيريولوجي)، وعقيدة الأخرويات (الإسخاطولوجي الفردي)، وعقيدة المسيح (الكريستولوجي)، من خلال التعليم بأن أجساد المؤمنين في القبور تظل متحدة بالمسيح بطريقة سرية:

السؤال ٣٧: ما هي الفوائد التي ينالها المؤمنون من المسيح عند الموت؟
الجواب: تصير أرواح المؤمنين عند موتهم كاملة في القداسة، وعلى الفور تنتقل إلى المجد؛ وأجسادهم، التي لا تزال متحدة بالمسيح، تستريح في قبورها، حتى القيامة.

عندما يتحد المؤمن بالمسيح عند الإيمان به، فإنه يتحد بالمسيح بكل كيانه، بالروح والجسد كلاهما. فبينما تصعد النفس إلى خالقها ومخلصها، يظل الجسد مستريحًا في القبر. إلا أن كلاهما، أي النفس والجسد، يظلان متحدان اتحادًا سريًا بالمسيح. واللاهوتي المصلح جيمز فيشر يجد أساس لاتحاد كل من النفس والجسد على حدة، في اتحاد أقنوم الابن أو لاهوته بكل من جسده ونفسه على حدة عند موته. يقول فيشر:

س ٢٨: كيف يظهر أن أجساد المؤمنين في قبورهم لا تزال متحدة بالمسيح؟
ج: الاتحاد تم بأشخاص المؤمنين، والتي تكون أجسادهم جزء منها. وبما أن هذا الاتحاد (بين شخص المسيح وأشخاص المؤمنين) غير قابل للانفصال، فلا بد أنه يظل موجودًا بأجسادهم في القبر، وكذلك مع أرواحهم في السماء (إش ١٩ : ٢٦).
س ٢٩: كيف يمكن للمؤمنين أن يتيقنوا من هذا (الاتحاد بينهم وبين المسيح) من خلال اتحاد الطبيعتين في شخص المسيح؟
ج: لأنه عند موت المسيح، على الرغم من إنفصال روحه عن جسده، إلا أنه لم تنفصل الروح ولا الجسد عن شخصه الإلهي، بل ظلتا متحدتان به بقوة كما كان دائمًا؛ لذلك لن تنفصل روح ولا جسد المؤمن عن المسيح بإنفصالهما عن بعضهما البعض عند الموت، لكن كلتاهما تظلان متحدتان به بشكل لا ينفصم إلى الأبد (رو ٨ : ٣٨ - ٣٩).

أي كما اتحدت الروح الإنسانية للمسيح وهي في السماء بشخصه (أقنوم الابن)، واِتَّحَدَ الجسد البشري للمسيح وهو في القبر بشخصه (أقنوم الابن)، فإن الاتحاد الهيبوستاتي، أي شخص المسيح الواحد بكلتا طبيعتيه، يظل متحدًا بشقي الكيان الإنساني رغم إنفصالهما، الروح في السماء، والجسد المستريح في القبر.

ومع أن فيشر يجد أساس لاتحاد الأجساد بالمسيح، بينما تستريح تلك الأجساد في القبور، إلا أنه لا يفوته أن يميز بين عظمة الاتحاد الهيبوستاتي لطبيعتي المسيح، وبين اتحاد المؤمنين بالمسيح. يشرح فيشر هذا الاختلاف كالآتي:

س ٣٧: ما الفرق بين الاتحاد اليهبوستاتي لطبيعتي المسيح وبين الاتحاد السري للمسيح بالمؤمنين؟
ج: كلتا الطبيعتين في الاتحاد الهيبوستاتي هما في شخصه الواحد. بينما، على الرغم من أن المؤمنين هم في المسيح والمسيح فيهم، إلا أنهم ليسوا شخصًا واحدًا معه.

بكلمات أخرى، فإن اتحاد الابن بالطبيعة البشرية مختلف عن اتحاده بنا كأفراد وككنيسة. والاختلاف هو من حيث النوع. فالاتحاد الأول، أي الهيبوستاتي، هو اتحاد أقنوم الابن بطبيعة بشرية، وليس بشخص بشري. فقد اتحد أقنوم الابن، شخص ابن الله، بطبيعة بشرية، من جسد وروح كاملين، بحيث أن الابن خصص لنفسه تلك الطبيعة البشرية. بينما هذا الاتحاد الهيبوستاتي بأكمله، شخص المسيح بكلتا طبيعتيه اتحد بالكيان الإنساني، أو بشخص الإنسان، بما له من روح وجسد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس