المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢١

مغالطات أوسم وصفي حول المقارنة بين الإعلان العام والإعلان الخاص

صورة
يقول نص كلام أوسم وصفي في منشور له على السوشيال ميديا: "تَكَلَّم اللاهوتيون كثيراً عَمّا يُسمى الإعلانُ الخاصّ أي إعلانُ اللِه في الكتاب المقدس لشعب ما في حقبة تاريخية ما، و الإعلان العام الذي هو إعلانُ اللهِ عن نفسه لكل البشر في كل العصور من خلال الخليقة التي نكتشفها بالعٍلم والمنطق، والضمير الذي به نستلهم قوانين الله الأخلاقية العامة مهما كانت الأديان والموروثات. يكتُب، ’بونافنتورا‘(Bonaventure) اللاهوتي الكاثوليكي الذي عاشَ في القرن الثالث عشر عن الخليقة أنها كتابٌ يُمكننا من خلاله أن نحصُل على معلوماتٍ عن الخالق، وهي الكتاب الأول قبل أن يكون هُناك أيُّ كتابٍ مكتوب. إنه الكتاب الذي يقول عنه الرسول بولس أنه موجودٌ ’مُنذُ خلقِ العالم‘ (رومية 1: 20). أمّا الكتاب المكتوب، فهو مكتوبٌ في زمنٍ مُحدَّد من التاريخ، وفي ثقافة (ثقافات) مُحَدَّدة لها رؤيتها الخاصّة للعالم. ولكون هذا الكتاب ’موحى به من الله‘ وصالح لكل جيل، لذلكَ فإنَّهُ عَلى كُلِّ جيلٍ من الأجيال إذاً أن يكتشفَ الرسالَةَ الروحية لكَلِمةِ الله التي في الكتاب المقدس، ويقوم بإخراجها، بقدر ما يستطيع، من’’الأغلفة‘‘ الثقافية و

إشارات غضب الله وعدله في الصليب

الطبيعة القضائية لموت المسيح أكثر عقيدة إنجيلية تتعرض للهجوم، من داخل وخارج الحركة الإنجيلية، هي البدلية العقابية والمفاهيم المرتبطة بها مثل غضب الله وعدله. وإحدى الحيل المستخدمة لذلك هي إعتراف البعض بوحي الأناجيل وإنكار رسائل بولس وكأن بولس يقدم تأويلاً لا تقدمه الأناجيل لنفسها. ظنًا منهم أنه لا يوجد بالأناجيل أية إشارات إلى غضب الله أو عدله في كفارة المسيح. لكن الأناجل بها الكثير من النصوص والحقائق التي تشير إلى الطبيعة العقابية لموت الرب يسوع المسيح. مثل النصوص التي تتحدث عن الخطية الأصلية الأمر الذي يفترض منطقيًا الإحتساب القضائي (مت ١٥ : ١٩). وتعليم المسيح بأن الخطية دين (واغفر لنا ديوننا كما يقول الأصل اليوناني، مت ٦ : ١٢). وأنه جاء فدية عن كثيرين (مت ٢٠ : ٢٨). وكونه حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يو ١ : ٢٩). ومن لا يؤمن به يمكث عليه غضب الله (يو ٣ : ٣٦). إلا أن الأناجيل تفرد مساحة كبيرة منها إلى موت المسيح، مما يدل على مركزية هذا الحدث في الرواية الإنجيلية. يقول الدكتور مارتن لويد جونز: "كل واحد من الأناجيل هو كتاب قصير نسبيًا، ومع ذلك فإن الشيء المذهل هو أنه في كل منها ي

الله مذكر أم مؤنث؟

يستغل الليبراليون بعض النصوص الكتابية، التي تشبّه نعمة الله من نحو شعبه بعناية الأم وحنوها، ليدفعوا بأجندتهم الليبرالية والنسوية. لكن كل النصوص التي شبهت نعمة الله من نحو شعبه بعناية الأم استعملت أسلوب التشبيه "كإنسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا". في المقابلة مع ذلك، فإن الكتاب المقدس تحدث عن الله بصيغة المذكر. وتشبيه حنو الله وعنايته على خاصته بحنو الأم على أولادها شىء طبيعي، بما أن الله هو خالق الأمومة والأنوثة. إلا أن خلق الله للأمومة والأنوثة لا يبرر عدم الحديث عنه بصيغة المذكر كما يعلم الكتاب المقدس. شتان الفرق بين أن يشبه الكتاب المقدس عناية الله بحنو الأم وبين أن يستعمل صيغة المؤنث للحديث عنه. صحيح أن الله يسمو عن الذكورة والأنوثة، ويسمو عن كل ما هو بشري. لكن يظل أن الكتاب المقدس استعمل صيغة المذكر في الحديث عنه. وُصف بأنه رجل الحرب. ووُصفت علاقته العهدية (الروحية) مع إسرائيل بعلاقة العريس بالعروس. وعندما تجسد اتخذ جسد رجل وسيظل به للأبد. وعلاقته بالكنيسة علاقة العريس بالعروس. فضلاً عن وَصفه بأنه ملك وقاضي وسيد. كما أن وَصف العلاقة الأقنومية الأزلية الفريدة بين الأقنومي

التبرير القضائي لدى المصلحون البروتستانت طبقًا للمؤرخ الكنسي المعاصر ناثان بوسنيتز

في معرض إثباته لوجود تعليم التبرير القضائي بالإيمان وحده على مر التاريخ الكنسي، يقدم المؤرخ المسيحي المعاصر ناثان بوسنيتز خمسة أسباب يوضح فيها كيف وصل المصلحون إلى النتيجة بأن التبرير هو إعلان قضائي احتسابي imputed righteousness وليس تغيير تدريجي أو برّ يُغرس في الخاطىء infused righteousness كما ادعت كاثوليكية القرون الوسطى (ولا تزال). وعلى الرغم أن بوسنيتز يسعى لإثبات أن هذا المفهوم لم يستحدثه المصلحون كما تم اتهامهم، فهو يهتم إلى جوار ذلك بإبراز الأساسات الكتابية له. في كلا العهدين، القديم والجديد. السطور الآتية هي تلخيص حاولت أن يكون غير مخلّ لطرح بوسنيتز. ثمة ملاحظة أخرى وهي أن هذه الأسباب الكتابية التي يسردها بوسنيتز في تأريخه، فضلاً عن كونها حجة ضد السوتيريولوجي الكاثوليكي، يمكن أيضًا أن نطبقها على الجدل المتعلق بالمنظور المحدث لبولس وإنكاره للتبرير القضائي. ويمكن أيضًا أن تكون حاسمة فيما يتعلق بتركيز اللاهوت الشرقي على الثيوسيس لإستثناء أو استبعاد البدلية العقابية من الصورة. السبب الأول الذي يطرحه علينا بوسنيتز، فيما يتعلق برؤية المصلحون للتبرير على أنه إعلان قضائي يُحْتَسَبُ بن

لا ... سلوكك ليس إنجيلاً خامسًا

فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلَكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. (٢ كو ٤ : ٥) فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلَا كَارِزٍ؟ (رو ١٠ : ١٤) كثيرًا ما نسمع الادعاء بأن سلوكنا وحياتنا هما كرازة بالإنجيل. والبعض يتطرف في ذلك إلى حد القول بأن حياتنا هي إنجيلاً خامسًا. أو كما وردت على لسان أحدهم: كارز إنجليزي قال إنه في خمس أناجيل ... متى، مرقس، لوقا، يوحنا وإنت!! أغلب الناس مش بتقرا ال ٤ أناجيل المكتوبة ... لكن شايفين سلوكك ... شايفين حياتك. الناس مش بتقرا الكتاب المقدس ومتعرفش مين متى ومرقس ولوقا ويوحنا لكن الناس بتقراك إنت!! ترنيمة قديمة جداً بتقول (هل فيك يرون يسوع؟؟) ... كويس ان احنا بطلنا نقول الترنيمة دي في الكنيسة علشان نبطل نمتحن أنفسنا. جمله مشهورة ... إن المؤمنين مش فارقين عن الناس كتير!! هل فيك يرون يسوع؟؟ الكلمات الساقة بها أكثر من مشكلة لاهوتية. المشكلة الأولى متعلقة بالسوتيريولوجي (عقيدة الخلاص). وهي تكمن في تحويل رس

تفضيل الله للعبادة الجماعية العامة على العبادة الفردية الخاصة

صورة
ملخص عظة اللاهوتي البيوريتاني ديفيد كلاركسون (١٦٢٢ - ١٦٨٦ م.) مقدمة المترجم ليس الغرض من هذا الكلام هو الإقلال من شأن العبادة الفردية الخاصة، أو أننا علينا إهمالها لصالح العبادة العامة. لكن الغرض هو لفت النظر إلى شىء مُهْمَل بالفعل له هذه الفائدة العظيمة: العبادة الجماعية العامة. وليس هدف كلاركسون من هذه الكلمات هو إثناءنا عن العبادة الفردية الخاصة، بل إننا ينبغي أن نفعل هذه (العبادة العامة) ولا نترك تلك (العبادة الخاصة). وحتى لو لم يقنعنا الشرح الوارد هنا بأفضلية العبادة العامة على العبادة الخاصة، يظل أمرًا هامًا أن نتعلم عن أهميتها لنواجه به التطرف المتمثل في إهمال العبادة الجماعية واحتقارها واستبدالها بكنائس البيوت والمجموعات الصغيرة والتركيز على العلاقة الفردية بالله. بهذه الملاحظة الهامة أتركك مع كلمات كلاركسون نفسها بعد أن قمت بترجمتها عن الإنجليزية ثم تلخيصها. الرَّبُّ أَحَبَّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ. (مز ٨٧ : ٢) "أحب الرب جميع مساكن يعقوب التي كان يُعْبَدُ فيها سرًا. وأما أبواب صهيون (الهيكل) فقد أَحَبَّهَا أكثر من جميع مساكن يعقوب لأ

الإفخارستيا لدى الأب متى المسكين

صورة
واحدة من القضايا الجوهرية التي اختلف حولها الإصلاح البروتستانتي مع كنيسة القرون الوسطى هي "الاستحالة". أي هل يتحول فعلاً عنصرا مائدة الرب، الخبز إلى جسد المسيح، والخمر إلى دم المسيح الفعليان؟ وهل التناول منهما له فعالية خلاصية؟ بينما اختلف المصلحون على طبيعة حضور المسيح في فريضة العشاء، إلا أنهم أجمعوا أنه لا فعالية خلاصية لها، وأن الإفخارستيا ليست تكرارًا لذبيحة الجلجثة. ينبغي التنويه بداية على أن المصلحون لم ينكروا وجود أي قيمة للعشاء الرباني (والفريضتان بصفة عامة). على العكس، فقد أقروا فعالية الإفخارستيا، ليس من حيث الخلاص أو التبرير، بل من حيث التقديس. إنها حقًا علامة منظورة لنعمة غير منظورة كما قال أغسطينوس. إلا أنها نعمة متعلقة بالتقديس فقط. إن الإفخارستيا، أو عشاء الرب، تُنمي المؤمن، وتبنيه روحيًا، وتقدسه، من خلال أنها تجسد له موت المسيح أمام حواسه. إنها ليست ذات موت المسيح بل مجرد تجسيد حسي لواقع روحي. على سبيل المثال يقول إقرار الإيمان البلجيكي: "نؤمن بأن ربنا الرؤوف قد وضع لنا، بسبب ضعفنا ونقائصنا، الفرائض المقدسة، بها يختم لنا وعوده، وهي بمثابة ضمان لرضاه عنا

ما المشكلة في تعريف الخطية على أنها أنانية؟

يوجد الكثيرون اليوم على الساحة اللاهوتية يعرّفون الخطية على أنها أنانية، مثل ماهر صموئيل وأوسم وصفي وسامي عياد. لكن لا ينبغي أن يمر علينا هذا التعريف مرور الكرام. فهو ادعاءً خطيرًا يقوم بإعادة تعريف كل مفهوم آخر مرتبط بالخطية ولا سيما كفارة المسيح والخلاص والدينونة. في مقال بعنوان "أصل الحكاية" (١) يقدم ماهر صموئيل تشخيصًا سيكولوجيًا لفساد الإنسان فيصفه بمصطلحات سيكولوجية مثل "الأنا"، و"أنانيون"، و"لقد ولدنا من بطون أمهاتنا أنانيون". وهو لا يعتقد أن الأنانية مجرد بُعد ثانوي من أبعاد الخطية كما يؤمن أي مسيحي كتابي، بل يرى تطابقًا بين الأنانية والخطية. أو طبقًا لكلماته هو: "الأنانية ليست مجرد خطية، بل الخطية نفسها". إن الخطية طبقًا له هي "الدوران المستمر حول الذات من المهد إلى اللحد". ثم يقول أيضًا في خاتمة مقاله أن "هذا هو أصل الحكاية، حكاية الأنانية؛ فهل من علاج؟ ... هذا هو غرض مجيئه الأول أن يبطل الخطية بذبيحة نفسه، يوقف نشاط هذا السرطان". وعلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يعرّف أوسم وصفي في مقال له (٢) الخطية على

عقيدة التبرير لدى الأب متى المسكين

صورة
الكثيرون من البروتستاننت، وعلى رأسهم القس سامح موريس، متيمون بالأب متى المسكين. مع كامل الإحترام لهم وله طبعًا، إلا أنه لا يمكن تكون إنجيلي متسق مع منهجك البروتستانتي وفي نفس الوقت لا ترى مشكلة، أو بالحري مشاكل، في فكر الأب متى المسكين. لكن يكفي أن تقرأ هذا الكتيب الصغير له بعنوان "التبرير بين الماضي والحاضر وبين الإيمان والعمل" لكي تتيقن أن تعاليم الأب متى بعيدة كل البعد عن العقيدة الإنجيلية المُصلحة. بل إن ما يعلم به الأب متى، كما سيأتي الذكر، هو ذات كاثوليكية القرون الوسطى التي عارضها المصلحون. وفي عجالة، فإن ما يقوله الأب متى المسكين في كتابه "التبرير بين الماضي والحاضر وبين الإيمان والعمل" هو ضد العقيدة الإنجيلية، لأنه يخلط بين التبرير والتقديس. ويضيف إلى الإيمان الأعمال الصالحة كضرورة للتبرير. ويخلط بين متضادين: الناموس والنعمة. ويعلّم باحتساب الأمانة الجزئية برًا. ويخلط بين السوتيريولوجي (عقيدة الخلاص) والإكليزيولوجي (عقيدة الكنيسة). ويرى التبرير على أنه عمل مستمر وغير منتهي. وأن التبرير لديه يمكن أن يُفقد أو يتوقف مفعوله. وأن المتبرر يعيش متوترًا بين نقيضين: