المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٤

بيستس

أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظًا أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ. (يه 3) كان يهوذا عاقدا العزم ويصنع كل الحهد علي أن يكتب للإخوة عن الخلاص المشترك لكنه رأي أن هناك ضرورة أخري ملحة وهي الإجتهاد من أجل الإيمان الْمُسَلَّمِ مرة للقديسين إذ يقول "أضطررت أن أكتب إليكم واعظا أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلم مرة للقديسين". فقد رأي من حوله حالة من الإرتداد الغير مسبوق. وفي حديثه عن الإرتداد السلوكي يخص بالذكر أولئك الفجار الذين دخلوا خلسة بيننا فحولوا نعمة إلهنا إلي الدعارة، وقد ذكرت كلمة "فجور" ومشتقاتها ستة مرات في رسالة يهوذا وحدها. ويقارن يهوذا الحالة الروحية في الأيام الأخيرة بتلك التي كانت للشعب الذي خلص قليلون منه وأهلك الرب في البرية الذين لم يؤمنوا (وقد كانوا أكثرية)، وسدوم عمورة والمدن التي حولهما والتي كابدت عقاب نار أبدية. أما عن سبب هذا الإرتداد فيقول أنه انكار الإيمان المسلم مرة للق

الوقوف أمام الرب

"وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي" (1 مل 17 : 1). "قَالَ إِيلِيَّا: حَيٌّ هُوَ رَبُّ الْجُنُودِ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنِّي الْيَوْمَ أَتَرَاءَى لَهُ" ( 1 مل 18 : 15). تحدثنا سابقا عن إليشع وسؤاله "أين هو الرب إله إيليا"، واليوم نتكلم عن إيليا واجابته علي سؤال إليشع، فقد كان إيليا يعرف أين إلهه لأنه كان دائم الوقوف أمامه. وقبل أن نتأمل في ذلك فنحن في حاجة إلي معرفة القليل بخصوص الخلفية التاريخية لموضوع تأملنا، لأن هذا سيساعدنا كثيرا علي فهم المعني. كانت الأمة الإسرائيلة في وقت إيليا منقسمة إلي مملكتين، المملكة الشمالية وهي تضم عشرة أسباط وعاصمتها السامرة، والمملكة الجنوبية وتضم سبطين وعاصمتها أورشليم. وقد حدث هذا الإنقسام بعد موت سليمان كعقاب له علي خطيته بإتباعه لآلهة غريبة وتركه لعبادة الرب الإله، إلا أن الرب لم يرد أن يمزق المملكة في أيامه اكراما

إيه - يون

بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ  (عب 11 : 13). اللفظ اليوناني المترجم هنا عالمين هو ( αἰών ) وينطق ( aiōn ) ، ويعني أيضا "دهر" أو "زمن"، ومنه اشتقت الكلمة الإنجليزية ( aeon ) والتي تعني حقب زمنية طويلة جدا. وقد ترجم هذا اللفظ اليوناني في الكثير من المواضع في العهد الجديد بهذا المعني، مثل قوله "ليظهر في الدهور الآتية غني نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع" (أف 2 : 7)، وأيضا في قوله "السر المكتوم منذ الدهور ومنذ الأجيال لكنه أظهر الآن لقديسيه" (كو 1 : 26). وقد تبنت بعض الترجمات الإنجليزية هذا المعني واستبدلت كلمت "عالمين" بـ "أزمنة". وفي ضوء ما سبق فإن كلمة "عالمين" هنا يمكن لها أن تشمل الأزمنة أيضا. وعلي ذلك فإن الزمان يتساوي مع المكان (أو المادة) في كون كلاهما مخلوقان، وأن أحدهما لم يبدأ وجوده بدون الآخر. وقد ذكر بعض الفلاسفة ما يؤيد ذلك، مثل ما قاله أغسطينس علي أنه لا يمكن أن يوجد أي من الزمان أو

قدم

إلهي رحمته تتقدمني (مز 59 : 10) الكلمة المترجمة "تتقدمني" في الأصل العبري هي "قدم"، وقد ترجمت أولا بمعني يلاقي كما في قوله "من أجل أنهم لم يلاقوك بالخبز والماء في الطريق عند خروجك من مصر" (تث 23 : 4)، وبهذا المعني يمكن القول أن رحمة الله تجدنا وتلاقينا في أوقات تيهاننا واغترابنا لتقدم لنا المعونة اللازمة. وترجمت ثانيا بمعني الإحاطة بالشئ كما وردت في صلاة المرنم "جبال الهاوية أحاطت بي. شرك الموت أصابتني" (2 صم 22 : 6)، وعليه فإننا نستطيع القول أن رحمة الله تحيط بنا ولا يوجد احتياج مادي أو روحي لا تشمله. وترجمت أيضا بمعني يستبق الشئ ويتقدمه كما جاءت في آيتنا هنا، وفي هذا نري أن مراحم الله تسبق حاجتنا كما علمنا رب المجد يسوع "لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه"، وعلمه هنا يشمل الشعور بحاجتنا وقدرته علي سدادها أو نعمته لكي نحتمل عدم ملئها، فقد يجعل السمكة تبلع الإستار ويرسلها إلي حيث يأتينا جباة الضرائب (مت 17 : 27). وقد تضطر مراحم الله لاستباقنا حتي تمنعنا من فعل الشعر كما حدث مع أبيمالك عندما كان سيأخذ ساره لنفسه فظهر له ا