بيستس


أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظًا أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ.
(يه 3)

كان يهوذا عاقدا العزم ويصنع كل الحهد علي أن يكتب للإخوة عن الخلاص المشترك لكنه رأي أن هناك ضرورة أخري ملحة وهي الإجتهاد من أجل الإيمان الْمُسَلَّمِ مرة للقديسين إذ يقول "أضطررت أن أكتب إليكم واعظا أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلم مرة للقديسين". فقد رأي من حوله حالة من الإرتداد الغير مسبوق.

وفي حديثه عن الإرتداد السلوكي يخص بالذكر أولئك الفجار الذين دخلوا خلسة بيننا فحولوا نعمة إلهنا إلي الدعارة، وقد ذكرت كلمة "فجور" ومشتقاتها ستة مرات في رسالة يهوذا وحدها. ويقارن يهوذا الحالة الروحية في الأيام الأخيرة بتلك التي كانت للشعب الذي خلص قليلون منه وأهلك الرب في البرية الذين لم يؤمنوا (وقد كانوا أكثرية)، وسدوم عمورة والمدن التي حولهما والتي كابدت عقاب نار أبدية.

أما عن سبب هذا الإرتداد فيقول أنه انكار الإيمان المسلم مرة للقديسين. والمقصود بالإيمان هنا هو الحق الذي تم تسلمه بواسطة الرسل ثم أودع إلي الكنيسة. والكلمة اليونانية المستخدمة هنا للتعبير عن الإيمان هي "بيستس"، ويقول كل من قاموسي ثاير وسترونج أن الكلمة تعني أيضا "الحق العقيدي المتعلق بالإنجيل". وبهذا يكون المعني الذي يرمي إليه يهوذا هو أن السر وراء الإرتداد السلوكي هو انكار الحق العقيدي. لهذا يحث جماعة المؤمنين علي أن يجتهدوا من أجل الإيمان.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس