قدم

إلهي رحمته تتقدمني (مز 59 : 10)

الكلمة المترجمة "تتقدمني" في الأصل العبري هي "قدم"، وقد ترجمت أولا بمعني يلاقي كما في قوله "من أجل أنهم لم يلاقوك بالخبز والماء في الطريق عند خروجك من مصر" (تث 23 : 4)، وبهذا المعني يمكن القول أن رحمة الله تجدنا وتلاقينا في أوقات تيهاننا واغترابنا لتقدم لنا المعونة اللازمة. وترجمت ثانيا بمعني الإحاطة بالشئ كما وردت في صلاة المرنم "جبال الهاوية أحاطت بي. شرك الموت أصابتني" (2 صم 22 : 6)، وعليه فإننا نستطيع القول أن رحمة الله تحيط بنا ولا يوجد احتياج مادي أو روحي لا تشمله. وترجمت أيضا بمعني يستبق الشئ ويتقدمه كما جاءت في آيتنا هنا، وفي هذا نري أن مراحم الله تسبق حاجتنا كما علمنا رب المجد يسوع "لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه"، وعلمه هنا يشمل الشعور بحاجتنا وقدرته علي سدادها أو نعمته لكي نحتمل عدم ملئها، فقد يجعل السمكة تبلع الإستار ويرسلها إلي حيث يأتينا جباة الضرائب (مت 17 : 27). وقد تضطر مراحم الله لاستباقنا حتي تمنعنا من فعل الشعر كما حدث مع أبيمالك عندما كان سيأخذ ساره لنفسه فظهر له الرب في حلم قائلا "أنا أيضا أمسكتك عن أن تخطئ إلي" (تك 20 : 6) ، ومثلما حدث مع داود عندما لاقته إبيجايل وكان علي وشك أن يقتل نابال ولكن الرب أثناه عن ذلك مستخدما إياها قائلة "ان الرب قد منعك عن اتيان الدماء وانتقام يدك لنفسك" (1 صم 25 : 26). وكاتب هذه السطور اختبر مراحم الله التي تقدمته بكل المعاني السابقة، له كل المجد والإكرام والسجود من أجل كل مراحمه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس