المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٠

تعليق على لقاء الدكتور ماهر في القناة الثانية حول كورونا

ربما لم يختر الدكتور ماهر عنوان الحلقة، لكن مما لا شك فيه أن كلامه جاء بالاتساق مع العنوان “المواجهة النفسية للكورونا ومعركة الوعي”. فقد أتت معالجته لهذه القضية الخطيرة، لا من منظور مسيحي، بل من خلال عدسات علمانية ملونة بديانة العقل. ديانة مؤسسة لا على العقيدة، مسيحية أو إسلامية، بل على العقل الذي يشترك فيه جميع البشر. تمامًا كما قصدها ربوبيوا التنوير العلماني الذين رفضوا ديانة الإعلان الكتابي، واستبدلوها بديانة الإعلان الطبيعي (العقل والفلسفة). لكن، هل يصح أن يخلع اللاهوتي المسيحي نظارته الكونية الكتابية، عند معالجة قضية خطيرة مثل الوبأ العالمي، ويعالجها فقط من منظور نفسي علماني، رغم أن الكثير من علم النفس هو شبه علم باعتراف علماء النفس ذواتهم؟ بل والأخطر في علم النفس هو أنه مؤسس على مركزية الإنسان وصلاحه، الأمر الذي هو مضاد تمامًا للمنظور الكوني المسيحي الذي يعلم عن الخطية الأصلية والفساد الجذري للإنسان. وقد جاءت إجابات الدكتور ماهر على أسئلة الأستاذ عاطف كاملة محملة بافتراضات حول مركزية الإنسان وقدرته وصلاحه في علاج شروره والتعامل مع الكوارث وإن كان بها القليل من التلميحات النادرة

هل العهد الجديد متأثر بالفلسفة الوثنية؟

بقلم د. رونالد ناش مترجم عن الإنجليزية تلخيص لا يزال العديد من طلاب الجامعات يواجهون الاتهامات البالية بأن مسيحية القرن الأول، والعهد الجديد تأثرا، بشدة بالأنظمة الفلسفية الوثنية. ومن أبرز هذه الادعاءات هي ما يلي: (1) ظهور عناصر من فلسفة أفلاطون في العهد الجديد. (2) يعكس العهد الجديد تأثير الرواقية عليه. و (3) كان الفيلسوف اليهودي القديم فيلو مصدرًا لاستخدام يوحنا للكلمة اليونانية "لوجوس" كوصف ليسوع. وإمكانية الإجابة بسهولة على كل واحد من هذه الادعاءات، هو أمر يتحدى المعرفة البحثية التي عفا عليها الزمن بشدة، والتي تواصل الترويج لهذه الادعاءات في الكتب والمحاضرات. هل اقتبست مسيحية القرن الأول الميلادي أي من معتقداتها الجوهرية من النظم الفلسفية الوثنية في ذلك الوقت؟ هل كانت مسيحية القرن الأول - المسيحية المُصورة في صفحات العهد الجديد - ديانة توفيقية (أي ديانة تمزج بين عناصر مختلفة من نظم عقيدية مختلفة)؟ يواجه طلاب الكليات المسيحية، في بعض الأحيان، أساتذة يجيبون عن هذه الأسئلة بالإيجاب، ثم يحاولون استخدام الادعاء بأن هناك جذور وثنية وراء كلمات العهد الجديد،

الحق والعقيدة غير متساويان؟

عندما يدعي أحدهم أن هناك فرقًا بين الحق والعقيدة، وأن العقيدة فقط هي مجرد تصورنا عن الحق (وهذا الادعاء نوع من اللاأدرية اللاهوتية)، يصير السؤال المنطقي حينها: وهل هذا التصريح حق أم عقيدة؟ إما أن يكون هذا الادعاء حق أو مجرد تصور عنه. في الحالة الأولى يصبح هذا اقراراً بإمكانية معرفة الحق. وفي الحالة الثانية يصير ذلك الادعاء غير مُلْزِمٍ لأنه مجرد تصور عن الحق. الفجوة بين الحق وما نعرفه، في حالة الإنسان الطبيعي (غير المجدد) هي فجوة نوعية وكمية. فضلاً عن أن الحق غير محدود، وهي حقيقة تنطبق على كل من الإنسان المجدد وغير المجدد، فالإنسان الطبيعي (غير المجدد) يظل لديه مشكلة أخرى، وهي أنه رافض للحق. أي أن الإنسان غير المجدد لا يعرف الحق لأنه لا يستطيع أن يقبل ما لروح الله. ولكن بالولادة الثانية تختفي المشكلة النوعية، وتظل المسألة الكمية باقية. فيصبح الإنسان المولود من الله قادرًا على معرفة الحق. لكن، لأنه يظل محدود كإنسان، فهو لن يعرف الحق بصورة حصرية. الله وحده هو الذي يعرف الحق بصورة حصرية. صحيح أننا، كمؤمنين، لا نعرف كل الحق، أي أن ما نعرفه ليس حصريًا، لكن الحق الذي نعرفه كافيًا ليكون