هل العهد الجديد متأثر بالفلسفة الوثنية؟

بقلم د. رونالد ناش
مترجم عن الإنجليزية


تلخيص

لا يزال العديد من طلاب الجامعات يواجهون الاتهامات البالية بأن مسيحية القرن الأول، والعهد الجديد تأثرا، بشدة بالأنظمة الفلسفية الوثنية. ومن أبرز هذه الادعاءات هي ما يلي: (1) ظهور عناصر من فلسفة أفلاطون في العهد الجديد. (2) يعكس العهد الجديد تأثير الرواقية عليه. و (3) كان الفيلسوف اليهودي القديم فيلو مصدرًا لاستخدام يوحنا للكلمة اليونانية "لوجوس" كوصف ليسوع. وإمكانية الإجابة بسهولة على كل واحد من هذه الادعاءات، هو أمر يتحدى المعرفة البحثية التي عفا عليها الزمن بشدة، والتي تواصل الترويج لهذه الادعاءات في الكتب والمحاضرات.

هل اقتبست مسيحية القرن الأول الميلادي أي من معتقداتها الجوهرية من النظم الفلسفية الوثنية في ذلك الوقت؟ هل كانت مسيحية القرن الأول - المسيحية المُصورة في صفحات العهد الجديد - ديانة توفيقية (أي ديانة تمزج بين عناصر مختلفة من نظم عقيدية مختلفة)؟

يواجه طلاب الكليات المسيحية، في بعض الأحيان، أساتذة يجيبون عن هذه الأسئلة بالإيجاب، ثم يحاولون استخدام الادعاء بأن هناك جذور وثنية وراء كلمات العهد الجديد، لزعزعة إيمان الطلبة المسيحيين في فصولهم الدراسية. يُصْعَق الكثير من المسيحيين الذين يسمعون مزاعم كهذه للمرة الأولى، ويجدون أنفسهم في حيرة حول أفضل طريقة للتعامل مع مثل هذه الادعاءات. والغرض من هذه المقالة هو تزويد مثل أولئك المسيحيين بالمساعدة التي يحتاجونها للرد على الاتهامات بأن العهد الجديد تأثر بالفلسفة الوثنية. في مقالة منفصلة ستظهر في العدد القادم من هذه المجلة، سأعالج مسألة ذات صلة وهي ما إذا كان العهد الجديد قد تأثر بالنظم الدينية الوثنية للقرن الأول الميلادي.

نبذة تاريخية عن القضية

خلال الفترة التي استمرت تقريبًا من عام 1890 إلى عام 1940، ادعى العلماء، في كثير من الأحيان، أن الكنيسة المسيحية المبكرة تأثرت كثيرًا بالحركات الفلسفية مثل الأفلاطونية والرواقية. وقد أُولِيَ اهتمامًا خاصًا بالفيلسوف اليهودي فيلو (توفى 50 م.) والذي يُزعم أنه يمكن تتبع فكره في استخدام كلمة لوجوس كاسم ليسوع المسيح في أولى آيات إنجيل يوحنا.

كنتيجة لصدور سلسلة من الكتب والمقالات البحثية المكتوبة، والتي كُتبت لتفنيد ذلك الادعاء، بدأت مزاعم اعتماد المسيحية المبكرة على الفلسفة الوثنية في التلاشي، إلى حد كبير، في السنوات التي سبقت بداية الحرب العالمية الثانية. اليوم، في أوائل التسعينيات، يعتبر معظم الباحثون المطلعين على المسألة على أنها قضية محسومة. ومع ذلك، تستمر هذه الحجج القديمة في التداول لدى عدد قليل من الباحثين، ولدى الكثير من الفصول الدراسية الغريبة الشكل للعديد من أساتذة الجامعات الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الاطلاع على مجموعة كبيرة من الكتابات حول هذا الموضوع.

على سبيل المثال، في كتاب فلسفة يُستخدم على نطاق واسع، جادل الراحل إي إيه بيرت، وهو أستاذ بجامعة كورنيل، خلال فترة ما بعد الحرب، بأن لاهوت بولس كان يعتمد على أفكار مستعارة من العالم الهلنستي [2]. ادعاءات مماثلة لذلك يمكن أن نجدها في كتاب تاريخ للفلسفة مستخدم على نطاق واسع، لـ دبليو تي جونز، أستاذ الفلسفة في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. [3] كتابيْ تاريخ أفريقيا، والعالم القديم، لـ توماس دبليو، يقدمان تأكيدات متكررة حول اعتماد المسيحية على أنظمة التفكير الوثنية. [4] بينما تُظهر تلك الأمثلة تقصيرًا مفجعًا في الاطلاع على الأبحاث اللاهوتية، فلا يزال بإمكان الادعاءات الكاذبة أن تلحق ضرراً عندما تُصَدَّقُ بواسطة أشخاص غير مطلعين.

ستزود هذه المقالة القارئ بأهم الادعاءات التي قدمها مؤيدو اعتماد المسيحية المبكرة على الفلسفة الوثنية خلال العصر الهلنستي. [5] سأركز على ثلاث ادعاءات رئيسية هي: 1- الادعاء بأن عناصر من فلسفة أفلاطون تظهر في العهد الجديد. 2- الادعاء بأن العهد الجديد يُظهر علامات بأنه تأثر بالنظام الفلسفي المعروف باسم الرواقية. و 3- الادعاء بأن الفيلسوف اليهودي القديم فيلو (الذي كان فكره مزيجًا غريبًا من الأفلاطونية والرواقية) كان مصدرًا لاستخدام يوحنا للكلمة اليونانية لوجوس كوصف ليسوع (يوحنا 1: 1-14)، و أيضًا الادعاء بأن فيلو له تأثيرًا على فكر كاتب الرسالة إلى العبرانيين. في حالة كل مجموعة من الادعاءات، سأوجه القارئ إلى المعلومات التي توضح نقاط الضعف في تلك المزاعم.

يجب أن يكون واضحًا لدينا أن هذا الموضوع كبير جدًا بحيث لا يمكن تغطيته بشكل كافٍ في مقالة قصيرة واحدة. لهذا، سأوجه القارئ أيضًا إلى معالجة أكثر تفصيلًا لهذه المادة. على سبيل المثال، تم تغطية كل شيء نُوقِشَ في هذه المقالة على نطاق أوسع بكثير في كتابي: "الإنجيل وقدماء الإغريق". [6]

يجب أن يُفهم هنا أن تركيزي سيكون على كُتَّاب العهد الجديد الذين يعتبرهم المسيحيون متلقين أوحي لهم إلهياً بالحق المعلن. الالتزام المسيحي المعروف بوحى وسلطان وثائق العهد الجديد لا يُلزم المسيحيين بأن يكون لديهم نفس الالتزام نحو المفكرين المسيحيين الذين كتبوا بعد اختتام الأسفار القانونية للعهد الجديد. يدرك دارسو تاريخ الكنيسة وجود العديد من الأفكار غير الكتابية في العديد من آباء الكنيسة الأوائل، مثل أوريجانوس (1851-254). [7] ما يشغلني هنا هو الادعاءات بوجود أفكار وثنية في وثائق العهد الجديد.

هل العهد الجديد متأثر بالأفلاطونية؟

في هذا الجزء سنمتحن الحجج الرئيسية التي كانت تُستخدم قبلاً لدعم الرأي القائل بأن بولس الرسول استعار من الأفلاطونية. وما أن ننتهي من هذه المهمة، ليس فقط، سنفهم بصورة أفضل لماذا تكاد لا تُطرح مثل هذه الادعاءات؛ بل سيكون لدينا أيضًا سبب للاندهاش كيف يمكن لأي دارس حذر للعهد الجديد أن يظن أن تلك التهم تستحق أية مصداقية.

تميل الكتابات التي تؤكد اعتماد فكر الرسول بولس على الأفلاطونية إلى التركيز على مجموعة مماثلة من التهم. على سبيل المثال، من المفترض أن كتابات بولس تعكس نظرة ثنائية للعالم - وهي وجهة نظر يُقال أنها واضحة بشكل خاص في تمييزه المفرط، كما يُزعم، بين الروح البشرية والجسم. علاوة على ذلك، يُزعم أن بولس يُظهِر النفور الأفلاطوني المعتاد من نحو الجسد على أنه شرير، وأنه سجن الروح الذي يتوق المسيحي إلى الخلاص منه. وإلى أن يأتي هذا الخلاص بالفعل عن طريق الموت، يُفترض بالمسيحي المعتنق لمنهج بولس اللاهوتي أن يقوم بتشويه جسده من خلال ممارسات تقشفية مختلفة.

تتمثل الخطوة الأولى الواضحة للمسيحي في التعامل مع هذا كله في مطالبة الشخص الذي يطرح تلك الادعاءات بتقديم مقاطع العهد الجديد التي يظهر فيها الأفلاطونية المزعومة. رومية 7: 24 هي الآية التي يتم الاستشهاد بها عادةً لدعم الادعاء بأن بولس علّم بأن الجسد البشري هو سجن الروح: "ويحي أنا الإنسان الشقي! من ينقذني من جسد الموت هذا؟"

من الواضح أن بولس في هذه الآية لا يستخدم كلمة السجن (phylake) ولا فكرة أن الجسد هو سجن الروح. في الواقع، لم يكتب بولس في أي مكان في الكتاب المقدس عن الجسد باعتباره سجنًا للروح. من المرجح جدًا أن بولس استخدم كلمة الجسد بأسلوب مجازي في رومية 7: 24.

آية أخرى يحتكم إليها النقاد، في بعض الأحيان، في هذا الصدد [8] وهي رومية 8:23 "وليس هكذا فقط، بل نحن الذين لنا باكورة الروح، نحن في أنفسنا أيضًا نئن في أنفسنا، متوقعين التبني فداء أجسادناʺ. لو كان لهذه الآية أية علاقة بما طرحه النقاد، فإنها تدحض الادعاء بأن بولس كان أفلاطونيًا، بما أن الخلاص الذي ينتظره بولس هو المجد الذي سيتبع قيامته الجسدية. أي شخص أفلاطوني متسق مع نفسه لن يعلّم بعقيدة القيامة الجسدية. من الأمور الأساسية في الأفلاطونية الاعتقاد بأن الموت يحضر البشر إلى الخلاص الكامل والتام من كل شيء جسدي ومادي.

تقريبًا كل مؤلف زعم أن بولس تأثر بالأفلاطونية أشار إلى استخدام الرسول المتكرر للكلمة "لحم" flesh في القرائن التي تربطها بالشر. إذا كان بولس قد علَّم حقًا بأن الروح صالحة وأن الجسد شرير، فإن الزعم باعتماد بولس على الأفلاطونية يكون ذو معنى. [9] والسؤال الهام هنا، على أي حال، متعلق بما قصده بولس بكلمة "لحم". يحذر الفيلسوف جوردون كلارك من قراءة متسرعة لبولس والتي من شأنها أن تجعل كلمة "لحم" flesh تعني "جسدًا" body. عوضًا عن ذلك، يقول كلارك: "القليل من الانتباه لإشارات بولس يوضح لنا أنه لا يقصد الجسد، بل الطبيعة البشرية الخاطئة الموروثة من آدم". [10] كَتَبَ اللاهوتي ج. جريسام ميتشن - في الفترة التي كانت فيها وجهة النظر هذه أكثر قبولاً - موضحًا الدلالة الحقيقية لاستخدام بولس لمصطلح الجسد:

"إن استخدام بولس لمصطلح "لحم" للدلالة على الشيء الذي يقيم فيه الشر لا يمكن أن يجد، على ما يبدو، استخدامًا حقيقيًا يوازيه في الوثنية .... قد يبدو، من النظرة الأولى، أن هناك توازٍ بين عقيدة بولس للجسد والاعتقاد اليوناني القديم الخاص بـ شرّ المادة، والذي يظهر ... في أفلاطون وخلفائه. لكن التوازي ينهار عند فحصه عن كثب. وفقًا لأفلاطون، فإن الجسم شرير لأنه مادي. إنه سجن الروح. ولا شيء أبعد عن فكر بولس من هذا. وفقًا لبولس، فإن الارتباط بين النفس والجسد طبيعي تمامًا، والروح بدون الجسد في حالة من العري .... لا يوجد لدى بولس عقيدة بأن هناك شر لصيق بالمادة". [11]

إن إدانة بولس لـ "الجسد" كشر، لا تشير مطلقًا إلى جسم الإنسان. يُستخدم مصطلح ساركس sarx أو اللحم في هذه السياقات للإشارة إلى عيب نفسي وروحي يقود كل إنسان إلى وضع الذات قبل الخالق. توضح الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس (NIV) هذا من خلال ترجمة كلمة "ساركس" على أنها "طبيعة شريرة". على سبيل المثال، رومية 7: 5، وهي آية تستخدم غالبًا لدعم الادعاء بأن بولس يعتبر المادة شر، تُرْجِمَتْ كما يلي: "لأنه عندما كنا مستعبدين للطبيعة الخاطئة [ساركس]، كانت الرغبات الشريرة التي أثارها الناموس عاملة في أجسادنا، حتى أننا أثمرنا للموت". لا يمكن لأي من النصوص التي يستخدم بولس فيها كلمة "لحم" (ساركس) بالمعنى الأخلاقي أن تدعم الادعاء بأنه بولس كان أفلاطونيًا ثنائيًا [أفلاطونيًا ثنائيًا تشير إلى اعتقاد أفلاطون بأن الروح الخيّرة تسعى إلى التحرر من الجسد المادي الشرير - المترجم].

إن الادعاء باعتقاد بولس أن المادة شر يتناقض مع إيمانه بأن المصير النهائي للبشر المخلَّصين هو حياة أبدية لهم في جسد مُقام، وليس وجود بلا جسد لروح خالدة، كما علم أفلاطون. إن عقيدة بولس حول قيامة الجسد (1 كو 15: 12-58) تتعارض بوضوح مع الاعتقاد بالشر اللصيق بالمادة.

إن الجهود المبذولة للعثور على الثنائية القائلة بشر المادة مقابل صلاح الروح، فيما كتبه بولس، تتعثر أيضًا في حقيقة أنه آمن بوجود أرواح شريرة (أفسس 6: 12). كما أن الحقيقة الإضافية بأن الله أعلن خليقته حسنة (تك 1: 31) توضح مدى ابتعاد مذهب الثنائية عن تعليم العهدين القديم والجديد.

أما بالنسبة للادعاء بأن بولس دعا إلى الزهد المفرط الذي تضمن الإيذاء المتعمد للجسد، [12] فالحقيقة هي أن بولس كتب أقوى هجمات العهد الجديد ضد الزهد (على سبيل المثال ، كو 2: 16-23). يلاحظ جوردون كلارك بشكل صحيح أن بولس "لم يكن مدفوعًا برغبة في تحرير روح إلهية من قبر الجسد، فكم أقل بكثير يكون تأثره إذًا بفكرة أن الألم صالح والمتعة شريرة. بالأحرى، كان بولس منخرطًا في سباق للفوز، الأمر الذي جعله ينحي جانباً كل ثقل، فضلاً عن الخطية المحيطة بسهولة. مع استعداده للتألم رجمًا وجلدًا لأجل اسم المسيح، لم يمارس بولس أبدًا جلد الذات". [13]

يجب أن نستنتج أن الكتّاب الذين زعموا أن بولس قد تأثر بالأفلاطونية، وأن أساتذة الجامعات وكليات اللاهوت الذين قاموا بتمرير هذه النظريات إلى طلابهم كانوا، على الأقل، مذنبين في إجراء أبحاث دون المستوى وتفكير ردئ حول المسألة. من السهل الارتياب في أن دافعهم الأساسي كان الرغبة في العثور على أي شيء قد يبدو أنه يضعف الثقة في وحي الكتاب المقدس وسلطته.

هل العهد الجديد متأثر بالرواقية؟

كانت الرواقية أهم تأثير فلسفي على المثقفين خلال القرن الأول الميلادي. كان الفلاسفة الرواقيون ماديين [الاعتقاد بان المادة هي كل ما يوجد]، واحديون [الاعتقاد بأن الخليقة والخالق واحدًا]، وقدريون: اعتقدوا أن كل ما هو موجود جسدي أو مادي بطبيعته، وأن كل شيء موجود يمكن إرجاعه في نهاية المطاف إلى مادة كونية واحدة مطلقة وإلهية. لقد ظنوا أن الله والعالم مرتبطان بطريقة سمحت بوصف العالم كجسم الله والله بوصفه روح العالم. على عكس إله اليهودية والمسيحية الذي هو أبدي، كلي القدرة، كل العلم، وكلي المحبة ، وروح شخصي، كان الإله الرواقي غير شخصي وبالتالي غير قادر على المعرفة أو الحب أو أعمال العناية. يُنظر إلى القدرية الرواقية، في اعتقادهم، على أن كل ما يحدث يحدث بالضرورة.

كان الإسهام الرئيسي للفلاسفة الرواقيين هو تطوير نظام أخلاقي من شأنه أن يساعد الرواقي على العيش حياة ذات معنى في عالم مُصَيَّر. لقد علَّم الرواقيون أنه لكي نجد الخير والشر، يجب أن نبتعد عن كل ما يحدث بالضرورة في عالمنا وأن ننظر إلى الداخل. تكمن الفضيلة أو الرذيلة الشخصية في توجهاتنا، في الطريقة التي نتفاعل بها مع الأشياء التي تحدث لنا. الكلمة المفتاحية في الأخلاقيات الرواقية هي اللامبالاة. كل ما يحدث للإنسان محتوم بواسطة القدر. لكن معظم البشر يقاومون مصيرهم، بينما في الواقع لا يمكن فعل شيء بوسعه أن يغير مجرى الطبيعة. واجبنا في الحياة، إذن، هو ببساطة تَقَبُّل ما يحدث؛ هو أن نستسلم لمصيرنا الذي لا مفر منه. سوف ينعكس هذا في لامبالاتنا بكل ما يحيط بنا، بما في ذلك العائلة والممتلكات. الشخص الفاضل حقًا سيقضي على كل رغبة وعاطفة في حياته (أو حياتها) حتى يصل إلى نقطة لا شيء يزعجه أو يضايقه عندها. بمجرد أن يتعلم البشر أنهم عبيد لمصيرهم، فإن سر الحياة الجيدة الوحيدة المفتوحة أمامهم يتطلب منهم القضاء على كل المشاعر في حياتهم وقبول كل يضعه القدر في طريقهم.

حقيقة أن الرواقين غالباً ما وصفوا التوجه الداخلي بالاستسلام بـ "قبول إرادة الله"، لا شك في أنه مسؤول عن الخلط بين تعاليمهم وتأكيد العهد الجديد على فعل مشيئة الله. لكن الأفكار وراء العبارات الرواقية والمسيحية مختلفة تمامًا! عندما تحدث أحد الرواقين عن إرادة الله، لم يكن يعني شيئًا أكثر من الخضوع إلى قدرية لا يمكن تجنبها متمثلة في طبيعة غير شخصية، غير مكترثة، غير عاقلة، وغير مُحِبَّة. لكن عندما يتحدث المسيحيون عن قبول إرادة الله، فإنهم يقصدون الخطة المختارة لإله محب وذو علم وشخصي.

منذ عقود مضت، كان الادعاء بأن الرسول بولس تأثر بالحركة الرواقية مألوفًا في بعض الأوساط. في أواخر عام 1970، أَرْجَعَ الفيلسوف بجامعة كولومبيا جون هيرمان راندال الابن، التركيز الاجتماعي القوي لفلسفة بولس الأخلاقية إلى الرواقية. [14] قيل أن تركيز بولس على الدوافع الداخلية في مقابل الفعل الخارجي يؤكد التأثير الرواقي على بولس. [15] كان هناك وقتًا ادعى فيه البعض وجود علاقة بين بولس والمفكر الرواقي سينيكا الذي كان مسؤولًا في حكومة نيرون خلال فترة الرسول في روما. [16] ولا يمكن أن يكون هناك شك في أن بولس اقتبس من كاتب رواقي في عظته الشهيرة في آريوس باغوس بأثينا (أعمال 17 : 28).

بالطبع، إن اقتباس بولس من كاتب رواقي لا يثبت شيئًا. كرجل مثقف يتحدث إلى الرواقين، كان اقتباسه ذلك بمثابة بلاغة جيدة وطريقة لجذب انتباه جمهوره. على الرغم من وجود بولس وسينيكا في روما في نفس الوقت، لا يوجد دليل على أي تواصل شخصي بينهما، بل وهناك الكثير من الأدلة على أن منظومتيهما الفكريتين كانتا غريبتين عن بعضمها البعض. عندما تُفهم أخلاقيات سينيكا الرواقية بشكل صحيح، فإنها تصير مقيتة لمسيحي مثل بولس. إنها خالية تماماً من المشاعر الإنسانية والرحمة الحقيقية؛ لا يوجد مكان للمحبة أو الشفقة أو الأسف فيها. إنها تفتقر إلى أي ارتباط جوهري بالتوبة والتغيير والإيمان بالله. حتى لو استخدم بولس الصور واللغة الرواقية، فقد أعطى الكلمات معنى ودلالة جديدين وأسمى. في أي مقارنة بين فكر بولس والرواقية، فإن الاختلافات والتناقضات هي التي تبرز.

لا يزال يتعين علينا النظر في حالتين أخريين من التأثير الرواقي المزعوم. يتعلق الأول بالاستخدام الرواقي لكلمة "لوجوس" اليونانية كمصطلح تقني. هذا هو نفس المصطلح الذي استخدمه يوحنا في أول أربعة عشر آية من إنجيله كاسم ليسوع المسيح. بما أن المصدر الفوري لاستخدام العهد الجديد لكلمة "لوجوس" كما يقال عادة أنه الفيلسوف اليهودي فيلو، والذي كانت منظومته العقيدية عبارة عن توليفة من الأفلاطونية والرواقية، سأؤجل التعليق على هذه النقطة حتى الجزء التالي. تتعلق الحالة الثانية للتأثير الرواقي المزعوم باعتقاد الرواقيين الأوائل (200 - 300 ق.م.) بأن العالم سيتم تدميره في النهاية بالنار. هذا ما دفع بعض النقاد لتوجيه الاتهام إلى أن تعليم بطرس في 2 بطرس 3 بأن الله سينهي العالم من خلال تدميره بالنار أنه يحاكي العقيدة الرواقية بالحريق العالمي.

من سوء حظ مثل هؤلاء النقاد، أن نظريتهم تنهار بمجرد ملاحظة الاختلافات الكبيرة بين المعتقدات الرواقية وتعليم بطرس. أول سبب هو أن الحريق الرواقي حدثًا متكررًا بصورة أبدية لا علاقة له بالمقاصد الواعية للإله الشخصي. كما يوضح الفيلسوف جوردون كلارك: "إن الحريق في رسالة بطرس الثانية هو كارثة مباغتة مثل الطوفان. لكن الحريقي الرواقي هو عملية بطيئة تحدث الآن. تستغرق وقتًا طويلاً، تتحول خلالها العناصر إلى نار تدريجيًا. إن العملية الرواقية عملية طبيعية بالمعنى الأكثر شيوعًا للكلمة [أي أنها ببساطة مجرد العمل العادي لنظام الطبيعة]؛ لكن بطرس يتحدث عن ذلك كنتيجة لكلمة الرب أو أمره". [17] علاوة على ذلك، فإن الحريق الرواقي هو جزء من نظام وحدة الوجود، في حين أن الحريق الذي وصفه بطرس هو الدينونة الإلهية، لإله قدوس وشخصي، على الخطية.

لو أن هذه الاختلافات وحدها ليست كافية، إليك المزيد: إن الحريق الرواقية تعيد نفسها إلى الأبد. بعد كل حريق، يبدأ العالم من جديد ويكرر نفس مسار أحداث الدورة السابقة بالضبط. إن تاريخ العالم، من هذا المنظور الرواقي، يعيد نفسه لعدد لا حصر له من المرات. قارن هذا مع وجهة نظر بطرس بأن العالم يُدمر بالنيران مرة واحدة فقط، مثل طوفان زمن نوح.

ولعل الاعتراض الأكثر حسما على الادعاء بتأثير الرواقية على رسالة بطرس الثانية هو حقيقة أن كبار الكتّاب الرواقيين قد تخلوا تمامًا عن هذه العقيدة بحلول منتصف القرن الأول الميلادي. إن الناقد يسعى لدفعنا إلى تصديق أن كاتب رسالة بطرس الثانية تأثر بالتعليم الرواقي الذي نبذه المفكرون الرواقيون تمامًا. لا عجب في أن معظم العلماء قد تخلوا، منذ عقود مضت، عن النظريات التي تزعم وجود تأثير رواقي على العهد الجديد. هذا يتركنا مع ثالث وآخر تأثير فلسفي مزعوم على العهد الجديد، النظام الفلسفي للمفكر اليهودي فيلو في القرن الأول.

هل العهد الجديد متأثر بفكر فيلو؟

في بداية العصر المسيحي، أصبحت المدينة المصرية الإسكندرية - والتي كانت مركزًا مهمًا للشتات اليهودي - المركز الرئيسي للفكر الهلنستي. أصبحت المستعمرة اليهودية الكبيرة، والتي اعتبرت الإسكندرية موطن لهم، مُتَهَلْيِنَة في اللغة والثقافة. بينما لا يزالون يمارسون إيمانهم اليهودي، قاموا بترجمة كتبهم المقدسة إلى اللغة اليونانية (السبعينية). وقد أدى ذلك إلى زيادة عزلتهم الثقافية عن جذورهم العبرية لأن لديهم الآن حافز أقل للحفاظ على طلاقتهم في اللغة العبرية. بالنظر إلى الاهتمامات الفكرية لليهود الإسكندريين، كان من الطبيعي جدًا أن يؤثر فيهم وصول النظم الفلسفية مثل الأفلاطونية والرواقية إلى الإسكندرية في نهاية المطاف.

كان أعظم المثقفين اليهود الإسكندريين فيلو يهودا، الذي عاش من حوالي 25 ق. م. إلى حوالي 50 م. يوضح فكر فيلو العديد من أهم عناصر توليف الأفلاطونية والرواقية معاً والتي صارت غالبة على الفلسفة الهلنستية خلال فترة حياته وبعدها. إنه أفضل مثال على الكيفية التي سمح بها يهود الشتات المثقفون، والمعزولين عن فلسطين وثقافتهم الأصلية، للتأثيرات الهلنستية في تشكيل لاهوتهم وفلسفتهم. [18]

اشتهر فيلو باستخدامه لمصطلح "لوجوس". [19] ومع ذلك، من المستحيل العثور على أي استخدام واضح أو ثابت لذلك المصطلح في كتاباته العديدة. على سبيل المثال، استخدم فيلو هذا المصطلح للإشارة إلى عالم أفلاطون النموذجي للمُثُل [20]، ولعقل الله، وإلى مبدأ كان موجودًا في مكان ما بين عَالَمَيّ الله والخليقة. في أحيان أخرى، قام فيلو بتطبيق مصطلح "لوجوس" على أي من الوسطاء بين الله والإنسان، مثل الملائكة وموسى وإبراهيم بل وحتى رئيس الكهنة اليهودي. ولكن إذا وضعنا جانبًا افتقاره إلى الوضوح والاتساق، فقد أثار استخدامه لمصطلح "لوجوس" أسئلة حول التأثير المحتمل لليهودية الإسكندرية على كتابات العهد الجديد مثل إنجيل يوحنا ورسالة العبرانيين.

منذ ستين عامًا، كان الرأي القائل بأن كاتب الإنجيل الرابع قد تأثر باستخدام فيلو لمصطلح "لوجوس"، بمثابة عقيدة رسمية في دوائر معينة. [21] إلا أنه، مع بعض الاستثناءات، فإن الميل العلمي صار بعيدًا عن الاعتقاد بفيلو كمصدر لعقيدة يوحنا حول "اللوجوس". ولكن كما يحدث في كثير من الأحيان، كانت أخبار هذا التغيير في الرأي العلمي بطيئة في الوصول إلى البعض. وهكذا، كتب جون هيرمان راندال جونيور، في عام 1970، أن " في مقدمة [يوحنا] عن الكلمة، اللوجوس، فإنه كان يتبنى ما فعله فيلو في وقت سابق بتصيير التقليد العبري أفلاطونيًا". [22] يدعي دبليو تي جونز، في كتابه تاريخ الفلسفة والذي لا يزال يُستخدم على نطاق واسع حتى في بعض الكليات الإنجيلية، أن "تصوف الإنجيل الرابع" كان مؤسسًا على أفلاطونية الإسكندرية الهلنستية. [23]

لا يرى معظم علماء العهد الجديد المعاصرين أي حاجة لافتراض علاقة واعية بين فيلو (أو اليهودية الإسكندرانية) واستخدام العهد الجديد لمصطلح "لوجوس". ويشيرون إلى أنه إلى جانب وجهات النظر الفلسفية والفيلوية [نسبة إلى فيلو] لمصطلح "لوجوس"، كان هناك مفهومان متشابهان ولكن مستقلان في يهودية ذلك الوقت. كان أحد هذين هو التأمل اليهودي، والسابق للمسيحية، حول الحكمة المجسدة والذي يظهر في سفر الأمثال (8 : 22 - 26). [24] قدم باحثون آخرون نظرية مختلفة ترى علاقة بين استخدام العهد الجديد لمصطلح "لوجوس" وتعابير العهد القديم مثل "كلمة الله" و "كلمة الرب". في العديد من مقاطع العهد القديم، تشير هذه التعبيرات إلى وجود مستقل وتجسيد لكلمة الله. [25]

قد يكون لهذين الخطين من التفكير مصداقية، وأشجع القارئ على فحصهما بشكل أكمل. ومع ذلك، منذ عدة سنوات كنت أرشح معالجة مختلفة للمشكلة، وهي معالجة يمكنها التعرف على وجود صلة محتملة بين كريستولوجي اللوجوس [26] لرسالة العبرانيين ومقدمة مقدمة إنجيل يوحنا. [مصطلح "كريستولوجي" يعني "عقيدة المسيح". وما يقصده الكاتب بـ "كريستولوجي اللوجوس لرسالة العبرانيين" هو ما تُعلّمه الرسالة عن شخص المسيح كاللوجوس، أي كلمة الله والمعلن له - المترجم]

في الفصل السادس من كتابي "الإنجيل وقدماء الإغريق"، أستعرض عددًا من الروابط الرائعة بين كاتب رسالة العبرانيين (الذي أعتبره أنا أَبُلُّوس) واليهودية الإسكندرانية. وأشير إلى دلائل على أن كاتب رسالة العبرانيين ربما كان يهوديًا إسكندرانيًا تدرب على فلسفة فيلو قبل اعتناقه المسيحية. كان هدفه في كتابة رسالة العبرانيين هو تحذير أعضاء آخرين من مجتمعه المسيحي، ذوي الخلفية اليهودية الهلنستية، ضد الارتداد الذي من شأنه أن يؤدي إلى رفضهم المسيح والعودة إلى معتقداتهم السابقة. في سياق رسالته، يحاج الكاتب (أَبُلُّوس) بما أن المسيح "اللوجوس" (أو الوسيط) أفضل من أي من الوسطاء الذين كانوا متاحين لهم في معتقداتهم السابقة [27]، فإن العودة إلى الوسطاء الأدنى في ماضيهم شيء لا يُعقل.

إذا كانت هذه الحجة في كتابي صحيحة، فإن العديد من الاحتمالات المثيرة للاهتمام تنفتح أمامنا. من ضمن الأسباب لذلك هو أن كاتب رسالة العبرانيين (أيا كان) يستحق لقب أول فيلسوف مسيحي، لأنه من الواضح أنه تدرب في تفاصيل الفلسفة الإسكندرانية. لكن كاتب العبرانيين لا يستخدم هذه الخلفية الفلسفية لإدخال الفلسفة الإسكندرانية إلى الفكر المسيحي؛ بل يستخدم التفكير المسيحي لرفض وجهات نظره السابقة. علاوة على ذلك، تشير هذه النظرة لرسالة العبرانيين إلى وجود مجتمع مسيحي له عقيدة لوجوس كريستولوجية محنكة للغاية. لكن تطبيقهم لمفهوم "اللوجوس" على يسوع المسيح لم يصل إلى حد إدخال فكر وثني إلى المسيحية. على العكس، فإن استخدامهم المسيحي لمصطلح "لوجوس" طُوِّرَ في مقاومة واعية لكل جانب متعلق بالموضوع من فلسفة فيلو. بمجرد إدراك وجود هذا الاحتمال، فإن المصدر الصحيح لاستخدام يوحنا لمصطلح "لوجوس" في يوحنا 1: 1-14 قد يعكس اتصاله الخاص بفكر هذا المجتمع المكون من المسيحيين ذوي الخلفية اليهودية الهلنستية.

بصرف النظر عن تخميني الخاص حول هذا الموضوع، لا يمكن لمصطلح "اللوجوس" الخاص بفيلو أن يعمل كمؤثر مباشر على المفهوم الكتابي للوجوس. [28] (1) كان اللوجوس الوسيط لفيلو عبارة عن تجريد ميتافيزيقي، بينما يكون لوجوس العهد الجديد فرد محدد شخصي وتاريخي. لوجوس فيلو ليس شخصًا أو مسيحًا أو مُخَلِّصًا، بل طُرِحَ كافتراض لحل مختلف المشكلات الفلسفية. (2) بالنظر لالتزام فيلو بالأفلاطونية واحتقارها للجسد كقبر للنفس، لم يكن فيلو ليؤمن أبدًا بأي شيء مثل التجسد. لم يكن ممكنًا لإله فيلو إجراء اتصال مباشر مع المادة. لكن يسوع الموصوف في العبرانيين لم يصر إنسانًا فحسب، بل شارك في مجموعة كاملة من كل ما هو إنساني، بما في ذلك تجربة الخطية. ما كان سيتسامح فيلو مع مثل هذا التفكير. (3) لا يمكن وصف لوجوس فيلو أبدًا بحسب الصورة التي ترسمها رسالة العبرانيين ليسوع: كمتألم، ومجرب بالخطية، وميت. (4) التأكيد المتكرر في رسالة عبرانيين على اهتمام يسوع الرحيم بإخوته (أي المسيحيين) لا يتوافق مع وجهة نظر فيلو للعواطف. لقد تأثر فيلو بالاحتقار الرواقي للعاطفة، ومن الواضح أنه ينظر إلى الوصول لحالة اللامبالاة (التحرر من الرغبات والعاطفة والميول) على أنه إنجاز أهم بكثير من التعاطف والرحمة.

يمكن للقراء متابعة هذه الأمور بشكل أكمل في الأعمال المذكورة في الهامش ("القراءات المقترحة")، وفي مئات الأعمال المذكورة في مراجع تلك الكتب. كان الغرض من هذا المقال هو مجرد تعريف القارئ على حقيقة أنه خلال القرن الماضي، حاول العديد من الكتّاب تقويض سلطة العهد الجديد من خلال التأكيد على أن بعض تعاليمه قد تم استعارتها من النظم الفلسفية الوثنية في ذلك الوقت. لكن الدراسة المتأنية لهذه المسألة تكشف أن هذا الادعاء خاطئ. ولعل أخطر سؤال لا يزال متبقيًا هو ما الذي يجب أن نفكر فيه حول العلماء والأساتذة الذين يواصلون تقديم هذه المزاعم التي فقدت مصداقيتها منذ زمن طويل.


الدكتور رونالد ناش أستاذ الفلسفة في كلية اللاهوت المصلح في أورلاندو. أحدث مؤلفاته البالغ عددها 25 كتابًا هي "ما وراء لاهوت التحرير" (بيكر)، "صراع النظرات الكونية" (زوندرفان) ، و"الانقسامات الكبيرة" (نافبرس).


ملاحظات هامشية ومراجع


[1] المعتقد المسيحي الأساسي هو المعتقد الذي، إذا كان خاطئًا، سيؤدي إلى تقويض الإيمان المسيحي التاريخي. على سبيل المثال، إذا تبين أن التجسد أو الكفارة أو قيامة يسوع خاطئة، فإن الإيمان المسيحي كما كان معروفًا منذ بدايته سيكون خاطئً
[2] See Edwin A. Burtt, Types of Religious Philosophy, rev. ed. (New York: Harper, 1951), 35‐36.
[3] See W. T. Jones, The Medieval Mind (New York: Harcourt, Brace and World, 1969), Chapters One and Two.
[4] See Thomas W. Africa, The Ancient World (Boston: Houghton Mifflin, 1969), 460. See also Thomas W. Africa, The Immense Majesty: A History of Rome and the Roman Empire (New York: Crowell, 1974), 340‐42.
[5] في أضيق المعاني، يتم تطبيق صفة "الهلنستية" على فترة التاريخ بين وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق. م. والغزو الروماني لآخر بقايا إمبراطورية الإسكندر، مصر كليوباترا في 30 ق. م. ولكن بالمعنى الأوسع، يشير المصطلح إلى ثقافة الإمبراطورية الرومانية بأكملها. بينما حققت روما التفوق العسكري والسياسي في جميع أنحاء دول البحر المتوسط، فقد تبنت ثقافة العالم الهلنستي الذي سبق وصول روما إلى السلطة.
[6] See Ronald H. Nash, The Gospel and the Greeks (Richardson, TX: Probe Books, 1992).
[7] For more on this, see Gordon H. Clark, Thales to Dewey (Jefferson, MD: Trinity, 1989), 210‐17.
[8] See George Holley Gilbert, Greek Thought in the New Testament (New York: Macmillan, 1928), 85‐86.
[9] See William Fairweather, Jesus and the Greeks (Edinburgh: T&T Clark, 1924), 290.
[10] Clark, 192.
[11] J. Gresham Machen, The Origin of Paulʹs Religion (New York: Macmillan, 1925), 275‐76.
[12] See Gilbert, 86‐87.
[13] Clark, 193.
14 John Herman Randall, Jr., Hellenistic Ways of Deliverance and the Making of the Christian Synthesis (New York: Columbia University Press, 1970), 155.
[15] Fairweather, 296.
[16] See J. B. Lightfoot, ʺSt. Paul and Seneca,ʺ in J. B. Lightfoot, St. Paulʹs Epistle to the Philippians (1913; reprint, Grand Rapids: Zondervan, 1953), 270‐333. Lightfoot argues against the possibility of a Stoic influence in this old essay. His polemic serves as an example of the importance once attributed to such views.
[17] Clark, 191.
[18] For more details, see Clark, 195‐210 and Nash, Chapters 5‐6.
[19] كانت الكلمة اليونانية "لوجوس" مصطلحًا فنيًا في العديد من النظم الفلسفية القديمة. يعود استخدامه الفلسفي إلى هيراكليتس (حوالي 500 ق. م.). بعد عدة مئات من السنين تم استخدامه من قبل الرواقين الذين أثر بعضهم على فكر فيلو.
[20] For an explanation of Platoʹs theory of the forms, see Nash, Chapter 2.
[21] Typical of these older works is G. H. C. MacGregor and A. C. Purdy, Jew and Greek (London: Nicholson & Watson,
1937), 337ff.
[22] Randall, 157.
[23] Jones, 52.
[24] For more on this, see Nash, 84‐86.
[25] See Nash, 86‐88 and James D. G. Dunn, Christology in the Making (Philadelphia: Westminster, 1963), 218.
[26] عندما أقول أن عقيدة كريستولوجي اللوجوس ضمنية في رسالة العبرانيين، فإنني أثير حقًا نقطتين: (1) يربط كريستولوجي رسالة العبرانيين يسوع المسيح بمفهوم لوجوس له مشابهات بأشياء كان يمكن للكاتب تعلمها من فيلو؛ (2) ولكن بما أن المصطلح "لوجوس" لا يطبق فعليًا على يسوع في رسالة العبرانيين، فهو ضمني بمعنى أنه يجب أن يكون مستمدًا من دراسة متأنية للغة المؤلف. أي أن عددًا من الكلمات اليونانية الخاصة جدًا التي طبقها فيلو على اللوجوس الخاص به، يستخدمه كاتب العبرانيين لوصف يسوع. انظر الفصل السادس من كتابي "الإنجيل وقدماء الإغريق".
[27] تأكيدًا لنقطة سبق ذكرها، استعمل فيلو مصطلح "لوجوس" لوصف كل ما يلي: الملائكة وموسى وإبراهيم ورئيس الكهنة اللاوي. تجدر الإشارة إلى أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين يحاج بأن يسوع أفضل من كل واحد من هؤلاء.
[28] تتوافق النقاط التالية تمامًا مع نظريتي القائلة بأن المسيحيون الهلينستيون طوروا نظرتهم إلى اللوجوس في معارضة واعية لنظام فيلو.



قراءات مقترحة




A.H.Armstrong, An Introduction to Ancient Philosophy (Boston: Beacon, 1963)

Gordon H. Clark, Thales To Dewey (Jefferson, MD: Trinity Foundation, 1989)

Ronald Nash, The Gospel and the Greeks (Richardson, TX: Probe Books, 1992)

Ronald Williamson, Philo and the Epistle to the Hebrews (Leiden: Brill, 1970)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس