المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٩

آباء الكنيسة يرفضون التطور ويؤكدون على حرفية أيام الخلق

تمهيد على خلاف ما هو شائع بأن التطور اكتشاف علمي حديث، وثورة علمية انطلقت منذ القرن التاسع عشر،  إلا أن الحقيقة هي أن التطور، على الأقل، فكرة قديمة قدم الحضارة اليونانية الكلاسيكية، قبل مجئ المسيح بخمسة قرون. ولكن قبل أن نبدأ في إثبات أن فكرة التطور ليست حديثة، بل ضاربة في القدم، وأن آباء الكنيسة كانوا على دراية بها وقاوموها وفندوها، ولم يحاولوا دمجها بالخلق، على خلاف ما يُفعل في يومنا هذا، مع أن الآباء واجهوا نفس الضغوط التي تواجهها الكنيسة اليوم، بل وربما أكثر منها، يتحتم علينا أولا أن نقوم بتعريف ما هو التطور.  يعرّف عَالِم الحيوان ووظائف الأعضاء، الدارويني، چيرالد كيركوت،   وهو حُجَّة في هذا المجال،  نظرية التطور، كالآتي : "هناك نظرية تنص على أنه يمكن رصد العديد من الحيوانات الحية تجتاز، عبر الوقت، تغيّرات، بحيث تتشكل أنواع جديدة. يمكن أن تُسمى هذه بـ "نظرية التطور الخاصة"، ويمكن إظهارها في بعض الحالات عن طريق التجارب. من ناحية أخرى، هناك نظرية مفادها أن جميع الأشكال الحية في العالم قد نشأت من مصدر واحد هو نفسه جاء من شكل غير عضوي. يمكن تسمية هذه النظري

لا تكن في ما بعد شراب ماء

"لا تكن في ما بعد شراب ما، بل استعمل خمرا قليلا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة"  (1 تي 5 : 23) لا يطلب بولس هنا من تيموثاوس أن يكف عن شرب الماء، كما توحي الترجمة العربية. بل يقول له أن لا يحصر نفسه في شرب الماء فقط، بل يستعمل "خمرا قليلا". فمصطلح "شراب ماء" في العالم اليوناني الروماني القديم كان يعني الإمتناع عن شرب الخمر والإكتفاء بالماء. لهذا وضعت الكثير من الترجمات الإنجليزية المحافظة كلمة "فقط" only كنوع من الإيضاح. وهذا طبعا يتفق مع الحس العام، فمن يستطيع أن يمتنع عن الماء تماما ويشرب بدلا منه خمرا طوال الوقت؟ فلو كانت نصيحة بولس هكذا، فإن بولس يأمر تيموثاوس ببساطة أن لا يستفيق من سكره. كما أنه يتنافي مع القرينة التي توجد بها هذه الآية والتي يحضه فيها بولس على أن يحفظ نفسه طاهرا. ولعل هذا يجعل نصيحة بولس هنا لتيموثاوس، بأن يمزج القليل من الخمر في نظامه الغذائي، منعزلة عن القرينة التي جاءت بها، فما لطهارته كراع لكنيسة أفسس بعدم انحصاره في شرب الماء فقط مع شرب القليل من الخمر؟ على ما يُفهم أن تيموثاوس أخذ على عاتقه عدم شرب الخمر إط

العلمانيون يوبخون المساومات الليبرالية المسيحية

عزيزي المسيحي الدارويني .. التطور والإنفجار الكبير وملايين السنين هم أعدائك في محاولة من البعض مزج الخلق بالتطور، وموسى مع داروين، صاغوا النظرية تلو الأخرى. كالتطور الإيماني، الإطار الأدبي، الفجوة الكلاسيكية، الفجوة المعدلة، الأيام الحقبية، الأيام الحرفية المنفصلة عن ببعضها بحقب. الأمر الذي أدى أيضا إلى محاولة توفيق الطوفان الكتابي بالإدعاء بملايين السنين من خلال نظريات: كالطوفان المحلي (غير عالمي)، الطوفان العالمي الهادئ (لم يكن له طبيعة تخريبية)، طوفان ما قبل خلق الإنسان (بسبب سقوط الشيطان). كل نظرية من هذه النظريات التي تدمج الخلق بالتطور حاولت عبثا تفادي أخطاء النظريات الأخرى. لكن هذا التوفيق غير ممكن دون الإخلال بجوهر المسيحية نفسها. فضلا عن أن هناك عشرات العلماء المسيحيين المحافظين حملة الدرجات العلمية الرفيعة PhD لا يرون هذه الإمكانية، فيما يلي بعض أقوال العلماء العلمانيون، ما بين الملحد واللاأدري وغير المسيحي، تؤكد أن الخلق بحسب سفر التكوين غير قابل للمزج بالتطور. فجائت أقوالهم بمثابة التوبيخ للمساومات المسيحية الليبرالية. ١ - ريتشارد دوكينز في مقابلة تليفزيونية، يعترف ا

سولا سكريبتورا لدى الآباء

لطالما كان سلطان الكتاب المقدس موضع هجوم من غير الكتابيين. ولا سيما الذين يضعون التقليد على نفس المستوى مع الكتاب المقدس. مدعين أن مبدأ "الكتاب وحده" (سولا سكريبتورا) هو بدعة بروتستانتية لم يعلم بها الآباء. ولكن هل هذا صحيح؟ لندع ما كتبه الآباء أنفسهم يجيب عن هذا السؤال. وفيما يلي بعض مما قاله آباء القرون الخمسة الأولى حول سلطان الكتاب المقدس. وقد اخترنا بعض أقوال آباء القرون الخمسة الأولى فقط لإثبات أن مبدأ "الكتاب وحده" غير مستحدث بواسطة المصلحين. بل هو قديم قدم الكنيسة الأولى. وما فعله المصلحون فقط هو أنهم عملوا على تصحيح المسار الذي انحرفت عنه كنيسة العصور الوسطى بوضع سلطة الكنيسة أو رجالها على نفس المستوى من الكتب المقدسة. (التواريخ أدناه مأخوذة عن موسوعة المسيحية المبكرة الطبعة الثانية تحرير إيفريت فيرجوسون، روتلدج) ثمة ملاحظة أخيرة نود الإشارة إليها قبل أن نستعرض ما كتبه الآباء عن سلطان الكتاب المقدس. مبدأ "الكتاب وحده" لا يعني رفض أو احتقار التقليد أو قرارات المجامع الكنسية أو اجتهادات الآباء. على العكس هذه جميعها احترمها وأجلّها المصلحون واقت

التاريخ الإلهي أساس الأخلاقيات المسيحية

العهد الجديد يتعامل مع أحداث الخلق في سفر التكوين باعتبارها أساسا لأخلاقيات مسيحية معينة هامة تتعلق بالزواج والأسرة، العمل والراحة، القوانين الأرضية، مساواة البشر جميعا من حيث الكرامة أمام الله وأمام بعضهم البعض، تنظيم العبادة في الكنيسة، وضرورة الانتباه والحذر التعليمي للكنيسة في مواجهة رسل الشيطان الكذبة. هذه بعض الأمثلة على كون التأريخ الكتابي لأحداث الخلق والسقوط هو أساس لأخلاقيات مسيحية يحضنا عليها العهد الجديد، مؤكدا بذلك قصد الله للخليقة منذ تأسيسها، وفي نفس الوقت سلطان العهد القديم وتاريخية أحداث الخلق: ١ - أسبوع الخلق في الإصحاحين الأولين من سفر التكوين هو أساس العمل في ستة أيام والراحة في اليوم السابع (خر ٢٠ : ٩ - ١١ ، ٣١ : ١٥ - ١٧). السبت لم يكن وصية طقسية فقط، وإنما وصية أدبية أيضا جاءت ضمن الوصايا العشر. ولهذا الأمر كان لها ثقلا كبيرا لدى اليهود. ويوم السبت لم يُلغى في المسيحية، بل هو يوم الرب (الأحد) الذي قام فيه الرب يسوع المسيح من الأموات. المسيحي، يعمل في ستة أيام، ويستريح يوم الرب، عابدا إياه، ومتذكرا ومتأملا الراحة الروحية التي أدخله الرب يسوع المسيح إليه

الخلق والتطور .. ما للنور مع الظلمة؟

حاول الكثير من اللاهوتيين المسيحيين التوفيق بين كل من عقيدة الخلق من ناحية وبين شبه العلم التطوري وملايين السنين من ناحية أخرى. ظانين خطأ أن الإيمان المسيحي يمكن أن يحتمل هذه المساومة فادحة الثمن. ولكن مزج الخلق بالتطور عملية غير ممكنة كتابيا ومنطقيا على الكثير من المحاور اللاهوتية: ١ - پروتولوچي (عقيدة الأوليات): ترتيب أحداث التطور، بمراحله الكوزمولوچية والكميائية والبيوكيميائية والبيولوچية، لا يمكن توفيقه مع ترتيب أحداث الخلق بحسب سفر التكوين. فعلى سبيل المثال، طبقا للترتيب التطوري، فقد ظهرت النجوم والشمس قبل الأرض، بينما خُلِقت الأرض قبل الشمس والنجوم، بحسب سفر التكوين (تك ١ : ١ ، ١ : ١٤ - ١٨). أيضا وطبقا للترتيب التطوري، ظهرت الحيوانات الأرضية قبل الطيور، في حين خَلَقَ الله الحيوانات الأرضية بعد الطيور، وذلك وفقا لما يعلمنا سفر التكوين (تك ١ : ٢٠ - ٢٦). بحسب التطور فإن عقل الإنسان نشأ من المادة (الحساء البدائي)، الأمر الذي لا يُفَسِّر من أين جائت قوانين الأخلاق والمنطق، بل ويختزل كل منهما إلى مجرد تفاعلات كيمائية. بحسب الخلق فإن الكون المادي نشأ بواسطة كلمة الله؛ اللوجوس (يو ١

جنة عدن أول هيكل للرب

(تلخيص بتصرف عن بعض المصادر) لم تكن جنة عدن مجرد بستان مليء بالخيرات والنعم، خُلِقَ آدم ليلهو فيه مع الحيوانات أو ليتمشي بين كرومه وامرأته إلى جواره يرتشفان من شهد ثمارها المتساقط يمينا ويسارا. بل هيكلا، مَقْدِسًا، يتمتع فيه بشركة وصحبة الرب الإله. بل إن كل من الجنة وآدم خُلِقَا من أجل الرب. طبعا هذا لا يمنع أن الله خلق الخيرات التي فيها لأجل آدم. ولكن يظل الغرض الأساسي هو أن كل شئ خلق لمجد الله. إن الله خلق جنة عدن لتكون هيكلا له، استراحة مَلكِيَّة. وقد عَيَّنَ بها كاهنه ونائبه الملكي، آدم، لكي يقوم بمهامه الكهنوتية والمَلَكِيَّة تجاه الله والخليقة. وإن تمعنا في بعض تفاصيل أحداث الخلق لوجدنا فيها ما يشير إلى كون جنة عدن هيكلا مَلَكِيَّا وإلى كون آدم كاهنا وملكا: شجرة الحياة في منتصف الجنة تقابلها المنارة في قدس الهيكل. المنارة لها ساق يخرج من أحد جانبيه ثلاث شعب (أفرع) ومن الجانب الآخر ثلاث شعب أخرى. ولكل شعبة من الشعب الست ثلاث كاسات على شكل زهرة اللوز بعقدها وأوراقها (خر ٢٥). المنارة ليست مجرد شمعدانا، لكنها أشبه بالشجرة. بعد السقوط أقام الرب كروبيم ولهيب سيف متقلب