المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٦

هادمين ظنونا (9)

العلم الحديث مدين في نشأته للإيمان المسيحي وفي نهضته للكتاب المقدس تعرضنا في الفصلان السابقان إلى المبدآن الأساسيان اللذان تقومان عليهما الداروينية الحديثة: الإنتخاب الطبيعي والتحولات الجينية. ورأينا كيف أن هاتين الآليتين لا تخدمان فرضية التطور التي تقول أن البكتريا تطورت إلى باحث في علم البكتريولوجي. وفي بداية دراستنا كنا قد أشرنا إلى أن إنجازات العلم التجريبي الحديث تُنسب – على غير حق – إلى العلم بصفة عامة بما فيه العلوم التأريخية وبصفة خاصة فرضيتنا الإنفجار العظيم والتطور. وهنا نريد أن نرد الحق إلى أصحابه، لذا سنقوم بتوضيح أن العلم التجريبي الحديث يرجع في أصوله إلى الإيمان المسيحي. وهذا أيضا من شأنه الرد على الإدعاء بأن الغرب المسيحي إستطاع أن ينهض علميًا وفكريًا فقط عندما تخلص من سطوة المسيحية الممثلة في الكنيسة بما كان لرجالها من سلطان. والسبب في ذلك في نظرهم هو أن الكتاب المقدس به أخطاء علمية ولذلك فلا يمكن أن يتمشى العلم مع الإيمان به أو بالعقيدة المسيحية الكتابية. وإن شاء العالم أو المهتم بالعلم إعتناق الكتاب المقدس فهذا حسنًا ولكن ينبغي أن يغفل كل ما يتعرض للعلم في الكتاب ال

هادمين ظنونا (8)

أصل الانواع بواسطة الإنتخاب الطبيعي .. قفزة داروينية في الظلام رأينا في موضوعنا السابق كيف أن ما يدعيه الدراونة بخصوص التحولات الجينية التي يمكن أن تُحَوِّل البكتيريا إلي عَالِم في البكتريا غير صحيح. والسبب في ذلك هو أن نسبة ساحقة من تلك التحولات الجينية ضارة وغير نافعة. والمشكلة معقدة أمام التحولات الجينية، فمن ناحية فهي إنحسارية لا يتم توريثها إلا إذا كانت في كلا الأبوين، وهذا يعني أن التحول الجيني النافع لابد أن يوجد في كلا الأبوين لكي يتم توريثه للجيل التالي. ولو كان التحول الجيني ضارا – وهذه هي القاعدة – فإنه يتراكم عبر الأجيال الأمر الذي يشكل عقبة أمام التطور لأن في ذلك إفسادا للجينوم الإنساني. ولعل أحد الدراونة يعترض علي ذلك بالقول أن الإنتخاب الطبيعي يقوم بإقتلاع التحولات الجينية الضارة ويبقي علي النافعة وهكذا يحدث التطور من نوع إلي آخر. وهذا ما حاول داروين اثباته في كتابه "أصل الأنواع بواسطة الإنتخاب الطبيعي". فالأنواع لا حدود بينها، وأن الميكروب يمكنه أن يستحيل عبر بلايين السنين إلي إنسان مُفَكِر. وفي مثال العصافير الذي استخدمه داروين يري أن الاختلافات الت

هادمين ظنونا (7)

تحولات جينية وإحتيالات داروينية في الحلقة السابقة تحدثنا عن الإجماع العلمي المزعوم حول فرضية التطور، ثم تعرضنا للفرضيات الموجودة علي الساحة، ورأينا إنتقال الدراونة من اللاماركية إلي الداروينية الحديثة مرورا بالداروينية الكلاسيكية، وكيف أن هناك ميلا بين بعض العلماء حاليا للعودة إلي اللاماركية مع الإحتفاظ بالقليل من مخلفات الداروينية الحديثة. ولأن الغالبية الآن لازالوا يعتنقون الدارونية الحديثة بكل من آليتيها اللتان تعملان من خلالهما: التحولات الجينية الموجهة بالإنتخاب الطبيعي، سنتناول التحولات الجينية ببعض الملاحظات. وقبل أن نشرع في ذلك نريد التنويه علي أن العلماء المسيحيين الخلقيين ( Creationists ) يقرون بوجود التحولات الجينية لكونها شيئا يمكن التحقق منه تجريبيا، أما ما لا يوافقون الدراونة عليه هو أنها تؤيد التطور من الميكروب إلي الإنسان. بمعني آخر فهم يقولون أن التحولات الجينية حقيقة ولكن التطور فرضية غير مثبتة. وسنري لماذا يعتقدون ذلك. ما هي التحولات الجينية وعلاقتها بفرضية التطور؟ للجين أربعة أحرف كيمائية، وأي تغيير في ترتيب أو في عدد الأحرف بالزيادة أو النقصان يسبب

هادمين ظنونا (6)

الإجماع العلمي الدارويني المزعوم ناقشنا في آخر موضوعاتنا أن العلم (بما في ذلك العلم التجريبي) لا يصلح لأن يكون حكما في قضية وجود الله من عدمه أو في كونه مرجع العقيدة اللاهوتية وليس الكتاب المقدس، ذلك لأن الفساد يعتريه. طبعا هذا علي فرض أن هذه القضايا الوجودية المتعلقة بنشأة الكون وأصل الإنسان ومعني وجوده والأخلاقيات ومصير البشر بعد الموت، تقع داخل قدرات العلم التجريبي. وأوردنا أيضا الأمثلة علي كذب العلماء وخداعهم للعامة، في مجال العلوم الحياتية، وفي العلوم التاريخية أيضا خاصة في قضية الأصول والنشأة ، كأكذوبة إنسان نبراسكا، وفضيحة إنسان بيلت داون وغيرهما مما تعرضنا له. وإن كان هذا يجلعنا لا نستطيع الوثوق في العلم سواء كان تجريبيا أو بصفة أخص تأريخيا لسبب الإنحيازية الشديدة وحالات التغرير المغرضة الكثيرة، فإن هناك سببا آخر يدفعنا إلي عدم إعتبار العلم أساسا لأي عقيدة تتعلق بالوجود الإنساني، ألا وهو طبيعته المتغيرة والمتقلبة. الشئ الذي قد لا نسمع عنه كثيرا بسبب التعتيم الذي يمارسه الدارونة علي كل ما يخالف أفكارهم في الأوساط الأكاديمية التي يسيطرون عليها أن هناك المئات من العلما