المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٥

عونا في حينه

فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ (عب 4 : 16) كلمة "بوييثيا" اليونانية والمترجمة هنا "عونا" ذكرت مرة أخري وحيدة في سفر الأعمال في قوله "ولما رفعوه – القارب – طفقوا يستعملون معونات حازمين السفينة" (أع 27 : 17). وهذه الطريقة استعملت في الأوقات الحديثة ويقال لها بالإنجليزية ( Ship frapping ) أي ربط السفينة وحزمها بأربطة من الأسفل مع جوانبها حتي لا تنفصل الألواح عن بعضها البعض. والمقصود بكلمة معونات هنا هي الأربطة التي حزموا بها السفينة من قاعها إلي أعلي في جوانبها. وما أجملها من صورة لما يعمله معنا الرب في نعمته عندما نأتي إليه لكي نجد "عونا" في حينه. إنه يحزمنا بربط نعمته ورحمته حتي لا تنحل سفن حياتنا من رياح التجارب العاتية. ومن منا لم يختبر ذلك؟ ألم تكن سفينة حياة بطرس علي وشك الإنحلال فطلب الرب من أجله فشدد الرب ما بقي فيه "ولكني طلبت لأجلك لكي لا يفني إيمانك"؟ وإن أتينا إليه فلن نجد معونة واحدة فقط بل "معونات"، فهو سيشملنا بمعوناته الكثيرة

القلب أخدع .. وهو نجيس

اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ! (إر 17) أخدع في العبرية هي "أعقب" وتعني "متعوج" وقد ترجمت بهذا المعني في قوله "كل وطاء يرتفع وكل جبل وأكمة ينخفض ويصير (المعوج) مستقيما والعراقيب سهلا" (اش 40 : 4). لهذا فأنت لا تستطيع أن تري ما بالقلب لكثرة العراقيب به. فلا يمكن للنور الذي يكون علي نفس المستوي من تلك التعوجات أن يكشف أي حقيقة، لكن عندما يسطع الضياء من أعلي تنكشف الحقيقة المختبئة، وهي أن القلب نجيس. وكلمة "نجيس" جاءت في الأصل العبري "أناش" لتعني "مرض عديم الشفاء" وقد ترجمت هكذا في قول أيوب "عند محاكمتي أكذب. جرحي عديم الشفاء من دون ذنب" (أي 34 : 6). فما من استنارة حقيقية ينالها المرء إلا ويصرخ بعدها "ويل لي إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين".