المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٢

هل السكنى مع الله شئ نتعود عليه أم نعمة تعطى لنا؟

صورة
"ينبغي أن نكون نوعية الناس التي تصلح أن تسكن مع الله للأبد ... إذا لم تتعود على السكنى معه هنا لن تتحمل السكنى معه هناك". (ماهر صموئيل) الافتراضات المسبقة الموجودة في هذا التصريح هذه العبارة لماهر صموئيل خطرة من أوجه كثيرة. فهي تفترض عدة افتراضات غير كتابية؛ أن المصير الأبدي للإنسان متوقف على ما يفعله هنا على الأرض (خلاص بالأعمال)، وليس على ما فعله الله من أجله في الجلجثة. كما أنها تعني أن السكنى مع الله شىء يمكن أن يُستحدث بالمجهودات الذاتية وليست خليقة جديدة. وتجتزأ كل من العلاقة مع الله والحياة الأبدية وليسا أنهما عطية واحدة تُعطى عند الإيمان. ليس ذلك فقط، بل تفترض أيضًا أن السكنى مع الله حالة داخلية تحدث فينا تدريجيًا وليست مقام يُمنح لنا. بل وتعني أخيرًا أن العداوة من جانبنا فقط وليست من جانب الله أيضًا. إن تصريح ماهر صموئيل ذلك محمل بالافتراضات المسبقة والمضادة للحق الكتابي. بكلمات أخرى، هل السكنى مع الله، هنا أو هناك، شىء نسعى له ونتعود عليه ونجتهد من أجله، أم أنه عطية بالنعمة؟ هل السكنى مع الله أبديًا متوقفة على ما نعمله هنا على الأرض؟ هل السكنى مع الله شىء يُجتزأ أم

دالاس ويلارد يزدري بتعليم النعمة ويهمش الجانب القضائي من الخلاص

صورة
من يقرأ لدالاس ويلارد، أو يشاهد لقاءاته مع جون أورتبيرج، سيجد أن ويلارد يزدري بتعليم النعمة وبمركزية البعد القضائي في الخلاص (غفران الخطايا، التبرير، الحياة الأبدية، النجاة من دينونة الله). وله عبارات شهيرة تطعن في مركزية الجانب القضائي للخلاص لحساب الجانب السلوكي أو العملي يردد بعضها كل من ماهر صموئيل وأوسم وصفي. يدعي ويلارد أن تقديم الخلاص على أنه غفران للخطايا أو حياة أبدية أو الذهاب للسماء هو: تركيز على الخطية كذنب (في الماضي) على حساب الخطية كفعل (الآن). تركيز على التبرير على حساب التجديد. تركيز على الصليب على حساب القيامة. تركيز على الذهاب للسماء على حساب التلمذة والملكوت الآن. تركيز على أحد نظريات الكفارة. إن تقديم الخلاص على أنه غفران للخطايا أو حياة أبدية ليس خطأً من طرف الإنجيليين، فالجانب القضائي من الخلاص هو البعد المركزي فيه. وعلى فرض أن هذا خطأ إنجيلي معاصر، فإنك تتوقع أن يقوم ويلارد بأي نوع من التوازن أو ضبط الأمور حيال هذا الخطأ. إلا أنه يقوم بالتركيز على الخلاص من الخطايا الحاضرة وفي نفس الوقت يهمش بل ويطعن في مركزية غفران الخطايا والنجاة من دينونة الله. فهو يدعي أ

هل جوانب الحق المتعلق بالخطية متساوية أم أن هناك حق مركزي عن الخطية؟

يدعي أحدهم الآتي: بحضَّر سلسلة من الخدمات هقدّمها خلال كام يوم في مدرسة للخُدَّام .. وواحدة من الخدمات دي هتكون عن "الخطيّة" .. وأنا بجمَّع بعض التشبيهات الكتابيَّة للخطيّة .. لقيت أكتر من ١٤ تشبيه للخطيّة استخدمهم الكتاب المُقدَّس .. وفعلًا مستغرب على إصرار بعض الناس .. على حصر الخطيَّة في تشبيه واحد بس، زي المرض أو التَّعدّي مثلًا .. وكأنّهم متعمّدين يبصّوا للموضوع بعين واحدة ويقفلوا التانية .. عشان يأيِّدوا مفهوم معيَّن للكفَّارة عاوزين يتبنّوه ويرفضوا غيره .. مع إن غنى التشبيه الكتابي للخطيّة، بيساعدنا نفهم كل جوانبها .. عشان نفهم عمق وشموليّة عمل المسيح في الصليب، لأجلنا! تعليقًا على ذلك: صاحب هذه الكلمات يبدو، كعادته، أنه يحاول اتخاذ موقف وسط بين مواقف متطرفة. صحيح أن الحق الكتابي حول الخطية متعدد الجوانب. فالخطية تعدٍ وتقصير ومرض وعدم إيمان وتمركز حول الذات إلخ. إلا أن هذه الجوانب ليست متساوية من حيث مركزيتها وثقلها. للحق جوانب متعددة لكن تلك الجوانب ليست متساوية من حيث مركزيتها. والقول بغير ذلك أو محاولة جعل هذه الجوانب متساوية من حيث الأهمية أو المركزية هو تشويه للحق

كيف تقرأ سفر الجامعة

القراءة العابرة لهذا السفر قد تواجه صعوبة في إيجاد مكان له بين باقي أسفار الكتاب المقدس بل وفي مصالحته مع المنظور الكوني المسيحي. فكلمات كاتب السفر تبدو من الوهلة الأولى وكأنها تُقْر بعبثية الحياة وافتقارها للمعنى. وهذه معالجة للأمر من منظور أفقي (تحت الشمس) وليس من منظور رأسي (فوق الشمس). إلا أن الصورة التي يرسمها الجامعة للحياة أكثر تعقيدًا من ذلك. والنظرة المدققة للسفر ستجده في تمام الاتساق مع كل من الحق الكتابي العام وتسلسل أحداث التاريخ الفدائي في باقي الأسفار القانونية. ما هو الموضوع الرئيسي للسفر؟ إن الموضوع الرئيسي للسفر هو الصراع مع بُطل الحياة، أي عبثيتها، وطريق الإنتصار على هذه العبثية. فكلمة "باطل" العبرية (hebel) ترد ٣٨ مرة في السفر. ومن ثم فهي موضوعه المحوري. ولتلك الكلمة العبرية هذه المعان الثلاثة: زائل ووقتي، مُحْبِط وفارغ، مُحَيِّر وعويص. هذه المعاني متداخلة ومترابطة بصورة يصعب فصلها عن بعضها. في المقابلة مع بُطْل الحياة تحت الشمس يدعو الجامعة إلى التلذذ بمسراتها كحل مضاد لهذا البُطْل. إلا أن الترياق الباقي لبُطْل الحياة تحت الشمس، كما يعلمنا الجامعة أيضًا، ه

تعليق على ندوة الدكتور ماهر صموئيل "هل احتياجي إلى مرشد روحي أم معالج نفسي"

صورة
شاهدت هذه الندوة مرتين وأستطيع أن أقول أنها مليئة بالتناقضات والمغالطات اللاهوتية إلى حد إنكار قيمة المسيحية وإن كان بطريقة غير مباشرة. سأقوم بالتعليق على أهم ما جاء بها مع تقييم مختصر لمجمل المحتوى المقدم. المشكلة مع العلاج النفسي هو أنه مؤسس على مجموعة من الافتراضات المضادة لجوهر الحق المسيحي. ناقشت هذه الافتراضات بشئ من التفصيل في مقال مستقل بعنوان " علم النفس ديانة مضادة للمسيحية ". من ضمن تلك الافترضات هو أن علم النفس متمركز حول الإنسان، بينما المسيحية متمركزة حول المسيح. علم النفس أيضًا يجعل من الإنسان ضحية، بينما يعلمنا الكتاب المقدس عن مذنوبية الإنسان ومسؤوليته أمام الله. كما أن علم النفس يعرِّف الخطية على أنها إدمان، في حين يقدم الكتاب المقدس حولها منظورًا متكاملاً. مثل كونها مرضًا روحيًا (فساد) يحتاج إلى شفاء، وتعدي على ناموس الله يحتاج إلى الغفران والتبرير، ونجاسة تحتاج إلى التطهير. علم النفس، إذًا، يقدم حلولًا لمشكلة الإنسان بمعزل عن الله بل ومضادة له. بينما تحدث ماهر صموئيل عن أهمية الإيمان في العلاج النفسي، وشدد على ضرورة الروحانية، على خلاف المنهج العلماني الذي

كيف تقرأ سفر اللاويين

أُعْطِيَت تعليمات سفر اللاويين في ضوء الحاضر الجديد الذي كان يتمتع به الشعب بعد خروجهم من مصر. وفي نفس الوقت في ضوء المستقبل الذي ينتظرهم في الأرض الموعودة بينما هم في طريقهم إلى هناك. كانوا في حاجة أن يغتسلوا مما تأثروا به أثناء عيشهم في مصر (١٨ : ٣)، وفي نفس الوقت، في حاجة أن يتحصنوا ضد ما ينتظرهم (٢٠ : ٢٣). السفر هو تعليمات عن القداسة أعطاها الرب لشعبه بواسطة موسى. فالطبيعة الغالبة له هي الناموس أي الوصايا والتعليمات، وليس الرواية التاريخية كسفري التكوين والخروج. الثلاث أحداث التاريخية التي يرويها السفر فقط هي تكريس الكهنة، وإماتة الرب لناداب وأبيهو (٨ : ١ – ١٠ : ٢٠)، وعقاب الإنسان الذي جدف على الرب (٢٤ : ١٠ – ٢٣). خروج نار من عند الرب لتأكل ناداب وأبيهو هو تأكيد السفر على خطورة عدم اتباع التعليمات الواردة فيه بدقة وإلا سيعرض الإنسان نفسه للخطر. إن سفر اللاويين يتمحور حول هذه الفكرة الجوهرية: سكنى الله القدوس وسط شعبه "وأجعل مسكني في وسطكم، ولا ترذلكم نفسي" (٢٦ : ١١)، وذلك طبقًا لتعليمات القداسة التي أعطاها "وتكونون لي قديسين لأني قدوس أنا الرب" (٢٠ : ٢٦). يقول ل