هل جوانب الحق المتعلق بالخطية متساوية أم أن هناك حق مركزي عن الخطية؟


يدعي أحدهم الآتي:

بحضَّر سلسلة من الخدمات هقدّمها خلال كام يوم في مدرسة للخُدَّام ..
وواحدة من الخدمات دي هتكون عن "الخطيّة" ..
وأنا بجمَّع بعض التشبيهات الكتابيَّة للخطيّة ..
لقيت أكتر من ١٤ تشبيه للخطيّة استخدمهم الكتاب المُقدَّس ..
وفعلًا مستغرب على إصرار بعض الناس ..
على حصر الخطيَّة في تشبيه واحد بس، زي المرض أو التَّعدّي مثلًا ..
وكأنّهم متعمّدين يبصّوا للموضوع بعين واحدة ويقفلوا التانية ..
عشان يأيِّدوا مفهوم معيَّن للكفَّارة عاوزين يتبنّوه ويرفضوا غيره ..
مع إن غنى التشبيه الكتابي للخطيّة، بيساعدنا نفهم كل جوانبها ..
عشان نفهم عمق وشموليّة عمل المسيح في الصليب، لأجلنا!

تعليقًا على ذلك:

صاحب هذه الكلمات يبدو، كعادته، أنه يحاول اتخاذ موقف وسط بين مواقف متطرفة. صحيح أن الحق الكتابي حول الخطية متعدد الجوانب. فالخطية تعدٍ وتقصير ومرض وعدم إيمان وتمركز حول الذات إلخ. إلا أن هذه الجوانب ليست متساوية من حيث مركزيتها وثقلها. للحق جوانب متعددة لكن تلك الجوانب ليست متساوية من حيث مركزيتها. والقول بغير ذلك أو محاولة جعل هذه الجوانب متساوية من حيث الأهمية أو المركزية هو تشويه للحق المسيحي.

مركزية مفهوم التعدي في الخطية هو إنعكاس لمركزية الله وإعلانه في الحق المسيحي. بكلمات أخرى، فإن الخطية كتعدٍ مفهوم مركزي لأنه يضع الله وإعلانه في مركز المعادلة اللاهوتية. فهي تعدٍ على الله وناموسه. في حين مثلاً لو قلت أن الخطية مرض، وهذا كتابي وهام وصحيح، إلا أنها تعرف الخطية بالإشارة إلى الإنسان وليس الله. نفس الشىء ينطبق على اعتبار الخطية تمركز حول الذات. فهذا أيضًا تعريف للخطية، مع كونه صحيح من منظور ما، إلا أنه غير متمركز حول الله وإعلانه. وهكذا باقي جوانب الحق المتعلق بالخطية.

مساواة هذه الجوانب إذًا هي تستطيح وتشويه للحق المسيحي. وعدم وضع التعدي كمفهوم للخطية في المركز سيؤدي إلى لاهوت عن الخطية متمركز حول الإنسان وليس الله. كما أن إزالة مفهوم التعدي من المركز سيؤدي إلى الطعن في مركزية البدلية العقابية.

والأكثر من ذلك، فإن كل جوانب الحق المتعلق بالخطية تجد ارتباطها في المركز والذي هو كون الخطية تعدٍ على ناموس الله. أزل هذا المركز من الوسط ستتفكك جوانب هذا الحق. إن كون الخطية مرض وتمركز حول الذات تجد أساسها في كونها تعدٍ على الناموس بصفة مركزية. وفي نهاية المطاف تنتج الهرطقات في كثير من الأحيان عن تغليب جوانب غير مركزية على الجوانب المركزية في الحق المسيحي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس