المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٢

هل عرفات جزيرة غمام هو المسيح؟

صورة
ليس لدينا أية مشكلة مع الفن في حد ذاته. ولكن في المحتوى المُقَدَّم فيه. والسؤال الخطير الذي ينبغي أن نسأله بخصوص عمل فني ما: هل هذا العمل يفترض (يعلّم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة) صحة العقائد المسيحية الجوهرية؛ الثالوث وألوهية المسيح والكفارة البدلية؟ وهذا ليس طمعًا من طرفنا أن نتوقع لعمل فني ما أن يشير إلى هذه التعاليم الجوهرية. إذ أن المسيحية لا تستطيع أن تحتمل خسارة أي منها. فسياحة المسيحي مثلاً عمل أدبي لكنه يؤكد كل التعاليم السابقة، ويفترض عصمة ومعيارية الكتاب المقدس. العمل الفني أو الأدبي غير المؤسس على التعاليم السابقة هو في الحقيقة عمل مضاد للحق المسيحي. لا يوجد حياد في الحق؛ إما معه أو ضده، إما حق أو باطل. ولا سيما إن كانت الحقائق التي يتم إغفالها جوهرية بالنسبة للإيمان المسيحي. على سبيل المثال، أن تكتفي بتصوير المسيح على أنه إنسان بار، أو مصلح ديني، أو ثائر ضد الظلم الاجتماعي، أو معلم ديني أخلاقي، هو تشويه بالغ لصميم الحق المسيحي. لأن هذه، وإن كانت صحيحة في حد ذاتها، لكنها لا تعبر عن جوهر حقيقة شخص المسيح وعمله. المسيح هو اللاهوت متحدًا بالناسوت لإنجاز الكفارة بطاعته للناموس

هل لدينا دليل مادي على قيامة المسيح؟

المتشكك الذي يطلب دليل على قيامة المسيح يفترض عدة افتراضات مسبقة: ١ – يستبعد العهد الجديد كسلطة تاريخية وككتاب معصوم. ٢ – يفترض أن مشكلته هي غياب الدليل، وأنه بظهور المسيح المقام سيتغير موقفه من الرفض للقبول. ٣ – يفترض في نفسه سلطة بديلة تقدم الشكوكية على أنها أكثر معقولية من القيامة التي بلا دليل مادي. ٤ –يفترض أنك تستطيع التحكم في الدليل واحضاره. ليس لدينا دليل مادي على قيامة المسيح أكثر من وثائق العهد الجديد. سبعة وعشرين وثيقة تاريخية كتبت بواسطة ثمانية كتاب مختلفين تشهد لقيامة المسيح. أن تنكر تاريخية وموثوقية هذه الوثائق هو أن تكون مجحف ومتحيز وغير موضوعي. لاحظ كيف أن كل المتشككين في القيامة، بلا استنثاء، يستبعدون العهد الجديد كسلطة موضوعية معصومة. والقيامة ليست حدث منفصل أو مجرد تفصيلة في الفداء من بين تفاصيل أخرى. لكنها في صميم نسيج من الأحداث التاريخية المترابطة. الخلق والسقوط والفداء. الموت والقيامة. الخطية والنصرة عليها. آدم ساقط ومسيح قائم. القيامة متطلب جوهري تفرضه علينا أحداث التاريخ الفدائي في الكتاب المقدس. لولا القيامة يكون الكتاب المقدس مشكلة بلا حل. المتشكك إذًا لديه م

لماذا لم يمت آدم فورًا ولماذا يظل المسيحي يموت جسديًا؟

لماذا لم يمت آدم فورًا بمجرد أكله من الثمرة المحرمة طبقًا لإنذار الله له "موتًا تموت"؟ ولماذا يموت المسيحي جسديًا بينما أخذ عنه المسيح حكم الموت طبقًا لوعد الإنجيل "له حياة أبدية"؟ هل إنذارات الله ووعوده لا تتحقق؟  مات  آدم روحيًا بالفعل بمجرد أكله من الثمرة المحرمة. والموت الجسدي بدأ يعمل به فصار جسده مائتًا (١ كو ١٥ : ٥٣ – ٤٥). له مظهر الحياة بينما يعمل فيه الموت روحيًا وجسديًا. والمؤمن ينال الحياة الأبدية بينما لم يزل يمت جسديًا. إلا أن هذا الموت الجسدي منتزع الفعالية والقوة. هو مجرد رقاد، وخلع مسكن كما يعلّم بولس، وعبور إلى الجانب الآخر من النهر كما صوره لنا يوحنا بنيان في سياحة المسيحي. المؤمن له مظهر الضعف والمرض والشيخوخة والموت الجسدي لكن الحياة الأبدية تعمل به. في الحالة الأولى نجد الموت الجسدي يعمل بصورة سرية حتى يصل إلى ذروته بإنفصال الروح عن الجسد. في الحالة الثانية نجد حياة الدهر الآتي تعمل بصورة سرية، وبقايا الموت فيه هي بلا فعالية، إلى أن تصل الحياة لذروتها عند قيامة الأجساد.  إن إنذار الرب بالموت، ووعده بالحياة، متحققان وإن كانا بصورة سرية لا ترى بال

هل خُلِقَ آدم ناقص الإنسانية؟

سؤال مرسل من صديق: "ذَكَرَ أحدهم أن الله لا يريد أن يخلق كل شيء كاملاً، وإلا ما كان خلق آدم قابلاً لسقوط والخطية. ما هو الرد؟ وشكرًا". هذا التعليم غير كتابي. ولو سلمنا بصحته، سنرى أنه يتعارض مع كافة جوانب الإيمان المسيحي. أولاً هذا الادعاء يشوه طبيعة الله الفكر الكتابي العام يقول أن الله لا يخلق شئ ناقص فهو "الصخر الكامل صنيعه" (تث ٣٢ : ٤). والنص في سفر التكوين يقول أن الله بعدما خلق الإنسان في اليوم السادس "رأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدًا" (تك ١ : ٣١). صحيح أنها قيلت عن الخليقة بأكملها. إلا أن الإنسان كان جزءًا من تلك الخليقة، وما ينطبق عليها ينطبق عليه. بل ينطبق على الإنسان أكثر لكونه رأس تلك الخليقة والمتسلط عليها. كما أن الخليقة قبله كانت ناقصة بما أن ما قبل الإنسان وُصِف بأنه "حسن" وبعد خلقه "حسن جدًا". فالخليقة صارت كاملة بمجيئه. النص الكتابي أيضًا في موضع آخر يؤكد نفس المعنى: "الله صنع الإنسان مستقيمًا، أما هم فطلبوا اختراعات كثيرة" (جا ٧ : ٢٩). بالاتساق مع ذلك، ينسب الكتاب المقدس الخلل الذي حدث في الخليقة، لا إلى

لماذا أنا غير مقتنع بأطروحة جاري هابرماس "الحد الأدنى من الحقائق الستة عن القيامة"

للدكتور جاري هابرماس، المدافع عن تعليم القيامة، منهج أو أطروحة في إثبات قيامة الرب يسوع المسيح. وهذه الأطروحة تتلخص في أنه قام بتجميع أكبر عدد من الحقائق عن قيامة المسيح يتفق حولها أكبر عدد من النقاد غير المسيحيين. وهذه الحقائق الستة التي يرى هابرماس أن نقاد المسيحية يتفقون حولها كالآتي: يسوع مات مصلوبًا. اختبر تلاميذه ما صدقوا أنه ظهورات يسوع المقام. تغيرت حياتهم لدرجة استعدادهم للموت. تم التعليم بالقيامة في وقت مبكر جدًا من المسيحية (ليست أمر مختلق تم تطويره لاحقًا). إيمان بولس ويعقوب أخا الرب بالقيامة اللذان كانا قبلاً متشككان. القبر الفارغ. وقبل أن أقول لماذا أنا غير مقتنع بهذه الأطروحة، لا أستطيع إلا وأن أشيد بهذه الغيرة وهذا المجهود للدكتور هابرماس في الدفاع عن هذا التعليم المركزي. ولا أستطيع أن أنكر وجود أي قيمة لأطروحة هابرماس. ولكني أرى أنها ذات قيمة محدودة بقدر أن ما تنجزه تلك الأطروحة محدودًا. من ناحية أخرى، فإن هذه الأطروحة أيضًا مؤسسة على افتراضات مضادة للحق المسيحي. وهذا يقودنا إلى أول سبب لماذا أنا غير مقتنع بهذه الأطروحة. أولاً التخلي عن مصداقية وتاريخية العهد الجد

تفنيد الاعتراضات على البدلية العقابية (٥‏)

لماذا يتطلب الله دفع ثمنًا لغفرانه؟ وكيف يكون غفرانًا أو مسامحة وهو مدفوع الثمن؟ ألا تتناقض فكرة الثمن أو التعويض مع فكرة الغفران؟ ولماذا مثلاً يأمر الله المسيحي أن يغفر لأخيه بدون دفع ثمن؟ أليس هذا تناقضًا أو كيلاً بمكيالين؟ هذه مجموعة اعتراضات ولكنها مرتبطة معًا حول فكرة ضرورة وجود ثمن لغفران الله لنا. إلا أن هذا الاعتراض يخطئ من أوجه كثيرة. فهو يقحم مفاهيم وتصورات بشرية على شخص الله وطبيعته. ويزيل التمييز الحرج بين الخالق والمخلوق. كما أنه غير منصف في نقده للبدلية العقابية على أنها تصوّر الله كإله قاسٍ يطلب ثمنًا لغفرانه من الخاطئ وكأنه لم يدبر بديلاً. معرفة أمور الله تكون بالإعلان وليست بإقحام تصوراتنا البشرية عليه استنكار وجود ثمن لغفران الله، طبقًا للادعاء هنا، هو محاولة لإقحام تصورات ومفاهيم بشرية على طبيعة الله وشخصه. في حين أننا يبنغي أن نخصع لإعلان الله عن نفسه وليس العكس. لهذا، فإن هذا الادعاء يفترض مسبقًا نوعًا من المعيارية اللاهوتية في تقرير ما هو الصلاح من عدمه أو ماهية الله. إنها محاولة لتشكيل الله طبقًا لمفاهيم بشرية عن الغفران. ولكن، لسنا نحن من يقرر ماهية الصلاح المتع

هل يغفر الله للداعشي؟

سؤال مرسل من صديق: "أخت عراقية ... ترفض التعليم عن الغفران والمحبة وتقول: أنا برفض أن الله يغفر لداعشي إذا تاب وآمن ويعطيه الخلاص بعد ما ذبح وشرد وهدم بيوت وأسر، أين العدل في هكذا إله وهكذا غفران. ما هو الجواب المناسب برأيك لإمرأة مجروحة مثلها؟" ينبغي أولاً أن نفرق بين أن يغفر الله لنا خطايانا وبين أن نتحمل عواقبها الزمنية أو الأرضية. كل خطية لها عقوبة أبدية وعاقبة زمنية. ‏الله يغفر لنا خطايانا ويخلصنا من العقاب الأبدي. بينما قد يتركنا نتحمل عواقب خطايانا على الأرض. وهذا ما حدث مع داود فقد نقل ‏الرب عنه العقوبة الأبدية لخطيته، إلا أنه تحمل العواقب الزمنية فلم يفارق السيف بيته إلخ (٢ صم ١٢ : ١ – ٢٣). صحيح أنه كان من المفترض أن يرجم داود طبقًا للناموس، لكن الرب جعله يحصد ما زرعه من طريق أخرى. إن الرب من الحكمة والقدرة والعدل بحيث أنه يغفر لمن يتكلون على عمل المسيح الكفاري لكنه لا يحابيهم. غفران الرب للداعشي لن يمنع الرب أن يدعه يسقط في يد ‏العدالة الأرضية إن شاء الرب ذلك. إننا في الكثير من الأحيان لا نتحمل العواقب الزمنية لخطايانا، ليس لأننا مميزون، بل من مراحم الرب علينا. ثاني

رفض نعمة الله دائمًا (تقريباً) ما يكون مقترنًا بنظرة دونية للكتاب المقدس

صورة
بينما من الناحية النظرية، يمكن أن توجد العقيدة الصحيحة لدى أحدهم، بدون الإيمان القلبي الشخصي، لكن في الكتاب المقدس لا نرى نماذج لذلك. بل العكس صحيح، فبولس ينسب البرقع الموجود لدى اليهود إلى كل من أذهانهم وقلوبهم (٢ كو ٣ : ١٤ – ١٦). وإن كان اليهود قد صدقوا أن العهد القديم هو كلمة الله، إلا أنهم عاملوه كدرجة ثانية أمام تقليدهم "أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم" (مت ١٥ : ٦). إذًا، فهم لم يفهموا المكتوب من ناحية، ومن ناحية أخرى وضعوه في مرتبة أقل من التقليد . والسبب في الارتباط بين الرأس والقلب، أو بين الاعتقاد والاتكال، هو أن الإنسان الطبيعي، في حالته الطبيعية، لا يقبل ما لروح الله، سواء بالفكر أو بالقلب. ويحتاج إلى عمل الروح القدس لينير ذهنه فيفهم المكتوب (رسالة الإنجيل)، وفي نفس الوقت يعطيه الإيمان القلبي (الذي هو عطية الله – أف ٢ : ٨). في كل الكتاب المقدس لا نقرأ أن أحدًا كان له فكر سليم من نحو الله وكلمته بينما لم يكن له إيمان قلبي حقيقي. وبما أن الروح القدس هو الذي يهب العقل الإستنارة لفهم المكتوب، وأن الإنسان في حالته الطبيعية لا يقبل ما كتبه روح الله (النص المقدس)، فهل إذً

"برأيك لماذا مات المسيح بالصلب لا بأي طريقه أخرى؟"

سؤال مُرسل من صديق: "برأيك لماذا مات المسيح بالصلب لا بأي طريقه أخرى؟" العهد القديم يقول "وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت، فَقُتِلَ وعلقته على خشبة، فلا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المُعَلَّق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا" (تث ٢١ : ٢٢ – ٢٣). وبولس طبق هذا النص على المسيح "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة" (غل ٣ : ١٣). (وهذين النصين معًا يؤكدان الكفارة العقابية). وهذا يعني أن المعلق ملعون لدى اليهودي أيضًا بما أن ناموسه يلعنه. الأكثر من ذلك هو أن المصلوب كان ملعون لدى الرومان حتى إن مفكريهم كانوا يعتبرون أنه منه عدم الذوق أو الأدب الحديث عن هذه اللعنة أو هذا الإذلال. يقول شيشرون "ليكن ذِكْر الصليب بعيدًا ليس فقط عن جسد المواطن الروماني، ولكن أيضًا عن عقله وعينيه وأذنيه" (ف. ف. بروس). وإن كان الصليب لعنة لدى كل من اليهود والرومان، فهذا يفسر لماذا كان عثرة لدى الجميع. ليس فقط عثرة فكرية (حماقة)، بل عثرة أخلاقية (أدبية)، وعثرة من حيث المظهر أو ال

لماذا يكرهون البدلية العقابية؟

"وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا" (١ كو ٢ : ١٤) "لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً، وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً" (١ كو ١ : ٢٢ – ٢٣) البدلية العقابية هي أكثر تعليم بروتستانتي مكروه بواسطة من هم خارج البروتستانتية ولا سيما أنصار الأرثوذكسية الشرقية، بل وبواسطة بروتستانت اليوم (المحسوبون اسمًا علي البروتستانتية والمتأثرون باللاهوت الشرقي أو الليبرالية اللاهوتية). يحتجون بأنها تشوه صورة الله. في حين أن المشكلة الحقيقية هي أنها تفضحهم هم، تكشف خزيهم وإفلاسهم الروحيين، وتكلفهم الاتضاع والعلاقات الاجتماعية. والأسباب التي تجعلهم يكرهون البدلية العقابية ويقاومونها بكل شراسة هي كالآتي: ١– لأن الإنجيل الخالٍ من الكفارة العقابية مؤسس على لاهوت متمركز حول الإنسان. فهو يقدم إله، ليس فقط لا يستذنب الإنسان أو يغضب منه أو من شرو

تفنيد ادعاء القس سامح موريس بأن المسيح لم يتحمل عقوبتي بل حمل خطيتي

صورة
يدعي القس سامح موريس: "المسيح أخذ العقاب وساب لي الخطية. خلصني من الموت بس ساب لي سبب الموت؛ الخطية. ده يبقى خلاص؟ يبقى خلصني كده؟ لأ. المسيح لم يتحمل عني عقاب خطيتي. المسيح حمل عني خطيتي. ‘هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم’، ‘وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم". أول شئ أحب أن أعلق به على كلمات القس سامح موريس هو أن أعداء الإيمان الإنجيلي هم مشاهير الإنجيليين أنفسهم. القس سامح موريس معروف بميوله غير الإنجيلية مثل ترويجه لظهورات العذراء وشفاعة القديسين وعقيدة الاستحالة. وتأثره بغير الإنجيليين مثل الأب متى المسكين. بل وبهجومه على التعاليم الإنجيلية القويمة مثل الخطية الأصلية والبدلية العقابية وتعليمه بأن ما ليس في يسوع (مثل الغضب كما يزعم) غير صحيح عن الله حتى ولو جاء في الكتاب المقدس (مرقيونية). ثاني شئ هو أن القس سامح موريس نموذج لمن يهاجمون البدلية العقابية من خلال تشويهها، وليس من خلال العرض السليم لها ثم النقد الموضوعي. يقول أن البدلية العقابية معناها أن المسيح أخذ عقوبة الخطية وترك "الخطية". لا أحد في المنهج المصلح قال أو يقول مثل هذا السخف! هل يمكن للق

تفنيد الاعتراضات على البدلية العقابية (٤)

كيف يكون المسيح قد أخذ عقوبة الجحيم الأبدي بينما لم يُصلب سوى ستة ساعات فقط؟ بداية، إن التعليم بأن المسيح تحمل العقوبة الأبدية، بدلاً عن المؤمنين به، لا يعني أنه نزل إلى الجحيم حرفيًا كما يُفهم من قانون إيمان الرسل. بل، كما يتم التعليم طبقًا للمنهج المصلح، أن المسيح تحمل عقوبة الجحيم وهو بعد على الصليب. بحيث أن عبارة "ونزل إلى الجحيم" لا تعني أنه نزل إلى هناك كما يعلم البعض (مثل دعاة حركة "كلمة الإيمان" الكاريزماتية)، بل أنه تحمل عذاب الجحيم دون أن ينزل حرفيًا إلى هناك. إن قولا المسيح "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو ٢٣ : ٤٣)، و"قد أُكْمِل" (يو ١٩ : ٣٠)، فضلاً عن انشقاق حجاب الهيكل من فوق إلى أسفل (مت ٢٧ : ٥١)، تؤكد جميعًا بما لا يدع مجالاً للشك أن المسيح أتم الكفارة وهو بعد على الصليب، إلى أن "أسْلَم الروح". وأن انفصال روحه البشرية عن جسده البشري (ورغم هذا ظل اللاهوت متحدًا بشقي الناسوت كل على حدة)، ثلاثة أيام وثلاثة ليال هو جزء من الكفارة التي تمت على الصليب. طبعًا سائل هذا السؤال (في الغالب) ينكر البدلية العقابية وبالتالي يقول أن الفت