لماذا لم يمت آدم فورًا ولماذا يظل المسيحي يموت جسديًا؟

لماذا لم يمت آدم فورًا بمجرد أكله من الثمرة المحرمة طبقًا لإنذار الله له "موتًا تموت"؟ ولماذا يموت المسيحي جسديًا بينما أخذ عنه المسيح حكم الموت طبقًا لوعد الإنجيل "له حياة أبدية"؟ هل إنذارات الله ووعوده لا تتحقق؟

 مات آدم روحيًا بالفعل بمجرد أكله من الثمرة المحرمة. والموت الجسدي بدأ يعمل به فصار جسده مائتًا (١ كو ١٥ : ٥٣ – ٤٥). له مظهر الحياة بينما يعمل فيه الموت روحيًا وجسديًا.

والمؤمن ينال الحياة الأبدية بينما لم يزل يمت جسديًا. إلا أن هذا الموت الجسدي منتزع الفعالية والقوة. هو مجرد رقاد، وخلع مسكن كما يعلّم بولس، وعبور إلى الجانب الآخر من النهر كما صوره لنا يوحنا بنيان في سياحة المسيحي. المؤمن له مظهر الضعف والمرض والشيخوخة والموت الجسدي لكن الحياة الأبدية تعمل به.

في الحالة الأولى نجد الموت الجسدي يعمل بصورة سرية حتى يصل إلى ذروته بإنفصال الروح عن الجسد. في الحالة الثانية نجد حياة الدهر الآتي تعمل بصورة سرية، وبقايا الموت فيه هي بلا فعالية، إلى أن تصل الحياة لذروتها عند قيامة الأجساد. 

إن إنذار الرب بالموت، ووعده بالحياة، متحققان وإن كانا بصورة سرية لا ترى بالعين البشرية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس