العلمانيون يوبخون المساومات الليبرالية المسيحية

عزيزي المسيحي الدارويني .. التطور والإنفجار الكبير وملايين السنين هم أعدائك

في محاولة من البعض مزج الخلق بالتطور، وموسى مع داروين، صاغوا النظرية تلو الأخرى. كالتطور الإيماني، الإطار الأدبي، الفجوة الكلاسيكية، الفجوة المعدلة، الأيام الحقبية، الأيام الحرفية المنفصلة عن ببعضها بحقب. الأمر الذي أدى أيضا إلى محاولة توفيق الطوفان الكتابي بالإدعاء بملايين السنين من خلال نظريات: كالطوفان المحلي (غير عالمي)، الطوفان العالمي الهادئ (لم يكن له طبيعة تخريبية)، طوفان ما قبل خلق الإنسان (بسبب سقوط الشيطان). كل نظرية من هذه النظريات التي تدمج الخلق بالتطور حاولت عبثا تفادي أخطاء النظريات الأخرى. لكن هذا التوفيق غير ممكن دون الإخلال بجوهر المسيحية نفسها. فضلا عن أن هناك عشرات العلماء المسيحيين المحافظين حملة الدرجات العلمية الرفيعة PhD لا يرون هذه الإمكانية، فيما يلي بعض أقوال العلماء العلمانيون، ما بين الملحد واللاأدري وغير المسيحي، تؤكد أن الخلق بحسب سفر التكوين غير قابل للمزج بالتطور. فجائت أقوالهم بمثابة التوبيخ للمساومات المسيحية الليبرالية.

١ - ريتشارد دوكينز

في مقابلة تليفزيونية، يعترف الملحد الدارويني الأشهر ريتشارد دوكينز بخطورة التوفيق بين الخلق والتطور:

"المسيحيين الإنجيليون [المحافظين] فهموا بطريقة صحيحة أن التطور هو عدوهم، بينما الأكثرية من اللاهوتيين الذين يبدون سعداء للتعايش معها هم في الحقيقة موهومون. وأعتقد أن الإنجيليين فهموا المشكلة جيدا بأنه لا يمكن أن يكون هناك توافق بين التطور والمسيحية".

Dawkins: "Theistic Evolutionists are deluded"
https://youtu.be/BAbpfn9QgGA

ريتشارد دوكينز مرة أخرى موبخا مساومات المسيحيين الذين دمجوا الخلق بالتطور فيما يعرف بـ "التطور الإيماني":

أعتقد أن هذا نكوصا كبيرا. إذا أراد الله أن يخلق الحياة ويخلق البشر، فسيكون من الغريب أن يختار طريق دائري غير اعتيادي في الانتظار لمدة 10 مليارات سنة قبل أن تبدأ الحياة، ثم ينتظر 4 مليارات سنة أخرى حتى تحصل على بشر قادرين على العبادة والخطيئة وكل الأشياء الأخرى التي يهتم بها المتدينون.

Time, Nov. 05, 2006, God vs. Science, David Van Biema

٢ - ديفيد هول

يقول الأستاذ والفيلسوف الأمريكي ديفيد هول (وقد كان مهتما بفلسفة علم الأحياء بصفة خاصة)، أن الإله الناتج عن دمج الخلق بالتطور ليس هو إله الكتاب المقدس بل إله شيطاني:

أيا كان شكل الإله المشار إليه ضمنا بواسطة نظرية التطور ومعطيات التاريخ الطبيعي، فليس هو الإله البروتستانتي [الحكيم] الذي لا يُهْدِرُ ولا يحتاج. كما أنه [الإله التطوري] ليس إلهًا محبًا يهتم بصنائعه. إنه ليس حتى ذلك الإله المهيب المُصَوَّر في سفر أيوب. إله الجالاباجوس* مهمل ومهدر وغير مبال وشيطاني تقريبًا. إنه بكل تأكيد ليس ذلك الإله الذي يمكن أن يميل أي شخص للصلاة إليه.

David Hull, The God of the Galápagos, Nature 352:485–86, 8 August 1991.

*الجالاباجوس هي تلك الجذر التي أجرى فيها داروين أبحاثه بخصوص الإنتخاب الطبيعي على مناقير الطيور.

٣ - بيتر بولر

مؤرخ علم الأحياء ولا سيما الأحياء التطورية (المزعومة) بيتر بولر يرى أن التطور هو عكس فكرة الخطية الأصلية، وبناء على ذلك لا يمكن دمج التطور بالمسيحية:

"إن قَبِلَ المسيحيون أن البشرية هي نتاج التطور – حتي لو افترضنا أن العملية يمكن أن تُري كتعبير عن إرادة الخالق – سيكون من اللازم حينها إعادة تعريف فكرة الخطية الأصلية بأكملها. فنحن لم نسقط علي الإطلاق من حالة النعمة الأصلية في جنة عدن، بل أننا تطورنا تدريجيا من أصولنا الحيوانية. وإن لم يكن هناك خطية نحتاج الخلاص منها، فماذا كان الغرض من آلام المسيح علي الصليب؟ لقد صار المسيح فقط إنسانا كاملا ليرينا ما يمكن لنا جميعا أن نأمل أن نصيره عندما يُنْهِي التطور مساره التصاعدي".

Peter Bowler, Monkey Trials and Gorilla Sermons, p7, Harvard University Press, Cambridge, 2007

٤ - توماس هكسلي:

يقول توماس هَكْسْلِيِ، والذي يلقب بـ "كلب حراسة داروين" نظرا لدفاعه الشديد وترويجه لنظرية داروين في أصل الأنواع ، وهو مَنْ صاغ تعبير "لاأدرية" (Agnosticism):

"أحاول عبثا أن أفهم، كيف يمكن لشخص، ولو لحظة واحدة، أن يشك أن اللاهوت المسيحي ينبغي أن يقوم أو يسقط بخصوص النزاهة التاريخية للكتب اليهودية المقدسة. فإن مفهوم المسيا، أو المسيح ذاته، منسوجا وبغير انفصام في التاريخ اليهودي. فالمطابقة بين يسوع الناصري وبين المسيا تستند على تفسير نصوص الكتب المقدسة العبرية، والتي لا يكون لها أي قيمة اثباتية إلا إذا كان لها الطبيعة التاريخية التي تنسب لها".

Thomas Huxley, Science and Hebrew Tradition, Vol. 4, Collected Essays, The lights of the Church and the light of science, 1890.

٥ - مايكل روس

يقول أستاذ فلسفة العلوم الدارويني الملحد، والمتخصصص في فلسفة الأحياء التطورية، مايكل روس:

انسى أمر التفاحة. انسى أمر الحية. انسى أمر المرأة التي أغرت رجلها. انسى أمر الرجل الساذج. إما أن الجنس البشري في حالة من الخطية الأصلية أم لا. إذا كان الجنس البشري في حالة من الخطية الأصلية، إذا فموت يسوع علي الصليب له معنى. ولو لم يكن الجنس البشري في حالة من الخطية الأصلية، فإن الجلجثة لها أهمية بقدر ما لموت المصارع في الكولوسيوم أهمية .. لا يمكن أن تأخذ العهد الجديد دون القديم .. أنا حقا أريد التصديق. أجد الأشياء الجيدة التي تقدمها المسيحية جذابة للغاية. ولكن أنا محكوم عليّ بالموت (ثانية!) إذا كنت سأبيع حق البكورية التطوري الخاص بي من أجل فوضى الشوربة الدينية. على الرغم أننا نرى من خلال زجاج مظلم، ولكن الفضل لتشارلز داروين، لم يعد مظلما كما كان الحال عندما كان بولس يخط بعض أفكاره للمسيحيين.

Michael Ruse, A few last words—until the next time! Zygon 29(1):78–79, 1994.

٦ - ج. ريتشارد بوزارث

يقول الملحد الأمريكي ج. ريتشارد بوزارث في العدد المعنون بـ "معنى التطور" (فبراير 1978) من مجلة "الملحد الأمريكي":

بدون آدم، بدون الخطية الأصلية، يُخْتَزَل يسوع المسيح إلى رجل في مهمة على الكوكب الخطأ. لا يصبح الموت عقابًا إلهيًا نحتاج إلى الخلاص منه، ولكن مجرد حدث طبيعي يعد جزءًا من الحياة الطبيعية مثل الولادة. لا تصبح الخطية مصيرًا قبيحًا بسبب عصيان رجل واحد نحتاج إلى الفداء منه بالدم، ولكن مجرد صراع الغرائز الذي تعلمناه خلال ملايين السنين من الوحشية، في محاولة للتكيف مع هذا الرضيع البالغ من العمر 10 آلاف عام والذي نسميه الحضارة.

لقد حاربت المسيحية، ولا تزال تحارب، وسوف تحارب العلم حول [نظرية] التطور، حتى [تصل إلى] النهاية اليائسة، لأن التطور يدمر تمامًا ونهائيا ذات السبب الذي من المفترض أنه جعل حياة يسوع الأرضية ضرورية. دَمِّر آدم وحواء والخطية الأصلية، وفي الأنقاض ستجد بقايا ابن الله المؤسفة. امْحُ معنى موته. إذا لم يكن يسوع هو المخلص الذي مات من أجل خطايانا، وهذا ما يعنيه التطور، فإن المسيحية ليست شيئًا!

إذا أرادت المسيحية البقاء على قيد الحياة، يجب أن تحتفظ بآدم والخطية الأصلية والسقوط من النعمة، وإلا فلن يمكن أن يكون يسوع المخلص الذي يعيد إلى أولئك الذين يؤمنون به ما سلبه منهم آدم بعصيانه. ما يعنيه هذا كله هو أن المسيحية لا يمكنها أن تخسر سِجِلّ سفر التكوين للخليقة مثلما خسرت عقيدة مركزية الأرض واستطاعت أن تتدبر أمرها. يجب خوض المعركة، لأن المسيحية تقاتل من أجل حياتها.

G. Richard Bozarth, ‘The Meaning of Evolution’, American Atheist, p. 30, February 1978.

يبدو أن غير المسيحيين أدركوا الخطورة التي تشكلها كل من نظرية التطور والإنفجار الكبير وملايين السنين على جوهر الإيمان المسيحي، الأمر الذي لم يفطن له المسيحيين أنفسهم الذين بدوا سعداء، على حد تعبير دوكينز، للتعايش مع أعدائهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس