هل ينبغي رفض المصطلحات اللاهوتية لأنها لم ترد في الكتاب المقدس؟

البروتستانتي الشرقي المعاصر مغترب عن التاريخ الكنسي، مع أنه مدين بالفضل إلى هذا التاريخ بشدة. البعض يرفضون المصطلحات اللاهوتية بحجة أنها لم ترد في الكتاب المقدس. في حين أنهم يستعملون مصطلحات لم ترد في الكتاب المقدس ولكنها متعلقة بعقائد خطيرة.

على سبيل المثال، أول من استعمل مصطلح "ثالوث" باليونانية Trias للتعبير عن الأقانيم الثلاثة في وحدة جوهرية كان ثاؤفيلس الأنطاكي (تقريبًا 180 م.). ثم بعده بقليل صاغ ترتليانوس مصطلح Trinitas اللاتيني ليعبر عن نفس المفهوم. بالإضافة إلى ذلك صك ترتليانوس مصطلحات أخرى مثل Persona والتي يقابلها أقنوم بالعربية، و Substantia والتي يقابلها جوهر.

كمثال آخر لمصطلح غير موجود في الكتاب المقدس ولكن تم صياغته للتعبير عن مفهوم كتابي هو مصطلح الخطية الأصلية peccatum originale . وقد صاغه أغسطينوس (في القرن الرابع) في شرحه لرسالة رومية للإشارة إلى مفهوم الفساد الموروث.

على الرغم أن مصطلحي "الثالوث" و"الخطية الأصلية" لم يردا في الكتاب المقدس، إلا أن المفهومان موجدان بوضوح فيه. وهما مصطلحان يعبران عن مفهومان جوهريان في الحق المسيحي وربما لا يضارعهما مصطلح آخر من حيث الأهمية.

ميزة المصطلح اللاهوتي أنه يقوم بتلخيص الحق الكتابي ومن ثم ترسيخه بهذه الصياغة المختصرة. أن ترفض استعمال هذه المصطلحات التي صاغها رجال الله عبر التاريخ المسيحي هو ببساطة أن ترفض نعمة الاستنارة التي أعطاها الروح القدس لأولئك لكي يصوغوا تلك المصطلحات.

أعطى الروح القدس الوحي Inspiration إلى الرسل ، وأعطى كنيسته الإستنارة Illumination حتى تدرس وتتعمق في الحق الموحى به وتصوغه في مصطلحات من أجل حفظه وترسيخه. وكما يحتاج المسيحي إلى الوحي الذي أعطاه لنا الروح من خلال الرسل، يحتاج أيضًا إلى الكنيسة التي وهبها نفس الروح الإستنارة لفهم الحق.

نحن نعيش فوق عشرون قرنًا من تراكم إستنارة الروح القدس للكنيسة. فلا يحق لنا أن نحتقرها!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس