المسيح وليس العقيدة؟


للدكتور ماهر صموئئل بعض العبارات الرنانة التي يضع أمامنا فيها مأزقًا مفتعلاً، يخيرنا فيه بين أمرين لسنا مضطرون للاختيار بينهما. وهو نفس المأزق المفتعل له، ولكنه يقوله بصيغ مختلفة في مناسبات مختلفة. والعبارات التالية هي أمثلة على ذلك:

"المسيح بالنسبة لي ليس عقيدة أتبعها لكن شخص يعيش في وأعيش فيه".
"أنا لا أؤمن بموت وقيامة المسيح بل بالمسيح الذي مات وقام".
"الإنجيل ليس خبر نتناقله لكن قوة الله".
"البوذية من غير بوذا بوذية، المسيحية من غير شخص المسيح، ماهياش مسيحية".
"المسيح لم يأتي ليخلصنا من الجحيم لكن ليرد لنا إنسانيتنا".

مأزق واحد مفتعل بين العقيدة والمسيح، بين التعليم والاختبار، بين العلاقة الشخصية مع المسيح والحقائق المتعلقة به. وبالارتباط مع ذلك هو أيضًا مأزق مفتغل بين: الاختبار والمقام، بين حالتنا ومركزنا في المسيح، بين الخلاص في الحاضر والخلاص الأبدي. الاختبار في تضاد مع العقيدة من ناحية، وفي تضاد مع المقام القضائي الأبدي من ناحية أخرى.

إنها نفس الأجندة المضادة للحق الكتابي ولكنه يلونها بألوانًا مختلفة.

من يقول لك أن "المسيح بالنسبة لي ليس عقيدة أتبعها لكن شخص يعيش في وأعيش فيه"، سواء كان ماهر صموئيل أم غيره، هو تمامًا مثل شخص يدعوك للدخول في صداقة مع شخص آخر لا تعرف إسمه ولا صفاته ولا شكله ولا عائلته ولا عنوانه ولا وظيفته ولا إنجازاته.

العقيدة هي هوية المسيح وعمله وأمجاده والطريق إليه والسكنى معه والتلذذ به. والفصل بين العقيدة والمسيح هو فصل المسيح عن كل ما سبق. بل وأكثر من ذلك.

الاختيار بين العقيدة والمسيح هو:

مأزق مفتعل لأننا في حاجة للمسيح والعقيدة معًا.
متناقض ذاتيًا لأنه يقدم عقيدة الطعن في العقيدة.
صوفي لأنه يهمش العقل والفكر ويركز على الاختبار.
شمولي لأنه يطعن في العقيدة التي تميز المسيح عن غيره.
فردي النزعة لأنه يهمش العقيدة الموضوعية التي توحد المؤمنين.
مضاد للكتاب المقدس لأن الكتاب يقدم عقائد ويعلّم عن ضرورتها.
مضاد للمسيح لأنه يطمس هويته وعمله والطريق إليه.
مضاد للكنيسة بما أن التعليم السليم هو أحد أركانها.
مضاد للمحبة التي ينبغي أن تحب الرب من كل الفكر.
مضاد للحكمة لأن العقيدة هي حكمة الله.
مضاد للإيمان الذي هو الثقة المتكلة والمرتكنة على العقيدة.
مضاد للقداسة بما أن القداسة تطبيق للتعليم.
مضاد للواقع والحق بما أن العقيدة هي شرح لهما.
مضاد للتاريخ الإلهي لأنه يركز على العلاقة الشخصية مع المسيح دون عمله.
مضاد للأبدية لأنه يختزل الخلاص في علاقة حاضرة.
مضاد للإصلاح البروتستانتي لأن الإصلاح مؤسس على الوضوح العقيدي.
مضاد للإنسان بسبب كل ما سبق!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس