بعض تعاليم دالاس ويلارد غير الكتابية


أبرزت في مقال سابق كيف أن "دالاس ويلارد يزدري بتعليم النعمة ويهمش الجانب القضائي من الخلاص". هذا الطعن في الجانب القضائي من الخلاص، رغم كونه في حد ذاتي تعليم غير كتابي، يصاحبه من ناحية أخرى تعاليمًا غير كتابية. ذلك لأن اللاهوت منظومة تعليمية إن اختل أحد الجوانب المركزية فيها اختلت باقي الجوانب معها.

على سبيل المثال، معروف أن ويلارد هو أحد قطبي حركة التشكيل الروحي الحديثة (جنبًا إلى جنب مع ريتشارد فوستر). هذا التركيز على الجانب الاختباري والسلوكي يأتي بالاتساق مع الطعن في الجانب القضائي من الخلاص. مركزية الاختبار والسلوك بدورهما يؤديان إلى الشمولية وعالمية الخلاص. كل هذا، وأكثر، نجده لدى ويلارد.

فيما يلي بعض التعاليم الخطيرة لدالاس ويلارد:

الشمولية

في العبارة الآتية الصادمة لويلارد، يقول أنك لو تمكنت أن تجد طريق أفضل (من يسوع) فيسكون يسوع أول من يشجعك على أخذها. وإلا فأنت لا إيمان لك به:

"إذا تمكنت من إيجاد طريق أفضل، فسيكون يسوع هو أول من يخبرك بأخذها. وإذا كنت لا تصدق ذلك عنه، فأنت ليس لديك إيمان به، لأن ما تقوله حقًا هو أنه سيشجعك على تصديق شيء خاطئ"(كريستيانتي توداي ، سبتمبر ٢٠٠٦).

طعبًا هذا التصريح أقل ما يوصف به هو لوي عنق واستخفاف بالعقول وبالحق الكتابي. لأن يسوع نفسه قال "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي"، "أنا هو الباب"، "ولا أحد يعرف الآب إلا الابن"، أنا هو القيامة والحياة". كما أن الآب شهد صراحة أنه لا طريق آخر إليه سوى الابن "هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا". والروح القدس بالمثل لا يمجد شخص سوى الابن. ولا يخبر سوى بالابن.

يقول ويلارد صراحة في التصريح التالي أن من لا يعرفون يسوع، ولا يؤمنون به، سيخلصون. الغريبة أنه يؤكد لك أنه لن يخلص أحد بدون يسوع. إن هذا أشبه بالقول أن هناك من لا يموتوا بسبب عدم الأكل، إلا أن لا أحد يعيش سوى بالأكل. الأكثر من ذلك، أن ويلارد يرى أن هناك من هم مستحقين للخلاص. وأنه على عكس ما يعلّم الكتاب بأنه "ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" يتجاسر ويلارد ويقول عكسه وأنه من الممكن أن يكون هناك إنسان صالح تمامًا تقريبًا. إن ويلارد هنا يعلّم بالخلاص بأعمال الناموس وليس بالنعمة:

"ما زلت أصارع مع كيفية النظر إلى أولئك الذين لديهم معتقدات أخرى. لست متأكدًا من أنني مستعد لإدانتهم على أنهم مخطئون. أنا أعرف بعض البوذيين الجيدين. ما هو مصيرهم؟".

يجيب ويلارد:

"أود أن آخذ [هذا الشخص] إلى رومية رو ٢ : ٦ – ١٠: سيعطي الله لكل شخص حسب ما فعله. إلى أولئك الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء فسيمنحهم بالحياة الأبدية. لكن بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن الذات والذين يرفضون الحق ويتبعون الشر، سيكون هناك سخط وغضب. ما يقوله بولس بوضوح هو أنه إذا كان أي شخص يستحق الخلاص، فسيخلص. وهنا، سيشعر العديد من المسيحيين بالقلق الشديد، قائلين إنه لا أحد يستحق الخلاص على الإطلاق. المعنى الضمني لذلك هو أن إنسان يمكن أن يكون صالحًا تمامًا تقريبًا، وإن فاتته الرسالة عن يسوع، يُرْسَلُ إلى الجحيم. أي إله سيفعل ذلك؟ لن أقف في طريق أي شخص يريد الله أن يخلصه. لن أقول إنه لا يستطيع تخليصهم. أنا سعيد أن الله يخلص كل من يريد بأي طريقة ممكنة. من الممكن أن يخلص شخص لا يعرف يسوع. لكن أي شخص يخلص سيخلص من خلال يسوع".
(https://dwillard.org/articles/apologetics-in-action)

كما سبق وأشرت، فإن العبارة الأخيرة لويلارد متناقضة ذاتيًا وأشبه بالقول أن هناك من لا يموتون بسبب عدم الأكل، إلا أن لا أحد يعيش سوى بالأكل. إن يسوع بالنسبة لويلارد هو مُخَلِّص على الورق فقط وليس على أرض الواقع. مُخَلِّص حسب النظرية وليس التطبيق.

عالمية الخلاص

في العبارة التالية (فضلاً عن غموضها ولغتها الصوفية) لاحظ كيف يرى ويلارد أن الولادة من فوق هي الانضام إلى نظام إلهي في وسطه تتحرك البشرية جمعاء. وأنك يمكن أن تكون مولود من فوق دون أن تعرف ذلك. وهذا يذكرنا بقول ماهر صموئيل أن رابعة العدوية وُلدت الولادة الثانية. يضيف ويلارد إلى ما سبق أن هذا هو الملكوت بيننا، أي أن الملكوت يضم الشبرية جمعاء ومن لا يعرفون أنهم وُلِدوا ثانية:

"أن تولد ‘من فوق’، في لغة العهد الجديد، يعني أن تنضم بشكل تفاعلي إلى نظام ديناميكي غير مرئي للواقع الإلهي في وسطه تتحرك البشرية جمعاء – سواء عرفت ذلك أم لا. وهذا بالطبع هو الملكوت بيننا". (كتاب المؤامرة الإلهية)

إله بلا غضب ولا عدل

بالاتساق مع الطعن في الجانب القضائي من الخلاص، يختزل ويلارد طبيعة الله في المحبة، منكرًا بذلك غضب الله وعدالته الانتقامية:

"الاختبار الحاسم لأي لاهوت هو: هل الله المقدم (في الرسالة) يمكن أن يُحَبّ من القلب والنفس والعقل والقوة؟ ... إذا فشلت (الرسالة) في إرساء (صورة) لإله يمكن أن يُحَبّ – ككائن مشرق وسعيد وودود ويمكن الوصول إليه وكفء تمامًا – أمام الناس العاديين، فقد أخطأنا". (كتاب المؤامرة اإلهية)

قانون الجذب

كما سبق وأشرت، أن ويلارد هو أحد أكبر قطبين في حركة التشكيل الروحي. وهذه الحركة ذات طابع صوفي شرقي. من ضمن ما يتم التعليم به لدى أنصار هذه الحركة هو النظر إلى الوجود كوحدة واحدة أو واحدية الوجود Pantheism . وأنه، كما يعلّم أنصار الديانات الشرقية الوثنية، فإن العقل هو الذي يخلق الواقع. فأنت تستطيع خلق واقعًا مختلفًا من خلال فكرك وإرادتك ورغباتك. أي قانون الجذب Law of Attraction الذي يعلّم به أنصار حركة "كلمة الإيمان"، والديانات الشرقية، ومدربو التنمية البشرية. وهو يعني باختصار أنك كلما كان تفكيرك إيجابيًا جذبت إليك الأشياء الإيجابية. والعكس صحيح، كلما كان تفكيرك سلبيًا جذبت إليك الأشياء السلبية. وهذا التعليم يُخرج سلطان الله من الصورة، ويجعل الإنسان إلهًا بديلاً يتحكم في الواقع من خلال عقله ورغباته. ويلارد يعلّم نفس هذا التعاليم وإن كان يحاول التلطيف من ذلك:

"هذا يفتح حقيقة عميقة عن عالمنا ككل. إنه عالم يستجيب للرغبة والإرادة وبطرق عديدة. ... تظهر هذه الحقيقة المركزية في الحياة أن المادة ليست غير مبالية بالشخصية. إنهما (المادة والشخصية) يؤثران في ويتأثران بأحدهما الآخر. هذه حقيقة فعلية عن عالمنا ومكاننا فيه. ضمن نطاق ضيق ، إذن ، سيؤثران الرغبة والإرادة بشكل مباشر على الواقع المادي بمجرد الرغبة والإرادة في جعلها تتصرف بطرق معينة. ... لن يرغب المرء ، في الوقت الحاضر ، في المغامرة بشكل كبير في حقيقة التحريك العقلي ، وهي القدرة المزعومة على تحريك الأشياء بالفكر والإرادة وحدها. لكن الدراسات الحديثة حول الصلاة والمنظمة علميًا تشير بصورة مؤكدة إلى قوة تشبهها تمامًا".

هذه بعض تعاليم دالاس ويلارد غير الكتابية التي استطعت رصدها. وليس لدي شك أن هناك الكثير منها مختبئ هنا وهناك في كتبه وأحاديثه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس