الآب أيضا بذل إبنه


كثيرا ما يُشَوِّه معارضوا البدلية العقابية هذا التعليم الكتابي بالإدعاء بأن الآب كان غاضبا قاسيا والإبن محبا رحيما، وكأن هناك فصاما أقنوميا. لا ننكر طبعا أن الإبن تحمل غضب الله الآب على الصليب في ساعات الظلمة الرهيبة. لكن من منظور آخر فإن الآب أيضا كان مُحَبِّا مكابدا ثمنا فادحا هناك في الجلجثة؛ فقد "بذل" ابنه الوحيد الحبيب. يقينا لم يتألم الآب أو يمت، بل الإبن فقط هو الذي فعل كل هذه، ولكن لم يحدث كل هذا أيضا دون تكلفة باهظة من الآب أيضا. فليس فقط أن الإبن بذل أو أعطى (didomi) نفسه (غل 1 : 4، 1 تي 2 : 6 ، تي 2 : 14) بل الآب أيضا بذل إبنه (يو 3 : 16). نفس فعل العطاء أو البذل الذي فعله الإبن يُنْسب إلى الآب. ولم يكن الإبن فقط هو الذي قَدَّم أو أَسْلَمَ (paradidomi) نفسه (غل 2 : 20 ، أف 5 : 2 ، 25) بل الآب أيضا بذل ابنه وقدمه لأجلنا (رو 8 : 32). فذات فعل التسليم أو التقديم الذي فعله الإبن يُعْزَىَ إلى الآب أيضا. لم يتألم الآب آلام الإبن، لكن لا شك أنه تألم على الإبن إذ بذله من أجل خطاة فجار. أما عن كيف يكون الآب ديانا غاضبا وأبا محبا في نفس الوقت، فهذا سر لا أعلمه. لكن يكفينا أنه واضحا من تلك النصوص الكتابية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس