كيف تقرأ إنجيل يوحنا

وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. (يو ٢٠ : ٣٠ – ٣١)

الطبيعة التكميلية لإنجيل يوحنا

كتب يوحنا إنجيله بعد حوالي أربعة أو خمسة عقود من وقت كتابة الأناجيل الإزائية. وقد كان يوحنا على دراية بالأناجيل الإزائية ولكنه قصد أن يقدم إنجيلاً ذو طبيعة تكميلية. ولسنا نقصد بذلك أنه أراد أن يكمل ما نقص من الأناجيل الإزائية. فهي كاملة فيما قصدته. بل بالأحرى أراد أن يقدم إنجيلاً يتفرد هو بمادته. ونستطيع أن نستدل على ذلك من أمرين. أولاً، فهو يغفل الكثير من المادة التي وردت في الأناجيل الإزائية. مثل سلسلة نسب المسيح، أحداث الميلاد، التجربة في البرية، الخدمة في الجليل، التجلي، الأمثال، معجزات إخراج شياطين، تأسيس عشاء الرب، جسثيماني. ومن ناحية أخرى، وكما يرى الباحثون، فهو يتفرد بما يقرب من التسعين في المائة من المادة التي فيه.

ففي حين تتقفى الأناجيل الإزائية نسب المسيح رجوعًا إلى إبراهيم وآدم، يتقفى يوحنا أزليته في الخلق ومن قبله. وبينما تبدأ وتركز الأناجيل الإزائية على خدمة المسيح بصفة رئيسية في الشمال ناحية الجليل، مقدمة بذلك رحلة واحدة فقط للمسيح نحو أورشليم، يبدأ ويركز يوحنا على خدمة المسيح في الجنوب ناحية اليهودية، معطيًا إيانا ثلاث رحلات للمسيح إلى أورشليم. وبينما نرى موضوع ملكوت الله يسود الأناجيل الإزائية، يبرز يوحنا موضوع الحياة الأبدية في المقابلة من ذلك. وفي حين تتناول الإزائية أمجاد الرب يسوع من الناحية البشرية، يستهدف يوحنا في إنجيله ألوهية الرب يسوع. ولعل هذا هو السبب الذي جعل أكليمندس السكندري يصف إنجيل يوحنا بـ "الإنجيل الروحي" مقارنة بالإزائية. ومع أن الإزائية تورد أمثالاً وأقوالاً قصيرة للمسيح، يسرد يوحنا أحاديثًا مطولة مع بعض الأفراد، مثل نيقوديموس، والسامرية، بل ومع جموع اليهود أيضًا. يميل يوحنا أيضًا إلى التعليق على الأحداث الواردة فيه أكثر مقارنة بما نجده في الإزائية. في الإزائية أيضًا نجد تطهير للهيكل قرب نهاية خدمة المسيح، بينما يورد يوحنا هذا التطهير عند إنطلاقه للخدمة (مما يعني أن هناك تطهيرين للهيكل أحدهما في بداية خدمة المسيح والآخر عند نهايتها). أخيرًا وليس آخرًا، تورد الإزائية فصحًا واحدًا فقط، بينما يذكر يوحنا ثلاثة أعياد فصح للمسيح الأمر الذي يشير إلى أنه يغطي فترة أطول من خدمة المسيح مقارنة بالإزائية.

الفقرة الافتتاحية مفتاح لفهم الإنجيل

يستهل يوحنا إنجيله، على غرار متى، بالإشارة إلى سفر التكوين. فبينما يفتتح متى بالقول "كتاب ميلاد يسوع"، والذي باليونانية "بيبلوس جينيسوس"، وكأن، بل وبالفعل، يسوع هو آدم جديد، وعمله هو خليقة جديدة. فإن يوحنا يشير إلى البدء، ليس بدء الخلق، بل بدء الأزل. فالكلمة أسبق من الخليقة لكونه الخالق "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان. فيه كانت الحياة. والحياة كانت نور الناس. والنور يضئ في الظلمة. والظلمة لم تدركه .. كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم. كان في العالم. وكُوِّنَ العالم به، ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله ..". إن هذا النص ملئ بالإلماحات إلى الأصحاح الأول من سفر التكوين "بدء .. كل شئ به كان .. وبغيره لم يكن شئ مما كان .. حياة .. نور .. ظلمة .. آتيًا إلى العالم .. في العالم".

في هذه الإلماحات نجد مجموعة من الثنائيات: "حياة وعدم" .. "نور وظلمة" .. "آتيا إلى العالم (من خارجه) وفي العالم (داخله)". يقدم لنا يوحنا عبر أجزاء إنجيله عمل المسيح في صورة ثنائيات: فهو نور في الظلام (٣ : ١٩ ، ٨ : ١٢، ٩ : ٥ ، ١٢ : ٣٥ ، ٣٦)، وحياة في مواجهة الموت (٥ : ٢١ ، ٢٦ ، ٦ : ٣٥ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٤٤ ، ١١ : ٢٥ ، ١٤ : ٦)، وهو السماوي وليس الأرضي (٣ : ٥ ، ٨ ، ١٢ ، ١٣ ، ٣١ – ٣٦) والحق في مواجهة الباطل (٨ : ٣٢ – ٤٧ ، ١٤ : ٦ ، ١٨ : ٣٧)، والمحبة تجاه البغضة (٧ : ٧ ، ١٥ : ١٧ ، ١٨ ، ٢٣ – ٢٥). في فقرته الإفتتاحية يتنبأ أيضًا يوحنا برفض اليهود للمسيح ١ : ١٠ – ١١. ولهذا فالإيمان وعدم الإيمان، والقبول والرفض، هو إحدى الثنائيات التي يقدمها أيضًا في افتتاحيته. إن كلمة إيمان ترد ما يقرب من المائة مرة في إنجيل يوحنا.

الحياة الأبدية: كيف وكم!

إحدى أهم الثنائيات التي يقدمها يوحنا هي الحياة الأبدية في مقابلة الموت. كما رأينا، فإن الأناجيل الإزائية تقدم ملكوت الله كموضوع رئيسي بها. في المقابلة مع ذلك، يقدم يوحنا موضوع الحياة الأبدية كتعليم مركزي في إنجيله. على أن المفهومين متداخلان. ونستطيع أن نستدل على ذلك من الطريقة التي يعامل بها يوحنا (بل والرب يسوع نفسه) الموضوعين. فهو يستخدمهما بالتبادل وكأنهما مترادفين. يقول "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. أجاب يسوع الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (٣ : ٣ ، ٥). ثم نجد في نفس الحديث مع نيقوديموس يقول "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (٣ : ١٤ – ١٦). إن أحد جوانب التداخل بين المفهومين يمكن تلخيصه بالقول أن الحياة الأبدية هي أن يحيا المرء في محضر الملك إلى الأبد. على أن من يحيا في محضر الملك إلى الأبد هو من له نفس نوعية حياة الملك ذاته. وعليه، فإن الحياة الأبدية ليست كيف فقط بل كم أيضًا. الأمر الذي يحاول البعض نفيه (الكم) بالقول أن الحياة الأبدية ليست أن تحيا إلى الأبد بل هي فقط علاقة مع الله أو معرفته "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ويسوع المسيح الذي أرسلته". وهذا صحيح مما لا شك فيه. فقد وردت هذه الكلمات على لسان الرب يسوع المسيح نفسه. إلا أن الخطأ (الذي يطرحه رافضو الجانب القضائي من الخلاص) هنا هو اختزال الحياة الأبدية في كيف فقط مع استبعاد الكم. فيوحنا يستخدم مفهوم الحياة الأبدية بالمقابلة مع الدينونة أو الغضب (٣ : ١٥ – ١٨ ، ٣٦ ، ٥ : ٢٤ ، ١٠ : ٢٨). بل إن الأناجيل الإزائية بدورها تضع الحياة الأبدية في مقابلة مع الجحيم أو الهلاك الأبدي (مت ٢٥ : ٤٦ ، مر ١٠ : ١٧ - ٣٠). مما يعني أن الحياة الأبدية هي كيف وكم معًا.

على أنه يظل هناك سؤال عالق، لماذا فضل يوحنا الحديث عن الحياة الأبدية وليس الملكوت (وإن كان المفهومين متداخلان)؟ يرى الباحثون أن مفهوم الحياة الأبدية أكثر استساغة لدى غير اليهود من مفهوم ملكوت الله. إن مفهوم ملكوت الله يتطلب خلفية يهودية لفهمه. بينما مفهوم الحياة الأبدية يمكن استيعابه بدون تلك الخلفية. فضلاً عن ذلك كما سبق وأشرت، فإن يوحنا أيضًا أراد أن يقوم بإثراء ما تم تقديمه في الأناجيل الإزائية.

في المسيح تتحق الرموز والأعياد وكل تاريخ إسرائيل

إن أحد الخيوط الرئيسية لفهم إنجيل يوحنا أيضًا هو المسيح الذي تتحقق فيه الرموز. إذ يرى كثير من الباحثين أن يوحنا كتب إنجيله بعد تدمير الهيكل متخذًا ذلك فرصة ليقول أن يسوع المسيح هو الهيكل الحق وهو الذي تتم فيه كل المواسم اليهودية بل وكل تاريخ إسرائيل. على سبيل المثال، فـ "الكلمة صار جسدًا وحل بيننا" أو بالأحرى "خَيَّمَ" أو "نصب مسكنه" بيننا (١ : ١٤). وبخصوص هيكل جسده تحدى المسيح اليهود قائلاً "أنقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمة ... وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (٢ : ٢١). ولكون المسيح هو الهيكل الحق، فإنه "تأتي ساعة، لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب .. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق" (٤ : ٢٣ – ٢٤). لم يعد هناك مكان بعينه مخصص للعبادة لأن الهيكل الآن هو الرب يسوع نفسه.

المسيح أيضًا هو متمم الأعياد المرتبطة بالعبادة في الهيكل. فهو الفصح (١ : ٢٩، ١٩ : ٣٦). ولهذا فعظم لا يُكسر منه (اقتباس من خروج ١٢ : ٤٦) وقد قيلت هذه العبارة الأخيرة أثناء الفصح في الهيكل في إشارة إلى خروف الفصح الحقيقي (٢ : ١٩ – ٢١). والرب يسوع أيضًا هو تتمة عيد المظال (٧ : ٣٧ ، ٣٨). فضلاً عن ذلك فهو متمم تاريخ إسرائيل: فهو سلم يعقوب (١ : ٥١). ورفعه على الصليب كان كرفع الحية النحاسية في البرية (٣ : ١٤ – ١٥). كما أنه المن النازل من السماء (٦ : ٣٢ ، ٥١). وقد تطلع إبراهيم إلى يومه فرأى وفرح (٨ : ٥٦). وكتب موسى عنه (٥ : ٤٦). بل إنه موسى الجديد صانع الآيات (السبع) التي سجلها يوحنا. ورأى إشعياء مجده وتكلم عنه (٧ : ٤١). وهو ليس فقط موسى الجديد والحق بل هو أيضًا الإسرائيلي الحق أو الكرمة الحقيقية (١٥ : ١).

موضوعات أخرى يتميز بها يوحنا: دور الروح القدس في التاريخ الفدائي، الإيمان، سلطان الله في الخلاص والضمان الأبدي، فهم التلاميذ للمسيح قبل وبعد القيامة، عبارات أنا هو السبعة.

تقسيم السفر

يقوم الباحثون بتقسيم إنجيل يوحنا إلى الأربعة أقسام التالية:

مقدمة ١ : ١ – ١٨
سفر الآيات ١ : ١٩ – ١٢ : ٥٠
سفر المجد ١٣ : ١ – ٢٠ : ٣١
خاتمة ٢١

سُمِّيَ القسم الأول بـ "سفر الآيات" لأنه يقص علينا سبعة آيات عملها المسيح: تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل (٢ : ١ – ١٢)، شفاء ابن خادم الملك (٤ : ٤٣ – ٥٤)، شفاء مريض بركة بيت حسدا (٥ : ١ – ١٦)، إشباع الخمسة آلاف (٦ : ١ – ١٥)، المشي على الماء (٦ : ١٦ – ٢١)، شفاء المولود أعمى (٩ : ١ – ٤١)، إقامة لعازر (١١ : ١ – ٤٤). بينما سُمِّيَ القسم الثاني بـ "سفر المجد" لأنه يتناول الصليب كإرتفاع أو مجد. يشير يوحنا في هذا القسم أكثر من مرة إلى الصليب كـ "تمجيد" (١٢ : ١٦ ، ٢٣ ، ٢٤ ، ١٧ : ١ ، ٤ ، ٥). الصليب بالنسبة ليوحنا أيضًا هو "إرتفاع" (٣ : ١٤ ، ٨ ، ٢٨ ، ١٢ : ٣٢). وعلى عكس ما يظن الكثيرون أن الصليب هزيمة، هو كذلك من منظور ما أو في ظاهره، لأنه موت. لكن في باطنه مجد وارتفاع. إن الرب يسوع المسيح مات على الصليب ليس كعبد مهزوم، لكن كملك على عرشه (أنظر مقال آخر بعنوان: هل موت الصليب هزيمة والقيامة إنتصارًا؟).

سبق وأشرت أن يوحنا لم يذكر أية أمثال للمسيح وبدلاً من ذلك قدم لنا الأحاديث المطولة له مع أفراد وجموع اليهود. والطريقة التي يربط بها يوحنا بين الآيات السبع والأحاديث المطولة جديرة بالملاحظة. يقول رايكن:

"لقد قام يوحنا ببناء (القسم الأول من إنجيله) حول سبع آيات عظيمة قام بها يسوع، مع ربط كل منها بخطاب مصاحب ليسوع متصل بالآية (المعجزة) السابقة أو اللاحقة .. ثم يؤسس يوحنا على هذا النموذج. يتمثل أحد التوسعات في ربط خطاب المسيح بإحدى الآيات السبع العظيمة أو برمز عظيم تم تقديمه في محادثة، بحيث يكون هناك ترابط بين الخطاب والمادة السردية المحيطة به. كأمثلة على ذلك هو إطعام يسوع لخمسة آلاف شخص (٦ : ١ – ١٤)، ثم إلقاء خطاب حول كيف أنه خبز الحياة (٦ : ٢٥ – ٤٠). مرة أخرى، بدأ يسوع حديثه مع المرأة السامرية عند البئر بسؤالها عن ماء ليشرب (٤ : ٧ – ٨) ثم شرح ذلك في حديث موجز عن كيف أنه ماء الحياة (٤ : ٩ – ١٥). يصور شفاء الإنسان المولود أعمى (أصحاح ٩) تصريح يسوع في الفصل السابق بأنه نور العالم."

وهكذا، طبقًا لرايكن، فإن الآيات السبع التي سجلها يوحنا، ترتبط بأحاديث أو خطابات المسيح المحيطة بها، بحيث أن كل آية (تقريبًا) ترتبط بالحديث السابق أو التالي لها. أي أن الآية تعمل كصورة لموضوع الخطاب، والخطاب نفسه يُصَوَّر رمزيًا في الآية.

غرض الإنجيل

ولكن ما الارتباط بين القسم الأول (سفر الآيات) والقسم الثاني (سفر المجد)؟ الارتباط يكمن في أن الآيات في القسم الأول تلفت النظر إلى حقيقة شخص المسيح الذي سيتمجد بموت الصليب في القسم الثاني. إن القسم الأول بمثابة الأساس للقسم الثاني. وهذا يعبر عنه يوحنا صراحة قرب خاتمة إنجيله "وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فكتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة بإسمه" (٢٠ : ٣٠ – ٣١). إن الذي ارتفع ليتمجد على الصليب في القسم الثاني من السفر ليس سوى ابن الله يسوع المسيح الذي تشهد له الآيات في القسم الأول.

تطبيق

كما سبق وأشرت، أن إحدى الموضوعات الهامة في الإنجيل هو "الإيمان". إن يوحنا يضع كل هذا أمامنا؛ أي شخص ابن الله وآياته السبع، ثم ارتفاعه على الصليب كملك على عرشه، ثم ارتفاعه من القبر (وأخيرًا إلى السماء)، لكي يقول لنا أن عمل ابن الله من أجلنا اكتمل وليس علينا سوى الإيمان بشخصه وعمله "لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة بإسمه". إن الحياة الأبدية التي أشار إليها يوحنا ليست بطقس معين أو انتماء بعينه أو أعمال صالحة، كما ظن اليهود، بل بالإيمان، والإيمان وحده (سولا فيديه).



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس