تصريحات داروينية خطيرة عن أخلاقيات داروينية فاسدة مؤسسة علي نظرة كونية داروينية معادية لله


الدارويني المتسق مع نظرته المادية الداروينية لا يسعه سوي إنكار الأخلاقيات المطلقة. والداروينيون الماديون عندما يمارسون الأخلاق المؤسسة علي النظرة الكونية الكتابية، هم في الحقيقة يستعيرون منها دون أن يدروا. وفي هذا هم متناقضون مع إيمانهم بالداروينة المادية. لكن هناك داروينيون صرحاء ومتسقون في نظرتهم الكونية المادية. فأنكروا الأخلاقيات المطلقة صراحة. واعتبروها مجرد اتفاق مجتمعي لم يمليه عليهم أي مصدر ترانسندنتالي (فائق). وهذه بعض التصريحات الداروينية المادية الصادمة والمنكرة للأخلاق المطلقة والتي جاءت كشافة لحقيقة النظرة الكونية المادية: 

التصريح الأول، وفيه إنكار لكرامة البشر المعاقين والتحريض بالتخلص منهم، مع أنهم طبقا للمنظور الكوني المسيحي المؤسس علي الكتاب المقدس متساوون تماما مع باقي البشر، إذ هم مخلوقون علي صورة الله ومثاله. ولكن هكذا تكون الأخلاق الداروينية المتسقة مع النظرة الكونية المادية: 

"في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية ، أصبحت الأفكار الداروينية الاجتماعية الألمانية أكثر انتشارًا (ليس فقط في دوائر النخبة الأكاديمية ، ولكنها تسللت أيضًا إلى الصحافة الشعبية في فيينا خلال أيام هتلر ما قبل الحرب العالمية الأولى). وبعد صعود هتلر، نشرت الدعاية النازية هذه الأفكار أكثر. في عام 1937 أظهر فيلم دعائي شخصا معوقا مشوها معلنا الآتي: 

كل الكائنات الحية الضعيفة سوف تهلك في الطبيعة لا محالة. في العقود الأخيرة، أخطأ الجنس البشري، بشكل مريع، ضد قانون الإنتخاب الطبيعي. فلم نصن فقط الحياة التي لا تستحق الحياة، بل أننا سمحنا لها بأن تتكاثر. 
إن نسل أولئك البشر المَرْضَي يشبهون .. هذا الشخص هنا" [1] 

التصريح الثاني، جاء من كريج بالمر مؤلف كتاب: "التاريخ الطبيعي للإغتصاب: الأساس البيولوجي للإكراه الجنسي". والذي يري فيه أن الإغتصاب آلية من آليات التطور، ولا يوجد به عيب أخلاقي، ولكن المجتمع قرَّر إضفاء تلك الصفة التحريمية عليه. وقد صرَّح بالمر بمقولته تلك في لقاءه مع الصحفي والمعلق التليفزيوني الأمريكي والمسيحي جون لوفتون. يقول بالمر الدارويني ملخصا كتابه بهذه الكلمات الآتية: 

"من الواضح أن هناك أساس تطوري للاغتصاب مثلما يوجد أساس تطوري لجميع جوانب الكائنات الحية. قمنا في الكتاب، بحصره في سببين تطوريين محدَّدين ومقنعين لماذا يكون البشر نوعا [من الحيوانات] يحدث فيه الاغتصاب. أحدهما مجرد مُنْتَجَا فرعيا للاختلافات المتطورة في الجنس بين الذكور والإناث. أو، وهو السبب الثاني، قد يكون الاغتصاب بمثابة تَكَيُّف. ربما كان هناك إنتقاء لصالح الذكور الذين قاموا بالإغتصاب في ظل بعض الظروف في الماضي. وبالتالي، قد تكون هناك بعض الجوانب، في أدمغة الذكور، مُصَمَّمَة خصيصا للاغتصاب في ظل بعض الظروف". [2] 

التصريح الثالث، لريتشارد داكينز علي توتير. والشئ الجدير بالملاحظة في أن تصريح داكينز جاء متسق جدا مع إيمانه بالتطور. وهكذا جاء المنطق المادي لداكينز: فإذا كان الإنسان ليس سوي حيوان متطور، وإذا كان الإنسان يأكل لحوم الحيوانات، فما المانع أن يأكل الإنسان لحم الإنسان أخيه؟ وهذا منطقي جدا من وجهة النظر الداروينية: 

"زراعة الأنسجة "اللحوم النظيفة" بالفعل في 2018؟ لطالما كنت أتطلع إلى هذا .. ماذا لو تم زراعة اللحم البشري [معمليا]؟ هل يمكننا التغلب على تحريم أكل لحوم البشر؟ .." 

التصريح الرابع، صادم أيضا. ويكشف لنا كيف أن النظرة الكونية الداروينية المادية تؤدي إلي اعتبار المعاقين بشر من الدرجة الثانية. غير قادرين علي التكيف والصراع والبقاء وإنشاء نسل قوي. يقول جيمز راتشل مؤلف كتاب: "مخلوق من الحيوانات: التضمينات الأخلاقية للداروينية"، نقلا عن فرانك توريك: 

في حديثه عن المعاقين ذهنياً ، كتب راتشيل: "ماذا سنقول عنهم؟ النتيجة الطبيعية، وفقاً للعقيدة التي ندرسها [الداروينية]، هو أن وَضْعَهُم هو مجرد حيوانات. ولربما علينا أن نمضي قدما في استنتاجنا بأنه يمكن استخدامهم كحيوانات غير بشرية - ربما كمواد معملية ، أو كغذاء؟ [3] 

أخيرا وليس آخرا. قولا داروينيا ماديا خطيرا آخر. وهو نفس المنطق الذي بني عليه ألفريد كنزي أبحاثه الجنسية. فإن كان الشذوذ الجنسي شائع في مملكة الحيوان، وإن كان الإنسان في نهاية المطاف ليس سوي حيوانا متطورا، فما الذي يجعل الشذوذ الجنسي أمر غير أخلاقي؟ نقلا عن د. هنري موريس، يقول محرر إحدي المجلات المناصرة للشذوذ الجنسي: 

"وقد لوحظ السلوك الجنسي المثلي في معظم أنواع الحيوانات التي تمت دراستها، وكلما ارتفعنا على الشجرة التصنيفية تجاه الثدييات، كلما رأينا السلوك الجنسي المثلي أكثر ظهوراً". [4] 

وهناك طبعا تصريحات داروينية أخري خطيرة. ولكننا سنكتفي بما سبق كعينة للأخلاقيات الداروينية المؤسسة علي النظرة الكونية التطورية المادية. إن أردت أن تكون غير متناقض مع نفسك في إيمانك بالداروينية فلا مناص من إعتبار أنه لا يوجد أخلاقيات مطلقة. وذلك لأن فكرة الأخلاقيات المطلقة تتطلب خالقا وضع قانونه الأخلاقي في ضمائر من خلقهم. 


[1] Evolutions Achilles Heels - 9 PhD Scientist explain Evolutions fatal flaws - Robert Carter (Editor), page 250 – 251
[2] Rape and evolution, Evolution Shows Its True Colours
Darwin Day in America, How Our Politics and Culture Have Been Dehumanized in the Name of Science, The Introduction, by John G. West
[3] Stealing From God, Stealing from God: Why Atheists Need God to Make Their Case, NavPress 2014, by Frank Turekpage 82
[4] The Long War Against God, Henry Morris, page 136 







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس