البرهان الوجودي للقديس أنسلم لإثبات وجود الله



إن واحدا من أكثر الفرضيات الفلسفية تعقيدا لهو البرهان الوجودي للقديس أنسلم علي وجود الله ، لأنك إن تغلبت علي صعوبه فهمه والإحاطة به وقعت في صعوبه أخري وهي محاولة تلاوته، وإن نجحت في محاولة تلاوته كما هو لوقعت في مشكلة تبسيطه دون أن تخل بمعناه أو تنسب له شئ ليس في مضمونه، مما جعلني أتوخي الكثير من الحذر أثناء نقله في السطور القادمة. والبرهان الوجودي للقديس أنسلم يمكن شرحه كالآتي:

أولا: الله هو ما لا يمكن تصور أعظم منه. أي أنك إذا استطعت تصور أعظم من الله فأنت لم تصل إلي الكائن الأعظم في تصورك بعد ولم تتفق مع أنسلم في تصوره عن الكائن الأعظم. ولنفترض أن هذا الكائن موجود في التصور فقط دون الحقيقة ولنسميه (أ).

ثانيا: لنضع في اعتبارنا أن الوجود أعظم من العدم. بمعني أن الوجود لابد أن يكون له فائدة ما وبالنظر إلي هذه الفائدة فإن الوجود أفضل من عدم الوجود.

ثالثا: بالنظر إلي أنه يمكن للإنسان تصور أشياء في ذهنه لا وجود لها في الحقيقة وأنه قد يوجد أشياء في الحقيقة لم يرها الإنسان ولا يستطيع تصورها، إذا فهناك ما يوجد في التصور فقط دون الحقيقة ، وما يوجد في الحقيقة فقط دون التصور.

رابعا: لنفترض أن ذلك الكائن الذي لا يمكن تصور من هو أعظم منه يوجد في الحقيقة فقط ولنسميه (ب). إلا أننا بذلك نناقض القول الأول بأن الله هو الكائن الذي لا يمكن تصور من هو أعظم منه لأن الكائن (ب) أعظم من الكائن (أ) لأن (ب) موجود في الحقيقة في حين أن (أ) موجود في التصور ، وبالتالي أصبح هناك من هو أعظم من الكائن الذي تصورناه أولا في الذهن فقط. ولكي لا يكون الكائن الحقيقي أعظم من الكائن الذي في التصور لابد أن يكون هذا الكائن الذي لا يمكن تصور أعظم منه موجودا في التصور وفي الحقيقة أيضا.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس