ستة أدلة جيلوجية علي طوفان نوح


(ملخص لبحث عنوانه "ستة أدلة جيلوجية علي طوفان نوح" بقلم أندرو سنيلنج، وهو دكتور في الجيلوجيا، ومسيحي يؤمن بخليقة تمت في ستة أيام حرفية وعمرها ستة آلاف سنة، ورئيس تحرير مجلة علمية مسيحية يكتب بها علماء مسيحيون)

إذا كان الطوفان، الذي تفجرت فيه ينابيع الغمر العظيم وأخرجت ماء من باطن الأرض طيلة 150 يوم (خمس شهور)، وظلت تمطر فيه السماء بغزارة طيلة أربعين يوم وليلة، حتي تغطت قمم الجبال، قد حدث حقا، فماذا نتوقع أن نجد؟ أليس من المنطقي أن نجد بلايين النباتات والحيوانات الميتة المدفونة والمتحفرة في الرمل والطين والكلس والتي ترسبت بالحركة السريعة للماء في طبقات الصخور في كل أنحاء الأرض؟ إن هذا بالضبط هو ما نجده. ولكن ما هي الأدلة التي تثبت لنا أن طوفان نوح حدث تاريخي حقيقي كما يصفه لنا سفر التكوين؟ بناء علي ما جاء في سفر التكوين، يوجد ستة أدلة جيلوجية رئيسية تشهد بصحفة الطوفان الكتابي:

الدليل الأول: حفريات بحرية موجودة فوق مستوي سطح البحر بكثير بسبب إرتفاع مياه الطوفان فوق القارات جميعها.

مثل الحفريات البحرية الموجودة في معظم الطبقات الصخرية الموجودة في جراند كانيون. والتي تشمل أعلي الطبقات فيه، علي ارتفاع 7000 – 8000 قدم فوق مستوي سطح البحر. وبعض الطبقات الصخرية المكشوفة في الجراند كانيون بها أعداد كبيرة جدا من الحفريات البحرية، مثل الشعب المرجانية، والمحار، والقواقع، والمفصليات ثلاثية الفصوص، ورأسيات القدم (من الرخويات)، وأسماك أسنان.

والحفريات البحرية توجد أيضا في قمم الهيمالايا، والتي أهي أعلي سلسلة جبال في العالم إذ تصل إلي 29 ألف قدم فوق مستوي سطح البحر. مثل الأمونيت (لافقاريات بحرية منقرضة تنتمي إلى رأسيات الأرجل) التي توجد في شقوق (حشايا) حجر الكلس في هيمالايا نيبال.

الدليل الثاني: مقابر جماعية لحفريات موجودة في الطبقات الصخرية في مختلف أنحاء العالم.

بما أن المياه الكثيرة التي غطت القارات جرفت الحيوانات وقتلتها، فإننا نتوقع أن نجد الكثير من تلك الحيوانات والنباتات التي دُفنت وتحفرت بسرعة في الرمال والطين والكلس. وهذا ما نجده بالضبط. بل والأكثر من ذلك، فإنه على الرغم من أن النشاط الجيولوجي لكارثة الطوفان قد تضاءل بعد الفيضانات الطوفانية مباشرة، فقد كانت هناك كوارث مصغرة لا زالت تحدث منتجة ترسبات حفرية محلية. مثل بلايين النوتويد (من رأسيات الأرجل) المتحفرة، مع حفريات بحرية أخري، في طبقة سمكها سبعة أقدام في احدي الطبقات الصخرية للجراند كانيون. وهذه المقبرة الجماعية للحفريات تمتد بطول 180 ميل عبر شمال ولاية أريزونا وجنوب ولاية نيفادا. وتغطي مساحة 10500 ميل مربع. ولكي تقوم بهذا الدفن الجماعي لذلك الكم الهائل من النوتويد تحتاج إلي 24 ميل مكعب من رمال الكلس والطمي تتدفق في الطين السميك بسرعة أكثر من 16 قدم في الثانية حتي تقوم بإبتلاع ودفن هذا الكم الهائل من النوتويد. وما سوي طوفان نوح العالمي قادر علي فعل ذلك؟

الدليل الثالث: طبقات صخرية ترسبت بسرعة ويمكن تقفي أثرها عبر مساحات شاسعة. 

هناك طبقات صخرية يمكن تقفي أثرها في أنحاء قارة بأكملها، بل وعبر القارات نفسها. والخصائص الفيزيائية في تلك الطبقات تشير إلي أنها ترسبت بسرعة. مثل تابيتس الحجر الرملي (Tapeats Sandstone)، والحائط الأحمر للحجر الجيري (Redwall Limestone) في الجراند كانيون، يمكن تقفي أثرهما عبر الولايات المتحدة بأكملها، صعودا إلي كندا، بل وحتي عبر المحيط الأطلنطي في انجلترا. مثال آخر هو الحشايا (الشقوق) الطباشيرية في انجلترا يمكن تقفي أثرها عبر أوروبا إلي الشرق الأوسط. بل وفي الغرب الأوسط الأمريكي وغرب أستراليا أيضا. مثال أخير: الطبقات الصخرية المنحدرة المائلة لـ كوكونينو الحجر الرملي (Coconino Sandstone)  في الجراند كانيون تشهد عن 10000 ميل مكعب من الرمال التي تم ترسيبها بواسطة تيارات مائية ضخمة في غضون أيام.

الدليل الرابع: رواسب نُقلت إلي مسافات طويلة بواسطة مياه الطوفان التي اكتسحت القارات.

متوسط سُمْك طبقة كوكونينو الحجر الرملي في الجراند كانيون هو 315 قدم، وتغطي علي الأقل مساحة 200 ألف ميل مربع من الرمال. من أي جاءت تلك الرمال؟ لا يوجد مصدر قريب يمكن أن تكون جاءت منه تلك الرمال. لأن مياه الطوفان قد نقلتها لمسافات بعيدة من مصدرها.

مثال آخر علي ذلك وهي رواسب نقلت عبر قارة أمريكا الشمالية. طبقة الحجر الرملي لنافاهو في جنوب يوتا تحتوي علي عنصر الزيركون. وهذا الأخير يمكن معرفة مصدره بتقفي أثره لأنه يحوي عنصر اليورانيوم المشع. وقد اقتُرِحَ بأن حبات الرمل في طبقة الحجر الرملي بنافاهو قد جاءت من جبال الأبالاش في بنسلفانيا ونيويورك ومن جبال سابقة شمالا في كندا. ولا يمكن أن تكون تلك الرمال المهولة قد ترسبت تدريجيا علي مدار ملايين السنين بواسطة نظام نهري ما. ولكن لابد أنها حدثت بواسطة مياه عبر منطقة أكبر من القارة حتي تستطيع نقلها عبر أنحاء القارة. وأكثر حل معقول ومنطقي لتلك المعضلة هو طوفان نوح العالمي الذي دام بضعة شهور حاملا معه تلك الرواسب عبر القارات.

الدليل الخامس: تعرية سريعة أو لا تعرية علي الإطلاق بين الطبقات الصخرية.

نري في كل ناحية من حولنا اليوم تأثيرات الطقس وعوامل التعرية، فأين إذا الدليل علي ملايين السنين (المزعومة) بين طبقات الصخور؟ إذا كانت تلك الطبقات الصخرية بما بها من حفريات تكونت عبر ملايين السنين، أليس إذا من المتوقع أن نجد أمثلة للتعرية والتجوية بين طبقات متعاقبة من المفترض أن ملايين السنين تفصل بينها؟ إلا أننا لا نجد ولو مثالا واحدا لذلك. علي العكس، فإننا نجد الفواصل أو الحدود بين الطبقات رتيبة (بلا ملامح)، حادة كالسكين، دون أي شكل من أشكال التعرية، الأمر الذي لا ينسجم مع ملايين السنين التي يفترضها الدراونة، بل بالحري مع الإطار الزمني المذكور في سفر التكوين، والذي ليس سوي بضعة شهور. فقد ترسبت الطبقات الواحدة تلو الأخري في فترة زمنية قصيرة لا تسمح أبدا بملايين السنين. فمثلا لا يوجد أي دليل علي حدوث تعرية (لملايين السنين) بين طبقتين معروفتين للجراند كانيون، كوكونينو الحجر الرملي والبنية المتوحدة (Hermit Formation). وأيضا بين الحدود المستوية بين حجر كلس الحائط الأحمر والطبقات التي تحته.

الدليل السادس: طبقات صخرية منحنية ترسبت وتصلبت بسرعة دون أن تنكسر.

الصخور بطبيعتها لا تنحني، بل تنكسر لكونها صلبة وجافة. ولكننا نجد في أماكن كثيرة، سلسلة من الطبقات المنحنية، بدون أن تتعرض لأي انكسار. مما يشير إلي أن طبقات تلك الصخور المنحنية ترسبت وانحنت بسرعة، بينما لم تزل بعد مبللة وطيِّعة، أي قبل أن تتصلب. مثال علي ذلك هو الطبقات الصخرية لتابيتس الحجر الرملي في الجراند كانيون، فإنها منحنية بزوية قائمة (90 درجة) بدون أي دليل علي انكسارها. وهذا الإنحناء في تلك الطبقات لا يمكن إلا وأن يكون قد حدث بعد ترسب باقي الطبقات، بينما كانت بعد طيعة ومبللة.


الصورة: الجراند كانيون، والذي يري الجيلوجيون المسيحيون أنه تكون بفعل الطوفان الكتابي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس