الحروب الكنعانية


بعض ما ذكره د. بول كوبان عن الحروب الكنعانية
(مترجم عن الإنجليزية)

انتظر الله أكثر من أربعة قرون قبل أن تكتمل خطية سكان الأرض الموعودة لإسرائيل (تك 15 : 16). وممارسات الكنعانيين شملت تقديم الأطفال ذبائح ، الزنا، البهيمية (ممارسة الجنس مع الحيوانات)، الشذوذ الجنسي، (لا 18 : 20 – 30). فعندما لا يصبح هناك امكانية لإصلاح أمة ما فإن الله وحده فقط من يستطيع أن يقرر متي لا يمكن التساهل مع المزيد من الأمر. لقد أعطي اسرائيل إرشاد إلهي واضح، والذي بدونه ما كان سيبرر لهم أخذ الأرض، بل وما كانوا سينجحوا في ذلك.

وبما أن الله وعد بمباركة كل الشعوب من خلال إسرائيل والذي لا شك شمل سكان الأرض الموعودة، فمن الواضح إذا أن الله ليس مولوعا بالإبادة الجماعية. فكل من ترك الأرض أو تاب يمكن استبقاءه وخلاصه. وبالفعل نقرأ في (يش 2) أن راحاب ، وهي زانية من أرض كنعان،  كان لها إيمانا فخلصت هي وكل أهل بيتها، بل وأتي من نسلها الملك داود وابنه سليمان، ويسوع المسيح نفسه!

لم يصل الإسرائيليون إلي أرض كنعان وكأنه غير معلن عنهم ثم طلبوا من الكنعانيون مغادرة بيوتهم وأرضهم. كلا، فقد سبق ذلك أربعون سنة من الإنذار بينما كانت عناية الله تمد الإسرائيليون بما كانوا يحتاجون إليه معجزيا في البرية، الأمر الذي بلا شك ذيعت أخباره بواسطة التجار الذين كانوا ينتظمون السفر بين مصر وأشور، وهو بالفعل ما كانت تعلمه جيدا راحاب أيضا.

لقد كان شغل الله الشاغل هو ابادة الديانة الكنعانية وليس ابادة الكنعانيون أنفسهم. فحفظ اسرائيل أدبيا ولاهوتيا بمعزل عن الكنعانيون كان هو غرضه. ومن الجدير بالملاحظة أن اللغة المستعملة هي بخصوص تجريد الكنعانيون أكثر من تدميرهم.

وكانت تعليمات الله لإسرائيل لزمان ومكان وشعب ولغرض ديني محدد وليس أن تعمم لكل الأوقات والمواقف (علي خلاف الحال مع الحروب المقدسة لديانات أخري).

الطبيعة المطلقة للمحبة الإلهية معلنة بصورة مطلقة في المسيح، وبصفة خاصة في موته الفدائي من أجل الجنس البشري. وبينما لا نفهم كل الأسباب وراء الحروب الكنعانية، فإن محبة وأمانة الله تظهران فائقتان ولا تشوبهما شائبة لكل من يريد أن يتفحص الدليل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس