عندما أصبحت الكنيسة مسرحًا



هذا هو عنوان الكتاب الذي خطته رئيسة قسم الدراسات الدينية بجامعة مينيسوتا الدكتورة جين هالجرين كايلد. والكتاب يشرح التحول الذي حدث في هندسة الكنيسة من الداخل والذي جاء ليعكس تحولاً في المفاهيم الدينية. 

فطيلة إثني عشر قرنًا ساد نموذجين هندسيين فقط للكنيسة داخليًا: نموذج الباسيلكا، والذي فيه المذبح يتوسط الكنيسة والمنبر علي جانبه. والنموذج المركزي الإنجيلي حيث يكون المنبر هو المركز دون وجود لأي مذبح (وقد ظهر هذا النموذج بدءًا من وقت الإصلاح البروتستانتي للتأكيد على مركزية كلمة الله في العبادة). 

ولكن في القرن الثامن عشر حدثت تغيرات اجتماعية واقتصادية وتكنولوجية في الولايات المتحدة ساهمت في رفض هذين النموذجين وتطوير نموذج جديد مختلف جذريًا: الكنيسة المسرحية. والكتاب يركز على التحول الجذري في التصميم الهندسي للكنائس الإنجيلية ويظهر العلاقة بينه وبين التغير في أسلوب العبادة والإرسالية الدينية. 

النموذج المسرحي يقدم منصة بارزة تنبثق منها الصفوف مباشرة فوق أرضية صاعدة لأعلى، ومشتق مباشرة من نموذج المسرح، وهو مصدر غير معتاد للهندسة الدينية، ولكن له هدف مشابه للمسرح: وهو حشد مجموعات كبيرة ليكونوا في المدى الصوتي من المتكلم. والعناصر المسرحية في هذا النموذج بارزة: أقواس خشبة المسرح، الإضاءة السرادقية، مقاعد مسرحية، بل وحتي البلكونات الأوبرالية. 

وما تريد كلايد قوله هنا هو أن تصميم القاعة الكنسية من الداخل يعكس المفاهيم الدينية للكنيسة، وتفاعل المنبر بالمقعد، وتأثير كل منهما على الآخر. ولعل في هذا الكثير من الحقيقة عن حالة التعليم والعبادة المسرحية التي آلت إليها الكنائس الإنجيلية سواء في وجود التصميم المسرحي أو في عدم وجوده: المقعد يريد التسلية، والمنبر يتفاني في تلبية هذا الطلب. ما يطلبه المستمعون! 

لم يكتفي البعض بتصميم الكنيسة على شكل مسرح، الأمر الذي لا يعطي انطباع بمركزية كلمة الله والوعظ والتعليم، بل في مرحلة أكثر تصعيدًا حولوا المنبر إلى ساحة استعراضية يؤدون عليها عروضهم البهلوانية. على سبيل المثال: 

قس ينزل من السقف على حبل أمام شعب الكنيسة:

وهذا فيديو لقس آخر من نفس العينة:

قس يركب ثور داخل قاعة الكنيسة:

نفس القس السابق يركب الخيل داخل قاعة الكنيسة:

قس وزوجته في سريرهما فوق سطح الكنيسة يناقشان العلاقة الجنسية للمتزوجين: 

قس يقوم برش الماء على شعب كنيسته بمسدس مياه:

نفس القس السابق يعظ أثناء نومه على وسادة:

طبعًا ليس بالضرورة أن يتطرف كل الوعاظ (أو الكنائس) بهذا الشكل لكي ينطبق عليهم ذلك النموذج المسرحي الهزلي للكنيسة. تلاوة القصص والنكت والطرائف والتنمية البشرية وما شابه ذلك تندج تحت هذا النوع الهزلي من الكنائس والوعظ. بل إن اي شيء سوى مركزية المسيح والكتاب المقدس في حد ذاته تسلية وليس مسيحية! 

صدق أمير الوعاظ سبرجن عندما قال: "سيأتي وقت، بدلاً من أن يكون فيه رعاة يطعمون الخراف، سيكون هناك بهاليل يقومون بتسلية الجداء". 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس