الخطية الجدية والخطية الأصلية في عجالة


الخطية الجدية Ancestral Sin مصطلح (ومفهوم) أرثوذكسي شرقي، وهو مختلف عن مصطلح (ومفهوم) الخطية الأصلية Original Sin الذي يعلم به البروتستانت. والفرق بين المصطلحين ومن ثم المفهومين كبير.

يُقصد بالخطية الجدية وراثة تبعات السقوط فقط؛ الموت وفساد الطبيعة. بينا تعني الخطية الأصلية وراثة كل من الفساد والذنب والدينونة.

ومفهوم الخطية الجدية شرقي أرثوذكسي تعلم به الكنائس اليونانية. وبينما لا يُستعمل هذا المصطلح بين البروتستانت، إلا أن المفهوم نفسه ينادى به بواسطة غير المحافظين منهم. مثل قولهم أننا وارثون لنتائج السقوط فقط دون الاشتراك في ذنب آدم.

والحجة اللاهوتية لدى القائلين بمفهوم الخطية الجدية، سواء اِسْتُعْمِل هذا المصطلح أم لا، هو أن الله ليس بظالم حتى يجعل نسل آدم يرثوا ذنبه. إذ ليس من العدل أن يكونوا مشتركين في ذنب لم يفعلوه. إلا أنه يبدو أن أصحاب مفهوم الخطية الجدية لم يدرسوا جيدًا تبعات هذا الادعاء.

فبينما يرون أننا لم نرث سوى الموت من آدم، لا يصبح لديهم سى خيار من الإثنين؛ إما أن هذا الموت يحدث بصورة تلقائية دون يد لله فيه، أو أنه عقاب الله للإنسان.

الادعاء بأن الموت يحدث بصورة تلقائية دون يد لله يؤدي إلى الاعتقاد بإله بلا سلطان Deism خلق الكون ولم يعد يتحكم به. وهي بكل تأكيد ليست الصورة التي يرسمها الكتاب المقدس عن الله.

لن يصبح أمام أي مسيحي متسق مع كتابه المقدس سوى الاختيار الآخر؛ الموت عقاب من الله.

وإن كان الموت عقاب من الله، إذًا فالإنسان وارث للعقاب أو الحكم بالدينونة. وهذا بدوره سيوقع أولئك في نفس المشكلة التى حاولوا تجنبها في البداية. وهي أن الله ليس بظالم حتى يجعلنا نرث ذنب آدم. والسبب هو أننا معاقبون بالفعل لأننا نموت. لقد أسلم الله آدم لحكم الموت وفساد الطبيعة كدينونة على تمرده عليه. وبالتالي فالمناداة بالخطية الجدية لا تنجز أي شئ على أرض الواقع.

إن هناك افتراض مسبق غير مبرر لدى هؤلاء بأنه ليس من العدل أن نشترك في ذنب آدم، بينما من العدل أن نشترك في عقابه دون أن نشترك في ذنبه. مرة أخرى، طالما أننا نموت، وبما أن الموت عقاب، إذًا، فنحن مشتركون في عقاب آدم.

من الأكثر اتساقًا إذًا أن نكون مشتركين في كل من الذنب والعقاب، لأنه لا يعقل أن نشترك في العقاب فقط دون الذنب.

الخطية الأصلية إذًا أكثر اتساقًا من الخطية الجدية. فالأولى ترى نسل آدم مشتركون في كل من الذنب والعقاب. بينما الأخرى ترى أننا مشتركون في العقاب فقط.

أما موضوع الإشتراك في ذنب آدم فأتركه لمقال آخر. لكن خلاصته هو أن آدم رأس عهدي، ناب عن كل نسله، في كل شئ فعله، إلى لحظة طرده من الجنة، والتي إنتهت عندها نيابيته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس