إجابات على كتاب "أسئلة في العهد القديم" (1)


إجابات على كتاب: "أسئلة في العهد القديم"

المحتويات




مقدمة



يظن د. أ. (الدكتور أوسم وصفي) بكتابته لمثل هذا الكتاب أنه ينقذ الشباب المتسائل من الإلحاد، وأنه يقدم لهم ردودا على أسئلتهم التي تثيرها الانتقادات الموجهة إلى الكتاب المقدس من جانب العلمانيين. وفي نفس الوقت فهو يرى أيضا، من خلال ما طرحه في كتابه، أنه يغيث الكتاب المقدس من النقد الموجه له عن طريق تجريده من أمور نُسِبَتْ إليه على غير استحقاق، مثل الدقة العلمية والدقة التاريخية، والتي يراها د.أ. تحميلا للكتاب المقدس أكثر من طاقته. إذ أن الكتاب المقدس كتابا روحيا أكثر منه كتابا علميا أو تاريخيا. بل والأكثر من ذلك فقد يحوي أخطاء علمية أو تاريخية ينبغي التغاضي عنها ومن ثم التركيز أكثر على الرسالة الروحية. وأنه آن الأوان للحرفيين أن يخرجوا من كهوفهم الحجرية إلى عصر ما بعد الحداثة الذي نعيش فيه، والذي أثبت فيه العلم أن الكون جاء نتيجة انفجار لذرة متناهية الصغر، وأن كل من الإنسان والقردة العليا جاءوا من أصل واحد قد انقرض* مما يثبت في نظره عدم إمكانية القراءة الحرفية لإصحاحاته الإحدى عشر الأولى. ناهيك عن الاكتشافات الأثرية مثل اكتشاف إنوما إليش وجلجامش، والتي وضعت الكتاب المقدس ليس فقط على قدم المساواة مع الأساطير البابلية، بل أثبتت – بحسب ادعاءهم – أن الكتاب المقدس مُسْتَوْحَىَ من تلك الأساطير البابلية التي سبقته. ولكن هل هذه الظنون والافتراءات صحيحة؟

مع احترامنا الشديد للكاتب د. أ. إلا أن كل ما سبق طبعا ليس سوى افتراءات لا يوجد بها أية "تبصرات" بالمرة. فعندما فَتَحْتْ كتاب "أسئلة في العهد القديم" لأرى إن كان هناك شخص آخر غير المؤلف قد راجعه أو صَدَّق عليه أو كتب مقدمته أو اشترك في تأليفه فلم أجد. والقارئ الفطن لمثل هذه النوعية من الكتب يدرك أنه عادة ما يكون هناك أكثر من مؤلف واحد ومراجع واحد لها، بسبب صعوبتها وكثرة التخصصات العلمية من ناحية، ومن ناحية أخرى لإثرائها وللتأكد من أن كل ما جاء بها من لاهوت وعلم وتاريخ ومنطق سليم. ولكن ليس هكذا الحال مع كتاب "أسئلة في العهد القديم". والأكثر من ذلك ليس فقط أن د. أ. لا يخبرنا كيف وصل إلى استنتاجاته في كتابه، ولماذا يُفَضِّل إحدى النظريات التي ساومت بين الخلق والتطور دون غيرها من باقي النظريات، بل إنه أيضا لا يَعْرِض لوجهة نظر الخلقيين كاملة (الذين يؤمنون بتاريخية الإصحاحات الإحدى عشر الأولى من سفر التكوين)، بل يُورد لهم أفكارا مقتضبة جدا دون أن يسرد حُجَجِهِم أو دفاعهم أو حتى نظرة شاملة ومختصرة لفكرهم. ولا يقوم بتعريف مصطلحاته قبل مناقشتها. وهذا يجعل طرحه مختلا وليس متوازنا.

كما أن الآيات التي يستشهد بها لإثبات عدم دقة المحتوى العلمي للكتاب المقدس ترد دون شرح للأصول اليونانية أو العبرية، أو حتى مدعمة بأقوال من المفسرين واللاهوتيين. وشيء غريب جدا أن يكتب أحدهم في اللاهوت دون أن يستند على أقوال العبقريات اللاهوتية التي أفنت عمرها في البحث والمراجعة للحقائق التي ينتقدها د. أ. بل وحتى في المحتوى العلمي لكتاب "أسئلة في العهد القديم" لا نجد إلا القليل جدا من المراجع العلمية التي تدعم وجهة نظر كاتبه. فعند حديثه مثلا عن نظرية الانفجار الكبير أو نظرية التطور، كان بالأحرى به أن يتعرض للانتقادات التي وجهها العلماء العلمانيين (والذين منهم الملحدين واللادينيون والداروينيون) لهاتين النظريتين، على الأقل من قبل الأمانة مع القارئ. إلا أنه لا يشير، ولا حتى من بعيد، إلى وجود من يشكون شكا جوهريا في نظريتي التطور والانفجار الكبير من بين العلماء العلمانيين. وإن دل هذا على شيء فهو لا يدل سوى على الاستهانة بعقلية القارئ العربي من جانب المؤلف، والأخطر من ذلك هو الاستهانة بالمقدسات العقيدية التي وردت في كلمة الله والتي نادى بها وخاطر من أجلها المصلحين العظماء.

والهدف النهائي الذي يرمي إليه د. أ. في كتابه هو أنه على الرغم من احتواء الكتاب المقدس على أخطاء علمية، إلا أنه يظل صحيحا في محتواه الروحي. ومع كون الإصحاحات الإحدى عشر الأولى من سفر التكوين أسطورية رمزية – على حد تعبيره – إلا أننا نستطيع أن نتعلم منها شيئا. المهم أن د. أ. يقول لنا أن الصورة ليست قاتمة هكذا بل هناك بصيص من النور فيها. وهذا طبعا غير صحيح، لأن تلك الإدعاءات – التي يسميها د. أ. "تبصرات" على غلاف كتابه – تهدم أساسات المسيحية وتجعل الصورة ليست فقط قاتمة بل مشوهة ومتناقضة ومظلمة. وللأسف وقع الكثير من المسيحيين في هذا الفخ فتراهم يدافعون عن النظريات الشبه علمية والغير مثبتة بواسطة أدوات العلم التجريبي (الرصد والتجربة)، كما سيأتي الذكر. ويُضَحُّون بالكتاب المقدس في سبيل ذلك بحجة عدم تحميله أكثر من طاقته، فهو كتاب روحي فقط، أما بخصوص العلم أو التاريخ فليصمت. غير مدركين أن الكتاب المقدس يسقط كله أو يقوم كله، بمحتواه الروحي والتاريخي والعلمي. بل على حد تعبير الرب يسوع المسيح "إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات" (يو 3 : 12). فإن لم نصدق المحتوى التاريخي والعلمي للكتاب المقدس، فكيف سنصدقه في محتواه الروحي؟ وإن كان لدى د. أ. النية في أن يؤمن بكتاب مقدس صحيح في محتواه الروحي وغير صحيح في محتواه العلمي والتاريخي، فأنا على العكس من ذلك. فإن كان الكتاب المقدس غير صحيح علميا أو تاريخيا فهو غير صحيح روحيا أيضا، فهو يسقط كله أو يقوم كله دفعة واحدة بعهديه القديم والجديد، وبكل إصحاحات سفر التكوين، الإحدى عشر الأولى والتسعة والثلاثون الباقون. فإن كان الأساس باطلا، فماذا نتوقع من البناء نفسه؟ إن صح كلام د. أ. الذي كتبه في كتابه فأنا أول الملحدين.**

ولو كان د. أ. قد اكتفى بتوفيق الداروينية بأحداث الخلق في سفر التكوين لكانت المشكلة أخف (حيث أن هناك من قاموا بالتوفيق بين الاثنين دون مساس بالدقة العلمية والتاريخية للكتاب المقدس كمعتنقي نظرية الفجوة)، لكن ما ينسبه للكتاب المقدس من عدم دقة علمية وتاريخية، وما ينسبه إلى الرب يسوع المسيح بأنه معرفته العامة لم تكن أكثر من تلك التي كانت لبني جيله، وأنه – أي المسيح – قام من الموت متطورا روحيا وجسديا، ومن ثم نسبة التغيير والنقص إلى شخصه، بل والأكثر من ذلك أنه قام خليقة جديدة، هو ما لا يمكن السكوت عليه. ناهيك عن النتائج المنطقية المترتبة على عدم اعتبار آدم شخصية تاريخية، الأمر الذي ينعكس على الإنجيل نفسه كما سنرى. ولسبب خطورة ما يمكن أن تسببه تلك الاستعجالات والسخافات التي ليست "تبصرات" من قريب أو من بعيد في كتاب "أسئلة في العهد القديم" فقد وضعت على عاتقي الرد على أسئلة د. أ. بإجابات مدعمة بالمراجع العلمية واللاهوتية لأهم ما جاء به.

----------

*أنظر إِجابة 10.
**ما نقصده بقولنا هنا هو: إذا كان المعيار في تحديد العقيدة هو تَعَثّر البعض من حقائق الكتاب المقدس، فهناك من سيتعثرون من إنكارها. أي أننا لا يمكننا أن نجعل المعيار في تحديد العقيدة الكتابية هو آراء البشر الشخصية Subjective. بل ينبغي أن يكون تحليلنا لها تحليلا موضوعيا Objective بناء على دراسة النصوص نفسها في ضوء ما تقوله. ولو كان معيارنا في تحديد الحق الكتابي هو أن البعض سيتعثرون أو سيلحدون أو سيتركون الإيمان، فلن يبقى في إيماننا سوى خرق بالية لن تميزه عن باقي المعتقدات. مثلا، فبينما يمدح الكثيرون إيماننا المسيحي لكونه يحض على محبة الأعداء والتسامح، فإن الفيلسوف الملحد نيتشه انتقد المسيحية لأنها في رأيه كانت السبب في انحطاط الحضارة الأوروبية في العصر المسيحي Christian Era وذلك لأنها تنادي بمحبة الأعداء والتسامح، على عكس ما يعتقد هو إذ كان يمجد القوة والانتصار على الغير وسحقه. راجع (مت 11 : 17).




إِجابة 1:
المؤسسة العلمية اضطهدت العلماء واختلقت أكذوبة الصراع بين رجال الكنيسة والعلم



يقول د. أ. (ص 7):

"على سبيل المثال، ظَنَّ المسيحيون في عصر من العصور أن فكرة أن الأرض هي محور الكون جغرافيا فكرة روحية أساسية في الإيمان المسيحي ولذلك اعتبرت الكنيسة الفلكي البولندي كوبرنيكوس (1473 – 1543) مهرطقا وقامت بسجن جاليلو لنفس السبب سنة 1633، ثم بعد ذلك اعترفت الكنيسة بتلك الحقيقة العلمية وهي أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس".

حقيقة الصراع المزعوم بين الكنيسة والعلماء

أول ما طالعنا به د.أ. في مقدمة كتابه هو أن الكنيسة سجنت جاليليو لمناداته بمركزية الشمس. وهذا غير صحيح إذ يقول د. توماس شيرماكر اللاهوتي وعالم الأخلاقيات والإنسانيات في مقال بحثي مُفَصَّل له بعنوان: "مسألة جاليليو" أن هذا الأخير لم يُلَام لانتقاده الكتاب المقدس، ولكن لعصيانه للأوامر البابوية. وأنه كان ضحية عجرفته وغيرة زملائه وسياسة البابا أوربان الثامن. بل على العكس مما هو شائع عن جاليليو فقد كان مؤمنا بالكتاب المقدس وحاول إثبات أن النظرية الكوبرنيكية متوافقة مع كلمة الله. [1]

بالإضافة إلى ذلك يقول د. جوناثان سارفاتي* عالم الكيمياء المسيحي واللاهوتي (والذي يؤمن بتاريخية تك 1 – 11) في كتابه "تفنيد التطور" في الفصل السابع بعنوان "علم الفلك"، أن أول من عارض جاليليو في دفاعه عن مركزية الشمس كانت المؤسسة العلمية نفسها. فالنظام العلمي البطلمي المُكَرَّس بشدة إلى فكرة مركزية الأرض هو الذي كان سائدا إلى الثورة الكوبرنيكية (نسبة إلى أن اكتشافات كوبرنيكوس شكلت ثورة علمية آنذاك). وذكر أيضا عن مصادر أخرى أن أكثر من حارب جاليليو هم الطلبة الأرسطيين بالجامعات، إذ أن فكرة مركزية الشمس، التي نَادَىَ بها كوبرنيكوس ودافع عنها جاليليو، هددت سلطانهم العلمي. ضف إلى ذلك أن النظام اليسوعي بكونه أعلى هيئة ثقافية وعلمية بالكنيسة الكاثوليكية لم يقاوم نظرية مركزية الشمس بل بحثوا بها أكثر وكانوا يعلمونها بالصين بعد خمسون سنة. [2]

يؤكد ذلك أيضا د. جون هارتنت أستاذ الفيزياء بجامعة غرب أستراليا (وهو باحث لاهوتي إنجيلي محافظ يؤمن بتاريخية أحداث الخلق والسقوط والطوفان): "في القرنين السادس عشر والسابع عشر، لم يكن الكتاب المقدس هو المُعَارِض لاستكشافات كوبرنيكوس وجاليليو، بل العلماء أنفسهم. لقد اقتنع البعض في الكنيسة [قديما] بما عَلَّمَ به معتنقي مركزية الأرض، مثلما تم إقناع الكثيرين في الكنيسة اليوم بواسطة العلماء العلمانيين ليقبلوا قصة الانفجار الكبير على أنها تأريخا للكون، والمتعارضة مع التأريخ المُقَدَّم في سفر التكوين". [3] وهنا يقول لنا د. هارتنت أنه كما كان هناك إجماعا علميا مزعوما لفكرة مركزية الأرض إلى مجيء كوبرنيكوس، ومن هنا جاءت قناعة الكنيسة بفكرة محورية الأرض (وليس أنها جاءت من الكتاب المقدس)، يوجد الآن أيضا إجماعا علميا مزعوما – وغير صحيح – حول فرضية الانفجار الكبير، والتي هي تعتبر الشق الكوزمولجي من نظرية التطور.

وآخر شهادة نوردها هنا على خطأ إدعاء د. أ. بأن الكنيسة اضطهدت جاليليو هو ما قاله لورانس برنسيبيه أستاذ الإنسانيات بقسم تاريخ العلوم والتكنولوجيا بجامعة جون هوبكينز العريقة: "نَشَرَ جاليليو أولى اكتشافاته التليسكوبية في كتاب بعنوان 'الرسول النجمي' .. وأرسله إلى الفلكيين والحكام في أنحاء أوروبا .. تَلَقَّى جاليليو مصادقة أولى من الفلكيين اليسوعيين في روما الذين أكدوا ملاحظات جاليليو، وواصلوا العمل عليها .. كتب كريستوف كلافيوس .. أن اكتشافات جاليليو تتطلب إعادة التفكير في بناء السماء. ورغم أن كلافيوس وكثيرين غيره تمسكوا بفكرة مركزية الأرض، فمن المرجح أن بعض الفلكيين اليسوعيين الأصغر سنٍّا قد تحولوا إلى فكرة مركزية الشمس، لكن هذه العلاقات الممتازة لم تتحمل خلافات جاليليو (التي صار فيها سليط اللسان عادة) .. ما من حلقة في تاريخ العلم أكثر عرضةً لدس الخرافات وسوء الفهم من موقف جاليليو والكنيسة. نتجت الأحداث عن تشابك بين القضايا الفكرية والسياسية والشخصية كان على درجة من التعقيد، حتى إن المؤرخين ما زالوا يحاولون فكه. إنه لم يكن مجرد صراع بين العلم والدين .. كانت الأحداث ترتبط بمشاعر امتهان ومؤامرات سياسية .. أما الشرارة الأخيرة فكانت نَشْرْ جاليليو كتابا بعنوان 'حوار حول منظومتي العالم الرئيسيتين' قارن فيه بين منظومتي بطليموس وكوبرنيكوس، واختار بوضوح المنظومة الكوبرنيكية على أنها صحيحة .. ولم تغامر الكنيسة بتأييد صحة أي من المنظومتين؛ فلم تكن فكرة مركزية الأرض أو المذهب الأرسطي معتقَداً لدى الكنيسة في أي وقت من الأوقات .. ولم يحدث قط أن أدُين جاليليو — مثلما يشاع—  بالهرطقة، أو سُجن، أو قُيِّد بالسلاسل". [4]

وهنا أحب أن أوجه سؤالا إلى كل من يُلْقُونَ باللوم على الكتاب المقدس واتهامه بأنه أعاق مسيرة العلم، ما أشبه اليوم بالبارحة؟ ألم تزل المؤسسة العلمية في أكثر الدول تقدما تحارب الأبحاث العلمية لكبار العلماء إن أشارت من قريب أو من بعيد إلى فكرة التصميم الذكي؟ ألم نسمع أولئك العلماء يقصون علينا الظلم الذي تعرضوا له، بواسطة المؤسسة العلمية، بسبب إيمانهم ومناداتهم بحقيقة التصميم الذكي في لقاءهم الشهير بالمحامي والمحلل السياسي بن ستاين في فيلمه الوثائقي "مطرودون وغير مسموح لكم بالذكاء"؟ ألم يزل العِلْم يعاني من داء الكذب حتى أن عدد حالات سوء السلوك العلمي التي تم رصدها في عام 2001 فقط هي 127 حالة وذلك بحسب ما سُجل لدى مكتب نزاهة البحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية؟ [5]

ونعتقد أنه من اللائق هنا أن نوضح بأن ذلك العداء المُصْطَنَع بين العلم والإيمان جاء من جانب العلماء العلمانيين تجاه الكنيسة ورجالها، وليس العكس. يقول المؤرخ الكنسي المعاصر تيموثي لارسون أن العداء المزعوم بين كل من الكنيسة ورجال العلم هو عداءا مفبركا بواسطة كل من العالمين أندرو ديكسون وايت ووليام درابر. وتلفيق هذا العداء المصطنع بين كل من الكنيسة والعلم كان له أسبابه المُغْرِضَة والنفعية لدى أولئك العلماء. فقد كان العلماء في ذلك الوقت هم رجال الدين الذين يمارسون العِلْم عن حب وشغف دون مقابل مادي بحيث أنه لم يكن هناك علماء علمانيين متفرغين لممارسة العلم. فأراد البعض إزاحة رجال الدين من الطريق ليكون هناك فئة علماء مدفوعوا الأجر، فقاموا باختلاق صراعا وتشويه سمعة رجال الدين العلماء. وعلى حد تعبير د. لارسون:

"كان الغرض من الحرب هو تشويه سمعة رجال الدين كأشخاص مناسبين للقيام بالأعمال العلمية حتى يَتَسَنَّىَ للجيل الجديد من المَهَنِيين ملء الفراغ في هذا العمل، ذلك الفراغ الذي كان سينتج عن التخلص من رجال الدين  كالعلماء الحاليين وقتذاك. ومن ثم فقد تم التأكيد على أن القناعات الدينية لرجال الدين جَرَّدَتْهُم من الأهلية لمتابعة أبحاثهم العلمية بصورة موضوعية". ويتابع د. لارسون قائلا:

"لكن الأكثر أهمية، على أي حال، هو حقيقة أن رجال الدين كانوا يمارسون هذا العمل من أجل حبهم المحض للعلم، وبالتالي يعيقون التوقع بأنه يمكن عمل ذلك في مقابل المال المدفوع للعلماء المتفرغين للعلم. وهكذا صُنِّفَ رجال الدين على أنهم علماء هُوَاة من أجل تسهيل إنشاء فئة جديدة من العلماء المِهَنِيُّون". [6]

وعلى فرض أن الكنيسة هي التي اضطهدت جاليليو بسبب إيمانها بأخطاء علمية وتاريخية واردة في كلمة الله – كما يدعي د. أ. – فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ألم يكن من باب أولى أن يتعلم د. أ. درسا من التاريخ عن تغير العلم، فما يعتقده العلماء اليوم، يمكن أن يتغير غدا؟ وبالتالي فإن الطبيعة المتغيرة للعلم تجعل من الغير لائق أن يكون هذا الأخير حكما على صحة الكتاب المقدس. وهذا بالضبط الدرس الذي تعلمه د. هارتنت وكثيرون غيره حول الإجماع العلمي المزعوم.

الكتاب المقدس والعلم

وداهمني التعبير الذي استخدمه د.أ. بمقدمة كتابه وفي نفس الصفحة السابق الإشارة إليها تعليقا على محاكمة وسجن جاليليو بسبب مناداته بمركزية الشمس واعتراضا على مركزية الأرض، وقد كان كالآتي: "عندما نجد أن الكتاب المقدس يحوي هذه الأغلفة الثقافية والحضارية للعصر الذي كتب فيه، والتي تحمل بعض المفاهيم غير العلمية وغير الدقيقة، فإن البعض يواجهون ما يمكن أن نسميه مشكلة إيمانية". فما يُفْهَم من معنى كلام د.أ. هنا أن الكتاب المقدس بما يحويه من تلك الأغلفة الغير دقيقة علميا هو الذي أوحى لمسيحيي العصور الوسطى بفكرة مركزية الأرض، الأمر الذي دفع الكنيسة لمحاكمة العالم السابق ذكره بتهمة الهرطقة وسجنه. بالإضافة إلى أننا أثبتنا عكس ما ذُكر بخصوص اضطهاد الكنيسة لجاليليو بسبب مناداته بمركزية الشمس، فثمة سؤال آخر يثور هنا وأتوجه به إلى د.أ. : أين أشار الكتاب المقدس من قريب أو من بعيد لفكرة مركزية الأرض؟ أو حتى مركزية الشمس؟

أما عن حديث الكتاب المقدس عن غروب وشروق الشمس، وقوله "وقفت الشمس في كبد السماء" (يش 10 : 13)، فلا يمكن اعتباره مصادقة على نظرية مركزية الأرض التي دحضتها الاكتشافات العلمية في عصر النهضة وخاصة على يد كوبرنيكوس وجاليليو. ولكن ذِكْر الكتاب المقدس لغروب أو شروق الشمس هو رصد للظاهرة كما تبدو للعين المجردة، وهو ما يُعْرَف باللغة الظاهراتية للكتاب المقدسPhenomenological Language . وهذا أيضا ما يفعله خبراء الأرصاد، الذين هم على دراية تامة بنظرية مركزية الشمس، عندما يقولون لنا في النشرات الجوية عن مواعيد شروق الشمس وغروبها. وإلا فهل يمكن أن نقول أن خبراء الأرصاد لا زالوا يؤمنون بالنظرية البطلمية القائلة بمركزية الأرض وأن الشمس هي التي تدور حولها؟ قطعا لا، ولكنهم يفعلون نفس ما فعله الكتاب المقدس فقط بالحديث عن الظاهرة كما تبدو لنا. [7]

والأهم من كل ما سبق هو أنه على الرغم أننا في حاجة إلى دراسة الخلفية التاريخية والثقافية التي كُتِبَ فيها الكتاب المقدس لكي يكون لنا فهماً أعمق له، إلا أن هذا لا يعني أن به أشياء غير دقيقة علمياً – على حد تعبير د.أ. فمع كون الكتاب المقدس كتاباً غير علمياً إلا أنه عندما يتعرض إلى أي حقيقة علمية فهو أدق بل وأسبق من هارفارد وكورنيل وديسكفوري وناشيونال جيوجرافيك. وعلى الرغم من أن الاعتقاد بأن الأرض مسطحة ظل سائدا لفترة طويلة فقد ذَكَرَ الكتاب المقدس من قرون عديدة أن الأرض كرة: "الجالس على كرة الأرض" (إش 40 : 22). وفي حين أُعْتُقِدَ أن الأرض تستقر فوق حيوان عملاق قال الكتاب أنه "يُعَلِّق الأرض على لا شيء" (أي 26 : 7). وأن الطب الحديث اكتشف أن تجلط الدم يصل ذروته في اليوم الثامن بعد الولادة ثم يَقِلُّ بعدها ولهذا أمر الله بالختان في اليوم الثامن، الأمر الذي يرد ذكره في سفر التكوين. [8] وأن الكتاب سبق العلم في قوله أن ما يُرَىَ لم يتكون مما هو ظاهر: "بالإيمان نفهم أن العالمين أُتْقِنَت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يُرَىَ مما هو ظاهر" (عب 11 : 3) وهذا يتفق مع ما توصل إليه العلم مؤخرا بأن كل شيء نراه يتكون من ذرات متناهية الصغر ولا تُرَىَ بالعين المجردة.

وعلى عكس ما ذكره د.أ. في كتابه بأن الكتاب المقدس قد يحوي ما هو غير دقيق علميا، نقول أن الكتاب المقدس قد أوحى لبعض رجال العلم باكتشافاتهم العلمية. ونذكر (نقلا عن عالم الكيمياء الحيوية بأكبر الجامعات الأمريكية دوين جيش والذي آمن بالقراءة الحرفية التاريخية لسفر التكوين – رحل عن عالمنا 2013 ) على سبيل المثال عَالِم البحار والفضاء والمؤرخ والضابط الكبير بالبحرية الأمريكية ماثيو مُورِي الذي اكتشف سُبُلِ المياه في البحار بوحي من قول الكتاب "وسمك البحر السالك في سُبُلِ المياه" (مز 8 : 8). فقام بعمل رسومات وخرائط لقاع المحيط الأطلنطي ما بين الولايات المتحدة وأوروبا والتي أظهرت إمكانية توصيل كابلات تحت المياه. اكتشف أيضا "تيار الخليج" The Great Gulf Current وهو سبيل في المياه يصل اتساعه لأربعون ميل وبعمق ألفين قدم، ينبع من خليج المكسيك صعودا إلى الأطلنطي. وكيف أن لهذا التيار تأثيرا رهيبا على المناخ في ايرلندا وانجلترا وأوروبا والدول الاسكندنافية. كل هذا وأكثر اكتشفه بفضل قول الوحي "سمك البحر السالك في سبل المياه". [9] ولا يسعني أن أقول للدكتور أوسم أنه ما بدا لك من أغلفة بها محتوى علمي غير دقيق هنا لم يبدو كذلك لماثيو مُورِي، بل بدت كهالات من النور ترسل بوميضها لكل من يقدرها ويأخذها على محمل الجد.

الكتاب المقدس يفسر نفسه

يقول أيضا د. أ. "على كل جيل من الأجيال إذا أن يكتشف الرسالة الروحية لكلمة الله التي في الكتاب المقدس .. ويقوم بإخراجها بقدر ما يستطيع من الأغلفة الثقافية والحضارية للعصر الذي كتبت فيه .. بفض غلاف أو أكثر من هذه الأغلفة بمساعدة ما تكشفه علوم البشر من حقائق في ذلك العصر من خلال الإعلان العام الذي نستقبله باستخدام العلوم المختلفة سواء الطبيعية أو الإنسانية" (ص 6).

إن في هذه السطور الثلاثة مشكلة هيرمانوطيقية (تفسيرية) جوهرية، ألا وهي إخضاع تفسير الكتاب المقدس للمُكْشَفَات العلمية. ولكن يثور سؤال هنا، ما هو الذي يمكن أن نعتبره مُكشفات علمية؟ هل يَعْتَبِر نظريات الانفجار الكبير والتطور والفرويدية (نسبة إلى فرويد) مُكْشَفَات علمية؟ إن هناك الكثير من العلماء من يعتبر تلك النظريات أشباه علوم لا ترقى حتى لمستوى العلوم التأريخية. وما هي السُّلْطَة التي تحدد ما هو علمي وما هو غير علمي؟ وما الذي يضمن لك نزاهة تلك السُّلْطَة؟

ومع أن هناك دائما إمكانية أن نقوم بتفسير خاطئ لكلمة الله، إلا أن هذا لا يعني أن نُخْضِع تفسير كلمة الله لأي شيء خارجها. إن هذا الأمر كان من بين الأسباب الرئيسية التي دعت إلى الإصلاح البروتستانتي. فالكتاب المقدس لا ينبغي أن يخضع لتفسير رجل الدين، لكن على رجل الدين أن يَخْضَع لتفسير الكتاب المقدس لنفسه. نَادَىَ المصلحون بمبدأ "سولا سكريبتورا" أي أن الكتب المقدسة وحدها المعصومة وصاحبة السلطان في تحديد كل ما يتعلق بالإيمان والأعمال. ولكن قد يأتي البعض ويقولون لنا أن الكتاب المقدس موحى به وفي نفس الوقت يحوي على أخطاء علمية وتاريخية، كما يقول د. أ.، ومن ثم علينا أن نقوم بتفسيره من خلال المكشفات العلمية الحديثة. لهذا عَلَّمَ أيضا المصلحون بـ "توتا سكريبتورا"، أي أن الكتب المقدسة كلها موحى بها ومعصومة. كما أن تفسير أي نص من نصوص الكتاب المقدس لابد أن يكون من خلال الكتاب المقدس نفسه، سواء في القرينة المباشرة في الفقرة، أو الإصحاح، أو السفر، أو حتى الكتاب المقدس بأكمله. المهم ألا يخضع الكتاب المقدس في تفسيره لأي مصدر خارجي. إذ أن في هذا انتهاكا لسلطانه الذي صارع من أجله المصلحين. بل على كل من الرجل العامي ورجل الدين ورجل العلم أن يخضعوا جميعا لتفسير الكتاب المقدس لنفسه. يقول اعتراف الإيمان المعمداني المُصْلَح لعام 1689 "القاعدة المعصومة لتفسير الكتاب المقدس هي الكتاب المقدس نفسه. لذلك، عندما يكون هناك سؤال حول المعنى الحقيقي والكامل لأي جزء من الكتاب المقدس (وكل مقطع له معنى واحد فقط، وليس الكثير)، يجب فهمه في ضوء فقرات أخرى تتحدث بوضوح أكثر". يضيف أيضا اعتراف الإيمان المعمداني أن "مشورة الله بجملتها فيما يتعلق بكل شيء ضروري لمجده وخلاص الإنسان وإيمانه وحياته، إما مُعْلَنة صراحة أو بواسطة الاستدلال الضروري الوارد في الكتاب المقدس. لا شيء يمكن إضافته إلى الكتب المقدسة، سواء من خلال إعلان جديد للروح أو بالتقاليد الإنسانية". (إقرار إيمان ويستمينستر المُصْلَح يقول نفس الشيء أيضا).

ولكن، إن كان الكتاب المقدس ينبغي أن يُفَسِّرُ نفسه كما رأينا، فكيف ينبغي أن يكون موقفنا الهيرمانوطيقي (التفسيري) من العلم فيما يتعلق بالحق الكتابي؟ هل نرفضه كليا؟ الموقف المسيحي السليم من العلم ينبغي أن يكون الانتفاع به وليس الخضوع له. وهنا نريد أن نوضح الفرق بين الدور المَاجِيسْتِيرِى للعلم كقاض للحُكْم على الكتاب المقدس Magisterial use of science وبين دوره الخَدَمِي كوسيلة للانتفاع به Ministerial use of science . وحول الفرق بين هذين الدورين أو الاستخدامين للعلم، يقول عالم الفيزياء الفضائية والباحث اللاهوتي د. جاسون لايل والذي يؤمن بالنظرة التاريخية لأحداث تكوين 1 - 11 (بالاشتراك مع تيم تشافي): "عندما يستطيع العلم توضيح أجزاء من الكتاب المقدس، حينئذ ينبغي استخدامه بحذر، وهذا يُسَمَّىَ بالدور الخَدَمِي للعلم. إلا أنه لا ينبغي أن يوضع العلم أبدا على قدم المساواة أو فوق الكتب المقدسة، أي أن العلم لا ينبغي أن يُسْتَخْدَم بطريقة مَاجِيسْتِيرِيَّة". [10]

وما قيل عن العلم، فيما يخص علاقته بالكتاب المقدس، يَنْطَبِق أيضا على كل شيء آخر، بما في ذلك علاقة الفلسفة (العقل) بالكتاب المقدس. يقول اللاهوتي مايكل هورتون "مَيَّزَ البروتستانت المَدْرَسِيُّون [لاهوتيين بروتستانت ظهروا بعد الإصلاح حاولوا عمل عقائد بروتستانتية نظامية] بين الاستخدام المَاجِيسْتِيرِى للعقل وبين الاستخدام الخَدَمِي له. واليوم نحن في حاجة لأن نضيف تحت قائمة المصادر 'الخَدَمِيَّة'، الخبرة والتقليد" [11].

خلاصة ما سبق هي أن الكتاب مَعْنِيٌّ بتفسير نفسه بنفسه، ولا يخضع لأي مصدر خارجي. وفي نفس الوقت، يمكن للكتاب المقدس أن يستخدم أو ينتفع بأي طرح معلوماتي خارجي، طالما يتم التعامل معه بحذر، وطالما يظل الكتاب المقدس هو السُّلْطَة العُلْيَا المعصومة والوحيدة. وهذا ما يُسَمَّى بالمبدأ التشكيلي للإصلاح البروتستانتي "سولا سكريبتورا"، لأن به تَشَكَّلَ كل شيء آخر في الإصلاح. اعتبار الكتاب المقدس معصوما وحده دون باقي المصادر لا يلغيها، ولكنه يفوقها كالمصدر الوحيد المعصوم. وينبغي أن يكون ذلك المبدأ التشكيلي مبدأ خاصا بنا نحن أيضا بما يواجهنا من قضايا معاصرة.

---------- 
  
*جوناثان سارفاتي  Jonathan Sarfati هو عالم نيوزيلندي معاصر في الكيمياء العضوية، أظهر نبوغا من شبابه، فقد نشرت له المجلة العلمية رفيعة المستوى Nature أبحاث (بالاشتراك مع آخرين) عن الموصلات الفائقة لدرجات الحرارة العالية وهو في سن الثانية والعشرين. بطل نيوزيلندا في الشطرنج، وقام بتمثيل نيوزيلندا في ثلاثة أولمبياد، وتلقى أكثر من تحد للعب وهو معصوب العينين وبدون التلامس مع أجزاء اللعبة، أي من الذاكرة فقط. الدكتور سارفاتي مسيحي بروتستانتي محافظ من خلفية يهودية ويؤمن بالتفسير التاريخي والحرفي لسفر التكوين، وبخليقة الستة أيام الحرفية وبأرض صغيرة العمر، له الكثير من المؤلفات التي دحض فيها كل من نظرية التطور، والانفجار الكبير، والدمج بين الخلق والتطور، وملايين السنين، مثل:
تفنيد التطور ، تفنيد المساومة بين التطور والخلق ، التفسير اللاهوتي والعلمي والتاريخي للإصحاحات الإحدى عشر الأولى من سفر التكوين (تقريبا 800 صفحة(، التصميم الذكي: البرهان على وجود مصمم ذكي للطبيعة الذي هو إله الكتاب المقدس، التطور أكبر خدعة على الأرض، تفنيد ما كتبه ريتشارد دوكينز عن التطور. وشارك في كتابة مؤلفات أخرى مثل: كتاب الخليقة تجيب، 15دليل على تاريخية سفر التكوين ،المسيحية للمتشككين. هذا بالإضافة إلى المقالات الكثيرة جدا التي يكتبها على موقع الخليقة CMI والمجلة الدورية التي يصدرها هذا الموقع.




[1] The Galileo affair: history or heroic hagiography?
Journal of Creation 14(1):91–100—April 2000
http://creation.com/the-galileo-affair-history-or-heroic-hagiography
[2] Refuting Evolution—Chapter 7, Astronomy, p71, by Jonathan Sarfati
http://creation.com/refuting-evolution-chapter-7-astronomy
[3] Evolution's Achilles' Heels Paperback – July 1, 2014, By 9 Ph.D. Scientists (Author), Dr. Robert Carter (Editor), page 254
[4] الثورة العلمية: مقدمة قصيرة جدا – بقلم لورانس برينسبيه وترجمة محمد عبد الرحمن إسماعيل – من إصدار مؤسسة هنداوي
ص 62 - 65
[5] Why the epidemic of fraud exists in science today by Jerry Bergman
https://creation.com/images/pdfs/tj/j18_3/j18_3_104-109.pdf
[6] "War Is Over, If You Want It": Beyond the Conflict between Faith and Science, web article by Timothy Larson
[7] Knowing Scriptures by R. C. Sproul, page 81 – 82
[8] Encyclopedia of Jewish Medical Ethics by Avraham Steinberg, page 199
[9] Modern Scientific Discoveries Verify the Scriptures by  Duane Gish, Ph.D.
http://www.icr.org/article/modern-scientific-discoveries-verify-scriptures/
[10] Old-Earth Creationism on Trial, The Verdict Is in, Master Books 2008, Jason Lisle & Tim Chaffey, p157
[11] Covenant and Eschatology: The Divine Drama, by Michael Horton, Westminster John Knox Press, p251

تعليقات

  1. شكرا هبة لأجل اهتمامك بإرسال هذا الرد لي وتحيتي للأخ سامي سليمان على مجهوده الأكاديمي الرائع

    Under the Mercy,
    Maher

    On Feb 22, 2016, at 3:38 PM, HebatAllah Ghali wrote:

    Dear Br. Maher,

    Awsam's book has created doubt and controversy regarding the "infallibility of the Holy Bible." Samy Soliman has prepared a logical apology in defense of Awsam's allegations. I am attaching Samy Soliman's apology in MS doc as well as url address.

    This is a very serious issue Awsam raised and somebody must present an apology to his allegations from the pulpit. Sola Scriptura will remain the infallible Sola Scriptura.

    Spiritual blessings in Christ Jesus. Amen.

    هذه ردودي علي أهم ما جاء بكتاب الدكتور أوسم http://samysoliman.blogspot.com/2015/10/1.html http://samysoliman.blogspot.com/2015/10/2.html http://samysoliman.blogspot.com/2015/10/3.html http://samysoliman.blogspot.com/2015/11/4.html http://samysoliman.blogspot.com/2015/11/5.html http://samysoliman.blogspot.com/2015/11/6.html

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا علي التشجيع والمشاركة، والرب يبارككم

      حذف
  2. الرب يبارك مجهودك وتعبك في الرد علي مثل هذه الهرطقات التي زادت في الآونة الأخيرة علي فم من يدعون العلم والمعرفة,, والخدمة أيضآ للأسف

    ردحذف
  3. رائع جدا جدا جدا أستاذنا سامي خليل

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس