إجابات علي كتاب "أسئلة في العهد القديم" (2)


إِجابة 2
كما أن الكلمة المُتَجَسِّد معصوم في إنسانيته هكذا الكلمة المكتوبة أيضا



يقول د. أ. :

"أما الموقف الذي نريد أن نقفه هنا، فهو الموقف الذي لا يضطر إلى تبني أيا من هذين الموقفين المتطرفين، لأن الحقيقة في اجتماع الأمرين معا، كما هو الحال في شخصية المسيح، التي تجمع الطبيعتين الإلهية والإنسانية بدون اختلاط أو امتزاج أو تغيير، أو أي تنازل في أي منهما لحساب الآخر. لم تُنْقَص ألوهية المسيح من إنسانيته شيئا، فقد كان يسوع مثل أي مواطن في فلسطين القرن الأول الميلادي. لم تعطه طبيعته الإلهية أية ميزة إنسانية عن بني عصره. لم يكن يستطيع الطيران مثلا، ولم يستغن عن الطعام أو الشراب أو النوم. كما لم تختلف معلوماته العلمية عن العالم وما فيه عما كان يعلمه البشر في عصره وإلا لما كان لمفهوم التجسد والاشتراك في بشريتنا أي معنى أو قيمة بل كان سيصبح تمثيلية سخيفة بل وهرطقة بغيضة .. لذلك كما كان المسيح متجسدا فعلا وابن عصره حقا وليس تمثيلية، فهكذا كان الكتاب المقدس الذي هدفه الرئيسي أن يشهد عن المسيح". (ص 10 – 11).

معنى القراءة الحرفية لنصوص الكتاب المقدس وفضلها على العلم الحديث

يبدو أن د. أ. تأثر بالثقافة المحيطة به فقرر أن يتبع مبدأ "خير الأمور الوسط". والمشكلة هنا هي أنه قام بتشويه صورة المحافظين ناعتا إياهم بـ "الأصوليين" وأظهرهم على أن لهم نظرة خشبية جامدة للوحي، وأنهم أعداء للعلم في مقابلة الليبراليين الذين يُؤلهون العلم وينكرون وحي الكتاب تماما. ولكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. فالإنجيليين المحافظين، في نظرتهم الحرفية للوحي، يأخذون في الاعتبار النصوص النبوية والقانونية والشعرية والنثرية والتاريخية. والأصل هو القراءة الحرفية للنص المقدس. ونقصد بالقراءة الحرفية للنص قراءته قراءة طبيعية، أي الشعر كما هو والتاريخ كما هو والنبوة كما هي. يقول أحد القواميس الإنجليزية في شرحه للأصل التاريخي لكلمة Literal بأنها: ['أخذ الكلمات في معناها الطبيعي' في الأصل بالإشارة إلى الكتب المقدسة في مقابل المعنى الروحاني أو المجازي]. [1] يؤكد أيضا القاموس الإنجيلي للاهوت فكرة القراءة الطبيعية كمعنى للقراءة الحرفية: "التفسير الحرفي للكتاب المقدس يسعى عامة إلى اكتشاف قصد الكاتب بالتركيز على الكلمات في معناها البسيط". وبالمقابلة مع التفسير الرباعي لنصوص الكتاب المقدس بواسطة لاهوتيوا القرون الوسطي، يقول أيضا نفس القاموس عن منهج المصلحين في التفسير الحرفي: "لوثر والمصلحون الآخرون أيضا 'التمسوا المعنى الأبسط .. الحرفي العادي الطبيعي'. والتفسير الحرفي بهذا المعنى يظل البؤرة المركزية للبروتستانت المحافظين". [2] إذا فالطعن في القراءة الحرفية للكتاب المقدس، كما بَيَّنَا معناها، هو بمثابة الطعن في المنهج البروتستانتي المُصْلَح من جذوره.

فالنظرة الحرفية للمكتوب، إذا، لا تعني أننا لا نلتفت للتنوع الأدبي لنصوص الكتاب المقدس. بل نأخذ كلاً منها على محمل الجد. الأمر الذي لا يفعله د. أ. وكل الإنجيليون المحدثون الذين يأخذون منهجهم عن كارل بارت Neo-orthodox ، والذي ظهر لاهوته كرد فعل على فشل اللاهوت الليبرالي بعد الحربين العالميتين. ود. أ. لا يتعامل مع نصوص التاريخ جديا. بل يلوي عنق النص التاريخي ويجعله أسطوريا رمزيا مساويا إياه بالأساطير البابلية المليئة بالعنف والصراع والجنس بين الآلهة (كما سيأتي الذكر).

كما أن المحافظين ليسوا أعداء العلم، ولكننا أعداء أشباه العلوم، أو كما أسماها الكتاب المقدس "مخالفات العلم الكاذب الاسم" (1 تي 6 : 20). فهناك علوما كاذبة pseudoscience مثل الفرينولوجيا (علم فراسة الدماغ)، ومثل الداروينية أيضا كما سيأتي الذكر المدعم بأقوال العلماء. على العكس، فإن المحافظين يكرمون العلم التجريبي المؤسس على رصد الظواهر الطبيعية في الحاضر، فهذا أمر إلهي قديم بالتسلط على الخليقة (1 : 28)، وليس الإدعاء الدارويني المزعوم بملايين السنين (ما قبل التاريخ)، وأحداثه المزعومة التي لم يرصدها أحد. بل إن العلم التجريبي الحديث لم يتقدم إلا بواسطة أولئك العلماء الذين صدقوا عصمة الكتاب المقدس في ظل صعود التفسير التاريخي الحرفي لنصوص الكتاب Historical-grammatical بفضل الإصلاح البروتستانتي المبارك. إن موقف د. أ. لا يختلف كثيرا عن موقف الليبراليين الذين ينكرون وحي الكتاب المقدس، الأمر الذي يحاول هو التنصل منه. وعليه، فهو ليس موقفا وسطا كما يدعي هو.

إن العلم الحديث مدين بجذوره إلى القراءة الحرفية لنصوص الكتاب المقدس والتي يحاول د. أ. تشويه سمعتها وبخسها حقها. وفي هذا الصدد أيضا، نقلا عن سارفاتي، يقول ستيفين سنوبيلين، الأستاذ المساعد لتاريخ العلوم والتكنولوجيا بجامعة كينجز كوليدج في هيلافاكس بكندا، أنه "وعلى قدر ما قد يكون من غرابة وقع هذه الكلمات علينا، سيظل العلم إلى الأبد مدينا للألفيون والكتابيين الحرفيين". (الألفيون هم المسيحيون الذين يؤمنون بحرفية مُلْك المسيح على الأرض لمدة ألف سنة، والكتابيين الحرفيين هم من يؤمنون بالقراءة الحرفية لنصوص الكتاب المقدس، وكلا الفئتين تُرَكِّزَان على ضرورة الأمانة للمعنى البسيط الطبيعي المباشر للنص).

وإلى جوار ذلك، يقول المؤرخ وأستاذ الفلسفة بجامعة بوند (كوينزلاند أستراليا) بيتر هاريسون: "أنه من الشائع أن الأفراد في بداية العصر الحديث عندما بدأوا ينظرون إلى العالم بطريقة مختلفة لم يعودوا يصدقون ما كانوا يقرؤونه في الكتاب المقدس. ولكن أريد أن أقترح .. إلى أن العكس صحيح تماما: فعندما بدأ أهل القرن السادس عشر في أوروبا في قراءة الكتاب المقدس بطريقة مختلفة – نتيجة أعمال المصلحين من ترجمة وتنقيح في القواعد والمناداة بالعودة إلى كتابات الآباء في فهم النصوص – وجدوا أنفسهم مجبرين على التخلي عن مفاهيم تقليدية قديمة عن العالم". ويضيف هاريسون أنه "وعلى قدر ما يبدو هذا غريبا، فإن الكتاب المقدس لعب دورا إيجابيا في تطوير العلوم .. فلولا صعود التفسير الحرفي الجديد للكتاب المقدس والإعتمادات اللاحقة للنصوص الكتابية بواسطة العلماء في مطلع العصر الحديث لما قامت قائمة للعلم الحديث على الإطلاق. وخلاصة القول فإن الكتاب المقدس وفهمه الحرفي لعبا دورا حيويا في تقدم العلم الغربي".

أما عن الكيفية التي أثر بها الفهم الحرفي الطبيعي لنصوص الكتاب المقدس بواسطة المصلحين على طريقة تعامل العلماء مع الطبيعة يقول سنوبيلين: "بصورة جزئية، عندما تم نقل هذه الطريقة إلى العلم، عندما انتقل طلاب الطبيعة من دراسة الطبيعة كرموز، واستعارات، وكنايات إلى رصد الطبيعة مباشرة بطريقة استقرائية وتجريبية، وُلِدَ العلم الحديث". ويشرح سارفاتي مُلَخِّصَاً كلمات سنوبيلين كالآتي: "بدأ العلماء في دراسة الطبيعة بنفس الطريقة التي درسوا بها الكتاب المقدس. أي كما درسوا ما قاله الكتاب المقدس حقا، بدلا من فرض الفلسفات والتقاليد الخارجية عليه، فدرسوا بالمثل كيف تعمل الطبيعة حقا، عوضا عن قبول الأفكار الفلسفية حول كيفية عملها". [3]

وأخيرا، يقول أيضا المؤرخ المسيحي وأستاذ التاريخ بجامعة نوتردام مارك نول (رغم أنه لا يؤمن بالقراءة الحرفية لأحداث الخلق) أن الإصرار البروتستانتي على القراءة الحرفية الطبيعية، والتي تأخذ في اعتبارها التنوع الأدبي للنص وفي نفس الوقت إعطاء الأولية للقراءة التاريخية، أدى إلى تقدم العلم الحديث: "في عصر الإصلاح، أدت التحديات البروتستانتية ضد اللاهوت الأرسطي في العصور الوسطى إلى إراقة  الشكوك حول مفهومه للطبيعة. ومهدت هذه الاحتجاجات [البروتستانتية] الطريق أمام العمل الأدبي لفرانسيس بيكون "الأورجانون الجديد" [وهو اسم لاتيني يعني "أداة جديدة" في العلم]، الذي أكد على أن التجربة الاستقرائية (جمع الحقائق من خلال التجريب) أعطت الصورة الأدق للعالم. وعلى الرغم من أن التشديد البروتستانتي على الكتاب المقدس لم يكن جديدا، إلا أن الإصرار البروتستانتي على المعنى "الحرفي" للكتاب المقدس حَفَّزَ التقدم العلمي. والمعنى الحرفي لم يستبعد التقاليد القديمة أو الرموز أو الاستعارات في الكتب المقدسة، بل كان يعني أنّه يجب دراسة النصوص أولا لِمَا تصفه تاريخيا وكيف تشير إلى المسيح". [4]

إن أقوال المتخصصين هذه التي أوردناها، لا تثبت فقط خطأ إدعاء د. أ. بجمود التفسير الحرفي للكتاب المقدس، الأمر الذي أدى في نظره إلى صدام الكنيسة مع العلم قديما ومع الثقافة المحيطة بها حديثا، بل تُبَرْهِنُ عكس ما يدعيه، وهو أنه ذات الشيء الذي يرفضه، أي التمسك الحرفي الطبيعي بنصوص الكتاب، أدى إلى نهضة العلم التجريبي الحديث على أيدي العلماء المسيحيين الكتابين وليس إلى الصراع مع العلماء.

الكلمة المتجسد والكلمة المكتوبة

نتفق مع د. أ. في أن ألوهية المسيح لم تُنْقِص من إنسانيته شيئا، ولكننا نختلف معه في قوله "فقد كان يسوع مثل أي مواطن في فلسطين القرن الأول الميلادي. لم تعطه طبيعته الإلهية أية ميزة إنسانية عن بني عصره". نعم، لقد كان يسوع مثل أي مواطن فلسطيني في القرن الأول الميلادي، بل ومثل البشر أجمعين في كل العصور، كما يقول الرسول "من ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء" (عب 2 : 17). إلا أنه ومن ناحية أخرى، كان الرب يسوع المسيح متميزا في إنسانيته، ليس فقط عن مواطني فلسطين القرن الأول، بل عن كل بني البشر جميعا، من آدم إلى آخر طفل يولد في البشرية. والأمر الذي تَمَيَّزَ فيه هو "خُلُوِّه من الخطية"، كقول الكتاب "مثلنا بلا خطية". وإن كان الرب يسوع المسيح بلا خطية، فنحن نتوقع أن تكون إنسانيته متميزة عن باقي البشر. وهذا فعلا ما تعلمه لنا الأناجيل. إن الخطية أثرت على آدم روحيا (في عقله) وجسديا. بالنسبة للتأثير العقلي، فإن هذا ما يدعوه اللاهوت المُصْلَح "التأثيرات العقلية للخطية" Noetic Effects .

اللاهوتي والفيلسوف المسيحي المعاصر ألبرت مولر (وَصَفَتُه مجلة التايم بأنه المُفَكِّر الإنجيلي المتربع على عرش الحركة الإنجيلية، وهو يؤمن بالقراءة الحرفية لسفر التكوين ويرفض نظرية التطور) يذكر لنا على الأقل أربعة عشر تأثيرا فكريا للخطية الأصلية (الفساد الموروث) على عقل الإنسان، من بينها الجهل، أي عدم رؤية أمور الله على الرغم من وضوحها. والمعرفة الجزئية، أي أننا لدينا معرفة جزئية فقط وليست كاملة، وأحيانا كثيرة لا نلحظ كيف تكون معرفتنا جزئية هكذا وغير مكتملة. [5] ونحن نتوقع ألا يكون هذين التأثيرين موجودين لدى الرب يسوع، لكونه خالياً من الخطية. يعلمنا لوقا أن المسيح جلس يحاور الشيوخ وعمره فقط اثنا عشر سنة حتى بُهِتُوا من فهمه وأجوبته "وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالساً في وسط المعلمين، يسمعهم ويسألهم، وكل الذين سمعوه، بهتوا من فهمه وأجوبته" (لو 2 : 46 – 47). وما أكثر ما نقرأ عنه في ثلاثة سنين خدمته عن إفحامه للكتبة والفريسيين الذين جاءوا لكي يجربوه، وعن فهمه العميق والدقيق والكامل للكتب المقدسة الذي لم يَفُقْهُ فيه أي شخص آخر. والسبب في ذلك هو أن عقله، كإنسان، كان كاملاً وخالياً من الفساد الموروث.

وكما أن للخطية تأثيراً على عقل الإنسان، فإن لها أيضا تأثيراً على جسده. فقد أضعفته وأوهنته. وبعد أن كان يعيش الإنسان قرب الألف سنة، أصبح متوسط عمر الفرد الآن لا يتعدى المائة. ولِخُلُّو الرب يسوع المسيح من الخطية، فقد استطاع أن يصوم أربعين نهارا وأربعين ليلة: "أربعين يوما يجرب من إبليس. ولم يأكل شيئا في تلك الأيام. ولما تمت جاع أخيرا" (لو 4 : 2)، (وبالمناسبة فإن  هذه أيضا معجزة من معجزات الكتاب المقدس، راجع أيضا معجزتين مشابهتين لذلك: خر 34 : 28 ، 1 مل 19 : 8). ورغم أنه تألم كثيرا من الضرب وإكليل الشوك والجَلْد وحمل الصليب، نجده مرفوع الرأس حتى آخر لحظة حانت فيها انطلاق روحه فنقرأ أنه "نَكَّسَ الرأس" من تلقاء نفسه، وأنه "استودع الروح" في يديّ الآب، وذلك لأن له سلطان على روحه الإنسانية. نعم لم يستطع الطيران ولم يستغن عن الأكل والشرب والنوم، إلا أنه استطاع أن يصوم لهذه المدة الطويلة. ليس لأن طبيعته الإلهية مَكَّنَتُه من فعل ذلك، بل لأن ناسوته كان خالياً من الفساد الموروث.

كما أن قول د. أ. "لم تعطه طبيعته الإلهية أية ميزة إنسانية عن بني عصره" غير صحيح أيضا. فبينما نجد أن طبيعتي اللاهوت والناسوت في المسيح متحدتان دون امتزاج أو تشويش أو انفصال أو انقسام، إلا أن هذا لا يعني أن الطبيعة الإلهية فيه لا يمكنها أن تقوم بإيصال معلومات للطبيعة البشرية وفي نفس الوقت تظلان الطبيعتين متحدتين دون تشويش أو اختلاط. مثلا، عندما قال الرب لفيلبس "وأنت تحت التينة رأيتك" (يو 1 : 48). بل والأكثر من ذلك عرف تاريخ حياة المرأة السامرية وحاضرها أيضا "لأنه كان لك خمسة أزواج، والذي لك الآن ليس هو زوجك" (يو 4 : 18). مثال آخر هو معرفته لتفاصيل هدم الهيكل في المستقبل "لا يُتْرَك ههنا حجر على حجر لا ينقض" (مت 24 : 2). بالإضافة إلى ذلك، نقرأ عن معرفته المستقبلية بمجيء ساعة صلبه وإنكار بطرس وخيانة يهوذا وتشتت التلاميذ وقيامته وإرسال الروح المُعَزِّي. وهناك الكثير جدا من الأمثلة ولكننا سنكتفي بهذه. ويؤكد اللاهوتي العظيم الراحل آر. سي. سبرول الفرق بين نقل اللاهوت إلى الناسوت معلومات وبين نقل الصفات: "حسنا، إنه أمر واحد أن تقوم الطبيعة الإلهية بنقل معلومات للطبيعة الإنسانية، إلا أنه شيء آخر تماما أن تقوم الطبيعة الإلهية بنقل صفات للطبيعة الإنسانية لأن مثل هذا النقل من شأنه تأليه الطبيعة البشرية". [6]

نعم لقد أعطت الطبيعة الإلهية للرب يسوع المسيح ميزة له عن بني عصره، على الأقل نقل معلومات بين الطبيعتين، كما رأينا. لكن ولنفرض جدلا أن الطبيعة الإلهية لم تقم بنقل معلومات للناسوت، فإن الناسوت يظل خَالٍ من الخطية، وبالتالي خَالٍ من الخطأ المعلوماتي. فمع كونه لا يعلم كل شيء كإنسان، إلا أنه على الأقل يعلم أكثر ممن عاصروه، وذلك لأن الرب يسوع المسيح كان له عقلا خالياً من التأثيرات الفكرية للخطية والتي من ضمنها الجهل. ولهذا، وبناء على قياس د. أ. فإنه كما أن الرب يسوع المسيح متميز عن بني عصره لخلوه من الخطية أولا، وَلِنَقْل الطبيعة الإلهية فيه لمعلومات إلى الطبيعة الإنسانية ثانيا، فإننا نتوقع نفس الشيء مع الكتاب المقدس. فإنه خال من الخطأ في محتواه العلمي والتاريخي كأحداث سفر التكوين من خلق وسقوط وطوفان نوح العالمي المدمر. كما أن روح الله قام بنقل معلومات لكتبة الوحي، مثل قول بطرس أن العناصر ستنحل محترقة "يوم الرب .. فيه .. تنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" (2 بط 3 : 10).

وفي نفس المقدمة (ص 10) اقتبس د.أ ما ذكره بيتر إِنْزْ بأنه كما أن المسيح له طبيعة لاهوتية فله أيضا طبيعة إنسانية، وأن تلك الطبيعة الإنسانية محدودة العلم. وهكذا الحال مع الكتاب المقدس، له جانبا إلهيا وآخر إنسانيا. وكنت أتمني أن يمضي بيتر إِنْزْ قُدُمَاً في تشبيهه هذا ويقول أنه كما كان الرب يسوع المسيح معصوما عصمة مطلقة في ناسوته وقد أثبت ذلك في تجربته على الجبل، هكذا ينبغي أن يكون الحال أيضا مع الكتاب المقدس والذي اثبت عصمته أيضا رغم الكثير من الهجوم الذي تعرض له ولاسيما هجوم النقد الأعلى والمسيحية الليبرالية مؤخرا. هذا لو كان بيتر إِنْزْ يؤمن بعصمة الرب يسوع المسيح. ويبدو أن الدكتور أوسم ينقل لنا أفكارا دون دراستها أو تحليلها. وإن سلمنا على سبيل الجدل بصحة ما قاله د.أ. بأن الرب يسوع لم يكن لديه أية معلومات أكثر من تلك التي كانت لبني عصره – مع أن الكتاب المقدس يذكر عكس ذلك كما سنرى – إلا أنه لم يكن من الممكن أن يقول الرب شيئا غير دقيق على المستوى الروحي أو الإنساني، وهكذا ينبغي أن يكون الحال مع كلمة الله المُوحَىَ بها. وإن كان الرب يسوع المسيح هو الإعلان الأعظم عن الله باعتباره الكلمة المتجسد بدون أي نقص أو عدم دقة في شخصه أو ما علم به، فهكذا أيضا كلمة الله المكتوبة. ناهيك عن شهادة الرب يسوع لحرفية العهد القديم قائلا " فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 5). ألم تشهد كلمة الله لنفسها أيضا "لكل كمال رأيت حدا أما وصيتك فواسعة جدا"؟ (مز 119 : 96). إننا لا نقرأ في أي مكان أن الكتاب المقدس ينسب لنفسه إمكانية الخطأ أو عدم الدقة أو مجرد الاجتهاد الذي يحتمل الصواب والخطأ، مثل كاتب سفر المكابين الثاني الذي يقول صراحة: "فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض .." (15 : 39).

ولدينا، على الأقل، سبب إيجابي يجعلنا نؤمن أن الرب كانت لديه معلومات أكثر من تلك التي كانت لبني جيله هو قوله "أقول لكم أنه في تلك الليلة يكون اثنان على فراش واحد، فيؤخذ الواحد ويترك الآخر. تكون اثنتان تطحنان معا، فتؤخذ الواحدة وتترك الأخرى. يكون اثنان في الحقل فيؤخذ الواحد ويترك الآخر" (لو 17 : 34 - 36). وهذا القول يُلْمِحْ – كما يقول الدكتور جوناثان سارفاتي – إلى أن الرب كان يَعِي أن الأرض كروية الشكل وأنه في نفس الليلة التي سيكون فيها اثنان على فرش واحد، سيكون ذلك الوقت نفسه نهارا في موضع آخر من العالم حيث يعملون في الحقل ويطحنون على الرحى. [7]

كما أن الرب أَسْنَدَ إلى آدم قبل سقوطه مهمة تسمية الحيوانات، وهي لم تكن بالمهمة السهلة لكثرة عدد الحيوانات ولكي يسميها بالأسماء التي تليق بها (مثل تسميته حواء لأنها أم كل حيّ). طبعا لم تكن الحيوانات التي قام آدم بتسميتها بنفس الكثرة والتنوع الذي نراه اليوم، فالكثرة والتنوع ظهرا مع الوقت. فالكتاب المقدس يقول أن آدم لم يقم بتسمية الزواحف ولا الحيوانات البحرية: "فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية [حيوانات الحقل]، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها" (تك 2 : 19). ولكن تظل مهمة تسمية الحيوانات غير سهلة حيث كان عليه أن يخترع أسماء لمخلوقات ليس لها أسماء في أقل من يوم ويكون قادر علي تذكر تلك الأسماء جميعها. يقول كين هام تعليقا على هذا الأمر: "كان آدم هو أذكى إنسان عاش. لقد خلقه الله بعقلا مثاليا وذاكرة مثالية. لم يستغرق الأمر وقتا طويلا بالنسبة له للتفكير في أسماء للحيوانات ثم تَذَكُّرْ اسم كل حيوان. كان لديه الكثير من الذكاء والكثير من الوقت لكي يسميهم جميعا في يوم واحد". وإن كان آدم الأول بهذه المعرفة وذلك الذكاء لخلوه من الخطية قبل سقوطه فلماذا لا يكون آدم الأخير، الرب يسوع، له على الأقل نفس إمكانيات المعرفة والذكاء التي كانت لآدم الأول قبل سقوطه؟

وفي مقارنة الكلمة المتجسد بالكلمة المكتوبة، يقول اللاهوتي بول إِنْزْ (وينبغي تمييزه عن بيتر إنز الذي اقتبس منه د.أ.): "في الحقيقة فإنه يوجد ارتباط بين جانبي الإعلان الخاص: فالكتب المقدسة يمكن وصفها بأنها الكلمة الحية المكتوبة (عب 4 : 12)، بينما يمكن تلقيب المسيح بأنه الكلمة الحي المتجسد (يو 1 : 1 ، 14). ففي حالة المسيح كان هناك والدية  بشرية (من ناحية الأم فقط) ولكن الروح القدس كان يظلل الحدث (لو 1 : 35) لكي يضمن خُلُوّ المسيح من الخطية. أما في حالة الكتب المقدسة فقد كان هناك تأليفا بشريا إلا أن الروح القدس أشرف على الكتبة (2 بط 1 : 21) ضامنا خلوها من الخطأ. الكتاب المقدس يقدم بدقة الإعلان الخاص بيسوع المسيح". [8]

ونختم حديثنا حول هذا الأمر بما ذكره اللاهوتي النظامي واين جرودم في رده على الاعتراض بأن مناداة المحافظين بعصمة الكتاب المقدس تؤدي إلى المغالاة في الجانب الإلهي وتجاهل الجانب الإنساني: "من المتفق عليه أن الكتاب المقدس له جانب إنساني وإلهي على حد سواء، وأنه يجب علينا إيلاء الاهتمام الكافي لكليهما. إلا أن أولئك الذين يُبْدُونَ هذا الاعتراض، بصورة شبه دائمة تقريبا، يُصِرّون على أن الجوانب 'الإنسانية' الحقيقية للكتاب المقدس يجب أن تتضمن وجود بعض الأخطاء فيه. ويمكننا أن نرد على ذلك بالقول أنه بالرغم من أن الكتاب المقدس إنساني تماما، أي كتبه بشرا مستخدمين لغتهم الخاصة، فإن نشاط الله في الإشراف على كتابة الكتاب المقدس وجَعْلَه أيضًا كلماته الخاصة يعني أنه يختلف عن الكثير من كتابات البشر الآخرين في هذا الجانب بالتحديد: فهو لا يحتوي على خطأ. هذه هي بالضبط النقطة التي تأكدت حتى من قِبَل بلعام الخاطئ والجشع والعاصي في (عدد 23:19): إن كلام الله من خلال البشر الخاطئين مختلف عن الكلام العادي للبشر لأن "الله ليس إنسانا فيكذب". علاوة على ذلك، وببساطة فإن ليس صحيحا أن كل الكلام والكتابة البشرية تحتوي على أخطاء، لأننا نصوغ العشرات من العبارات الصحيحة تماما كل يوم. على سبيل المثال: اسمي واين جرودم. لدي ثلاثة أطفال. لقد تناولت وجبة الإفطار هذا الصباح". [9]

المعنى الحقيقي للأصولية والحداثة

بَقِيَ أن نقول تعليقاً على وصف د. أ. لمن يتمسكون بتاريخية أحداث سفر التكوين الأولى بـ "الأصوليين". فهو أولا يجمع المسيحية، مع الأصولية من ديانات وحركات فلسفية أخرى، وكأنها مجرد أيدولوجية، وهو نفس الأمر الذي ظهرت الأصولية المسيحية لدرأه. في حين أن الأصولية المسيحية في نشأتها هي حركة ظهرت للدفاع عن "أصول" الإيمان، أي جذوره التاريخية. إن الأصولية التاريخية التي ظهرت في الربع الأول من القرن العشرين كانت تهدف إلى الحفاظ والدفاع على جوهر التعاليم المسيحية التاريخية، ولاسيما المعجزات المسيحية الفائقة للطبيعة، كمعجزتي الميلاد العذراوي والقيامة، وما جاء بينهما من معجزات طيلة الثلاثة سنوات لخدمة الرب العلنية. وقد دافعت الأصولية عن الجانب الفائق للطبيعة في المسيحية بصفة خاصة، في مواجهة الطبعانية، والتي تنادي بأن "الطبيعة هي كل ما يوجد" مُنْكِرَةً كل ما هو فائق للطبيعة، وبالتالي لسنا في حاجة إلى إله يخلق من العدم، بل إن كل من الانفجار الكبير والتطور قاما بكل شيء نراه من حولنا. دافعت حركة الأصولية أيضا عن أشياء أخرى جوهرية لا تستطيع المسيحية التاريخية الاستغناء عنها، مثل عصمة الكتاب المقدس (وهو ما ينكره د. أ. صراحة)، ولاهوت المسيح، ومجيئه الثاني.

على أي حال، فإن القاموس الإنجيلي للاهوت يُعَرِّف الأصولية بأنها: "حركة نشأت في الولايات المتحدة أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى مباشرة لإعادة تأكيد المسيحية البروتستانتية القويمة والدفاع عنها ضد اللاهوت الليبرالي، والنقد الألماني الأعلى، والداروينية، وغيرها من الأيديولوجيات التي تعتبر ضارة. ومنذ ذلك الحين، تغير تركيز الحركة ومعنى المصطلح ومستخدميه الراغبين في إطلاقه على أنفسهم عدة مرات. لقد مرت الأصولية بأربعة مراحل على الأقل مع الحفاظ على بعض الاستمرارية الأساسية". [10] إذا فَعَلَىَ الرغم من التغيرات التي مرت بها الأصولية،  فقد كانت في بدايتها تستهدف صعود اللاهوت الليبرالي. وحسبما يرى جيه. آي. بَاكَرْ أيضا "فلا يوجد أي غموض فيما يعنيه المصطلح [الأصولية] عندما تم صياغته لأول مرة. كان هو اللقب الذي اتخذته مجموعة من الإنجيليين الأمريكيين من جميع الطوائف البروتستانتية، الذين حشدوا أنفسهم للدفاع عن إيمانهم ضد الهجوم الليبرالي بعد الحرب العالمية الأولى". ثم يضيف بَاكَرْ "الاسم نمى استخدامه من عادة الإشارة إلى العقائد الخلاصية الجوهرية والتي رفضتها الليبرالية كالأصوليات". أي أن الحركة في بدايتها كانت للدفاع عن "أصول" الإيمان المسيحي، ومن هنا جاءت تسمية الأصولية. [11] وإن كان معنى المصطلح ومن يطلقونه على أنفسهم قد تغيروا عدة مرات، وأن الحركة شابتها بعض الشوائب فيما بعد، فهو أمر لا تُسْأَل عنه الحركة والهدف الأولى التاريخي من نشأتها.

إذا، فالأصولية ليست سلبية هكذا، على الأقل في نشأتها، كما يحاول د. أ. إيهام القارئ بأنها حركة كلها مساوئ شكلا وموضوعا ناعتا إياها بأنها "ليست أصيلة". فلا نجده يُبْرِز أي جانب إيجابي فيها، ولا يحاول التماس الأعذار لها في العيوب التي طرأت عليها على مر الوقت. لكنه يراها حركة الحَرْفِيِّيِن المُتَحَجِّرِين الذين هم امتداد لكنيسة العصور الوسطى التي دخلت في صراع مع العلم. وفيما يتعلق بالحداثة، فهو يفعل عكس مع فعله مع الأصولية، فكما قَدَّمَ الأخيرة على أنها شيئا سلبيا مطلقا، فهو يُظْهِرُ الأولى على أنها شيئا إيجابيا، أو أنها شيئا كانت المسيحية في حاجة إليه حتى تتطهر من الأساطير وتنتفض من النظرة الحرفية للنصوص التي سببت حالة العداء مع العلم والتغيرات الحضارية والثقافية الجديدة. وإذ به يطعن في الحركة التي أخذت على عاتقها الدفاع عن "أصول الإيمان"، بينما يرحب بتلك التي أخذت تمزق أحشاء المسيحية الكتابية الآبائية. يقول د. أ. في (ص 13): "الأصولية .. لماذا ظهرت في القرن التاسع عشر؟ لأن في ذلك الوقت، ازدهر علم الدارسات النصية والتاريخية للكتب القديمة". ويمضي د. أ. في حديثه عن نظرية المصادر لفيلهاوزن. ولا نقرأ نعتا سلبيا واحدا للحداثة أو لنظرية المصادر. مع أن هذه الأشياء غرضها تقويض أصول الإيمان المسيحي. وهذا ما يفعله د. أ. ربما دون أن يدري.

إن القواميس العلمانية تُعَرِّف "الحداثة" Modernism على أنها توجها ليبراليا في اللاهوت. فَيُعَرِّفُهَا قاموس إنجليزي إلكتروني بأنها: "التوجه اللاهوتي الليبرالي في البروتستانتية في القرن العشرين". [12] ويُعَرِّفُهَا قاموس آخر بأنها: "ميل في اللاهوت للتوفيق بين التعاليم الدينية التقليدية مع الفكر المعاصر وخاصة الإقلال من قيمة العنصر الفائق للطبيعة". [13] وهذا بالضبط ما يفعله د. أ. فهو يحاول التقليل من شأن الجانب المُعْجِزِي بإعتناقه للتطور والانفجار الكبير ورفض الخلق من العدم. حتى وإن اعترف صراحة في كتابه أنه يؤمن بالخلق من العدم. إذ أن مجرد الإعتراف الصريح لا يعني شيء أكثر من مجرد الإدعاء. المهم أن يؤمن بذلك فعلا. والمهم أن لا يغير المعنى التاريخي لمفهوم الخلق من العدم. وأن يكون تعريفه للخلق من العدم متسق مع باقي الحقائق التي يعلمها الكتاب المقدس. والحقيقة هي أنه لا يؤمن بالخلق من العدم طبقا لذلك. وذلك لأن الخلق من العدم يتعارض مع نظريتي الانفجار الكبير والتطور المؤسستان على الفلسفة الطبعانية والقائلة بأن "الطبيعة هي كل ما يوجد" أي استبعاد كل جانب فائق للطبيعة. وبدلا من الجانب المُعْجِزِي في المسيحية الكتابية التاريخية، يُنْسَبْ الفضل في ظهور الكون والحياة إلى الصدفة، والتنوع بين الكائنات الحية يتم إرجاعه إلى الانتخاب الطبيعي والتحولات الجينية العشوائيان. في حين أن الكتاب المقدس يُعَلِّمْنَا أن الكون جاء إلى الوجود بطريقة فائقة للطبيعة، بدون مادة سابقة، حتى ولو كانت تلك المفردة، وبالأمر الإلهي "قال فكان .. أَمَرَ فصار" Divine Fiat . يقول اللاهوتي النظامي لويس بيركهوف أن القول بأن الخَلْق من العدم يعني الخَلْق من خلال مادة سابقة بلا صفات وبلا شكل هو إدعاءا صبيانيا لا يستحق الرد عليه، وفي رَأْيِيِ فإن هذا الوصف ينطبق على إدعاء د. أ. بولادة الكون من المفردة التي انفجرت انفجارا كبيرا والتي يرى التطوريين أنها حوت كل المادة التي نراها من حولنا وفي الفضاء (ص 29). وعلي حد تعبير بيركهوف: "حتى أن البعض اعتبروا الكلمة .. [خَلْقْ من ] العدم .. كتعيين لمادة مُعَيَّنَة خُلِقَ العالم منها، وهي مادة بدون صفات وبدون شكل. ولكن هذا الإدعاء صبياني جدا لدرجة أنه لا يستحق النظر إليه جديا .. الله نفسه، أو بشكل أكثر تحديدًا، إرادة الله هي السبب في ذلك [الخلق من العدم]". [14]

إن د. أ. يستخدم مصطلحات مسيحية، لوصف عقائد وثنية مستقاة من أشباه العلوم الداروينية، مقحما إياها على المسيحية الكتابية التاريخية. وهنا تكمن خطورة الفكر الذي يقدمه د. أ. حيث يقول أنه يؤمن بخالق خلق الكون من العدم بناء على كلمته الآمرة، إلا أنه في حقيقة الأمر يؤمن بالمفردة التي انفجرت بالصدفة، وبالتطور الذي يستخدم الموت والتحولات الجينية العشوائية. يقول أنه يؤمن بوحي الكتاب المقدس، لكنه في الحقيقة يعتبر داروين وتشارلز لايل وجيمز هوتون وفيلهاوزن وبيتر إنز مُوحَى بهم أكثر من الكتاب المقدس. يقول المناضل الكبير ضد المسيحية الليبرالية جريشام ميتشان: "في مجال الدين، وبصفة خاصة، فإن الوقت الحالي هو وقت صراع. إن الديانة الفدائية العظيمة، والتي عُرِفَت دائما بالمسيحية، تُقَاتِلُ ضد أشكالا متنوعة تماما من المعتقدات الدينية، التي هي فقط الأكثر تدميراً للإيمان المسيحي لأنها تستخدم المصطلحات المسيحية التقليدية. إن تلك الديانة اللافدائية الحديثة تُسَمَّى "الحداثة" أو "الليبرالية" .. وبالفعل، فإن الحركة مختلفة في مظاهرها لدرجة أنه قد يَئِسَ المرء من العثور على أي اسم مشترك ينطبق على جميع أشكالها. ولكن على قدر الأشكال الكثيرة التي تظهر بها الحركة، فإن جذور الحركة واحدة، فالأشكال الكثيرة للديانة الليبرالية الحديثة تجد جذورها في الطبعانية، أي في إنكار أي تداخل لقوة الله الخلاقة (على خلاف المسار الطبيعي للطبيعة) فيما يتعلق بأصل المسيحية". [15]




[1] Dictionary.com
[2] Evangelical Dictionary of Theology by Daniel J. Treier, Literal Interpretation, p1138-1139
[3] The Biblical Roots of Modern Science by Jonathan Sarfati
Creation magazine, Volume 32, Issue 4, October 2010
http://creation.com/biblical-roots-of-modern-science
[4] When God and Science Meet: Surprising Discoveries of Agreement, A resource of the National Association of Evangelicals, Mark Noll, p10
[5] Thinking. Loving. Doing. General editors, John Piper & David Mathis, chapter by Albert Mohler, p54-58
[6] What is the Trinity, Sproul, p24
[7] Refuting Evolution, Master Books 1999, Sarfati, p71
[8] The Account of Genesis by Jonathan Sarfati PHD., F.M., page 10
[9] Systematic Theology, Wayne Grudem, Zondervan, p101
[10] Evangelical Dictionary of Theology by Daniel J. Treier, Fundamentalism, p774-775
[11] Fundamentalism and the Word of God , Some Evangelical Principles, J. I. Packer, p19 & 21
[12] Dictionary.com
[13] Meriam-webster.com
[14] Systematic Theology, Berkhof, p379
[15] Christianity and Liberalism by J. Gresham Machen, p2

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس