خطر الإنياجرام يقترب من الشرق المسيحي


ما هو الإنياجرام؟ هو مفهوم يُلَخَّص في رسم توضيحي عبارة عن دائرة بها تسعة رؤوس من الداخل يمثل كل رأس منها نوع من أنواع الشخصية التسعة. أي أن الرسم التوضيحي للإنياجرام يقدم لك عشرة أنماط للشخصية. بناء على اختبار معين تستطيع اكتشاف نمط شخصيتك من بين باقي الأنماط. اكتشاف نوع الشخصية ينمي الوعي الذاتي.

والإنياجرام منتشر بالفعل في الأوساط الإنجيلية الأمريكية. بل وهناك دورين نشر إنجيليين (زوندرفان، آي في بي) أصدرا على الأقل كتابين يمزجان بين الإنياجرام والمسيحية. على أن الإنياجرام لم يعد بعيدًا عنا. فهناك الكثير من العلمانيين العرب يروجون له باللغة العربية. بل وفي فيديو حديث ظهر القس الأرثوذكسي المعروف داود لمعي ليروج لمركز مسيحي لإدارة الحياة. هذا المركز يستخدم شئ يُعرف بـ الإنياجرام. لم يعد خطر الإنياجرام إذًا بعيد عن الإنجيليين في الشرق، فوجبت كلمت تحذير عن مخاطره.

الإنياجرام يقدم مفهوم مشوه عن الخطية

طبقًا لهذه الأيديولوجية، فإن هناك ذات حقيقية وذات غير حقيقية. أخطائك، أو فشلك، ناتجان عن ذاتك غير الحقيقية. الطريق إلى الكمال أو الذات النقية أو الحقيقية هو الوعي بها. البعض أيضًا يستخدم مفهوم مثل معرفة الذات التي تؤدي إلى طريق الاتحاد بالألوهة أو الألوهة الداخلية. على أن الكتاب المقدس لا يقول أن لنا ذاتًا حقيقية وأخرى غير حقيقية. أو أن لنا ذاتًا نقية. بل يعلم بأننا فاسدون جذريًا. هذه هي ذاتنا الحقيقية وإن اعتقدنا بغير ذلك فنحن مخدوعون.

الإنياجرام يطرح منظور متمركز حول الإنسان

إن هذا التعليم الوثني يجعل الإنسان ينحصر في ذاته طالبًا مجده وحكمته وخلاصه بالاستقلال عن الله. إذ يدفعه ليرى كل شئ من منظور متمركز حول نفسه، وليس من منظور الله المعلن في الكتاب المقدس. بدلاً من أن ينصت الإنسان للحق الكتابي حول حقيقة أمره يقوم بقياس نفسه على نفسه. إنه نفس المسعى القديم للإنسان في جنة عندن بأن ينال حكمة ذاتية مستقلة عن الله.

الإنياجرام يشتت الانتباه بعيدًا عن المسيح والكتاب المقدس

إن أول ما يفعله الإنياجرام هو أنه يشتت الانتباه عن هويتنا في المسيح. عندما نتحد بالمسيح يصبح هويتنا الجديدة. علينا أن ننظر إليه لكي نعرف من نحن. والنظر إلى المسيح يكون من خلال الحق المعلن في الكتاب المقدس. عندما ننظر إلى الرب يسوع المسيح في الكتاب، نرى قبحنا في نوره. نرى أيضًا النعمة الممنوحة لنا بالاتحاد فيه. أما إن كنت غير مؤمن، فالاختبار الحقيقي لنوع شخصيتك، ليس هو الانياجرام، بل الناموس، الذي يخبرك بأنك لا تستطيع أن تثبت في جميع وصاياه ومن ثم فأنت تحت لعنته وتحتاج إلى خلاص الرب يسوع.

الإنياجرام من أصل شيطاني

ظهر الإنياجرام بشكل مبدئي في القرن التاسع عشر، وتم تتطويره عبر أكثر من شخص. أهمهم طبيب نفسي يدعى كلاديو نارنخو صرح بالصوت والصورة أنه طور هذه الأنواع التسعة للشخصية عبر الكتابة الأوتوماتيكية. أي أنه كان يكتب هذه المفاهيم وقوة أخرى متحكمة به. هو لا يقول أنها قوة شيطانية لكن هذا لا يحتاج إلى قول صريح منه لكي نعرف ذلك. قام نارنخو بنقل هذه الأفكار عن مرشد آخر كان هو بدوره منفتح على الشياطين وله روح مرشد.

الإنياجرام يفتح الباب لخبرات شيطانية

كما أشرت أعلاه التركيز على أمور مثل الوعي الذاتي، والذات النقية أو الحقيقية، يجعلنا ننحصر في أنفسنا. البعض يأخذ فكرة الوعي بالذات إلى الوعي ومن ثم الاتحاد بالألوهة الداخلية. فضلاً عن ذلك، يحاول البعض في الغرب استخدام الإنياجرام في التشكيل الروحي من خلال أمور كالممارسات التأملية.

الإنياجرام إذًا أيديولوجية وثنية من وحي شيطاني مضرة وغير قابلة للدمج بالحق المسيحي.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس