هل تدعو البروتستانتية إلى الإيمان السهل الذي بدون أعمال؟


يظن البعض خطأ بأن الحركة الإنجيلية (البروتستانتية) تدعو إلى الإيمان السهل، أو أنها ضد الأعمال. لكن العكس صحيح، فلم يكن هذا التعليم غير الكتابي موقف المصلحين أبدًا. صحيح أن هناك بعض التيارات داخل الحركة الإنجيلية تميل لتهميش الأعمال الصالحة أو التغيير في حياة المسيحي، لكن لا المصلحين ولا اعترافات الإيمان المصلحة علمت بذلك. بالاتساق مع المنهج المصلح، يوجد بعض المحاولات القيمة جدًا لصياغة العلاقة بين الإيمان والأعمال، أو بين عمل المسيح وعملنا نحن. 

الخبري والأمري indicative and imperative 

الخلاص خبر يتعلق بما عمله الله لأجلنا. وفي نفس الوقت أمر علينا طاعته. طاعة الوصايا الإلهية ليست أساسًا للخلاص، ولكن العكس صحيح. إن خبر الإنجيل السار هو أساس كل قوة لإرادتنا وفعالية لطاعتنا وصلاح لأعمالنا. فمع كوننا فطيرًا، علينا أن نسعى ونعمل لكي ننقي أنفسنا من الخميرة فنصير عجينًا جديدًا. 

حدث فعلاً وقيد الإكتمال already and not yet 

الخلاص عمل مكتمل، وفي نفس الوقت هو حدث قيد الإكتمال. لقد أكمل المسيح عمله الكفاري بصورة مطلقة. لكن فعاليات هذا العمل المكتمل لا تزال تنفرج طياته في ساحة الواقع الخلاصي. لقد اقتحم الدهر الآتي هذا الزمان الحاضر الشرير، ويعمل الآن بصورة سرية معدًا كل شئ لتلك اللحظة التي يبلغ فيها ذلك الإكتمال ذروته. 

الجذور والثمار the root and the fruit 

ما عمله المسيح لأجلنا هو الجذور، وكل ما نعمله نحن ما هو إلا ثمارًا لعمله المبارك. لولا الجذور ما وجدت الثمار. كما أن وجود الثمار دليل على وجود الجذور الحية. عمل المسيح لا يمكن إلا وأن يكون مثمرًا وفعالاً. ونحن لا نستطيع الافتخار بما نفعله لأن ليس سوى قوة عمل المسيح فاعلة فينا. الثمار لا تستطيع أن تفتخر بنفسها لأنها تستمد ذات وجودها من الجذور. 

كل المحاولات السابقة تنبع من منهج أمين في التعامل مع الحق الكتابي. وهي زوايا أو جوانب مختلفة من نفس الحقيقة الواحدة. لا ينبغي أن نبخس عمل المسيح الكامل والثمين بالظن أنه يمكن الإضافة إليه. كما أننا لا نستطيع إلا وأن نرى ثمار وفعالية هذا العمل في حياتنا. إن عمل المسيح خبر سار وأمر علينا طاعته. حدثًا كاملاً ولا تزال تنفرج فعالياته في حياتنا. جذور وأساس لكل قوة وعمل لنا. المنهج المصلح ليس ضد الأعمال الصالحة، لكنه يضعها في موضعها الصحيح، كنتيجة لما عمله المسيح لأجلنا، وكرد فعل ممتن لعمله الأعظم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس