من هم الهُيُوجُونَتْس الفرنسيون؟


الهيوجونتس Huguenots الفرنسيون هم بروتستانت كالفينيو المذهب. ظهر الهيوجونتس في فرنسا في منتصف القرن السادس عشر تحديدًا عام 1550 م. نتيجة احضار الوعاظ الكتب المقدسة من سويسرا. نمت الحركة بسرعة حتى انعقد أول سنودس لهم بعد خمسة سنوات. في غضون قرنًا صاروا قرابة المليون تابع. 

حدثت الصدامات المتوقعة بينهم وبين الكاثوليك فخشيت كل من الكنيسة الكاثوليكة نموهم والحكومة الفرنسية مطالبتهم بالحكم. شنت عليهم الكنيسة الكاثوليكية حروبًا فما كان من الهيوجونتس سوى حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم، لكن ما لبث أنهم تخلوا عن استعمال السلاح فيما بعد كويسلة للدفاع. 

بلغ الاضطهاد ضد الهيوجونتس ذروته في 24 أغسطس 1572 والذي يعرف بـ مذبحة يوم القديس بارثيلماوس والتي قَتَل فيها الكاثوليك حوالي مئة ألف هيوجونتس كالفيني. فر الهيوجونتس على إثر تلك المذبحة إلى مخابئهم. هذا فضلاً عن عشرات الألاف منهم الذين فروا قبل المذبحة كلاجئين دينيين إلى دول أوربية أخرى ولا سيما سويسرا واستوطنوا هناك. وقد كان من بين أولئك الذين فروا في البداية كالفن، فقد حفظته النعمة لنا لكي نتعلم منه حق الإنجيل. 

لم يتوقف الأمر عند المذبحة، فقد بدأ بعدها اضطهادًا ممنهجًا ضد الهيوجونتس. سُنَّت القوانين ضدهم لمنعهم من الإلتحاق بالنقابات المهنية. طفل الهيوجونتس الذي يترك البروتستانتية إلى الكاثوليكية يحق له ترك أبويه. مُنِعَ الهيوجونتس أيضًا من تأسيس جامعات خاصة بهم. ومن يحاول منهم ترك فرنسا يُعاقب بنفيه في سفن العبودية التي تستخدم في الحرب والقرصنة. أي هيوجونتس يترك البروتستانتية ويعتنق الكاثوليكية يُعْطَى دعم مادي منتظم. هددهم لويس الرابع عشر عام 1682 بشرور رهيبة إن لم يتحولوا إلى الكثلكة. قام بتدمير 570 كنيسة بروتستانتية من إجمالي 815. فاضطر الهيوجونتس لعقد اجتماعاتهم في الغابات وصاروا عرضة للغارات والموت الوشيك. 

وكأن كل ذلك لم يكفيهم، فانتخبت أشرس الوحدات في الجيس لِتُرْسَل إلى مناطق الهيوجونتس الكالفينيون وتم توصية وحدات المشاة تلك بالقسوة تجاههم. اقتحموا بيوتهم وقفزوا فوق مسنيهم وأجبروهم على الرقص حتى سقطوا من الإعياء، وضربوهم على أقدامهم ثم اضطروهم لشرب الماء المغلي. سرقوا ممتلكاتهم واغتصبوا نساءهم. لم يكن هناك قضاء ينصفهم لأنهم كانوا ممنوعين من اللجوء للمحاكم. 

فر منهم أربعة مائة ألف ومن بقي منهم أجبر على القداس وإن بصق أحدهم خبز المناولة أُحْرِقَ حيًا. 

قال عنهم مؤرخ كاثوليكي في القرن السادس عشر: 

"لقد صنفوا أنفسهم كأعداء واضحين للرفاهية والاحتفالات العامة وحماقات العالم، والتي كانت سائدة بين الكاثوليك. في مجتمعاتهم وفي مآدبهم، لم يجد المرء موسيقى ولا رقصًا، بل عظات من الكتاب المقدس، موضوعة على الطاولة، وترانيم روحية، خاصة المزامير .. بدت النساء، بملابسهن المتواضعة وحملهن، وكأنهن حواءات حزينات أو مجدليات تائبات، يرددن في حياتهن الوصف الذي قدمه ترتليان للمرأة (المسيحية) في عصره. ظهر الرجال أمواتًا للعالم وممتلئين بالروح القدس. كان كل منهم معمدانًا كارزًا في البرية. لم يعبّر السلوك الخارجي إلا عن التواضع والطاعة. لقد سعوا إلى الحصول على مكان لأنفسهم، ليس بالقسوة ولكن بالصبر، ليس بالقتل ولكن بأن يموتوا، بحيث يبدو أن المسيحية في براءتها البدائية قد استعيدت". 

نشكر الله من أجل شهادتهم واستشهادهم وكل ما تحملوا من أجل الإنجيل! 

هذه المقتطفات مأخذوة بتصرف من مقال عن الهيوجونتس نُشِرَ على مجلة Christianity Today . انقر هنا للذهاب إلى المقال الأصلي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس