مسيحيوا داروين (الليبراليون) يبيعون الغالي من أجل الرخيص


بينما كان العلماء المسيحيين الخلقيين يجرون التجارب في معاملهم وفي الأديرة ويقومون برصد ومشاهدة الظواهر الطبيعية مدفوعين بإيمانهم بخالق كلي الحكمة خلق كونا متناغما ومنظما بحسب سفر التكوين، ظل الفلاسفة المتشككون حبيسي جدران غرفهم ومكاتبهم يصوغون الفرضية تلو الأخري في معزل عن الطبيعة وبعضهم كان تحت تأثير الأرواح الشيطانية. صعد العلم علي أكتاف العلماء المسيحيين الذين صدقوا الرواية الحرفية لسفر التكوين فأثمر ذلك عن إنجازات طبية وصناعية وزراعية وفضائية، وظل الفلاسفة يتأرجحون بين النظريات التي تشكك في وجود الخالق وفي إمكانية معرفة الإنسان للحق من الأساس. وهذه بعض الأمثلة لهؤلاء:

إيمانويل سويدينبورج (1688 – 1772)
في كتابه (Principia) عام 1734 صاغ فرضية السديم وهي أن الشمس وكواكب المجموعة الشمسية تكونت من سديم يدور بسرعة. وادعي أنه حصل علي تلك المعلومات من جلسة عرافة مع سكان كوكب المشتري. وهذا الشق من التطور يقال له التطور الكوني أو تطور النجوم.
المرجع: أحد البحوث العلمية المنشورة علي الموقع الرسمي لجامعة برشلونة قسم الفضاء.

http://www.am.ub.edu/~robert/master/01-introduction.pdf

كونت دي بوفون (1707 – 1780)
ليس فقط أنه لم يضف شيئا إلي أعمال كارلوس لينيوس العالم المسيحي الخلقي (الذي يسمي رائد علم التصنيف Taxonomy) لكنه كان دائم الإنتقاد له. قال أن مذنبا ارتطم بالشمس محولا أجزاء منها إلي كواكب المجموعة الشمسية. وهذا أيضا يندرج تحت تطور النجوم.
المرجع: الموقع الرسمي لجامعة بركلي كاليفورنيا قسم التطور

http://evolution.berkeley.edu/evolibrary/article/history_06

ألفريد راسل ولاس (1823 – 1913)
يقول المؤرخون أن داروين انتحل ما كتبه ولاس عن الإنتخاب الطبيعي ونسبه إلي نفسه بمساعدة إثنين من أصدقاءه. اعترف ولاس صراحة بأنه يدين بالأرواحية (الإتصال بالأرواح والموتي). أما عن كيف توصل ولاس إلي الإنتخاب الطبيعي، في فبراير  1858 أصابته حمي شديدة إلي درجة الهذيان بإحدي جذر المالوكو (أندونيسيا) واستطاع تصور حدوث الإنتخاب الطبيعي بإعتباره الطريقة التي يحدث بها التطور لدي الكائنات الحية. وبمجرد أن استعاد صحته قام بتدوين النظرية وأرسلها إلي داروين وطلب من داروين إرسالها إلي عالم آخري يدعي تشارلس لايل في حالة أن وجد داروين ما كتبه ولاس شيقا. داروين أيضا اشترك في ممارسات شيطانية أثناء قيامه برحلاته علي سفينة البيجل بحسب ما ذكر في كتابه. وهذا هو الشق البيولوجي من التطور.
المرجع: الموقع الرسمي لألفريد راسل والاس.

http://wallacefund.info/faqs-myths-misconceptions

المشكلة أن بعض المسيحيون يريدون المساومة أو قل المزاوجة بين الحق الكتابي الثمين وبين تلك النفايات الشيطانية والنظرية المحضة (الغير مؤسسة علي التجربة القابلة للتكرار والملاحظة والتي هي الوسيلة الوحيدة للعلم التجريبي)، ويعطونها أولوية علي كلمة الله المعصومة من الخطأ. ويقولون أن تلك الفرضيات التي افرزتها الخيالات الشيطانية لبعض العلماء أثبتت خطأ الكتاب المقدس وأن الله لم يخلق من العدم، لكنه استخدم القتل والصراع والمرض والموت التي هي أدوات التطور، في خلقه للعالم. إنهم يستبدلون الحق بالكذب، ويبيوعون الغالي (كلمة الله) بالرخيص (التطور). "اقتن الحق ولا تبعه" (أم 23 : 23).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس