من القلب تولد الشرور

قال الرب يسوع المسيح "لأن من القلب تخرج أفكار شريرة: قتل، زني، فسق، سرقة، شهادة زور، تجديف" (مت 15 : 19)

الكلمة اليونانية المترجمة "تخرج" هي (exerchomai) بحسب قاموس ثايير تعني أيضا "يَنشأ ماديا من الشئ" أو "يُولد منه". وقد جاءت بهذا المعني في قول متي "وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا، لست الصغري بين رؤساء يهوذا، لأن (منك يخرج) مدبر يرعي شعبي اسرائيل" (2 :6). وأيضا في قول بولس "وأما الذين هم من بني لاوي، الذين يأخذون الكهنوت، فلهم وصية أن يعشروا الشعب بمقتضي الناموس، أي إخوتتهم، مع أنهم قد (خرجوا من صلب) إبراهيم" (عب 5 : 7). وهذا من شأنه هدم الفكرة البيلاجيوسية الليبرالية بأن الإنسان محايد تجاه البر والإثم، وأن الشر الذي يقترفه الإنسان ليس سوي الإقتداء بالأمثلة السيئة في المجتمع. فالرب يسوع يقول هنا أن المشكلة عميقة الجذور في الإنسان، فليس ما يدخل الإنسان ينجسه، بل ما ينشئه قلبه من أفكار شريرة تخرج إلي العالم المادي (المجتمع). 

يؤكد أيضا هذا الأمر الكثير من المقاطع الكتابية:

"فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها معها فأكل" (تك 3 : 6). قبل أن يكون هناك أي مجتمع وأي شر فيه يمكن أن يصدر الشر كرد فعل له، وقبل أن يكون هناك أي مثال شرير آخر.
"حبل شقاوة وولد إثما، وبطنه أنشأ غشا" (أي 15 : 35).
"هوذا يمخض بالإثم. حبل تعبا وولد كذبا" (مز 7 : 14). وهنا يظهر لنا المرنم كيف أن الشرير يستخدم كل قدرته ويتألم آلاما مثل تلك التي تحدث مع المخاض وذلك لكي يخرج الشر الذي فيه. 
"ليس من يدعو بالعدل، وليس من يحاكم بالحق. يتكلون علي الباطل، ويتكلمون بالكذب. قد حبلوا بتعب وولدوا إثما" (إش 59 : 4).
"ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتا" (يع 1 : 15). وهنا يعقوب يرينا عملية متكاملة، حمل بالشر، ثم احتضان له في القلب كما تكون الأنثي حاضنة للجنين في بطنها، ثم أخيرا ولادة الخطية في العالم الخارجي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس