افعل هذا فتحيا .. وقد فعل المسيح فصارت لنا الحياة


من الناحية النظرية، كان من المتفرض للناموس أن يقدم الحياة للخاطئ. لهذا قال الرب للناموسي الذي أتي ليجربه بسؤاله يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية: "ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرأ؟ فأجاب (الناموسي) وقال: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك مثل نفسك. فقال له (يسوع): بالصواب أجبت، افعل هذا فتحيا" (لو 10 : 25 – 28). وإستحالة تنفيذ هذا الشرط، الذي هو حفظ الناموس، غير خافية علي أحد، فمن يستطيع أن يحب الرب من كل قلبه ونفسه وقدرته وفكره، وقريبه مثل نفسه؟ لهذا جاء المسيح، لكي يتمم هو الناموس نيابة عنا. وقد أراد المسيح أن يلفت نظر الشاب إلي ذلك بطريقة غير مباشرة. بأن يجعله يصصدم مع عجزه عن حفظ الناموس بصورة مطلقة فليجأ إلي المسيح. لأنه لو كان هناك إمكانية للإنسان أن يحفظ الناموس بصورة كاملة، ما كان هناك حاجة لكي يتجسد المسيح. فقول المسيح المتجسد هنا هو أكبر دليل علي عجز الإنسان عن حفظ الناموس، ولا أقول "عجز الناموس"، لأن الناموس (نظريا) له هذه الإمكانية لو كان الإنسان يستطيع حفظه. وفي نهاية المطاف فقد خلصنا نحن بالأعمال، لا بأعمالنا، ولكن أولا بأعمال بر المسيح أثناء حياته علي الأرض، أي حفظه للناموس، فقد أحب الله من كل قلبه ونفسه وقدرته وفكره وقريبه مثل نفسه. وثانيا بعمل المسيح علي الصليب. وهذا هو الخلاص بالنعمة، الإيمان بعمل المسيح لأجلنا (يو 6 : 28 - 29). إذا فالإدعاء بأن الإنسان يستطيع أن يخلص بأعماله الشخصية، أو أن الإنسان يستطيع حفظ الناموس بمساعدة النعمة (كما ادعي بيلاجيوس أن النعمة غير ضرورية ولكنها عاملا مساعدا)، أو أن صليب المسيح هو مجرد مثال لنا نحتذي به، هي جميعا إدعاءات باطلة. وأخيرا فهذا القول للرب يسوع المسيح يدل علي، معرفته العميقة بالناموس ومصادقته علي محتواه، لأن هذا هو مطلب الناموس من يوم اعطاءه للشعب "فتحفظون فرائضي وأحكامي، التي إذا فعلها الإنسان يحيا بها. أنا الرب" (لا 18 : 5)، أيضا (نح 9 : 29 ، حز 20 : 11 ، 13 ، 21).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس