لقاء مع عالم الآثار الدكتور كليفورد ويلسون



كليفورد ويلسون هو عالم أثار ميداني ومدير سابق للمعهد الإسترالي لعلوم الآثار ومشرف فريق التنقيب الأثري لمنطقة جازر الأثرية في إسرائيل بالتعاون مع المدارس الأمريكية للبحث الأثري. وعمل أيضا كالمدير المساعد للحفر الأول في تل نصيح والمرجح أنه الموقع الكتابي لـ "عاي". وقام أيضا بأعمال حفر في نينوي حيث اكتشف طريق بين قصر الملك سنحاريب في العراق والمعبد، مع نقش عليه يقول أن الطريق مهدي إلي الإلهة إيزاجيلا. وفي لقاء أجري معه ذكر ما يمكن تلخيصه في الآتي:

أثناء التنقيب في جازر، بالتعاون مع البروفيسير نلسون جلويك أحد الآثريين البارزين، قام بإكتشاف أن الرماد الموجود في المنطقة يرجع إلي الحريق الذي ذكره الكتاب المقدس في (1 مل 9 : 16) "صعد فرعون ملك مصر وأخذ جازر وأحرق جازر بالنار، وقتل الكنعانيين الساكنين في المدينة، وأعطاها مهرا لإبنته إمرأة سليمان". ويذكر الدكتور ويلسون أن هذا الأمر الذي أثبت دقة المحتوي التاريخي للكتاب المقدس لم يعجب بعض علماء الآثار مثل البروفيسير ج. إيرنست رايت من جامعة هارفارد. ولكنهم إضطروا للإعتراف بالموثوقية التاريخية للكتاب المقدس ككتاب به نصوص تاريخية.

وعندما سأل عما إذا كان قد عثر أثناء استكشافاته الأثرية علي أي شئ يتعارض مع الأحداث التاريخية الواردة في الكتاب المقدس، أجاب بالنفي. وحكي أن الدكتور نلسون جلويك (الذي يعتبره أحد أعظم خمس علماء آثار في الآثار الكتابية) وبخ عالما آثريا أصغر منه في السن كان ينتقد الكتاب المقدس بشدة ناعتا إياه بأنه بلا قيمة، بأنه لا ينبغي قول ذلك علي الكتاب المقدس، لأن هذا الأخير له عادة في أن يثبت صحته لاحقا. وذكر أيضا أن البروفيسير نلسون جلويك قال في إحدي محاضراته أنه بعد أن قام بالتنقيب لمدة ثلاثين عام، ممسكا بالكتاب المقدس في يد وبالمجرفة في يد أخري، لم يعثر أبدا علي أي خطأ تاريخي في الكتاب المقدس.

كما أن الدكتور ج. إرنست رايت قال له أيضا أنه كان يؤمن بنظرية المصادر طيلة ثلاثين سنة إلا أنه نبذها أخيرا بعد الإكتشاف الأثري الذي يبين كيف كانت تكتب المعاهدات السيادية بين السادة الحثيين وتابعيهم (Suzerainty Covenant Treaties) وكيف أن هذا الأسلوب موجود في التوراة في النصوص العهدية بين الله وشعبه. لهذا ينبغي إرجاع كل النصوص العهدية في توراة موسي إلي القرن الرابع عشر قبل الميلاد. كما أن التوراة ينبغي أن ينظر إليها كعمل أدبي واحد كتبه قلم واحد.

وعن صحة نسبة سفر التكوين إلي موسي، تحدث أيضا عن صيغة أدبية كانت متبعة في الكتابات القديمة تسمي (Colophon) وهي عبارة تظهر لك نهاية لوح وبداية لوح آخر. وهذه العبارة في توارة موسي كانت "هذه مواليد ..". وهذا من شأنه اثبات خطأ نظرية المصادر القائلة بأن كتابات العهد القديم لم تكن سوي تقاليد شفوية متوارثة في مصادر مختلفة تم جمعها معا في الوقت ما بين الملك سليمان وعزرا الكاتب.

وعن سؤاله ما إذا كان الدين قد تطور كما يدعي البعض أن البشر بدأوا بعبادة الأرواح في المادة ثم تعدد الآلهة إلي أن وصلوا إلي عبادة الإله الواحد. ذكر الدكتور ويلسون أنه بعد الطوفان مباشرة يوجد سجل تاريخي بثلاثة آلهة، إله السماء وإله الأرض والماء. وبعد هذا بقليل تجد سجلات تاريخية كثيرة بمئات الآلهة. فالبداية كانت بعبادة الإله الواحد والتي أفسحت المجال إلي تعدد الآلهة. ولا يوجد في السجلات التاريخية ما يثبت أن البشر بدأوا بتعدد الآلهة. بل وحتي في ألواح إبلا التي تذكر ما يقرب من الخمسمائة إله، يوجد أيضا إلي جوار ذلك مفهوم كنعاني قديم بالإله الواحد العظيم، الذي هو "لوجال" الذي يأتي ذكره بالإرتباط مع الخلق. وهذا يتمشي مع ما ذكره بولس في رومية (ص1) أن الناس استبدلوا مجد الخالق الواحد بآلهة أخري كثيرة صنعها البشر لأنفسهم. كما أن السجل التاريخي بعد الطوفان مباشرة بوجود ثلاثة آلهة يمكن أن يوضع بالمقابلة مع الثالوث المقدس، إذ يبدو أن القوي الشيطانية مستعدة لتقديم محاكاة للوقائع الروحية. لقد كان لدي الكنعانيون ثلاثة آلهة: إل الذي هو الآب، بعل الذي هو الإبن، وعاشيره الأم وزوجة إل.

وفي سؤاله عما إذا كان قد صادف أي دليل أثري يتناقض مع العمود الجيولجي (geologic column) الذي يقول به الدراونة، أجاب بالإيجاب. فأثناء إجراءه عمليات تنقيب بنهر البولاكسي بولاية تكساس وجد حفرية تريلوبيت (نوع منقرض من الخنافس) موجود جنبا إلي جنب مع الكثير جدا من آثار أقدام ديناصورات في نفس الطبقات الصخرية (الحجر الجيري)، الأمر الذي يعتبره الدراونة مستحيلا لأنهم يرون أن هناك عشرات الملايين من السنين من التطور تفصل بين هذين الكائنين.

وأخيرا لكون الدكتور كليفورد ويلسون مسيحي يؤمن بعصمة الكتاب المقدس وبكون صغير العمر (أي لا يؤمن بفكرة ملايين السنين) فقد صرح أكثر من مرة ما يدل علي أن العلماء يتعمدون تجاهل أو إخفاء أي دليل أثري أو حفري يثبت صحة الكتاب المقدس أو خطأ التأريخ العلماني الدارويني. وكيف أنه عندما عثر علي آثار أقدام ديناصورات أثناء تنقيبه في ولاية تكساس (ليس من المفترض اكتشافها في تلك الطبقات الصخرية حسب المزاعم الداروينية) تم إرجاعها إلي أنها آثار حديثة قام برسمها سكان أمريكا الأصليون (الهنود).





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس