سي إس لويس ينكر البدلية العقابية

يجد البعض صعوبة في تقبل إنكار سي إس لويس للبدلية العقابية. ولكن يقول لويس بوضوح في كتابه "المسيحية المجردة" أن البدلية العقابية (وأي نظرية أخرى في رأيه) لا تصلح كنظرية لتفسير الكفارة. [1]

يذهب لويس أبعد من ذلك متسائلا: "إذا كان الله مستعدا لتبرئتنا فلماذا، بحق السماء، لم يفعل ذلك؟ [دون الحاجة إلى صلب المسيح] وأي غرض ممكن أن يوجد في معاقبة شخص برئ؟ لا غرض على الإطلاق أستطيع أن أراه، وذلك إذا كنت تفكر في العقوبة بالمعنى القضائي الشُرَطِي". [2]

فضلا عن أن موضوع إنكار سي إس لويس للكفارة العقابية محسوم برفضه المباشر لها في كتابه "المسيحية المجردة"، فإن هذا الرفض يتأكد لنا أيضا من أمرين آخرين.

أولا اعتقاده بالمطهر. أقر لويس في الرسائل إلى مالكوم قائلا: "أنا أؤمن بالمطهر". [3] يرى اللاهوتي والمؤرخ الكنسي سكوت ماكنايت أن اعتقاد لويس بالمطهر يتسق مع نظرته حول الخلاص في كونه تغيير وليس تبرير. الخلاص لدى لويس تغيير كامل لا ينتهي على الأرص وبالتالي يحتاج إلى ما يكمله؛ المطهر. [4]

وثانيا تصويره الرمزي للكفارة في روايته عالم نارنيا يدعم رفضه للبدلية العقابية. في مشهد موت أصلان، الأسد الذي يرمز للمسيح، تقول الساحرة أنها ستقتل أصلان إيفاء بالإتفاق الذي بينهما وبمطالب السحر القوي، وذلك نيابة عن صديقه الخائن إدموند. [5]

أخيرا، ونقلا عن مصادر ثانوية ولكن موثوق بها (فلم يتسنى لي الإطلاع على المصدر الأصلي) جاء في المجلة الأمركية المعروفة المسيحية اليوم (منذ بضعة عقود عندما كانت محافظة تعليميا) أن "الدكتور" مارتن لويد جونز يرى أن: "لدى سي إس لويس نظرة خاطئة للخلاص وكان خصما للنظرة البدلية والعقابية للكفارة".

إذا فبناء على انكاره الصريح للكفارة العقابية، واعتقاده بالمطهر، وتصويره الرمزي لإيمانه بنظرية الفدية، يتأكد لنا رفض سي إس لويس لهذا التعليم الذي هو مركز الإنجيل المسيحي.




[1] Lewis, Mere Christianity, HarperCollins, ebook 2009, p54
[2] Lewis, Mere Christianity, HarperCollins, ebook 2009, p56
[3] Lewis, Letters to Malcom, HarperOne, ebook 2017, p79
[4] McKnight, C.S. Lewis and Mere Purgatory, Web article
[5] لويس، عالم نارنيا، ترجمة سعيد باز، أوفير، ٢٠٠٥، ص ١٧١ - ١٧٣، نسخة إلكترونية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس