تاريخية آدم خارج سفر التكوين



هناك ادعاء منتشر بأن الأصحاحات الإحدى عشر الأولى من سفر التكوين ليست تاريخية بل مأخوذة عن أساطير شرق أدن القديم. ولكن على فرض أن هذا الإدعاء صحيح، يظل هناك الكثير من الأدلة خارج سفر التكوين على تاريخية أحداثه. وسنأخذ آدم كمثال، نظرا لأهميته للإنجيل المسيحي وللرواية الكتابية ككل. وإليك بعض الأدلة التي تثبت تاريخية آدم من خارج سفر التكوين:

في العهد القديم

- آدَمُ، شِيتُ، أَنُوشُ، قِينَانُ، مَهْلَلْئِيلُ، يَارِدُ .. (١ أخ ١ : ١) – آدم يرد هنا ضمن سلاسل الأنساب كشخصية تاريخية.

- وَلكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوْا الْعَهْدَ. هُنَاكَ غَدَرُوا بِي. (هو ٦ : ٧) – الرب هنا يقارن خيانة إسرائيل بخيانة آدم له في جنة عدن.

في العهد الجديد

- لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي (رو ٥ : ١٤) – آدم هنا يرد جنبا إلى جنب مع موسى كشخصية تاريخية.

- هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:"صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا" (١ كو ١٥ : ١٤) – يرى بولس هنا أن آدم كان "الإنسان الأول" في التاريخ البشري.

- وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً:«هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ .. (يهوذا 14) – وهنا يضع يهوذا آدم كشخصية تاريخية إلى جوار أخنوخ الذي كان ترتيبه السابع من آدم.

في الأبوكريفا (الأسفار الغير قانونية)

- أنت جبلت آدم من تراب الأرض وأتيته حواء عونا (طوبيا ٨ : ٨)

- فمنها ما أعلاه وقدسه ومنها ما جعله في عداد الأيام وكذا البشر كلهم من التراب وآدم صنع من الأرض (حكمة يشوع بن سيراخ ٣٣ : ١٠)

- سام وشيث ممجدان بين الناس وفوق كل نفس في الخلق آدم (٤٩ : ١٩)

في الآركيولوجي (علم الآثار)

- ألواح إبلا Ebla Tablets اكتشفت في إبلا (سوريا حاليا)، يرجع تاريخ كتابتها إلى ما قبل التدمير النهائي لمدينة إبلا عام 2250 ق.م. وهذه الألواح أقدم من أي كتابات قديمة أخرى اكتشفت بمئات السنين، وبصفة خاصة أسبق من الروايات البابلية للخلق ببضعة مئات من السنين على الأقل. تذكر الألواح شخصيات مثل آدم وحواء ونوح. [1] 

- اكْتُشِفَ ختم حجري بالقرب من التل الكبير (١٢ ميل نينوى ما بين النهرين) أرجعه الأثري الذي اكتشفه، إي إيه سبايزر، إلى عام ٣٥٠٠ ق. م. والختم قطره بوصة واحدة ومحفور عليه رجل وامرأة عريانين ومنحنيان إلى الأمام كما لو كانا مكتئبين. الختم يوجد الآن في متحف جامعة فيلادلفيا. ويرى مكتشفه أنه يشير إلى قصة آدم وحواء. [2]

في العلم

- بالإضافة إلى الحقيقة التي أثبتها العلم بانحدار كل البشر الحاليين من أم واحدة أورثتهم ذلك الجزء من دي. إن. إيه. الميتوكوندريا أسموها "حواء الميتوكوندريا"، فقد توصل العلم التجريبي الحديث أيضا إلى حقيقة أخرى وهي انحدار كل الرجال الحاليين من أب واحد أورثهم كروموسوم تحديد الجنس، وقد أطلقوا على هذا الأب "آدم الكروموسومي". 

- وليس ذلك فقط بل تقول أحد الأبحاث العلمية الحديثة التي نُشِرَت على المجلة العلمية Nature بأن كل من حواء الميتكوندريا وآدم الكروموسومي عاشوا في نفس الوقت. [3]





[1] Baker Encyclopedia of Christian Apologetics by Norman L. Geisler, 1999, Ebla Tablets
[2]The Popular Handbook of Archaeology and the Bible: Discoveries That Confirm the Reliability of Scripture, Joseph M. Holden, Norman Geisler, 2013, p60
[3] Genetic Adam and Eve did not live too far apart in time Studies re-date 'Y-chromosome Adam' and 'mitochondrial Eve'. ,Ewen Callaway
https://www.nature.com/news/genetic-adam-and-eve-did-not-live-too-far-apart-in-time-1.13478

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس