إلى أي تعليم وأي طائفة ينتمي الدكتور ماهر صموئيل؟

 


ملخص هذا الفيديو (أدناه) هو محاولة لشيطنة الإنتماء لطائفة أو جماعة كتابية. والأخطر هو شيطنة وطعن الوضوح التعليمي، بل ومحاولة، من طرف خفي، بوصم الوضوح التعليمي بالعار وكأنه رغبة نفسية غير ناضجة لا تمت للإيمان أو الكتاب المقدس او اللاهوت بصلة.

شيء متوقع أن تقوم بشيطنة الإنتماء لطائفة أو عقيدة ما، لأنك مدرسة كبيرة في المراوغة والوقوف على الحياد والميوعة اللاهوتية والكتابية. ليس فقط الحياد الطائفي بل الحياد الديني، لأنك تؤمن بشمولية، بل وبعالمية الخلاص. وقلت سابقًا أن الحديث عن الله ينبغي أن يسمو عن الطائفة والدين. وفي هذا الفيديو شجبت الإنتماء العقيدي أو الطائفي بحجة أن المسيحية ليست عقيدة أو ديانة قائلاً بالحرف الواحد: "فأنتم حولتم المسيحية، للأسف، إلى عقيدة أو ديانة، أو بقيت طبقًا للشائع". منتهى التزوير والخداع والتلفيق. المسيحية ليست عقيدة أو ديانة؟!

يريد أن يحصر الإنتماءات الطائفية والعقيدية في كونها جوع إنساني يحقق بها الإنسان إرتياحه. وكأن الإنتماء إلى طائفة كتابية تعلم بالحق هو رغبات نفسية غير ناضجة، وليست حاجة روحية بالإنتماء إلى جماعة العهد التي نشاركها نفس التعليم. وكأنها ليست وصية كتابية أن نتبع الإيمان مع الذين يدعون الله من قلب نقي (٢ تي ٢ : ٢٢). يا دكتور ماهر الأزمة ليست أزمة هوية لدى الإنسان تجعله ينتمي لإطار تفكيري معين يريحه ويعطيه شيء من الفخر والهوية، بل الأزمة هي أزمة وضوح من طرفك، أزمة ميوعة، أزمة تلون بكل لون تعليمي، أزمة رؤية الحق على أنه نسبي، وأزمة اعتبار الكتاب المقدس كتاب مبهم لا يُهضم، أزمة مساومة على الحق الذي لا يمكن التفاوض عليه.

طبقًا لتلحليك النفسي (الشبه علمي) إذًا فالمصلحين الذين ظلوا، طيلة قرنين من الزمان، يكتبون إعترافات إيمان تميزهم عن الكنيسة الكاثوليكية حتى أن عدد إعترافات الإيمان التي كتبوها يفوق الـ 100 إعتراف، كانوا يعانون من أزمة هوية ومندفعين وراء حاجات نفسية، أو مسيحيين جسديين مثل أهل كورنثوس يبحثون عن الإنقسامات والولاءات البشرية والإفختار بها.

نصرة الكالفينية؟ وماذا عن نصرة الشمولية التي لا تكف عن الترويج لها يا دكتور ماهر بتعليمك أن رابعة العدوية المسلمة المتصوفة وُلدت ثانية، وأن قدماء المصريين (الوثنيين الذين كانت الضربات العشرة ضدهم وضد آلهتهم) أول من عرف الله وآمن باليوم الآخر، وأن التائب في أي دين سيخلص؟ إن كنا نحن نناصر الكالفينية، (والكالفينية ليست بالنسبة لنا سوى مجرد إسم نطلقه على الحق الكتابي كما فهمته الكنيسة التاريخية وكما أعاد إكتشافه المصلحين المباركين)، فأنت تناصر الفكر الشمولي المسكوني الليبرالي ووحدة الأديان!

لا يستريح للتوليب، الخمس أشياء كل واحدة عنده فيها مشاكل. في الحقيقة إنت ليس لديك مشكلة مع التوليب فقط، بل، وبإعترافك الحرفي، لديك ثلاث مشاكل مع البدلية العقابية، وثلاث مشاكل مع الإختيار، وخمس مشاكل مع الكالفينية. في الحقيقة مشكلتك ليست مع الكاليفينة، بل مع البروتستانتية، مع الإيمان الإنجيلي. والدليل على ذلك هو إيمانك وترويجك لعقيدة أرثوذكسية شرقية مثل "الثيوسيس" (وهو معتقد يتمسك به من يهاجمون البدلية العقابية) في حديثك عن البدلية العقابية. وإيمانك وترويجك لعقيدة الشمولية الكاثوليكية (في مرات كثيرة)، بأن غير المسيحيين سيخلصوا على حساب عمل المسيح حتى دون أن يسمعوا عن المسيح طالما كانوا مجتهدين وتائبين في دينهم. وإيمانك وترويجك لما يشبه عقيدة المطهر بقولك ما المانع أن تكون فترة العقوبة مؤقتة. فضلاً عن صبغك للعقائد الكتابية بمصطلحات نفسية مثل وصف التقديس على أنه "تطوير للشخصية"، وهذا ضد المنهج الإنجيلي، ضد سولا سكريبتورا. ما تريّحنا وتقول م الآخر إنك مش إنجيلي وتخلي عندك شفافية ووضوح!!

تخيل إن الكتاب اللي أنقذه روحيًا ونفسيًا لـ هنري نووين!! طبعًا هنري نووين متصوف يونيڤيرساليت (يؤمن بعالمية الخلاص)! ونعلم أنك قرأت للقسيسة الليبرالية فليمنج روتلدج وهي أيضًا يونيڤيرساليت (تؤمن بأن الشيطان نفسه سيخلص في النهاية) وقلت عن كتابها أنه محترم جدًا جدًا وثاني أعظم كتاب عن الصليب بعد كتاب چون ستوت. شوف كده مثلاً هنري نووين بيقول إيه: "اليوم، أؤمن أنا شخصيًا أنه بينما جاء يسوع ليفتح الباب لبيت الله، فإن كل البشر يمكنهم الدخول من هذا الباب، سواء كانوا سمعوا عن يسوع أو لم يسمعوا. اليوم أرى أنها دعوتي لمساعدة كل شخص بالتأكيد على حقه في إيجاد طريقه الخاص إلى الله" (كتاب الرحلة السبتية). قال نووين أيضًا "الله الذي يسكن في القدس الداخلي، هو نفسه الذي يسكن في القدس الداخلي في كل إنسان" (كتاب هنا والآن). هذا فضلاً عن إعتناقه لعقيدة وحدة الوجود الوثنية الشرق أسيوية Pantheism بأن الله حاضر في كل شيء بالتساوي والخليقة جزء من الله. وميوله الصوفية القوية مثل تعليمه بأن تكرار كلمات بعينها في الصلاة يفتح الباب لحضور الله. لهذا لا عجب أن يكون كتاب هنري نووين هو الذي أنقذك، فمنهجك منهجه، وتعليمك تعليمه.

ثمة سؤال يطرح نفسه أيضًا، إن كانت الإنتماءات الطائفية رغبة نفسية غير ناضجة، جوع داخل الإنسان يجعله يجد هويته في الإنتماءات الطائفية. فلماذا لا يكون العكس صحيح، طبقًا لنس المعيار؟ أي أن عدم الوضوح العقيدي هو رغبة نفسية غير ناضجة، للبحث عن منفعة ما، قد تكون الشعبية، أو ربح من أي نوع، أو أن يجد المرء هويته في استحسان وقبول الآخرين له؟ أليس من الممكن أن يكون هذا نوع من الإسقاط اللاهوتي من طرف الدكتور ماهر؟ إن إدعاء الدكتور ماهر هنا يفشل في إجتياز نفس المعيار الذي وضعه لغيره!

في المقابلة مع الميوعة التعليمية، والليبرالية اللاهوتية، للدكتور ماهر، يقول اللاهوتي والمؤرخ البروتستانتي المصلح مايكل ريفز: الإصلاح البروتستانتي لم يكن حول العقيدة فقط، بل حول الوضوح العقيدي Doctrinal Clarity. إن منهج الدكتور ماهر صموئيل يأتي كخرق صريح للمنهج البروتستانتي.

أخيرًا، لو كنت أنا مكان الأستاذ يوسف يعقوب لكان السؤال الذي وجهته للدكتور ماهر كالآتي: "أنا لن أسألك عن أي طائفة أو عقيدة تنمتي لها، بل أية عقيدة أو طائفة هي التي لا تنتمي لها، بما أنك شمولي يونيڤيرساليت؟"

 

روابط:

مقال وثّقت فيه تعليم الدكتور ماهر صموئيل عن شمولية وعالمية الخلاص:

https://samysoliman.blogspot.com/2020/07/blog-post.html

ملخص تعليم القسيسة الليبرالية التي مدح الدكتور ماهر كتابها:




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس