بماذا يعلّم الراهب اليسوعي هنري نووين الذي أنقذ الدكتور ماهر صموئيل نفسيًا وروحيًا عندما كانت حالته صعبة في أميريكا؟




تحدث الدكتور ماهر صموئيل في الفيديو (أنظر أسفل المقال) الذي سُؤِلَ فيه عن إنتماءه الطائفي والعقيدي كيف أنه لا يحصر نفسه بطائفة معينة، أو عقيدة معينة، أو حتى كاتب معين. ثم تلا علينا قصته كيف كان في حالة صعبة في بداية دراسته عندما كان في أميريكا. إلا أن الكتاب الذي أنقذه كان كتاب الراهب اليسوعي هنري نووين: "الكتاب الذي أنقذني روحيًا ونفسيًا كتاب هنري نووين". 

لكن ماذا عن هذا الراهب اليسوعي؟ هل مشكلته الوحيدة هي أنه غير بروتستانتي كما يحاول الدكتور ماهر صموئيل القول؟ طبعًا كونه كاثوليكي هذا في حد ذاته مشكلة لأي شخص إنجيلي يفهم الفرق بين عقيدته والعقيدة الكاثوليكية، ذلك لأن الكاثوليكية تعلّم بالخلاص بالإيمان والأعمال معًا، وصكوك الغفران، وأن الخطية الأصلية – أي الفساد الجذري – تزول بالمعمودية، والنعمة المُخَلِّصة تأتي بممارسة الأسرار، والاستحالة، والوساطة الكهنوتية، والمطهر، وشفاعة القديسين والعذارء، والاعتراف لرجال الدين. إلا أن المشكلة الأخطر في فكر نووين، هو أنه يعلم بعالمية الخلاص Universalism، ويروج للصوفية، ويمزج بين المسيحية والديانات الوثنية بتعليمه "وحدة الوجود" Pantheism . 

وهذه بعض النصوص المأخوذة من كتب هنري نووين تؤكد تعليمه بتلك العقائد الوثنية: 

عن تعليمه بعالمية الخلاص، يقول نووين في كتاب "الرحلة السبتية": 

"اليوم، أؤمن أنا شخصيًا أنه بينما جاء يسوع ليفتح الباب لبيت الله، فإن كل البشر يمكنهم الدخول من هذا الباب، سواء كانوا سمعوا عن يسوع أو لم يسمعوا. اليوم أرى أنها دعوتي لمساعدة كل شخص بالتأكيد على حقه في إيجاد طريقه الخاص إلى الله" (Sabbatical Journey). 

أيضًا عن تعليمه بعالمية الخلاص ووحدة الوجود، قال نووين في كتاب "هنا والآن": 

"الله الذي يسكن في القدس الداخلي، هو نفسه الذي يسكن في القدس الداخلي في كل إنسان" (Here and Now). 

عن إيمانه وتعليمه بالعقيدة الوثنية "وحدة الوجود" يقول نووين في كتابه "خبز للرحلة": 

"الصلاة هي 'عمل النفس' لأن نفوسنا هي تلك المراكز المقدسة حيث كل الكل واحدًا ... إنه في قلب الله يمكننا أن نصل إلى الإدراك الكامل لوحدة كل الموجود". (Bread for the Journey) 

عن ميله الصوفي يقول في كتابه "طريق القلب": 

"يمكن أن يساعدنا التكرار الهادئ لكلمة واحدة على النزول بالعقل إلى القلب ... طريقة الصلاة البسيطة هذه ... تفتحنا على حضور الله الفعال". (The Way of the Heart) 

محاولة لتنميل العقل والوعي بالدخول في حالة شعورية غير واعية تقود إلى الإنفتاح على خبرات شيطانية! ما الفرق بين ما يدعو له نووين وبين المانترا الهندوسية؟ 

أيضًا، يقول نووين في المقدمة التي كتهبا لكتاب توماس پ. رايان "تدريبات للحياة المسيحية" (وكتابة المقدمة في حد ذاتها هي مصادقة على المحتوى): 

"يُظهر المؤلف انفتاحًا رائعًا على مواهب البوذية والهندوسية والدين الإسلامي. يكتشف حكمتهم العظيمة للحياة الروحية للمسيحي ولا يتردد في إزالة اللبس حول تلك الحكمة" (Disciplines for Christian Living) 

هل يمكن لأي مسيحي يرى لعقيدته المسيحية قيمة وحصرية أن يقول مثل هذا الكلام؟ إنها عبارة لا يمكن أن تصدر إلا عن شخص له عقيدة صوفية عالمية. 

الطبعة الثانية من كتاب "بأيدٍ مفتوحة" لهنري نووي كُتِبَت مقدمتها (كنوع من المصادقة أو التزكية) بواسطة راهبة ديانة العصر الحديث سو مونك كيد، والتي ارتدت عن المسيحية وتتبع الآن ديانة العصر الحديث New Age . 

في كتابها "رقصة الإبنة العاصية: رحلة امرأة من الإيمان المسيحي إلى النسوية المقدسة" تقول سو مونك كيد: 

"اليوم أتذكر هذا الحدث لسبب كونه سرًا مشعًا، كيف شعرت بأنني اِحْتُضِنْتَ بواسطة الإلهة [مؤنث إله]، كيف شعرت بنفسي وهي على اتصال مع أعمق شيء أكونه أنا. كانت تلك اللحظة، كما قال الكاتب المسرحي والشاعر نتوزاكي شانج : "لقد وجدت إله في نفسي / وأحببتها / أحببتها بشدة". (The Dance of the Dissident Daughter: A Woman’s Journey From Christian Tradition to the Sacred Feminine) 

أيضًا ومن نفس الكتاب السابق تقول سو مونك كيد: 

"علَّقت فوق المذبح في مكتبتي مرآة جميلة منحوتة على شكل قمر هلالي. ذكرتني بتكريم وجود الأنثى الإلهية في نفسي، الحكمة التي في روحي". 

معروف عن هنري نووي أيضًا أنه صارع مع الجنسية المثلية ولم يُكتشف هذا الأمر إلا بعد وفاته من خلال مذكراته.

هذا هو الكاتب الذي أنقذ الدكتور ماهر صموئيل روحيًا ونفسيًا!!! طبعًا، فضلاً عن كون الدكتور ماهر صموئيل يصادق على هنري نووين بالقول أن كتابه أنقذه روحيًا ونفسيًا، وفضلاً عن أن في ذلك إعتراف ضمني بأن عقيدة هنري نووين هي نفسها عقيدة ماهر صموئيل (وقد أثبت في مقال آخر باعتقاد ماهر صموئيل بعالمية الخلاص)، إلا أنه يقوم هنا أيضًا بمحاولة ماكرة، خفية، بالترويج لهذا الكاتب الوثني المتخفي في شكل مسيحي. يحاول ماهر صموئيل كسر أي حاجز لاهوتي أو روحي أو عقيدي بين الإنجيلي الناطق بالعربية وبين قراءة كاتب مهرطق مثل نووين. طبعًا البروتستانتي المسكين عندما يسمع تزكية وتصديق الدكتور ماهر صموئيل لهنري نووين لن يجد مشكلة أو غضاضة في قراءة ما كتبه نووين فتتسرب إليه أفكاره الشريرة. لماذا لم يقل الدكتور ماهر أن هنري نووين يؤمن بتلك الأفكار الخطيرة؟ سؤال يجيبنا عنه الدكتور ماهر شخصيًا (ولو أننا نعرف الإجابة مسبقًا). 

إن كان هذا هو فكر الكاتب الذي أنقذ ماهر صموئيل، فهذا يجعلنا نتساءل عن حقيقة وطبيعة هذا الإنقاذ الذي حظي به!!

أخيرًا، ومن الجدير بالذكر، كان الدكتور ماهر أيضًا، في حديثه المعنون "سرانية الصليب" قد مدح وصَدَّق على كتاب القسيسة الليبرالية فليمنج روتلدج "الصلب" قائلاً عنه أنه "كتاب محترم جدًا جدًا" وثاني أعظم كتاب بعد نظيره لجون ستوت "صليب المسيح". وقد تناولت سابقًا ما قالته هذه الكاتبة في مقال منفصل. لكن أود لفت الإنتباه هنا إلى أن تلك الكاتبة تنكر البدلية العقابية، وتعلّم بعالمية الخلاص حتى أن الشيطان نفسه في النهاية سيخلص. 

وهكذا فالدكتور ماهر صموئيل، بطرحه أسماء أولئك الكتاب وكتبهم، مثل هنري نووين، وفليمنج روتلدج، يصادق عليهم، ويزيل أي نفور لدى مستمعيه تجاه أولئك المعلمين غير الكتابيين. بطرح هذه الأسماء على مشاهديه يقوم بعملية تآلف بينهم وبين أولئك الكتاب Familiarizing تقود بدورها إلى تساهل مع ما يقولون إلى أن يصل في النهاية إلى إعتناق هذا الفكر الوثني.

روابط: 

الفيديو الذي مدح فيه الدكتور ماهر كتاب هنري نووين قائلاً عنه أنه الكتاب الذي أنقذه روحيًا ونفسيًا: 






بماذا تعلم فيليمنج روتلدج التي مدح الدكتور ماهر كتابها قائلاً عنه أنه كتاب محترم جدًا جدًا: 





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس